بلوهر الحكيم وبوذاسف

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

ارجو الانتباه في قراءة الموضوع على الانتباه في ان في بداية كل قسم تذكير بالمساهمة الرئيسة
بسم الله الرحمن الرحيم

قصة بلوهر وبوذاسف

في الوعظ والامثال من كتاب الوعظ

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

جنيسر الملك

ذكرو ان ملكا من ملوك الهند كان يسمى جنيسر وكان عزيز

المملكة كثير الجنود مرزوق الظفر مهيبا في اعين الناس وكان

عظيم الملك في الدنيا كثير الرغبة فيها شديد الالحاح عليها لا

يجعل رايه ولا قوته الا فيها ولا يستعد الا لها ولا يشتغل الا بها

ولا يرى الناصح له الا من اعانه عليها ولا الغاش له الا من

اعانه على الدين والزهد في الدنيا وكان يعده عدوا , وكان قد

اصاب الملك في عنفوان الشباب وعند شرة الشهوات , وكان

رجلا ذا راي فيما كان فيه وذا شباب يعرف ذلك من نفسه

ويعجب به فاجتمع عليه سكر السلطان وسطر الشباب سكر

العجب وسكر الشهوات ثم شب ذلك وقواه ما اصاب من الظفر

والغلبة والقهر حتى استطال على الناس واحتقرهم وقهرهم ثم

استحكم ذلك منه باستماعه من الناس في مديحهم اليه نفسه

وتزيينهم له رايه وتقريرهم في صدره بانه لا علم الا علمه ولا

راي الا رايه وكان لا هم له الا الدنيا وكانت الدنيا له مؤاتية لا

يريد منها شيئا الا تهيا له وظفر به الا انه كان رجلا مئيناثا لا

يولد له ولد ذكر وكان النسك فاشيا في ارضه قبل مملكته وبعدما

ملك فابتعثته المملكة واغراه الشيطان على عداوة النسك والدين

واهله لشدة محبته واخلاده الى الدنيا واستثقاله لذكر الاخرة

وشفقته على ملكه من ان يكون في الناس من يطعن عليه او

يخدعه عنه فاضر باهل الدين وشردهم وقرب اهل الاوثان

وصنع لهم الثنام الذهب والفضة وقوى كل طائفة منهم على امره

وهم فيما بينهم مختلفون , وحضر اعيادهم وسجد لاصنامهم

فاستعلى امر عباد الاوثان وهجر اهل الدين واسرع الناس الى

ذلك وخف عليهم ولم تكن منه عليهم مؤنة ولا عبادة الا ما كانو

له مستلذين من الذبائح والزمر والاكل والشرب ولبس الديباج

وهجر اهل الدين واؤذو فلم يقم عليه الا كل صبور صادق وكانت

راس نساء الملك امراة ذات جمال وحسب وفضيلة وانها رات

فيما يرى النائم كان فيلا ابيض يطير من الجو ثم دنا منها حتى

قام على بطنها فلم يضرها بشيء فلم اصبحت حدثت الملك

برؤياها فدعا الملك معبري الاحلام فقص عليهم رؤياها فبشرو

الملك بغلام يولد له

يتبع

"""الملك والناسك"""[center]

مشكور أخي
موضوع غني بالعبر و الحكم و الفائدة
مشكور أخي بهاء

بشكر متابعتكم الموضوع اخوتي الغوالي ادعولنا ربي يهدي نفوسنا تنفذ ما تكتب وتقول ويساعدنا على ضعفنا

اقتباس :: وها هو يعود التسلسل الرائع الذي ننتظر
الف شكر اخي بهاء فالموضوع من بدايته رائع ومهذب للنفص ومصحي لها
اما في هذا الجزء فقد صدق بوصفه الفصول والبستان بالدنيا والرسل
وهدايتهم كالثمار التي طرحت للبشر ليستفيدو منها ويغذو نفوسهم بها
الف شكر اخي وبانتظار المزيد

اكيد اختي الغالية الاثمار هي الهداية حتى تنضج نفوسنا بالخير , واللي بيخرب وما بتنضج نفسه منيح بالخير وما بتكون صالحة متل الثمرة الخربانة فمصيرها الرمي في الخراب

