شيخ الثوار سلطان باشا الأطرش

سلطان باشا الأطرش، (1888-1982)، مناضل ثائر وطني عربي سوري ، قائد الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي لسوريا عام 1925- 1927 م .

ولد في 5 آذار 1988 في قرية القريّا ( تقع القريَا على السفح الجنوبي لجبل العرب في جنوب سوريا بين مدينة السويداء وبصري الشام ).

أعدم الأتراك والده ذوقان الأطرش بعد ثورة في الجبل ضد السلطات العثمانية شنقا في ساحة المرجة في دمشق يوم 5 آذار عام 1911 .

(لازال الشعب السوري يدين مجازر الدولة العثمانية بحق شباب المقاومة ، والتي كان أبشعها مجازر الملقب حتى الآن جمال السفاح ، و يعتبر يوم 6 أيار يوم الشهداء من كل عام يوما وطنيا يعطل فيه الشعب السوري بشكل رسمي ويقف طلاب المدارس دقيقة صمت على أرواح شهداء 6 أيار 1916 إحياءا وتخليدا لذكراهم في النضال لتحرر الشعوب العربية ).

شارك في الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين أثناء الحرب العالمية الثانية، وقاد جيشه لتحرير الجبل وكان أول علم عربي يرفرف في سوريا هو العلم الذي رفعه سلطان باشا الأطرش بيده فوق قلعة صلخد.

كان في طليعة الجيش العربي الذي دخل دمشق 1918 وعلى رأسه سلطان هازجا مع فرسانه أغنية الفرسان المنتصرين : ( زينو المرجة المرجة لينا ......) وذلك بعد انتصاره على العثمانيين في مناطق جبل العرب وفي معركة تل المانع، و قد رفع أعوانه ( صالح طربيه وعلي ذوقان الأطرش وحمد البربور ) أول علم عربي فوق سرايا دمشق في المرجة عند تحرير دمشق بعد مرور 400 عام من الاحتلال العثماني.

كشف حقيقة المؤامرة الأوربية على سورية باكرا ، واضطره ضعف الأمراء العرب والحكومات المشكلة وقتها وانهيار حكومة الفيصل واكتشاف الوهم الذي وعدوا الوطنيين به بمساعدة الإنكليز والفرنسيين الى العودة للجبل.

كشف سلطان باكرا الفارق الكبير والتناقض بين شعارات الثورة الفرنسية وحقوق الإنسان العظيمة التي يتغنى بها ثوار فرنسا، وبين ما يفعله المستعمرون منهم والمنتخبون ديمقراطيا من إرهاب وقتل وتشريد للشعوب ونهب لخيراتهم وتدمير لحركة التطور والنمو. وأكد حقيقة أنه لا جدوى من أي مفاوضات مع مستعمرلديه برنامج واضح ، وطرد المستعمرين واسترداد الحق بالقوة هو السبيل للتحرر والتطور .

قرراستمرار النضال ضد المستعمر الفرنسي الجديد الذي طرح مشروع تقسيم سوريا إلى دويلات طائفية ورفض صيغة مشيخة جبل حوران، وشكل طلائع جبهة المقاومة من الثوار في الجبل وفي سوريا مع شكيب وهاب وحمد بربور و ابراهيم هنانو 1922 .

بدأت شرارة الحرب ومقاومة الفرنسيين الأولى بعد أن قدم حمايته للمجاهد أدهم خنجر الثائر المقاوم المنتمي إلى مجموعة من المقاومين اللبنانيين منهم شكيب وهاب، اللذين أدوا مهمة قتل الجنرال غورو قائد القوات الفرنسية والذي نجا منها بأعجوبة بعد ان أطلقوا النار عليه في كمين في موقع كوم الرويسة وقتلوا عدد من ضباطه و مرافقيه ، التجأ خنجر إلى بيت سلطان في الجبل وبعد اعتقاله في غياب سلطان وامتناع الفرنسيين من إطلاق سراحه هاجم سلطان والثوار مقر اعتقاله وحرروه. قام الفرنسيون على أثرها بحرق وهدم بيته انتقاماً .

أسس مع القوى الوطنية في دمشق بعد اتصاله مع الزعيم المجاهد الدكتور عبد الرحمن الشهبندر ( الذي شغل منصب إدارة القيادة السياسية للثورة) وزعماء حزب الإستقلال في دمشق ومنهم الرئيس الأول لسورية شكري القوتلي نوى القوى الثورية في سوريا.

أعلن الثورة وقاد الثورة السورية الكبرى سنة 1925، والتي استمرت عامين كاملين.

قاد الأطرش عدة معارك ظافرة ضد الفرنسيين أشهرها معركة الكفر (21 تموز 1925) ومعركة المزرعة (2 آب 1925) التي تعتبر من أهم المعارك في تاريخ سورية حيث مرغ عدة آلاف من الفرسان والمقاتلين العرب السوريين رأس أكبر جيش عالمي منتصر في الحرب العالمية الأولى في تراب سورية وأبادوا حملة ميشو ( 13000 ثلاثة عشر ألف مقاتل مدجج ) وغنموا كل ما حملت من سلاح، كما خاض عشرات المعارك الحاسمة.

