الشيخ ابو حسين ابراهيم الهجري 1804 -1840م

كوكب من الموحدين ذاع صيته في التقوى والصدق والامانه والدعوه المستمره الى عمل الخير والتحلي بالاصلاح والعفه في التصرف والنزاهه في القول والعمل.
كان داعيا قل له مثيل اضافه الى تقواه وزهده جرأه لا توصف في الدفاع عن المظلومين وفي مقاومة الفاسدين ،كان قويا بقدر ما كان رؤوفا حليما .
وكان صاحب رؤيا نادره بقدر ما كان بسيطا ورعا صافيا.
وقد استطاع ان يقاوم الاقطاع المستشاري في الجبل وان يدحره لنصرة الضعفاء والمظلومين المستغلين لا بالسلاح ولا الشتائم ولا اللعنات بل بسلوك شريف منقطه النظيره جعل الناي من مؤمنين وغير مؤمنين يجتمعون حوله متقبلين عضاته متمسكين بارشاداته ينظرون الى دعوته للخير والعداله والاستقامه والكرامه والتوحيد كأنها باب الخلاص في الدنيا والاخره .

كانت الاشرفيه في غوطة دمشق مسقط رأس الشيخ ابي حسين ابراهيم الهجري
ولد في بيت فقير فلم يعرف النعمه في طفولته ولا تمتع ببهجة الاطفال اسوه بباقي الاولاد لكنه كان ذكيا كثير الحركه ميالا الى الحياه الاجتماعيه محبا لاترابه ورفاقه ،لم يترك الفقر اي عقدة للنقص في نفسه بل على عكس ذلك فتح عينيه على حقائق زادت في تفكيره وقوة فيه قوه النظره الى الحياة فغزته المعرفه في سن مبكر وكان كثير الاجتماع بمن عم في سنه واكبر قليلا فكان يعلمهم الصدق والامانه والمحبه والاتحاد .
ولما ضاقت امامه سبل العيش في مطلع شبابه ارتحل الى خربة قنوات في جبل الموحدون وكانت خرابا ليس فيها سوا منزلين قائمين فسكن احداهما وسكن المنزل الاخر رفيق له من ال جزان
وكان الشيخ ابراهيم يقتات من مهنة الحياكه اخذ يعمل في ارض قنوات الخصبه الخاليه من الناس والايدي العامله مع رفيقه النشيط المخلص حتى صيرها جنات خضراء تبهج القلب والعين مقدمه لهما من الغلال ما كانا يكتفيان بها.
وكان عمل الحياكه ساعة الفراغ من عمل الارض مصدرا لرزق الشيخ كذلك فنعم ببعده عن الفاقة والعوز متشددا على نفسه للحفاظ على المسلك التوحيدي الذي تبناه منذ الصغر والى على نفسه ان يكون نبراسه في الكبر

كان صادقا في عمله وفي بضاعته وفي اسعاره نزيها الى ابعد حدود النزاهه لا يقبل فلسا زياده اذا رأى انه لا يستحقه او ان يكون زياده عن اجريديه ووقته
كان يعتبر ان القرش الحرام يهدم النفس ويزيد الشر ويؤنب الضمير
كان صادقا مع نفسه منذ البدايه فاستطاع ان يكون صادقا مع الاخرين
وصارت قنوات بسكنى الشيخ ملتقى الناس على اختلافهم فتهاتفوا على سكناها واستغلال خيراتها والتمتع بجمالها حتى غدت جنة خضراء يضفي عليه الشيخ من روحه جمالا غمر كا حبة من ترابها.
كانت تتسارع الناس الى قنوات طالبة قضاء الشيخ العادل في خصوماتها وفتواه في دعاويها والكلمه الفصل في كل امر.