متل الطير يقال له قادم

فانه يقال ان في بعض سواحل البحر طير يقال له قادم يبيض بيضا كثيرا ويوافق ذلك زمان يزدحم فيه البحر ويكثر الامواج فيعتذر عليه ذلك الساحل ولا يجد ذلك الطير بدا من ابتغاء بقعة اخرى حتى يذهب ذلك الزمان وينقص عليه الماء فياخذ بيضه فيفرقه في اعششة الطيور واوكارها بيضة بيضة خلال بيض كل صنف من الطيور فتحضن الطيور على بيضه مع بيضها وتخرج فراخه مع فراخها حتى اذا كان وقت الزمان الذي ينصرف ذلك الطير الذي يقال له قادم الى مكانه من الساحل مر على اوكار تلك الطيور واعششتها بالليل فاسمع فراخه وغيرها صوته فاذا سمعت فراخه صوته اجتمعت اليه فراخه حين تسمع صوته واما سائر الطيور فلا تكترث له ولا تجيبه فكذلك الانبياء والرسل عليهم الناس يعمون الناس بدعوتهم فيجيبهم من كان منهم ويقبلون ما ياتون به ويصد عنهم من لم يكن منهم ويعاندونهم

يتبع في

في الناس وحكمة الله

يعطيك الف عافي خي بهاء
دائمن مبدع بما تقدم مشكورررررر
تحياتي اخي

من منا فهو معنا فاهم لنا مكتسب الافاده مننا
ومن ليس منا لو بقي العمر يتلقى التهذيب والتعليم والتدريب
لا يدق ناقوسه بنا لان اساسه بعيد عنا
وصدقت هذه المره بالعبر التي تحملها لنا
فمن يطيح الرسل ويمشي على طريقهم
لانه طاهر اساسه عامر ولانه من البدايه ايمانه شديد لهم ولكلامهم
ومن نبذهم ورفض الهدايه لانه اساسه سيئ ولو بقو العمر كله في هدايته ما اهتدى
فالف شكر اخي وبانتظار المزيد

اتابعك موضوعك الرائع
يعطيم العافيه

في الناس وحكمة الله

قال بوذاسف افرايت ما ياتي به الانبياء والرسل عليهم السلام اذا زعمت انه ليس بكلام الناس ولا برايهم افهو كلام الله عز وجل وكلام ملائكته عليهم السلام , قال بلوهر انا راينا الناس اذا ارادوا ان يفهموا بعض الدواب والطيورما يريدون من تقديمها وتاخيرها ووقوفها وسيرها واقبالها وادبارها لم يجدوا الدواب والطيور تحتمل كلامهم الذي هو كلامهم ولغتهم بينهم وبين الناس فوضعوا لها من الزجر والنقير والصفير ما يبلغون به حاجتهم من افهامها وعرفوا انها لا تطيق كلامهم ولا تحمله لا كذلك, وكذلك الناس يعجزون عن ان يحملوا كلام الله عز وجل وكلام ملائكته عليهم السلام على حقيقيته ولطافته وكنهه وحاله وكماله وصفته فصار ما تراجعو به بينهم من الاصوات التي سمعوا بها الحكمة بالسنة اللحم والدم كصوت الزجر والنقير الذي سمعت به الدواب من الناس وحفظته عنهم مؤديا اليهم وحي ما اراد الله عز وجل ان يعرفهم من الحكمة بالسنة النبيين المشبهة بصوت النقير والصفير والزجر الذي سمعت به الدواب من الناس ولم يمنع ذلك معاني الحكمة المختزنة في تلك الاصوات من ان كانت من حكمة الله عز وجل وما اراد ان يعرفهم من رضوانه وسخطه , فشرف الكلام لشرفها وعُظم لعُظمها وعز لعزها وكان الصوت للحكمة جسدا ومسكنا والحكمة للصوت نفسا وروحا وكما ان اجساد البشر تُكرم وتهاب وتشرف لمكان الروح التي فيها فكذلك صواب الكلام يشرف ويكرم للحكمة التي فيه فالكلام بالحكمة عالي المنزلة رفيع الدرجة قاهر السلطان نافذ الحكم جائز الامر على الحق والباطل والمحق والمبطل وهو القاضي العدل في الدنيا والشاهد المُحُّق في الاخرة وهو يامر وينهى وهو يقضي ولا طاقة للباطل ولا ثبات له قدام طلاب الحكمة ولا ان يقوم امام الحكمة كما لا يستطيع الظل ان يثبت قدام الشمس ولا يستطيع الليل ان يقوم لشعاع الشمس وضوءها ولا طاقة للبشر ان يبلغوا نهاية معرفة الحكمة كما لا طاقة لهم ان ينفذوا غور كلام الحكمة الا بما تحيا به قلوبهم وعقولهم وكما ينالون من شعاع الشمس ما تحيا به ابصارهم ويستدلون به على حوائجهم فكذلك ينالون من شعاع الحكمة ما تحيا به قلوبهم ويستدلون على ملكوت السموات والارضين فالحكمة كالملك المحجوب الغائب وجهه الشاهد امره وكالعين الغزيرة الظاهرة مساحتها المكنون عنصرها وكالنجوم الزاهرة التي يهتدي بها من لا يقع على سرها والزهد في الدنيا والرغبة في الاخرة هو اعظم واشرف من ذلك كله وهو مفتاح الخزائن النفيسة وباب المنازل العالية ومراقي الدرجة الرفيعة وهي عين الحياة التي من شرب منها لم يمت ابدا ودواء الاسقام الذي من سقي به لم يسقم ابدا فاذا تسلح بها غير اهلها لم تجرح الا فيهم واذا لبسها من لم تنسج له ابدت عورته وتعرى هي النور التي تجلو العمى ولا ظلمة عليها وهي البرهان على كل شيء ولا حاجة بها الى برهان غيره عليها , قال بوذاسف فما بال هذه الحكمة التي وصفت من قوتها وفضلها وشرفها ما وصفت لا ينتفع بها الناس جميعا

