رداتُ فعلٍ متسرعة .....

رداتُ فعلٍ متسرعة

أصدقائي الأعزاء :
من منا لم تخرج منه ردة فعل متسرعة ازاء الظروف أو المشاكل أو الانفعال.....
من منا لم يندم يوما ازاء ردة الفعل تلك
من منا أعماه تسرعه عن إدراك الوقائع التي قد تكون لصالحه
لكنه في تلك اللحظة بالذات يتخلى عنها و ينهيها بشكل لا واعي

تمر تلك اللحظات كالكابوس... لا نعي بها ما قلنا و ما فعلنا...فقد نؤذي بها الآخرين...أو نبتعد بسببها عن كل فرصة جميلة لنعيش بتناغم و انسجام مع الحياة
إنها لحظات قاسية ...مريرة ...و الأذى الأساسي يكون موجها تجاه أنفسنا
إنها تجعنا تدمر ما نحن عليه ..و ما نحن بحاجة اليه ...و قد ندمر عبرها أيضا علاقتنا بالآخرين

ربما يا أصدقائي بعد أن نصحو قد نحاول إصلاح ما كسرناه بأيدينا ...و قد ننجح في اصلاحه أو لا ننجح
لكن المهم هنا هو إصلاح ما بداخلنا و مصالحة أنفسنا و التصارح معها
لأن الداخل اذا انكسر فسوف يؤدي إلى كسر متكرر للمحيط الخارجي
و إذا كنا قد نجحنا في إصلاح شيء في المحيط كنا قد كسرناه دون أن نصلح ما بداخلنا فإن ذلك سوف يؤدي لكسر ما في المحيط مرارا و تكرارا
بالتالي فما اصلح مرة قد لا يعود ليتجمع مرة اخرى

أرى أن هناك عوامل كثيرة و نسبية ..داخلية و خارجية تلعب دورا في ردات الفعل المتسرعة
و مع أني لا أنكر دور العوامل الخارجية ...لكني أرى أن الأساس يكمن في العوامل الداخلية ..كنقص الثقة بالنفس..ضعف الإرادة...انعدام الصراحة و الصدق الذاتي...الضياع ...التشتت...التردد...و غيرها من العوامل النسبية كما و نوعا
هذه العوامل هي ما يجب مراجعتها و محاولة تعيدلها أو تغيرها قدر الإمكان
لنتمكن بعد ذلك من أن نكون صادقين في حياتنا ...ندرك هدفنا و نمضي نحوه بكل ثقة و إتزان و مرونة
و نحيا حياتنا الزائلة كما وجب أن نحياها
لنكون فيها كما يجب أن نكون
و نعيش أحرارا قنوعين و راضين وفق محبة يكللها الإيمان الصادق بالله و بذواتنا المقدسة

...ملاك

جميل ما تقدمين
فالتسرع حاله ارتداديه للانسان توقعه كثيرا بالخطء
واحيانا بالخطء الذي لا عوده عنه
كرد على الموضوع ساضع قصه مرفقه له

بينما كان الأب جالساً والهدوء الغريب يخيّم عليه وهو في ذلك القطار العائد إلى

وطنه كان أبنائه الثلاثة يعلبون ويتحركون كثيراً ويزعجون الركاب اللذين

أنهكهم طول الطريق

كان الأب لا يحرك ساكناً حتى لو قام أحد الركاب بإظهار انزعاجه من الفوضى التي يسببها

الأطفال ولم يعر أحداً اهتمام حتى لو قام أحداً بتوبيخ الأطفال أمامه

كان أحد الركاب يشاهد ذلك الموقف باستغراب وانزعاج شديد ويقول في نفسه

أي برود يتحلى به هذا الرجل؟

وأي عدم اللامبالاة بالآخرين؟

تحيّر هذا الشخص وقال في سريرة نفسه لماذا لا أذهب بنفسي إليه وأخبره عن مدى انزعاجي

وانزعاج الركاب منه لعدم مبالاته من تذمر الآخرين لما يقوم به أطفاله وهو لا يحرك

ساكناً لفعل شيء لتلك الأطفال

وفعلاً توجه الرجل ناحيّة الأب وهو مغتاظ وهو يقول إليه بلهجة قاسيّة

( يا رجل ألا تحس ألا تخجل … الخ )

