الشيخ ابو محمد صالح العنداري 1992-1913م

ولد في العباديه سنه 1913م وما كاد يبلغ السنتين حتى توفي والده بشير العنداري فكان لفقده تاثيرا كبيرا على حياته

لم يخلق اليتم في الفتى ضعفا وانحلالا وخوفا من الناس بل دفعه هذا اليتم الى مجابهة المجتمع بقوة المؤمن فقد كان يعمل في نكش الاراضي تأمينا لمعيشته وحفاظا على كرامته وخوفا على نفسه من الاستعطاء وكان منذ بدأ يعي ويعمل لا يقبل الا المال الحلال ،يخلص في شغله اخلاصا ضرب المثل به فتسابق الناس اليه لكي يعمل في اراضيهم لانهم ليسوا بحاجه الى مراقبته وتعطيل اعمالهم للوقوف على يده

لم يدخل المدرسه ولم يتعلم لانه كان يصرف تهاره في العمل تأمينا لمعيشته اما الليل فكان للراحه والعباده وطلب رضى الله سبحانه وتعالى.

ما قبل ان يتناول غداؤه عند احد كان يحمل زاده الى عمله ليأكله في عطلة الظهيره زاد متقشف بضع حبات من الزيتون وقليل من الزعتر وتين مجفف وزبيب وغير ذلك مما يسهل حمله .

واكتسب بالرغم من عمله المتواضع احترام الناس لاخلاصه في عمله وصمته وهدوئه وفهمه واهتمامه التام بتربية نفسه تربية فاضله تقوم على الصدق والعفه والمحبه والوفاء

اشتهر بهذه الصفات حتى كان الناس يتسابقون الى تشغيله معتبرين ان دخوله ارزاقهم بركة من بركات الله سبحانه وتعالى.

كان هذا الشيخ لعارفيه الثقة بكاملها فاذا حصل خلاف وكان على علم به وطلبت شهادته فكان جوابه الكلام الفصل عند المتخاصمين .

وكان مستودع الامانات لا يؤتمن لاحد كما يؤتمن له توده عنده الاموال وعطايا الخير والحسنات للفقراء والوصايا وتختزن في صدره الاسرار
وكان الاجاويد لا يزعجون خاطره بشيء فاذا اراد امرا نفذوه له واذا طلب منهم عملا قاموا به مرتاحين لانهم عارفون بنيته واثقون من باطنه مؤمنون بحكمته.

ولم يكم الشيخ ابو محمد صالح العنداري كثير التجوال والزيارات الا في مناسبات ضروريه فقد كان بيته دنياه (دنيا عمله وعبادته) وكان يرى ما لا يراه مسافر في اقطار المعموره

نقل الشيخ الى قريه بعلشميه وهذا لان البنيان امتد في العباديه الى ان وصل الى جانب مسكنه فرأى ان السكن بين جدران كثر يروحون ويجيئون وبين صبيه يصرخون ويلعبون امر لا يسمح له بالصلاة كل ليلة وباستقبال اخوانه الاجاويد المثابرين على زيارته فقايض قطعه ارض كان يملكها بالعباديه لاخرى في ضاحية بعلشميه
ويحكي ان الرجل الذي قايض الشيخ كانت ارض الشيخ اغلى من ارضه فاعطاه فوت المقايضه مبلغ من المال ليتم هذه المقايضه بالعدل ولكن شيخنا الكريم رفض قائلا:

خرج هذا المال من ذمتي اليك النيه يا ابني ان تكون لي قطعة ارض بعيده ازرعها واعمل بها لاعيش من خيراتها

وهكذا بعد ان تملك الشيخ الارض بنى فيها بيتا صغيرا متواضعا متقشفا وراح يعمل مع ابنه على فلاحتها وغرسها والعنايه بها.

تزوج الشيخ في سن مبكره امرأه من العباديه توفيت في مطلع شبابها بعد ان انجبت له بنتا وصبيا
وتوفيت ابنته في عز صباها .

تردد الشيخ ككل الاتقياء الى خلوات البياضه وكان يمكث فيها اوقات تطول في بعض الاحيان وقد اكتسب الاحترام والتقدير والاعتراف له بالمكانه الروحيه الرفيعه فتوج في 8 اذار سنه 1988م بالعمامه المكوره.