يتبع في مثل الشمسين

الحكمه هي الاساس الاول وكما قلت لا ينتفع بها الا من امن بها
فالحكمه لا تطيع الا اهلها
وهي باب الهدايه الاول واولى الخطوات لتوعيه الذات
فالف شكر وبانتظار ....في مثل الشمسين ....

موضوع يستحق التثبيت
يعطيك الف عافيه

موضوع يستحق التثبيت
يعطيك الف عافيه

الله يعطيك الف عافي كثير قصة حلوي ومؤثرة وفيها حكم وبانتضار المزيد والله يقويك

موضوع: مثل الشمسين الإثنين سبتمبر 06, 2010 1:58 pm

مثل الشمسين

قال بلوهر انهما شمسان يطلعان جميعا ليس لواحدة منهما تقصير عما لا منتهى له من النور الساطع , فاذا وافقتا من طلعتا عليه لم تغما , احداهما تطلع على الابصار والاخرى تطلع على القلوب فاما الشمس الظاهرة فانها اذا طلعت على الابصار الظاهرة عمت الناس جميعا وفرقت الخلق على ثلاث منازل فمنهم الصحيح البصر الذي ينفعه الضوء ويقوى على النظر فيه ومنهم الاعمى الغريب من الضوء الذي لو طلعت عليه شمس او شموس كثيرة لم تغن عنه شيئا ومنهم المريض البصر الذي لا يعد في العميان ولا في الاصحاء الابصار ينظر الى الشمس بقدر قوة بصره وكذلك الحكمة التي هي شمس القلوب اذا طلعت على القلوب فرقت اهلها على ثلاث منازل منزلة لاهل البصر الذين يعملون بالحكمة ويكونون اهلها باجتباءها واعتقادها واجتهاد البصر في مراعاة الحكمة وحفظها وتعظيمها ثم يجعلون ايامهم في العمل بها ويعملون في ابتغاء علم ما لا يعملون , ومنزلة لاهل عمى القلوب الذين تنبو الحكمة عن قلوبهم كما ينبو ضوء الشمس عن بصر العميان ومنزلة لاهل مرض القلوب الذين يقصر عملهم ويضعف علمهم ويستفزهم السيء والحسن والحق والباطل والخير والشر غير ان هاتين الشمسين يفرق بينهما ان اكثر من تطلع عليه الشمس الباطنة من العمي عنها ولذلك اعلام واضحة فيها عند ايضاحها ودلائل تظهر عجائب وسياتيك علم ذلك في اوانه مع ان كل منزلة من منازل اهل البصر الباطن فيها من الاختلاف ما ليس في البصر الظاهر فاهل الطبقة الاولى والطبقة الثالثة الذين كلهم منسوب الى البصر مختلفون في طبقاتهم متفاوتون فيما بينهم وان جمعهم اسم واحد من اجابة الحق وطلاب الحكمة واما اختلافهم فيما بينهم فمثلهم فيذلك كاللؤلؤ الذي يجمعه اسم اللؤلؤ ثم يبلغ في اختلافه فيما بينه من التفاضل ان الحبة من اللؤلؤ الواحدة يبلغ ثمنها الفا والاخرى يبلغ درهما ثم ما بين ذلك على منازل الاثمان وكذلك منزلة اهل العمى مختلفة فمنهم من يعمى عن الحق ولا ينهمك في الباطل ومنهم من لا يقتصر على العمى عن الحق حتى يعاديه ويكائده وينصب لاهله فمنازلهم في ذلك متفاوتة على قدر تفاوتهم وقوتهم وضعفهم وصنوف الادواء التي تلبست بهم قال بوذاسف انصرف الليلة راشدا وكن قريبا اذا بدا لنا ارسلنا اليك فانصرف عنه تلك الليلة ثم ان بوذاسف ارسل اليه فالتقيا الليلة الثانية

