قصة الرجل الفقير والعابد

هذه القصه قصه معبّره,كنت قد قرأتها في كتاب "حكايات تروى من جبل العرب للكاتب الدكتور ثائر زين الدين"
فارت ان تشاركونني قرائتها..

عاش رجل فقير في قرية جبليّه, قد انعم الله عليه بوفرة الأولاد, يكدّ ويشقى لاعالتهم, حتّى عجز عن ذلك, ففكّر بأن يتوجّه الى قمّة الجبل, حيث يقيم هناك عابد تأتيه الناس يوميّا بالطّعام.
سار الرجل في طريقه قاصدا قمّة الجبل ,وهمّ ليرتاح, فاعترضه افعى صغير, فما كاد ان يقترب منه ليلمسه حتى كبر وتحول الى افعى كبير وقبيح, فبعد عنه وتركه فعاد الافعى صغير,فتعجب في الامر وتابع طريقه حتى راى اناس يركضون وراء غزالا رائعا له قرنان كبيران من ذهب ولا احد يستطيع اللّحاق به فزاد تعجّبه, فتابع سيره حتى وصل ارضا جرداء وبها جمل سمين يرعى بها, فاندهش في نفسه وقال " من اين هذا السمن والشحم؟".وتابع طريقه حتّى وصل ارضا خضراء وافره وبها جمل هزيل وقبيح يرعى العشب بشراهة, فزادت دهشته وقال في نفسه:"أين يذهب بالطعام؟",وصل الفقير كهف العابد فرأى فرسا تصعد على الدرج, ما أن تضع قوائمها على درجة ما وتهمّ ان ترتقي الى الدرجة الاخرى حتى ترتفع تلك الدرجه وتارتا تهبط فتنتظر الفرس طويلا حتى تصبح تلك الدرجة الى مستوى تستطيع به ان تصل اليه, تتكرر الحادثه والرجل يراقب ويندهش واستمر بالمسير حتى وصل غرفة مضاءه بلا سراج ودافئة بلا نار, فاذا بالعابد يرحّب به أحسن ترحيب وسأله عن غرضه, فقال له الرجل :جئتك طالبا الطعام فاولادي منذ ايام لم يذوقوا له طعم,فقال له العابد: لقد زارني بالصباح اناس طيّبون كرام واحضروا لي هذا الطعام فهو مقدّم لك, وقبل ان ياخذ الرجل الطعام فكّر بان يسال الزاهد عمّا رآه في طريقه, فقصّ عليه ما راى فاجابه الزاهد:
ان الافعى الصغير الذي رايته هو الشرّ, الذي ما ان تقترب منه وتلمسه حتى يصبح افعى كبير ومخيف لا يمكن ان تتنبا بشرّه, لكن ما ان تركته وبعدت عنه حتى صغر وتلاشى, اما الغزال الجميل ذو القرون الذهبيّه الكبيره, فهي الحياة التي تغرّ الانسان بمنظرها فيركض وراءها ولا يطاله منها شيء, والجمل السمين الجميل هو الانسان الكريم, الذي يجود بما لديه رغم القله, والجمل الهزيل القبيح هو الانسان البخيل الجاحد الذي يلتهم كلّ شيء ويبخل على غيره, والدرج الذي تصعده الفرس فهو الدهر الذي لا يؤتمن تارتا يصعد بنا وتارتا يهبط.
وقف الرجل مندهشا متفكرا ينظر الى سخاء العابد ولم ياخذ شيئا من الطعام ومضى الى بيته فرحا, متبسما, قانعا وشاكرا.

شكرا لك استاذة غزل:
والشكر الموصول للأديب الدكتور الصديق ثائر زين الدين على روعة الإبداع
قصة تحمل من الحكمة والتوجيه الاخلاقي ما نحن بحاجة له في كل زمان ومكان
لك كل الود

قصه رائعه حملت العديد من الحكم ةالدروس المهذبه للنفس فقط لمن يفهمها ويحب للدين والسعي لتجنب شوائبها والمشي بحسب فضائلها فجزاكي ربي كل خير على ما قدمتي واسكنك فسيح جناته فوجدت هذه القصص لتهذيب النفوس وبنقلك اياها لنا تكون قد ساعدت كل عين قارئه وقلب محب للدين وعقل فاهم لمعانيه باكتساب نقاط هامه تطهر روحه وتساعده في نقائها
فلكي مني كل شكر وتقدير على ما قدمت

سلمتك يداكي يا غزل على هذه القصه الرائعه المعبره بالفعل هذه المواعظ تغني عن غذاء شهور

جازاك الله خيرا على هذه القصة و الموعضة الرائعة
تقبلي مروري البسيط..

اسلوب رائع
ان العابد اعطى اجمل الطلاق لعباده الله واحد احد
وهو يعطينا المثال القيم ان الانسان مخير بالاعمال
اما ان تكون صالحه اما ان تكون طالحه
لذالك نزل العقاب والثواب
لذلك علينا بتعليم النفس كيف نمشي بالطريق الصحيحه
طرح راقي