رحلتي الى جبل العرب ( 4 )

وبعد أن
أنهيت تجوالي في مدينة صلخد كانت وجهتي الى القرية التي دوّخت الأتراك والفرنسيين
في عدة معارك ، ولقنتهما الدروس والذل والمهانة ، إنها عرمان وما أدراك ما عرمان
، انها القرية أم الثوار والأبطال ،
تاريخها يمتلئ بالفخر والنصر لبني معروف على كل أعداءهم ، تاريخها ينبئك بعظمة
رجالها ونساءها على حد سواء ، لا تبعد كثيراً عن صلخد ، بل مجاورة لها في الجهة
الشمالية الشرقية ، وهي تقع على بعد 35كم في
الجنوب الشرقي من مدينة السويداء، وهي قديمة قدم التاريخ فهي تعود للألف الثاني
قبل الميلاد(الدليل على ذلك وجود أوابد أثرية رومانية وغيرها..) ويبلغ ارتفاعها عن
سطح البحر 1365م وعدد سكانها 11000نسمة كما ذكر لي أحد السكان.

وصلتها
ظهراً وبدأت تجوالي بها ، لم ألحظ حركة نشطة لسكانها بين شوارعها ، فالكل يعمل في التجارة والحقول
والكروم، شعب عملي من طلعتها لغيبتها ، العمل مقدس ولا مجال للمهادنة به ، شعب
عظيم وأرض كريمة وانتاج وافر غزير يدر عليهم قوتهم ورزق عيالهم ، وقد بدا لي أن
منطقة صلخد لوحدها تستطيع أن تكفي بلاد الشام من العنب والتفاح وبقية الأصناف ،
خيرات وخيرات وكروم على مد العين والخضرة تملئ الأرض وتزينها كلوحة فنية س...ة
الجمال ،

في القرية : مدرستان حلقة أولى، ثلاث مدارس
حلقة ثانية - ثانوية عامة بفروعها العلمي والأدبي والفني.- روضات أطفال.- مشفى و
مركز صحي.-مركز بريد ومركز هاتف ومركز صناعة سجاد يدوي.

مجلس بلدية، (على رأسه السيد مصطفى الجرمقاني
وعائلته ومضافة جده مشهورة ومعروفة ولهم باع طويل في مقارعة الأعداء) وهوموقع أثري
(القصر وهو برج طابقي مربع في أسفله غرفة كبيرة يعود بناؤه إلى العصر البيزنطي
272م) و(كنيسة القديس الياس الحي التي يعود بناؤها إلى عام 668م).وجمعية فلاحية
يتبع لها صالة للأفراح، حديقة الباسل ومسبح الباسل ، وثلاثة آبار ارتوازية للشرب.

عرمان :اسبارطة العرب
، معركة الخراب بين أهل عرمان والعثمانيون عام
1896 ، ضراوة
المعركة أدت لاشتراك المدفعية
العثمانية ضد أهل عرمان ومن معهم،، ظهور بندقية الموروز لأول مرة في معارك الجبل
وتفاوت كبير في ميزان القوى ،،انهمرت على المعسكر
نيران اربعمائة بندقية عرمانية رمايات قريبة ، فتساقطت الخيالة
واضطرب الجيش العثماني،، .مرّ 24 ساعة على بدء المعركة والمقاتلون من
أهل عرمان دون طعام ولا شراب ،،كل حركة تطويق كان قائد الجيش
العثماني ممدوح باشا يحاول
القيام بها كانت تجهض فوراً حتى اقتنع بعدم جدوى محاولاته
،،منذ ذلك التاريخ لقبوا أهل صلخد وعرمان بالزغابة واستمرت المعركة
ثمانية أيام متواصلة ، ولا بد من الإشارة
الى هذه المعركة تقديراً منا للبطولة والقوة والإقتدارلأهل عرمان وعشائر عرمان
العربية ذائعة الصيت.

سير المعركة) مطلع تشرين الأول
1896 م
أعمدة الغبار تشاهد من بعيد إنه
المعسكر العثماني يقترب وكل ما اقتربت وضحت وانجلت عن مشاهد مثيرة ,جحافل الموت تقترب ومع
اقترابهم صارمن الممكن تمييز ألوان خيول الطليعة , رجال عرمان في أماكنهم متخفين
وعيونهم ترقب
الخيالة المتقدمة وفي الوقت المناسب انهمرت على المعسكر( 400) بندقية رمايات
قريبة وصائبة فتساقطت الخيالة واضطرب الجيش فشردت الخيول في الحقول
وارتمى النافق منها على الأرض ونكص مَن بقي من جنود الطليعة على أعقابه
وتدرأ الآخرون خلف الحيطان ,أمر ممدوح باشا قواته المذعورة الى الأمام
فاتحدت مؤخرة الجيش مع الباقين وهجموا فأزاحوا المجاهدين عن مواقعهم الى الوراء
حوالي 50 متر واستأنف القتال على أشد من الأول .