يتبع في

الحوار الثاني

زائر

كثير حلوي هل قصه يا بهاء و الله يعطيكي الالف عافي يارب
و بانتظار الباقي من القصه
تحياتي اخي

اول مرة بحس حالي مبسوط او ضايع ولقيت نفسي صحيح انو الشجرة بدون جذر سهل قطعة وانتو اهلي جذوري وبتشرف فيكن تكونو الاصل وتغذوني من كلامكن الطيب والغالي يا اخوتي والف شكر الك على القصة الي كلا شرف وطهر والله يوفقك ويطول بعمرك وتفيدنا اكثر واكثر خيكن ربيع كنج من سويدا ومغترب عن الوطن بس هلق حسيت اني ما طلعت لاني معكن وبرجع بشكركنكثير kahoa

موعضه قيمه والي بيقراها
وبتعمق بمعانيها بيحل لغز كبير
وبترتاح نفسيته على الاقل بيعرف
اجريه على اي ارض واصلين..
خيي بهاء لا تحرمنا من هالمواضيع
القيمه نحنا بحاجه الها عنجد...

صدقت اخي فالحمه تشرق على القلوب وكما قلت لا ينتفع الجميع منها
وهذا لصدهم لها واغماض عيونهم عنها فتقلب العقول لثلاث رتب
افظلها المبصره بالمعاني والقارئه لتفهم والمقرنه العلم بالعمل
وثانيها المبصره التي لا تريد ان ترى فتبعد نفسها وتخرج تحاليلها لكي تقنع نفسها بالخطء
والثالثه وهي اضعفها القلوب المعميه صاحبه العقول المقفله عن القناعه والتفكير
فتبعث نفسها للهلاك ولا يفيدها بالتوعيه اكبر المعاليم واقدرها
الف شكر اخي بانتظار المزيد

قصة رائعة وحكمة وعبرة اروع الله يعطيك العافي
ناطر الباقي
تحياتي لك والف شكر لما تقدمه

قصه رائعه تغلم احد الطرق لتهذيب النفس
وسلك طريق الايمان والهدايه
كل الاحترام اخي انتظر الجزء الثاني بفارغ الصير

موضوع: الحوار الثاني السبت سبتمبر 11, 2010 2:37 am

الحوار الثاني

فقال له بوذاسف فهل يسمع الرجل الحكمة فلا يستجيب لها ثم يلبث ناكلا عنها ثم ينيب قال بلوهر نعم هذا حال اكثر الناس في الحكمة وانما المثل في ذلك مثل رجل راعي غنم في ارض فلاة فيمر بعين من ماء فيراه ولا يكترث به فيمر عليه الزمان ثم يتذكر مكان تلك العين فيسير اليه فيفتح فم العين ويسفط حواليه فيخرج الماء وينتفع هو وغيره به , وكذلك مثل طلاب الحكمة كمثل استنباط الماء في اعماق الارض فمنها القريب الاستنباط كالاحساء والعيون ومنها ما هو على القامة والقامتين ومنها النزر البعيد ومنها المعاطش التي لا يدرك فيها الماء وهي بعد ذلك مختلفات في منازل اخرى ايضا فرب قريب القعر غير عذب ولا روي , ورب بعيد القعر فرات خسيف , وربما اجتمع البعد والغلظ والنزورة وربما اجتمع القرب والعذوبة والروى , قال بوذاسف فهل لاهل التقصير في هذه المنازل حظ وهل لهم من نجاة , قال بلوهر العتق والرق والسلامة والعطب والولاية والعداوة موجودة ففي التخلص من الضلالة والجهالة عتق وفي التعلق بعصمة الحكمة والاعتصام بالعروة الوثقى نجاة وسلامة وفي الولاية لاهلها والمعونة لهم ارتفاع الدرجات والخير الوافر والجزاء الافضل الذي لا ينقص منه شيء اذ نال نائل منه شيئا فما اقل منه او كثرفهو افضل, والطريق واضح والحجة نيرة والبرهان زاهر والخير نافع والشر ضار والله عز وجل الحاكم العادل الذي لا يجور قال بوذاسف فهل ترى ابي سمع من هذا الكلام شيئا قط , قال بلوهر لا اراه سمعه سماعا رسخ له في قلبه ولا كلمه به احد حتى افهمه اياه ولو كلمه احد نصب له.

