نظرة فاحصة على خصائص محرك البحث " غوغل " ...

يتيح لنا محرك البحث الشهير " غوغل " إمكانية العثور على مواقع و صفحات ويب متعلقة بمواضيع محددة نختارها بأنفسنا, و ذلك من خلال الدخول إلى صفحة غوغل الرئيسية على شبكة المعلومات :

www.google.com

و من ثم وضع ما يعرف بالكلمات المفتاحية ( Keywords ) في مستطيل البحث, فنضغط على أيقونة البحث ( Search ) لتظهر أمامنا مئات الآلاف أو ملايين النتائج التي غالباً ما سيتناسب عددها طرداً مع ماهية الكلمات المفتاحية التي قمنا بوضعها في مستطيل البحث, أي أنه كلما كانت كلمة الدلالة أشمل و أوسع كلما ازداد عدد النتائج التي ستظهر, و العكس صحيح, فكلما ضيقنا نطاق بحثنا و قمنا بتخصيص الكلمة الدلالية كلما قلت النتائج ...

مثال : في بحثنا عن مواضيع تتعلق بمرض السرطان سنبحث عن الكلمة المفتاحية " سرطان " ليعثر لنا محرك البحث على ما يقرب من 5 ملايين صفحة ويب تم مسحها و قد أدرجت هذه الكلمة فيها ...
و لكن إذا حددنا بدقة نوع مرض السرطان اللذي نبحث عن مواضيع متصلة به, كأن نبحث عن " سرطان الرئة " ستنخفض نتائج البحث إلى ما يقرب من 83000 صفحة ويب قد وردت فيها هذه العبارة المفتاحية, و هكذا ...

و بالنسبة لنتائج البحث فإنها ستظهر ابتداءاً من العناوين التي كانت تلك الكلمة المفتاحية محتواة فيها نزولاً إلى صفحات الويب التي وردت فيها تلك الكلمة, و ترتيب ظهور تلك الصفحات يتوقف على مدى شعبية المواقع التي تنتمي إليها, و كذلك على عدد زوارها ... و لو أن الآلية الحقيقية التي تتبعها محركات البحث في ترتيب عرض النتائج ما زالت مجهولة, و قد تكلم البعض عن حصول غوغل و غيرها من محركات البحث كياهو و آلتافيزتا على أموال طائلة من قبل بعض المؤسسات التجارية بغية ظهور مواقع الويب التي تعود لتلك المؤسسات في الصفحات الأولى من نتائج بحث تلك المحركات, ما حدى بأصحاب الشركات الأخرى إلى أن يرفعوا عشرات الدعاوي القضائية ضد الشركات التي تدير محركات البحث تلك متهمين إياها بعدم اتباع الحيادية في عرض نتائج بحث محركاتها ...

( بالعودة إلى الموضوع ) و من الفوائد الجليّة التي تقدمها لنا هذه الخدمة هي إمكانية العثور على المصدر الأصلي لإحدى المواد المقروءة و التي لم نتمكن من العثور على هوية صاحبها الحقيقي, كالمواد التي تأتينا إلى البريد الإلكتروني أو تلك التي نطالعها في المنتديات و التي يغفل القائمون على نشرها في معظم الأحيان عن ذكر حقيقة أنها منقولة و ذكر هوية صاحبها الأصلي, فينسبونها إلى أنفسهم بشكل خفي غير مباشر, ليتم التعدي على الحقوق الفكرية لصاحب تلك المادة و " تضيع الطاسة " في مجتمع افتراضي لا وجود لقوانين تنظم آلية عمل الأفراد بداخله و تكفل عدم المساس بحقوقهم الفكرية !

و للقيام بما ذكر يمكننا اقتباس أي عبارة مميزة قد وردت في عنوان أو محتوى تلك المادة و وضعها في مستطيل البحث و من ثم الضغط على أيقونة البحث, لتظهر لنا عناوين صفحات الويب التي وردت فيها تلك العبارة و بنفس الترتيب اللذي جاء في المادة المقروءة, و أسفل كل عنوان مقطع للعبارة التي سبقت و التي تلت تلك التي قمنا بالبحث عنها, و بالنزول شيئاً فشيئاً إلى الأسفل أو بعرض صفحات النتائج التالية سنلاحظ وجود عناوين لصفحات ويب قد وردت فيها تلك العبارة و لكن ليس بشكل تسلسلي, أي أن نتائج البحث عن تلك المادة تكون قد توقفت هنا ...
و هذا بالنهاية يتوقف على مدى انتشار المادة المقروءة على شبكة الويب ...

لكن المشكلة الحقيقة تكمن في عدم اتباع غوغل لخوارزمية برمجية متقدمة تقوم بإظهار نتائج البحث عن كلمة أو عبارة ما وفق تسلسل زمني متصاعد أو متنازل, لذا من الطبيعي أن يستغرق أي مستخدم وقتاً في بحثه عن مصدر إحدى المواد و هذا يتوقف على مدى انتشارها, فقد ينحصر بحثه في بضعة مواقع و صفحات ويب, و قد يمتد ليشمل عشرات و أحياناً مئات المواقع و الصفحات, و لابد من الدخول لكل صفحة على حدى و النظر إلى تاريخ وضع تلك المادة فيها, و بمعرفة أقدم صفحة ويب تم نشر تلك المادة فيها يمكن التعرف على المصدر الأصلي اللذي نشرت فيه على شبكة الويب لأول مرة ...

و أكثر ما يمكن فعله للتخفيف من وطأة المشقة التي ستلقى على عاتق باحث عن مادة مجهولة المصدر هو استخدام خاصية البحث المتقدم اللذي يتيح لنا رفع عدد نتائج البحث التي تظهر بكل صفحة من 10 إلى 100 نتيجة, و للقيام بذلك :

ثم