وما أن فرغ الرجل من حديثه

نظر إليه الأب بنظره غريبة مليئة بالحزن والأسى وقال له:

لا تلمني يا رجل لقد ماتت أمهم البارحة وأنا أفكر كيف سأخبرهم وكيف سأواجههم بالخبر

وكلما رأيتهم يلعبون ويضحكون ازددت حيرةً في أمري كيف هو الخلاص ؟

وما كان من الرجل إلا وقد سالت دموعه فوق خديه وطأطأ رأسه خجلاً

لتصرفه وتسرعه وقد اعتذر من الأب وتوجه للأطفال وقام يداعبهم

والكثير الكثير من المواقف بعدت اشكال نتسرع بها فتوقعنا بالحرج
وتوصلنا لان نخطء بحق غيرنا واحيانا بحق انفسنا

ساره الغاليه طرحك رائع ودائما واعيه مميزه كما عهدناكي بما تكتبين
الف شكر لما تقدمين

الإنطواء على الذات من أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى سلبية التفكير
و قد تؤدي إلى الإكتئاب ... كما أننا بحاجة للحظات نقضيها مع أنفسنا بإسترخاء و تأمل
فوضع الأمور في نصابها هي الإيجابية بذاتها...
موضوع رائع ساره مشكوره ...

ردود الافعال تختلف من شخص الى اخر
هناك من تكون ردة فعله هادئه وحكيمه وهناك من ردة فعله متسرعه وهمجيه
وهناك من تكون ردة فعله على حسب المزاج والجو والفعل نفسه ...
فأفعال يجب ان نتريث بها وأفعال يجب ان تكون سريعه ومباشره
ضبط الاعصاب .. والتفكير الطويل .. والحكمه .. اجدها امور يجب ان تتواجد في الانسان
لكي يضبط اعصابه بشكل اكبر واكثر دقه
طرح رائع تقبلي مروري

صديقتي

مأصعبها هي تلك الحظات التي نحاسب بها انفسنا

بعد موقف قد تسرعنا به واخذنا ردت فعل مغلوطة

فمن الممكن ان الشخص الذي جرحنه بردتة فعلنا قد يتقبل اعتذارنا

وهذا مايزيد من الالم الداخلي على هذا الموقف وعلى هذا الجرح الذي سببنا داخليا وخارجياً

فاحدا أسباب التسرع بردة الفعل هي العصبية التي تعمي القلب والعقل ويتصرف الشخص بطبيعة شرسة

وبصراحة قد مررت بهذا الموقف وحتى الأن لم أستطع نسيانه مع أنه قد تم قبول اعتذاري من الشخص

شكرا لك على هذا الطرح وتقبلي مروري

شكرا أصدقائي على هذه الردود التي تكمل الموضوع و تزيده غنى و اهمية بالنسبة لنا
و أود أن أنوه هنا الى امر ما و هو أن اي اصلاح داخلي يأتي بعد مراجعة النفس ينبغي أن يكون مبنيا على مسامحة أنفسنا حتى نسطتيع المضي قدما بدون أن يبقى الالم مزروعا فينا
بالنسبة لي أعتبر ردات الفعل المتسرعة تجارب قيمة و دروس مفيدة لنا حتى نكون أفضل و أوعى مستقبلا
شرط اننا حين نعي الخطأ فيها أن لا يتكرر قدر الامكان
و ان عدم مسامحة النفس سوف يعيق الثقة بها و الاستمرار السليم للأمام بالتالي الخطوة الاولى لانطلاقة جديدة هو مسامحة النفس و تقبلها كأساس لوعي أفضل و سعادة اكبر
شكرا لكم

اه ماذا اقول عن ردات الفعل المتسرعة
ولكن لاكون واقعي انه لا يوجد شخص لايخطأ الا الله عز وجل
وكما قلتي اخت سارة هي تجارب يجب الأستفادة منها وعدم تكرارها
لان التكرار يدل على خطأ داخلي بالشخص وضعف في ثقته بنفسه
شكرا اختي على ابداعك ووعيك لذاتك ولواقع نعيشه في حياتنا بأستمرار