يتبع في

في انتهاز الفرصة في الدعوة مثل الملك والوزير الحكيم

في انتهاز الفرصة في الدعوة مثل الملك والوزير الحكيم

قال بوذاسف وكيف ترك منه ذلك الحكماء طول دهرهم , قال بلوهر تركوه لعلمهم بمواضع كلامهم وربما تركوا ذلك ممن هو اشد انصافا والين عريكة واحسن استماعا من ابيك حتى ان الرجل ليعاشر صاحبه طول عمره وهو لا يرى منه الا الاستئناس والمودة والملاطفة الخالصة والمفاوضة ولا يرى انه يفرق بينها شيء الا الدين والحكمة وهو مع ذلك متوجع له محزون عليه ثم لا يفضي اليه باسرار الحكمة اذا لم يره لها موضعا ولا لها اهلا ولا يرى عنده قبولا , وقد بلغني ان ملكا من الملوك كان لينا مصلحا وكان له وزِير معين له على الاصلاح ويكفيه المؤنة ويبذل له رايه ونفسه بالقناعة والتفقد لامره وكان الوزير قد سمع كلام الحكمة وعقلها واجتباها وانقطع الى اهلها وكان الملك لا يكتمه شيئا من شانه حسنا ولا سيئا وكان هو ايضا لا يكتم الملك شيئا من الاشياء الا امر الدين والحكمة فعاشا مع ذلك زمانا طويلا فكان كلما نظر الوزير الى الملك يسجد للاصنام ويعظمها ويهدي لها وياخذ في شيء من طرق الضلالة والجهالة دخل عليه من ذلك ما يدخل قلب الرجل الذي ليس له غير ولد واحد فهو احب الناس اليه واقرهم لعينه ثم لا يزال يراه يتلبس به الجنون وتعتريه ارواح الشياطين وكان الوزير من ذلك في هم وحزن وكرب وكان كلما اراد ذكر ذلك له حال بينه وُبينه حاجز من نفسه فاذا استشار في ذلك اخوانه قالوا له انت ابصر بصاحبك فان رايته اهلا لذلك وموضعا للكلام فكلمه واعلمه وان لم تره اهلا لذلك فاياك ان تبعثه على نفسك وعلى الدين واهله فان السلطان لا يغتر به احد فلم يزالا على ذلك وكان ذلك الملك معما يلحقه من الضلالة متواضعا متحببا قريبا من الناس سهلا حسن السيرة في رعيته حريصا على استصلاحهم فاصطحب الملك ووزيره ذلك على ذلك برهة من الدهر ثم ان الملك قال للوزير ذات ليلة بعد هدوء الناس هل لك ان نركب فنسير, في هذه المدينة فننظر الى حال الناس في جوف الليل وننظر الى اثار الامطار التي اصابتنا في هذه الايام , قال الوزير نعم ان احببت ذلك فركب الملك والوزير ليلا فطافا في نواحي المدينة فمرا في بعض طرقاتها على مزبلة لاهل المدينة يطرحون فيها ما يتقممون من منازلهم وافنيتهم وما يكنسون من بيوتهم , فبصر الملك بضوء نار يبدو من ناحية المزبلة , فقال الوزير ان لهذه النار لقصة فانزل بنا نمشي على ارجلنا حتى ندنو منها فنعلم ذلك ففعلا فلما انتهيا الى مخرج الضوء وجدا نقبا شبيها بغار من غيران الجبال نقبه مسكين من المساكين الذين يسالون من الناس بايديهم فاتحذه مسكنا له ولامراته فسمع الملك والوزير صوت غناء وتحريك اوتار قبل ان ينظر في الغار فلما نظرا في الغار من حيث لا يراهما الرجل الفقير وامراته فرايا رجلا مشوها عليه ثياب خلقان من خرق المزبلة متكئا على تكاة قد هياها من المزبلة وبين يديه ابريق من فخار فيه شراب له وفي يديه طنبور يضرب به وامراته في مثل خلقه وخلقانه ولباسه وتشويهه قائمة بين يديه تسقيه اذا استسقى وتزفن له اذا ضرب وتحييه بتحية الملوك اذا دنت منه ويسميها سيدة النساء وهما يتواصفان بالحسن والجمال والكرم والسخاء والبهاء وبهما من السرور والفرح والضحك وبينهما من التحاب والتعاشق ما لا يوصف فقام الملك