كان قد مرّ على نشوب المعركة
ساعتان عندما
حاول الجيش القيام بحركة التفاف على المجاهدين مستفيداً من تفوقه بالعدد فردّ على أعقابه
مدحوراً وراح بعدها يلعق جراحه التي سببتها الصدمة الأولى وابتدأت المدفعية تطلق كرات
حمراء متوهجة باتجاه ما اعتقدته مواقع رجال عرمان في هذه الأثناء سمع
المجاهدين أصواتاً للبنادق التي لم يألفوها في الماضي ومن اصابات القتلى
والجرحى عرفوا أن هناك سلاحاً جديداً مع المعسكر وبالفعل كانت (البندقية
االعثمانية ) ذات الصناعة المتقنة والقيمة الحربية العالية بالنسبة
للبنادق المتداولة وقديمة الطراز وخسرت عرمان نخبة من شبابها ولكن البطولة عوضت
الخسائر .

وكان قد مر( 24 )ساعة على بدء المعركة والمقاتلون من أهل عرمان دون طعام
ولا شراب ولم
تصلهم أي نجدة من القرى المجاورة ولكن أين المفرّ وبربرية الأتراك
يعرفها جيداً كل من قاسى مظالم
الحكم العثماني وفي غمرة هذا الاحباط هدأت العزائم ولكن دون تراخي وفجأة دوّى في الساحة
صوت امرأة مزغردةتصيح( عليهم أخوتي عليهم النشامى) , وردت الشباب :ابشري يا سعدى
لعيونك ,سعدى ملاعب أم صغيرهم وأخت كبيرهم ,ارتفعت المعنويات ودب النشاط في الساحة وبُوغت
الأتراك إذ اعتقدوا أن نجدة رفدت المقاتلين ,كانت سعدى توزع الخبز المطلي
باللبنة وعلى كتفها جرة تسقي العطاش ثم تعود الى حيث تتجمع الفتيات في
المؤخرة ويأتونها بدفعة جديدة من الماء والطعام فتحمل ما تقدر على حمله وتوزعه
على المقاتلين دون أن تنسى أحد .لقد أدت للمعركة خدمة كبيرة وخُلّدت بخلودها
وصلت النجدة من أهل ملح والمقرن
القبلي واتسعت المعركة وتنفس الناس الصعداء ,وخاضوا المعركة بحماس دون توقف وكان حامل
البيرق أحد شبان آل غزالة الذي خرّ شهيداً فاستلم أخوه البيرق ورفعه عالياُ فقُتل
أيضاً فحمله ابن عمه وأخذ أحدهم االبيرق وصاح بهم :يا شباب ليس من عادات
بني معروف الحرب بالرصاص واستلو سيوفهم وهاجموا بالسلاح الأبيض وقال عادل
أرسلان مشيراً للحادثة
فكم من أسرة فيهم أبيدت
ولم تقبل لرايتها خذلاناً

شعر ممدوح باشا بحراجة موقفه
فأمر بهجوم عام بكل ما لديه من قوة ونشطت مدفعيته فتمكن من ازاحة المجاهدين عن مواقعهم
الى الخلف أيضاً وفي (رقة المدفع )اسم لتلك المحلة اكتسبته من ذلك اليوم ,قرر
المجاهدين عدم التراجع متر واحد الى الوراء لاقترابهم من القرية وتنادوا الموت
أو النصر أما الهزيمة فلا يُقبل لأحد باحتمالها لما يمكن أن تسفر عنه
من أهوال ومآسي ,وكل محاولة
تطويق يحاول ممدوح القيام بها كانت تجهض فوراً حتى أنه اقتنع بها وأقلع عنها ، ثم كانت النجدات تتوالى من
صلخد وبقية القرى حتى تم النصر لعرمان وأهل عرمان ونساء عرمان .

وكان يوماً مشهوداً تناقلته
الركبان وعلم به أهل حوران ، وسجل في الضمائر والوجدان والعرفان ، فأكرم بهم بني
معروف أصحاب السيف والصولجان . يتبع..

وها نحن نجول معك عبر الكلمات
ونعيش الاحداث كلها كما عشتها
الف شكر وبانتظار المزيد

الف شكر لك على كتابة هذى الموضوع القيم بكل كلمه وسلامي لاهلنا في عرمان سلام لشرابيين الدم
وسلام كبيرلك على هذه المعلومات التي تقدمها من ذهب
وسلامي لكل بني معروف
اهل الشهامه والكرامه

بسم الله الرحمن الرحيم
تحية عربيه مسلمة لمن زار الجبل و خرج منه يحكي بأصله
فأنت خير من حفظ التاريخ و بحث عن الحقائق التي يجب ألا
ننساها ابدا شكرا لك طالبا منك القدوم الدائم للريان و ان نراك
في سدر مضافاتنا لنتشرف بوجودك . و لتزين جلساتنا
شكر من كل قلبي

يعطيك الف عافيه

شوقتنا نزور هالمناطق
خيي وصفك رائع و ممتع
يسلمووو و بانتظار التتمة

يسلمو الله يعطيك العافي