كان الشيخ مقاوما لابراهيم باشا في حربه ضد الجبل وكان قائدا لا تلين له قناة وبطلا لا تضعف له في الشدائد همه فكان الاول في الاقتحام والاخير في العوده
وصخور للجاه تشهد على جولاته وبطولاته ولما انتهت الحرب بنصر ابراهيم باشا بخداعه
استدعي الشيخ الى دمشق فجائها غير وجل ضاربا عرض الحائط تحذيرات رفاقه ومحبيه من كذب ابراهيم باشا وخداعه اصر ان يواجه الظالم ليسفه ظلمه في عينيه واذنيه ويعطي مثلا للمناظلين في الجرأه وحمل راية الحق ومصير الشعوب الكريمة التي لا تخضع للحديد والنار.
واستقبل في دمشق تقدم وقال ما عنده ورفض مشاركتهم اي طعام وشراب بالرغم من الحاحهم عليه وقبل ان يطلقوا سراحه وضعو له السم في حذائه وفي طريق عودته الى قنوات عرفت اصابع قدميه قدخلها السم واحس بتعب يهد جسده منتزعا قوته ومقامته للالام والاوجاع وما وصل الى قنوات حتى تمكن منه السم فمات رحمه الله وغفر له

سمعنا عن هذا الشيخ الجليل التقي الورع الموحد المناضل الكريم البطل حكايات كثيره وقصصا لا تحصى لم تذكر لانه اسمه المنير الشهير ليست بحاجه للقصص لكي تشهد له فنظاله من اجل القيم الانسانيه والروحيه والوطنيه كاف ليكون سجل حياته النادره.
مات هذا الانسان الموحد الساطع النور شهيد الحق والواجب والتقى والحب والاخوه والكرامه والعزة
مات رافضا العبوديه لتسلم نفوس البشر اذا اعتدي عليها

كان من تلاميذ الشيخ ابراهيم الهجري:

