شلالات نياغارا: من أين كل هذا الفيضان؟

زائر

حين ترعد المياه وترسم قوس قزح

شلالات نياغارا: من أين كل هذا الفيضان؟

شلالات نياغارا: من أين كل هذا الفيضان؟ Post121221764763

إيمان شمص - كندا ـ شلالات نياغارا - السفير - 13/09/2008

قبل ٥٠ ألف سنة، ذابت كتلة جليدية ضخمة في أقصى شمالي الكرة الأرضية و»تدحرجت« مياهها نحو الجنوب تزيح في طريقها كل ما تصادفه من صخور وأتربة، لترسم تكاوين جغرافية جديدة من وديان وبحيرات وأنهار وكتل جليدية وكلسية متناثرة.. وشلالات مياه راعدة أيقظت بهديرها قبائل هنود حمر من السكان الأصليين للقارة الأميركية فأطلقوا عليها اسم »نياغارا« أو »رعد المياه«.

عوامل جيولوجية متراكمة قسمت هذه الشلالات قسمين يفصلان اليوم الحدود الشمالية بين الولايات المتحدة الأميركية وكندا، يدفقان منذ أكثر من ١٢ ألف سنة ما لا يقلّ عن ١٧٠ مليون لتر مكعب من المياه في الدقيقة الواحدة من ارتفاع ٥٧ متراً وعرض ٦٧٥ متراً على الجانب الكندي وارتفاع ٣٤ متراً وعرض ٣٢٨ متراً على الجانب الأميركي. تصب فيها مياه عذبة تتسرب إليها من مسافة ٦٤٨ ألف كيلومتر مربع آتية من البحيرات الكبرى الأربع: البحيرات العليا، بحيرة ميشيغان، هورون واريا. تمتزج بمياه نهر نياغارا وصولاً إلى نهر أونتاريو نزولاً إلى نهر سان لوران فالمحيط الأطلسي.

مع بداية القرن الثامن عشر، حملت خطى بعض الرحالة الأوروبيين إلى الشلالات وكتبوا عنها ما اعتبره البعض مجرد أساطير.. كيف يمكن للمياه أن ترعد وأن ترسم في الوادي ما بين الشلالين قوس قزح؟ وكيف يمكن لإنسان الاختباء وراء الشلالات؟

تقول »الأساطير« إن زعيم قبيلة هندية كانت تقطن منطقة الشلالات أراد تزويج ابنته الجميلة »ليلا والا« لرجل لا تحبه. لم ترد معاندة إله الغضب والكشف عن حبها لشاب آخر فاختارت التضحية بنفسها لإله الرعد الذي ناداها من كهف وراء الشلالات.. فركبت في فجر أحد الأيام قاربا خشبيا وجذفت به حتى منحدر الشلالات لتسقط منه ويعجّل إليها إله الرعد يحضنها بين ذراعيه راسماً فوق رذاذ دفق المياه قوس قزح بألوان حياة أخرى هانئة لها.

وإلى اليوم يتوجه الآلاف من المتزوجين حديثاً إلى شلالات نياغارا في رحلة شهر عسل تحية لها ولرسالة الحب التي أضافتها إلى ملايين قصص الحب الأخرى حول العالم، الأسطورية منها والحقيقية. ينضم إليهم ملايين آخرون من السياح من مختلف أنحاء العالم لا يهابون خطر الانزلاق على مقدمة سفن سياحية خاصة تعبر بهم أمواجاً بارتفاع ٣٠ قدماً للشلالات، لكن يترددون في ارتداء المعاطف البلاستيكية الطويلة الزرقاء من الناحية الكندية والصفراء من الجانب الأميركي، التي تحميهم من سقوط رذاذ المياه الهادرة ولفح رياحها، لأنها تمنعهم من التقاط أجمل الصور لانهمار الشلالات والسحابة البيضاء المرتفعة منها وتحول دون محاولتهم لمس طيف قوس القزح الذي يتوّجها.

وإلى الإفادة السياحية الجمّة التي تغذي سنوياً الخزينتين الكندية والأميركية من الأموال التي ينفقها ملايين الزوار (١٤ مليوناً زاروا نياغارا العام ٢٠٠٧) على مشاريع الترفيه التي تغص بها بلدة نياغارا الصغيرة الواقعة في قلب أونتاريو، من متاحف متخصصة ومطاعم ومنتزهات ومسارح ودور سينما وملاعب غولف وفنادق ومراكز تسوق ومطارين أحدهما دولي، ورحلات فوق الشلالات بالمنطاد والهليكوبتر.. الخ)، هناك إفادة اقتصادية ضخمة تتمثل بتحويل معظم المياه المتدفقة بمعدل ٨٠٣ ملايين لتر في الثانية إلى أربع محطات لتوليد الكهرباء على الجانبين الكندي والأميركي تنتج معاً منذ العام ١٩٥٦ طاقة كهربائية من خمسة ملايين كيلووات سنوياً.

مشكور اخي الكريم عالمعلومات المفيده
تقبل مروري

يسلمو ايديك عالمعلومات القيمه

تحياتي واحترامي

سبحان الله يعطيك الف عافيه مواضيعك رائعه ومميزه
لك تحياتي واحترامي