( الحب )

الشهوة تكشف لك عن نوعك عن
ذكورتك -- والحب يكشف لك عن نفسك -- عن ذاتك -- والملل من الاثنين هو الاشعار الخفى الذى
ياخذك بيدك الى محبوبك الحقيقى -- احبك -- كلمة لذيذة تصيبنا بالدوار والخدر -- كل شىء فينا يذوب والمكان
يذوب والعقل يذوب القلب يذوب ونحن ننطقها الغة تتعطل فى لحظة الحب ويحل محلها سكوت ناطق معبر
والزمان والمكان يتلاشيان فى غيبوبة صاحية تكف فيها الحظات عن التداعى وتنصهر فى احساس عميق بالنشوة والنصر والفرح قد تكون هذة النشوة لحظة واحدة ولكن هذة اللحظة تصبح كالابد -- الحب يابدها فتستمر مائلة امام الشعور -- تستمر فى المستقبل لسنوات طويلة تلاحق صاحبها وقد القت ظلا طويلا على حياتة -- وامتزجت بصحوة ونومة واحلامة وهذيانة -- والتصقت بة من داخلة فاصبح من المستحيل علية ان ينفضها مع ثرثرة كل يوم ومشاغلة وتفاهاتة اصبحت بعض نفسة -- تحيا بحياتة -- وتموت بمماتة
فى لحظة الحب ينفتح شىء فينا -- ليس الجسد بل ما هو اكثر -- بوابة الواقع كلها تنفتح على مصراعيها فتتلامس الحقائق والمعانى الجميلة والمشاعر التى يحتوى عليها الحبيبان ويحدث الانسجام من هذا التماس بين الافكار والمعانى والاحاسيس الرقيقة ويخيل للاثنين فى لحظة انهما واحد -- ويسقط اخر قناع من اقنعة الواقع -- فتذوب الانانية التى تفصلهما -- ويصبحان مصلحة واحدة وفكرة واحدة ولاكن لحظة خاطفة لانة الواقع الصفيق ينسدل من جديد بين الحبيبين فيعود الهم يعزلهما الواحد عن الاخر -- هم الزمن والساعة التى ازفت والميعاد الذى انتها والوقت الذى حتم على كل منهما ان يعود الى عملة -- وهم المكان الذى يعزلهما كل واحد فى بلد -- وهم الجسد الذى يحوى كلا منهما فى كيان مستقل من الحم والدم وهم المجتمع الذى يحتوى على الاثنين ويطالبهما بالتزامات وواجبات وهم من الماضى الذى يدخل كشريك ثقيل الظل فى كل لحظة -- اننا لانعيش وحدنا -- بل هناك الاخرون -- وكلهم ينازعون حريتنا ولقمتنا وفى هذا الزحام نضيع ويطمس الواقع على اخلامنا وياخذنا معة فى دوامة من التكرار السخيف من الاكل والشرب والنوم لاتفيق منها الى لتغيب فيها من جديد وتمضى حياتنا فى روتين ممل لا نلتقى فية بانفسنا ابدا ولا نذوق الحب ولا نعرفة - وقد نتزوج ونعيش حياة بليدة هادئة -- نلتقى فيها بزوجاتنا كما نلتقى بدفاتر الحضور والغياب فى العمل نوقع عليها كل ليلة لاثبات حضورنا فى الميعاد -- ونعيش حياتنا الجنسية بدون وجدان -- وتظل الزوجة فى نظرنا مجرد انثى لقضاء الحاجة -- يمكن ان تحل محلها الخادمة او اية امراة بدون ان نحس ان شىء ما ناقص او مفقود -- ان الشهوة شىء غير الحب -- انها اقل من الحب بكثير -- فهى رغبة النوع وليست رغبة الفرد -- انها علاقة بين طبيعتين وليست علاقة بين شخصين -- علاقة بين الذكورة والانوثة -- والفرد لايكتشف فيها نفسة ولكنة يكتشف فيها نوعة وذكورتة -- والحب يحتوى على الشهوة ولكن الشهوة لا تحتوى علية -- بالحب لاتكتشف فقط انك ذكر -- ولكن تكتشف ايضا انك فلان وانك اخترت فلانة بالذات ولايمكن ان تستبدلها باخرى -- ان كلمة ( احبك ) هى اعمق واجمل كلمة