( العذاب وجهنم )

لاتسمع كلمة جهنم هذة الايام الا فى نكتة وقد تحولت جهنم فى ذهن الرجل العصرى الى اسطورة يذكرها وهو يبتسم وكانما يتذكر منظر فى رواية لدراكولا واصبح مالوفا ان نجد بين المؤمنين من يتكلم عن جهنم فى شك ----ونسمع من يتساءل قائلا ---كيف يعذبنا الالة الرحيم --- ومن نحن حتى يعذبنا --انة لاشك يخوفنا ولكنة سوف يفاجئنا يوم الحساب بالعفو الشامل ويدخلنا برحمتة جميعا فى الجنة --مستحيل على الالة الرحيم ان يعذب احدا --مستحيل --ويتصور المتكلم انة بذلك يرد اعتبار الرحمة للرحيم وانة يقدر اللة حق قدرة --والحقيقة انة يسىء الى الخالق من حيث يتصور انة يحسن ويلصق بة الظلم من حيث يتصور انة يصفة بالعدل تلك الصورة الساذجة لالة يساوى بين المجرمين وبين ضحاياهم فى الجزاء ويقيم للقاتل والقتيل كليهما حفلة شاى من يكون ذلك الالة الا الها ظالما وهل يستوى الابيض والاسود الا عند الاعمى انة منتهى سوء الظن باللة ان نتصور انة يضع كل الناس فى الجنة ويساوى بين السفاحين الجبارين وبين الالوف من قتلاهم الابرياء الذين هلكوا فى السجون --لمجرد اننا لانتخيل الها يعذب --ولا ادرى من اين جاء المؤمن اوالكافر بان اللة لايمكن ان يعذب واذا اتخذنا دنيانا مثلا --واتفقنا بان هذة الدنيا التى نعيشها من خلق اللة فلا بد ان نوافق بالاجماع على ان اللة يعذب --فلا شىء فى هذة الدنيا اصذق من العذاب من الذى خلق الميكروب من الذى خلق السم فى الثعبان من الذى يفجر البراكين ويغرق قرى باكملها تحت الحمم الملتهبة من الذى خلق زمهرير القطبين ورفع الشمس عمودية تسلق جلود سكان خط الاستواء من الذى يدفن المدن تحت الزلازل انة ليس الشيطان ولكنة هوهو نفس الالة الرحيم الذى وضع العطر فى الزهرة والترياق فى العشب --وهو هو نفسة الذى خلق الربيع والصحة واودع القوة فى العضلات والحب فى القلوب والبسمات على الشفاة وهو هو ذاتة خالق الحنان والمودة والتعاطف-- وهو الذى اعطانا العقل والحيلة لنركب البحر والبر والجو ونتغلب على الحر والبرد ونقاوم المرض والموت وهو هو الذى وفر لنا الغذاء و....اء واسبغ عليتا ثوب العافية والسعادة ------وقد وصف نفسة فى كتابة فقال انة النافع الضار --وانة المحيى المميت --وانة الخافض الرافع والقابض الباسط وانة المعز المذل ----وانة الفعال لما يشاء الذى يعذب من يشاء لاراد لقضائة ولامعقب لامرة --ولا يسال عما يفعل وفى نفس هذة اللحظة التى التى اكتب فيها هذة الكلمات هناك عشرات من عربات الاسعاف فى كل مكان بالعالم تحمل على محفاتها محروقين يئنون ويتحشرجون ويصرخون --ولا شىء من هذا يحدث ضد المشيئة الالهية --- وانما كل شىء يحدث بعلم اللة وتقديرة وقد نفعل ما لا يرضى اللة فنسرق ونقتل وندمر ونحرق ولكننا لانستطيع ان نفعل ما لا يشاء اللة --فجميع الاحداث والافعال تحدث ضمن المشيئة الالهية وان خرج بعضها عن الرضا الالهى --وفى مشيئة اللة وفى الواح قدرة ان هناك الشقى والسعيد وان هناك من يقضى لة بالنعيم ومن يقضى علية بالعذاب بل وبالحرق وفى هذة الدنيا عينها التى نعيشها ----ومصداق هذا الكلام واضح فى حياتنا اليومية وشواهدة فى دفتر يوميات كل شخص --وليس بحاجة الى برهان واكثر من هذا نعلم من خبراتنا المباشرة ان العذاب لا يتناقض مع الرحمة بل يكون احيانا هو عين الرحمة --فهناك نفوس لاتستفيق الا بالعذاب -- بل تكاد تكون القاعدة ان القلب لايصحو الا بالالم والنفس لاتشف وترهف الا بالمعاناة والعقل لايتعلم الا بالعبرة والقدم لا تاخذ درسا الا اذا وقعت فى حفرة --- فجهنم الدنيا لاتتنافى مع العدل الالهى اذا نظرنا للامور كلها نظرة شاملة --والحالات الفردية التى نعجز فيها عن رؤية الحكمة فى العذاب والتعذيب يكون سببها جهلنا وقصورنا عن الاحاطة ---------------------------------

الانسان لازم من اسا يراجع حساباته ويقدم شيء لآخرته يستغفر لدنوبه

يعطيك العافي

جزاكم اللة كل الخير والشكر الجزيل الى كل الاخوة والاخوات الذين مرو من هنا واعطوا تعقيبهم المهذب نرجو الانتفاع والعبر ونطلب من اللة الرحمة وحسن الختام امين --------