رفض عرض فرنسا بمنح الجبل الاستقلال وتأسيس دولة ذات طابع ديني موحد ،و أكد على وحدة الأرض السورية الجغرافية وطرح مع رفاقه المخلصين من كل الطوائف شعار:

" الدين لله والوطن للجميع "

مقابل مشروع المستعمر الفرنسي الذي دعا بمساعدة كثير من العملاء والجاهلين الأميين اللذين صنعتهم فرنسا قادة في أنحاء سوريا لتقسيم الوطن إلى دولة علوية في ساحل وغرب سورية، ومسيحية مارونية في جبل لبنان، وموحدة في الجنوب، وسنية في الداخل )

لمعت أفكار سلطان باشا الأطرش في تحرير و بناء الوطن وأسس للعيش المشترك والسلم الأهلي في الوطن الواحد تماما كما لمع سيفه في المعارك التي خاضها.

واستطاع بذلك أن يجمع المخلصين والوطنيين الشرفاء من أبناء الوطن في ثورة لن ينساها السوريون ، وستبقى بصمة في تاريخ التحرر العربي والعالمي، لأنها الأساس الذي بنيت عليه الثورات المتلاحقة وتشكلت على أسسها معظم الأحزاب السياسية التحررية والقومية والتي أسست لمقاومة شعبية كبيرة استطاعت تحرير الوطن عندما ضعف الأعداء.

طالب بالوحدة السورية الكاملة ( سورية قبل التقسيم تعني سوريا الحالية ولبنان وفلسطين والأردن) وطالب ببناء جيش وطني.

طالب بعدم اختصار الثورة السورية في شخصه فهي ثورة أهل العبى الفقراء كما كان يقول (ماذا نفعل بدونهم) ووضع بذلك فكرا مميزا ومدرسة كبيرة تركت آثارها على قوى التحرر فهي تحمل رسالته في التحرر وبعدا إنسانيا لم يكن معروفا وقتها في جيوش المرتزقة.

رفض تسلم عفو من رئيس الجمهورية الفرنسية في محاولة لتخفيف نار الثورة ، وأبلغ مندوب ساراي ( المندوب الفرنسي) دون أن يمسك أو يقرأ أمر العفو بأنه لم يعتد على فرنسا ليأخذ عفوا من رئيس جمهوريتها. وبذلك حدد سلطان معنى المقاومة وحق الشعوب في المقاومة والتحرر والاستقلال.

حاول سلطان ورجال المقاومة المخلصين ضبط التجاوزات التي قام بها عدد من قادة المجموعات الذين تزعموا بعض المناطق السورية مثل فرض الإتاوات باسم الثورة ومهاجمة بعض القرى بغاية سلبها والتي أساءت لسمعة الثورة في تلك المناطق.

نجحت فرنسا في زيادة قوتها و في إخماد الثورة 1927.

لجأ إلى نجد وأقام في النبك وقضى مع رفاقه الثوار وأهله سنينا صعاب.

عاد إلى سوريا عام 1937 بعد توقيع المعاهدة السورية الفرنسية واستقبل استقبال الفاتحين.

استمر في معارضة الاحتلال الفرنسي لسوريا حتى الاستقلال سنة 1946.

تنزه عن المناصب السياسية أيام الاحتلال وبعده ، واتخذ موقفاً معارضاً للحكم الفردي ولسلسلة الانقلابات التي عصفت بسوريا في مطلع الخمسينات. كان معارضاً قوياً لأديب الشيشكلي الذي أرسل الجيش إلى الجبل لإسكات المعارضة، فلجأ الأطرش حينها إلى الأردن حقناً للدماء. عاد إلى الجبل بعد الإطاحة بالشيشكلي.

توفي شيخ الثوار في بيته في القريا بين أهله إنسانا هانئا مكرما و دفن حسب وصيته في قبر بسيط متواضع ، عن عمر يقارب القرن في 26 آذار 1982.

حيا رفاته آلاف القادة والمواطنين ، وشيعه يوم 28 آذار حوالي المليون شخص في تشييع مهيب تحول إلى عرس وطني.

مشكور اخي الكريم على الموضوع الثمين
فالثائر الكبير سلطان باشا شخصيه مقدره
تستحق التخليد والاحترام
وغنيه عن التعريف
موضوع قيم ومعلومات وافيه تسلم ايدك...

الكلمات تعجز حقا عن وصف هذه الشخصية التاريخية البارزة في التاريخ ..
موضوع جميل و كلمات معبرة ووافية ..

مشكور ..

برز عبر التاريخ ورسخ وجوده بقوه

تحيه لك والف شكر

الله يرحمه
يسلمو ايديك

زعيم العرب سلطان

علو علو هالرايات سلطان العرب مامات