فى حياة الرجل لانها ليست مجرد كلمة وانما هى نافذة يطل منها على حقيقتة وسرة -- والحياة الخالية من الحب حياة باردة موحشة سخيفة خالية من الحماس والطعم والبهج -- تنساب فيها الرغبات مضعضعة ميتة من الملل والضجر والفراغ الحياة بلا حب غربة -- والشهوة لا تطفى عطشنا ولا تعوضنا عن الحب انها وسيلة للهروب فقط نبدد بها نشاطنا ونتخلص منة انها مثل الخمر والقمار والمخدرات وسيلة للاغماء والبلادة والاعياء --- والشىء الوحيد الذى يستطيع ان يحل محل الحب هو الفن لانة ينفذ الى القلب مثلة ويكشف نثلة عن ذاتة العميقة -- ويوصلنا الى الحظات الابدية المليئة -- ويطلعنا على كنوزنا واسرارنا وما يبدعة الانسان من فنون خالدة يدل على انة يحتوى على بذرة الخلود فى داخلة وما يعيشة من لحظات ابدية يدل على انة يحتوى على الابدية فى قلبة والحب الذى هو اعمق من كل حب لايفجرة فى القلب الا التصوف والشعور الدينى لانة الدين هو الذى يعيد الانسان الى النبع الذى صدر منة وياخذ بالانسان الساقط فى الزمان والمكان ليرفعة الى السماوات الابدية ولا يرفعة الى هذة السماوات الا الحب -- منتهى الحب الحب الذى يفنى بة العابد عن نفسة وعن الدنيا شوقا الى خالقة -- وما حب الانسان للمراة -- وما حب الانسان للفن وما حب الانسان للجمال الا خطوات الدليل الخفى الذى يقودنا الى اللة -- الى المحبوب الوحيد الذى يستحق الحب -- انها محطات سفر الى المحطة النهائية -- محطة الوصول -- مرة بعد مرة يكتشف الانسان ان موضوعات حبة لاتملك وجودا حقيقيا -- فالوردة تذبل والشمس تغرب والمراة تشيخ والجديد من الفن يبلى وما راة فى المراة جمالا يكتشف انها لا تملكة وانة يزايلها بالشيخوخة -- انة لم يكن جمالها انة كان وديعة عندها ثم استردها صاحبها وتبرد الشهوة وتفتر العاطفة ويتجة الرجل بحبة الى امراة اخرى لتتجدد الخيبة ويتجدد الملل ويتجدد الضجر لاانة حبة اكبر من ان تستوعبة ذراعان ان حبة يعبر بة الغابات المحدودة ويتجاوزها الى قيم الفن والجمال والخير والعدالة والحقيقة وهو على عتبة هذة المجردات يكتشف انة يريد اللة بكل حبة فهو الواحد الذى تتجسد فية كل هذة القيم اللانهائية وهو الامحدود فى مقابل المحدود ها هو اخيرا يجد الجواب على السؤال الغز الذى طالما حيرة لماذا خلقت لماذا حات الى هذة الدنيا هو الان يعرف لماذا خلق ليصل الى حقيقة نفسة -- وليدرك الهة وما ارض الواقع الا المزرعة التى يلقى فيها بامكاناتة لتورق ولتثمر وتتحقق -- تلك الامكانيات الباطنة فية بطون جنين القمح فى بذرة القمح

اختى نور بنى معروف اشكر لك مرورك الطيب
تقبلى تحياتى

رائع جدا اخي الكريم.

عجبني الفرق ما بين الحب والشهوة.
ووصول الحب الا الله. من يستحق الحب
هناك ثمرة الحب. وتلك هي الغاية.

شكرا كثير على الموضوع الرائع.

اخى نور الدين كم اسعدنى مرورك الكريم
مشكور لك تحياتى

طرح قيّم جدا وهادف
فالحب الحقيقي هو حب الله والسعاده الحقيقيه الازليه لا تتم الا بذلك..
شكرا اخ محمود
تقبل مروري وتحياتي..

اختى بنت الجرمق تسلميلى شو بتفهمى
انا سعيد بمرورك الرائع لك تحياتى ومشكورة جدا