1-الشيخ ابو يوسف جهجاه من دير القمر

2-الشيخ ابو محمد صالح الجرماني من جرمانا

والعديد من المشايخ المنتشرين في اماكن الموحدون

رحمه الله

من كتاب الظاهر الخفي

اول رئيس روحاني وشيخ عقل للطائفه الموحده
ساعه مباركه بذكره الله يرحمو يسلمو

فضائل الشيخ((الهَجَري)) وأعماله وعلومه,
اشتهر أمره,وببركة "سر توحيده"عمت الخيرات وصارت "قنوات"زهرة البلاد(كتاب:البيَّاضة,المحل الأزهر الشريف)
{رُبَّة الدين} وكعبة طلاب الحق وقلعة للعرفان والتوحيد* فَعَظُم أمر {الشيخ}
وشاع ذكرُهُ,
وسما قَدْرُهُ,و أقام الحدود وصار أمْره مُطاعاً,وحُكمُه نافذاً
أمَرَ ببناء
{بيوت العبادة}في الأنحاء والبلاد وأوجب
قراءة الكتاب المكرم قراءة
صحيحة,وعيًَََِن السُّواس والأئمة لبيوت العبادة{{فأشرقت بوجوده أنوار الغزالة,فأوضح برهان الدلالة}}
فغَدى القطب والمرجع الأوحد رضي الله تعالى عنه وأرضاه لحل القضايا الدينية و الإجتماعية
وأصبحت قنوات {مركز الرئاسة الروحية للموحدين} لكن الحساد والأضداد والمارقين
"أصحاب البِدع" لم يَرُق لهم ذلك, فأظهروا للشيخ الهجري العداوة والمعاندة والخلاف
{ولا عجب لأن من سُنَّة عالَم السواد معاداة الأنبياء
والأولياء}. فحسده وقاومه "الزعيم الشيخ الحمدان" وتعصب معه جماعات.... فدَحضَ( الولي المكابد ر)بهتان الحساد وباطلهم بحججٍ بالغة وأسكتهم"المخلص الرباني والعارف بالله" بسرِ توحيدهِ المنادى الشريف:
{سر الهَجَري}......ونزلت الصاعقة المهلكة على الزعامة والعنجهية الظالمة المستبدة,حيث
سلط الله سبحانه عليهم جموع غفيرة,وامَّحقتْ الزعامة الجاهلة,وقيل عن الرسول "ص":
يقول الله تعالى (من آذى لي ولياً فقد استحلَ
محاربتي).....
وفازَ" الولي"(فريد وقتهِ والأوان,ورئيس عصره وذلك الزمان الشيخ أبو حسين ابراهيم المغمَّد بالرحمة و الرضوان).
جاء في الحديث النبوي:أشد الناس بلآء الأنبياء
ثم الأولياء,ثم الأمثل بالأمثل.يمتحن المرء على قدر دينه*إن مناقب الشيخ الهَجَري لا تستقصى
ومثلها أعماله وفضائله,كذلك جهاده وحفظ إخوانه,ويكفيه فخراً وخلوداً:أن قرر وأشار
بوجوب قيام الرعيَّة إلى اللجاه,لملاقاة الأعداء,
وأخذ يشدد ويحرّض الفوارس والشجعان,على الحرب والقتال كما جاء في محكم القرآن,
ويُبَشِّر بالنصر والظَّفر مع السلامة والأمان,
من القوم الخاسرين الخاسيين الأغتام*
فدخلوا إلى اللجاه(راجع قصة اللجاه بخط العالم العامل الرئيس الروحي المرحوم الشيخ حسين الهجري)وصاحب المكاشفات "الداعي"(للمقاومة والجهاد)يبيِّن أن الانتصارات كلها كانت مؤيَّدة من قِبَلْ العناية الإلهية وبوساطة صفيه الكريم( ص)وأصحابه الكرام(ع~):حيث قال في مقدمة العسكرية و الملحمة الجوهرية المسمَّاة
الحمديَّة والشكريَّة
:...""أدركتنا العنايةالقويَّة بعد الشِدَّة العظيمة,والمصيبة الداهية,فبالله أعتصم وهومُمِدُّ القلمْ
الحمد لله ياواحد المِنَنِ
الحمد لله أوعزني وقدَّرني
فرَّجتها ياإلهي بعدما عظُمت
يوم مصيبتنا والنازلة هجمت
وقال:
الشكر للوارث المبعوث بالرسُل
الشكر للسادق ومهلك كل كذابا
أتيتني يا عظيم الفضل في فرجِ
وكنت يا بغيتي للسوء حجَّابا
..وفي سنة 1256هـ الموافق سنة 1840م
رحل الطائر الغريب الذي حلَّ وارتحل,لقد قضى في سبيل الله سبحانه بعد ان اسس و وطَّد في الجبل (بلاد حوران)منار الهدى والدين ,..فكان رحيلهُ مصيبة لأهل الحق شاملة,تسامعت أخبار الوفاة في الأنحاء والبلدان,وصار اجتماع كبير للتعزية من قبل الشيوخ الأجلاء الأعيان,في سهل السمقانية المبارك
في لبنان,وقد رثاه العالم العامل سيدنا الشيخ أبو زين الدين حسن العُقيلي حيث قال ر:
مرثية في الندب الطاهر, والعلم الزاهر, والقطب الجليل الفاخر , العالم العامل المفضال , الحميد السجايا والفعال , اللبيب الأديب العالي , والكوكب الدري المتلالي , الكهف الحريز المجيد , والركن الوطيد , الحازم المرشد المفيد , صاحب الرأي الحميد , والقول السديد , عين الأعيان ورائيس الأقران وفريد العصر والأوان , ذي النفس الشريفة الزكية , والطلعة البهية , والألفاظ الجوهرية , والعلوم المحيية , والإفادات الحقيقية , والخصال الحميدة المرضية , الصالح العابد , التقي الزاهد , الناسك الخاشع لربه الكريم الشيخ أبو حسين إبراهيم تغمده الله برحمته , وأسكنه بحبوحة جنته:
مطلع المرثية:
اليوم قد هد ركن العلم والحكم
يحق للعين أن تبكي بدمع دمِ
آخر المرثية:
وحل في جنة الفردوس أرِّخ في
دار السرور بسعدٍ واسع النعم
وقد دفن جثمانه الطاهر في قنوات بالقرب من خلوته المباركة,وضريحه الشريف أصبح مقصداً للمؤمنين المتبركين والناذرين ولأبناء التوحيد ,يزار للتبرك به,رضي الله تعالى عنه وأرضاه
مشكورة امال
تقبلي مروري
ننتظر المزيد
دمشق 21-4-2011م

دخل روحه الطاهره الغالي الحبيب العالم العامل سيدنا وتاج راسنا

لم استطع الا ان اترك رد امام موضوع قيم كهذا

تسلمي خيتا

حلو كثير. شكرا اختي. معرفة الشيخ الشهيد شي بيشرف وبيرفع الراس. وقلو من امثالو. الله يهدينا عدربن ونشالله اسم طايفتنا بضل مرفوع مثل ما رفعلنا يا سيدنا الشيخ ابو حسين ابراهيم.
موضوع حلو شكرا لمشاركت في معنا.

تحيه لمروركم الرائع