توفي الشيخ ابو محمد صالح العنداري في بعلشميه نهار السبت في 12-12-1992 ودفن نهار الاحد في 13-12-1992 وكان يوم دفنه غزير الامطار شديد البرد تتساقط فيه الثلوج ،لم يحفل الناس بهذا الطفس القاسي وذهبو الى العباديه مشيا على الاقدام بدءا من بعلشميه وبحمدون وشويت ورويسه البلوط نتيجه لازدحام السيارات الذي سد الطرقات
وكانو يعتبرون ان حضور ماتمه اجر كريم يجازيهم الله سبحانه وتعالى عليه بالخير.

وقد حضر مأمته الزعماء الزمنيون والروحيون كافه والناس على اختلاف احزابهم ومشاربهم وكان صمت غريب خيم على الجو العام واحترام لفراقه وخشوعا لتقواه

من كتاب الظاهر الخفي

علم الفضائل مذ ثوى عمّ الورى خطب المصاب
فأبو محمد صالح ركن التقى نال الثواب
فيه السيادة تُوّجت بزكاة علم واكتساب
للعلم الأعلى سما بشراه يا نعم المآب
بالطهر أرّخ جهده بدر العلا بالحُجب غاب

رثاء الشيخ الجليل الطاهر أبو محمد صالح العنداري رضي الله عنه
يا شيخ صالح عالمدى عليك الأمان وسيرتك مش سهل توصف باللسان
اسمك تسجّل مع عداد الصالحين والرب جاعل مسكنك دار الجنان
كنت مرجع للملأ دُنيا ودين عِفّة وطهارة وعاطفة ورفق وحنان
غبت تارك بعدك الرَّبْع الحزين خالي كئيب يقول هون الشيخ كان

جوهر نقي من دوحة الجود انفرع مضّى حياتُه بالجهاد وبالورع
وكان وجهُه نور ساطع عالربوع ولمّا بدقة مسلكُه ساد وبرع
صار قدوة صالحة بين الجموع ومواعظُه آيات صارت تنشرع
ونال من حقل التواضع والخشوع غلة ثمينة وكل حاصد ما زرع

لا شك أنّو ستر توحيدُه خفي وروحُه علينا ساهرة وجفنُه غفي
ونقلة نفوس الطاهرة رقدة غفا وراحة وهنا ورحمات تنزل عالوفي
وسع دايم من رضى الباري وكفى وذكرُه تخلّد بالتقى والمعرفة
نور يهدي درب إخوان الصّفا وهّاج شارق ما انطفى ولا بينطفي
نال السيادة وبعد تقرير المصير غاب عنا غيبة البدر المنير
والموت عالطاعات فوز وانتصار وكاس د... عالكبير وعالصغير
وما في لنا بهالأمر حيلة ولا خيار إلا رضا وتسليم للمولى القدير
وقديش صرنا فاقدين من الديار نخبة مشايخ بعد سيدنا الأمير

نام يا شيخ المشايخ مستريح قبل الحساب وبعد ميزانك رجيح
سهرت الليالي بالعبادة معتني وللضيف بيتك واسع وصدرك فسيح
وكنت بالإخلاص والقوى غني وما في حدا بيوفيك حقك بالمديح
وعشت طول العمر روحاني هني ولما هجرت ديارك وصح الصحيح
صار بعدك كل ز... ينحني عند المقام يقبّل حجار الضريح

من أفاضل المشايخ في لبنان، ومن أسود الشوف في النصف الثاني من القرن العشرين، وخاصة أثناء الحرب الأهلية التي وقعت في الثمانينات.
الله يرحمو جزاك ربي كل خير

كما انه كان يقضي وقتا طويلا من حياته في اصلاح دات البين بين الناس ، وكان همه الوحيد الوفاق والمحبه والرضا والصفاء في المجتمع .

سلمن امولة

الله يرحم روحو وينفعنا بي بركاتو حتما موت الاعيان من تعس الزمان خسارة كبيري رحيل هالمشايخ لكبيري عنا ما رح نشعر بقيمتن غير لنوصل للي رح نوصلو ...

بذكر حكولنا عن الشيخ مرة انو تعب وقاموا اخذوا لعند الحكيم فلما سألوا للدكتور شو مرضو جاوب وقلهن انو الوجع اللي صابر علي سيدنا الشيخ 10 رجال ما بتقدر تحملوا

الله يرحم روحو الطاهرة

الله يرحمو ويبعت كتير من امثاله خاص بهيك وقت

الله يرحمه ويرحم امثاله المشايخ الاجلاء الاتقياء..
ما احوجنا إلهم في هيك زمن غدار..

مشكورة امال على ذكر هيك سيرة كبيرة وتقية..