على رجليه طويلا ينظر اليهما ويتعجب من حالهما وشانهما وما هما فيه من اللذة والنعيم لا يفتران من الضحك واللعب والطرب والشرب ثم انصرف الملك ووزيره لا ينقضي عجب الملك مما راى وسمع منهما فكان مما قال الملك للوزير ما اعلمني واياك قد اصبنا قط لذة وسرورا وفرحا ونشاطا مثل الذي بهذين الانسانين البائسين وما اصاباه في هذه الليلة مع اني لا اظنهما الا وهما يفعلان مثل هذا كل ليلة فاغتنم الوزير تلك الفرصة فقال ما تخاف ايها الملك ان نكون من الغرور فيما نحن فيه مثل ما فيه هذان البائسان قال الملك وكيف ذلك قال الوزير اما تخاف ان تكون مملكتك في عين من يعرف الملكوت الدائمة مثل هذه المزبلة في اعيننا ويكون ملكك في عين من يرجو السعادة في مساكن السماء مثل هذا الغار في اعيننا ويكون جسدك في عين من يعرف الطهارة والنظافة والحسن والصحة مثل جسد هذا المشوه الخلق المخبل في اعيننا وان يكون تعجبهم من اعجابك بما انت فيه كتعجبنا من اعجاب هذين بما هما فيه , قال الملك من هم اصحاب هذه الصفة وما الذي يصفون من الملكوت الدائمة , قال الوزير اولائك هم اهل الدين الذين يصفون الملكوت الدائمة والحكمة , قال الملك وما هي قال الوزير فيها السرور والفرح اللذان ليس معهما حزن والدعة التي ليس فيها نصب والنور الذي ليس معه ظلمة والعلم الذي ليس معه جهل والمحبة التي ليس معها بغضة والرضى الذي ليس معه سخط والامن الذي ليس معه خوف والحسن الذي ليس معه قبح والصحة التي ليس معها سقم والحياة التي ليس معها موت والطيب الذي ليس معه نتن والملك الذي ليس له انقطاع وتمام الخير والسلامة من جميع الشرور في دار البقاء التي ليس معها زوال قال الملك فهل يدركون لهذه الدار مطلبا او ان اليها سبيلا , قال الوزير نعم لا يشكون ان من طلبها دخلها قال الملك فما منعك ان تكون اخبرتني بهذا قبل اليوم قال الوزير ما منعني من ذلك الا ان اكون رايتك له موضعا في العقل والمودة والثقة , ولكن لم ارك موضعه لما في عنقك من السلطان فان السلطان يصم عن هذا كله ويعمى عنه للذي قد شغل به قلبه فتزيد مع العمى والصم الحمية التي تحول بينه وبين التدبير والتقدير لاشتغال قلبه بالامور المتفرقة القريبة والبعيدة مما يحب ويكره واشتغال سمعه بكثرة الاقاويل والاحاديث التي تلهي عن هذا وتنسي ذكره واشتغال بصره بصنوف ما ينظر اليه مما يطغيه ويبطره ويدعو الى رفضه من الالوان والاشكال ثم لا يكون مع هذه الحمية والغضب الا اليوم لما رايتك له موضعا , قال الملك لان كان هذا الامر الذي وصفت يقينا ما ينبغي لنا ان نجعل ليلنا ونهارنا وابصارنا واسماعنا الا فيه وطلبا لذلك المكان الشريف ولان كان شكا انا لاحق ان نجعل اكثر شغلنا في طلب علمه حتى نعلم احق هو ام باطل وما ارى كتمانك هذا الامر بجميل فيما بيني وبينك وان كنت بمودتك واثقا وبعذرك عارفا قال الوزير ايها الملك اني وان كنت اثمت فيما بيني وبينك في ترك شرح هذا الامر لك فقد كنت في تغريري بديني في صحبتك والمقام عليك الى نفسي لاثما مليما فان هذا الامر متفاوت فيما بين عارفه والجاهل به اذا اتفقا في ترك فرائضه والنكوب عن مناهجه والعمل للدنيا التي هي عدوه وانما اقمت عليك تذمما منك ورافة ومحافظة عليك كما اقام السابح على صاحبه الجاهل بالسباحة حين وقعا في الغمر قال الملك وكيف ذلك

يتبع في مثل السابح واخيه

الطريق واضح والحجة نيرة والبرهان زاهر والخير نافع والشر ضار
والله عز وجل الحاكم العادل الذي لا يجور
وهذه حقيقه على الجميع معرفتها والتيقن بها فالطريق مفتوح امام الجميع للقبول
والرجوع عن اي خطء فطالما الانسان يتنفس باب توبته مفتوح
طالما لنا رب رحوم علينا وغفور لنا فمن امن من قلبه وصل ومن فهم الفهم الحقيقي واقبل عليه
له عند الله ما يعد ويحصى من الخير
وبما يخص بعث الهدايه فصدقت ايضا بما قدمت لكل شخص وقته واوانه ليتعلم ويفهم ويهتدى الى الطريق الحقيقي فاحيانا اكبر الهدايات تغفلنا عنها ابسط الامور واكثرها بهرجه
فالكلمه التي تقنع وتعلم لها وقتها ولحظتها وكل ما يكون بوقته يتم بنجاح
الف شكر اخي وبانتظار المزيد

مما قيل عن الدنيا :...

- أولها بُكاء .. أوسطها عناء.. و أخرها فناء ..؛
- الدنيا كـ الحية لين لمسها قاتل سمها ..؛
- الدنيا يهوى إليها الجاهل و يحذرها ذو القلب العاقل ..؛
- الدنيا مدرسة أستاذها القدر و تلاميذها البشر نعيش فيها غرباء و نلتقى فيها غرباء ..؛
- الدنيا ثلاث :... أمل و ألم و أجر عش بـ الأولى و تحمل الثانية لأجل الثالثة ..؛

- كن فى الدنيا كـ عابر سبيل ..؛ و أترك ورائك أثر جميل ..؛
فما نحن فى الدنيا إلا ضيوف ..؛ و ما للضيوف إلآ الرحيل .. ؛
و مآ الحياة الدُنيا إلآ متآع الغرور

ويجب ان نحذر الغرور والوقوع بين اشواك الدنيا الفانيه
جزاء الله كل خير اخي
قصه رائعه فاشكر جهودك بنقل هذه الجواهر لنا
تقبل مني فائق الاحترام

كما قيل باب التوبه مفتوح والهدايا من الله عز وجل
علينا فقط ان نجد الطريق الصحيحه لننير حياتنا
انتظر المزيد

يجزيكم الف الف خير يا غوالي امانة بدي دعاكم وصفو خاطركم وتسامحونا على اي خطا او تقصير بحقكم اللي متلنا بينعتبش عليهم لانهم كلهم خطا وتقصير ادعولنا بالسماح

مثل السابح واخيه
قال الوزير وذلك انه بلغني ان اخوين كانا متصافيين احدهما سابح عالم بمعالجة الماء والاخر لا علم له بالسباحة ولا جراة له على الماء فخاضا نهرا فوقعا في الغمر فطفق السابح يعمل باطرافه ليخرج من الغرق فلما التفت الى صاحبه وجده ينغمس احيانا ويطلع راسه احيانا لا يعين نفسه بشيء فلما راى جهالته بالسباحة وقلة غنائه عن نفسه انصرف اليه تذمما وحفاظا فجعل يطوف وينظر الفرصة في امره لاستنقاذه ولا يجترئ على الدنو منه مخافة ان يتعلق به فيغرقان جميعا والسابح نحيف الجسم ضعيف البطش وصاحبه قوي شديد جسيم فما زال يخبط الماء بيديه نصب عيني صاحبه ليهديه لحيلة السباحة والخروج من الماء حتى حرك صاحبه يديه يحكي السباحة فلما راه اعان نفسه رجا ان يخلصه فغرر بنفسه في الدنو منه حتى امكنه من يده ثم سبح حتى خرجا جميعا وكذلك ايها الملك غررت بنفسي في ذكر هذا لك مع تخوفي لبطشك وقوتك وعلمي بمهانة نفسي وضعفها مع خيفتي ووجلي من الامر الذي يكون به قضاء واجب حقك حتى رايت الفرصة ورجوت لك الخلاص افتامرني ان اواظب عليك في هذا الامر قال الملك بل امرك الا تقلع عني فيه ليلا ولا نهارا ولا تريحني ولا نفسك ففعل الوزير ما امر الملك فكان سبيلها الى النجاة والخلاص.

يتبع في
قصد بوذاسف الهرب مع بلوهر مثل الفتى الغني والجارية الفقيرة

بوذاسف الهرب مع بلوهر مثل الفتى الغني والجارية الفقيرة
قال بوذاسف ما انا بشاغل بشيء من هذه الامور ولا بشاغل نفسي به عن هذه السبيل ولقد حدثت نفسي بالهرب معك في جوف ليلتي هذه حيث بدا لك ان تهرب معي قال بلوهر وكيف تستطيع الذهاب معي والصبر على صحبتي وانا ليس لي جحر يؤويني ولا دابة تحملني ولا املك ولا املك ذهبا ولا فضة ولا اذخر عشاء ولا غداء ولا يكون لي فضل ثوب ابدا ولا استقر في بلدة الا قليلا حتى اتحول عنها ولا اتزود من ارض الى ارض شيئا قال بوذاسف انا ارجو ان يقويني الله الذي قواك قال بلوهر اما انك ان اتيت الى صحبتي كنت خليقا كابن الغني الذي صاهر الفقير قال بوذاسف وكيف كان ذلك قال بلوهر ان فتى من بني الاغنياء اراد ابوه على ان يتزوج ابنة عم له ذات جمال ومال ومنزلة فلم يرد ذلك ولم يطع اباه حتى غضب عليه فخرج من عنده ومن اعماله متوجها الى ارض اخرى فمر في طريقه على جارية عليها اطمار لها قاعدة على باب بيت من بيوت المساكين فاعجبته الجارية فقال لها من انت ايتها الجارية قالت له انا بنت شيخ كبير مسكين في هذا البيت فنادى الشيخ فخرج اليه فقال له هل انت مزوجي ابنتك هذه قال له الشيخ مالك وتزويج ابنة الفقراء وانت في زي الاغنياء قال اعجبتني هذه الجارية وقد خرجت من اهلي هاربا من اجل امراة ذات حسب ومال ارادوني عليها فكرهتها فزوجني ابنتك فانك واجدني خير صهر ان شاء الله قال الشيخ كيف ازوجك ونحن لا تطيب انفسنا ان تنقلها من عندنا ولا احسب مع هذا اهلك يرضون ان تنقلها اليهم قال الفتى اقيم معكم في منزلكم هذا قال الشيخ وتطرح عنك زيك وحليتك وتلبس معنا ثياب الفقراء قال نعم قال الشيخ ادخل البيت فانزع ثيابك وحليتك ففعل الفتى ذلك واخذ اطمارا لهم فلبسها ثم قعد مع الشيخ في البيت فساله عن شانه وعرض له بالاحاديث وفتش عقله حتى عرف ان عقله صحيح وانه لم يصنع ما صنعه بجهالة وانه لم يحمله على ما صنع السفه فراه عاقلا اديبا لبيبا لم يات ما فعله بجهالة ثم قال له الشيخ ايها الفتى اما اذا اخترتنا ورضيت صحبتنا فقم معي الى هذا السرب فادخله سربا من ورائه بيوت ومساكن لم ير مثلها قط سعة وحسنا وعرض عليه خزائن مملوة من كل ما يحتاج اليه ثم دفع اليه المفاتيح وقال كل هذا لك فاصنع به ما احببت فنعم الفتى واصاب فوق ما كان يريد قال بوذاسف ارجو ان اكون صاحب المثل ولكن سمعتك تذكر تفتيش الشيخ عقل الفتى حتى وثق به فاشفقت ان يطول تفتيشك عقلي فاعلمني ما غايتك في ذلك قال بلوهر لو كان الامر الي لاكتفيت منك بادنى المشافهة ولكن فوق راسي سُنة قد سنها ائمة الدين رحمة الله عليهم في بلوغ غلية التوثق والاطلاع على النيات والضمير والمداواة للقلوب بالادوية الراسخة فيها فانا منصرف عنك الليلة وحاضر بابك كل ليلة وانا احب ان تُكثر تذكير نفسك بهذا الامر ولا تاخذه باستحلائه قبل التثبت والنظر وتُشعر قلبك الشك ولا تعجل باليقين وتجتهد في جميع المسائل التي تظن ان فيها اللبس ثم كلمني بما يبدو لك واعلمني اي راي اي راي رايك في الخروج مما انت فيه اذا بدالك فافترقا على هذا تلك الليلة قال بوذاسف لان كنت لا تعد حياتك تلك الايام حياة ولا غبطة ما ينبغي لك ان تعد ما تتوقع من الموت موتا ولا ان تراه مكروها قال بلوهر هكذا هو ويدلك عليه تغريري بنفسي يا ابن الملك في الدخول عليك مع علمي بسطوات ابيك في اهل ديني فذلك يدلك على اني لا ارى هذه الحياة حياة ولا ما اتوقع من الموت مكروها وكيف يرغب في الحياة من قد ترك حظه منها او يهرب من الموت من قد امات نفسه بيده او لا ترى يا ابن الملك ان صاحب الدين قد رفض اهله وماله وكيف يرغب في الحياة الا له وقد احتمل من نصب العبادة وعنائها وتعبها ما لا يستريح منه الا بالموت فما حاجة من لا ينتفع ولا يتمتع بلذة الحياة الى الحياة او ما هرب من لا راحة له الا في الموت من الموت قال بوذاسف اراك قد يسرك ان ينزل بك الموت من غد قال بلوهر بل يسرني ان ينزل بي في الليلة قبل غد فانه من عرف الحسن والسيء وثوابهما فترك السيء للحسن فهو مؤمن بعدل الله وتمام وعده فقد اضطره علم ذلك الى الزهد في الحياة والجراة على الموت
يتبع في جهل عبدة الاوثان مثل العصفور وصاحب البستان