( النوم )

انت حينما تنام تتحول الى شجرة --
هناك زر كهربائى فى المخ ينطفىء فى لحظة النوم -- فيسود الظلام وتسود الغيبوبة -- وتمر الشخصية بحالة غرق ويتحول الانسان الى شجرة -- الى نبات بدائى الى شىء تستمر فية الحياة على شكل وظائف -- دورة الدم تجرى -- النفس يتردد -- الخلاية تفرز -- الامعاء تهضم -- كل هذا يتم بطريقة تلقائية والجسد ممدد بلا حراك تماما مثل نبات مغروس فى الارض تجرى فية العصارة وتنمو الخلايا وتتنفس من اكسجين الجو انها لحظة غريبة يسقط فيها الجسد فى هوة التعب والعجز ويستحيل علية التعبير عن روحة ومعنويتة الراقية فياخذ اجازة -- ويعود ملايين السنين الى الوراء -- ليعيش بطريقة بدائية كما كان يعيش النبات -- حياة مريحة لا تكلف جهدا ان سر الموت يكمن فى لغز النوم -- لان النوم هو نصف الطريق الى الموت نصف الانسان الراقى يموت اثناء النوم -- شخصيتة تموت -- عقلة يموت -- ويتحول الى كائن منحط مثل الاسفنج والطحالب يتنفس وينمو بلا وعى وكانة فقد الروح انة يقطع نصف الطريق الى التراب ويعود مليون سنة الى الخلف -- يعود عقلة الواعى الى ينبوعة الباطن - وتعود شخصيتة الواعية الى ينبوعها الطبيعى الذى يعمل فى غيبوبة كما تعمل العصارة فى لحاء الشجر -- ويلتقى الانسان بخاماتة الطبيعية -- بجسدة وترابة ومادتة والجزء اللاوعى من وجودة ان الشعراء يقولون ان لحظات النهار سطحية لان الوان النهار البراقة تخطف الانتباة -- ولحظات اليل عميقة لان الليل يهتك هذا الستار البراق ويفك اغلال الانتباة فيغوص فى اعماق الاشياء وانا اقول ان لحظة النعاس هى اعمق اللحظات لانها تهتك ستار اخر وهو ستار الالفة النعاس يمحو الالفة بينى وبين الاشياء فتبدو غريبة مدهشة مما يدعونى احيانا الى التساؤل -- وانا انظر حولى فى غرفة نومى بين النوم واليقظة -- واهمس اين انا انى لااتعرف على سريرى -- ولا اتعرف على خزانتى -- وتسقط الالفة تماما بينى وبين غرفتى فتبدو غريبة وهذة الحظة عميقة -- لان العقل يخرج من اطار ظروفة ويتحرر من الالفة والتعود والاحكام العادية وينظر حولة من جديد -- ليصدر احكاما جديدة اكثر تحررا -- والهاما والانبياء كانو يتلقون الهامهم فى هذة الحظات -- وكان الوحى ياتيهم بين النعاس والغيبوبة ونيوتن اكتشف قانون الجاذبية فى هذة اللحظة -- وهو ينظر بعين نعسانة الى تفاحة تسقط من الشجرة لقد احس ان سقوط التفاحة امر غير مالوف - وان التفاحة لا يمكن ان تسقط على الارض - وانما الارض هى التى يجب ان تجذبها وكل المخترعين والمؤلفين والشعراء والمفكرين - تفتقت اذهانهم فى هذة اللحظة -- لانها اللحظة الحرجة التى سقط فيها المالوف -- والعناد -- ولمعت الحياة بالدهشة -- وبرق العقل باسالة جديدة تماما لم يكن ليلقيها لو كان فى كامل يقظتة -- وكامل ارتباطة بالاشياء والفرق بين النبى والعبقرى - فى تلك الحظة هى مساحة الرؤيا التى تتكشف لكل واحد النبى يشبة جهاز تلفزيون بة مليون صمام -- مساحة الرؤيا فية شاسعة -- وقدرة استقبالة كبيرة فهو يستطيع ان يستقبل صورا من المريخ على شاشة بانوراما عريضة لانة مؤيد بوسائل الهية والعبقرى هو جهاز ترانزستور صغير يكاد ان يستمع الى محطة امريكية فى سوريا -- لانة يعتمد على اجتهاد الخاطر الذى قد يخطىء وقد يصيب ولكن الاثنين يسبحان جنبا الى جنب فى بحر الحقائق -- والنوم فى حقيقتة يقظة عميقة تتيقظ فية الوظائف الاصلية و-- فتنتظم الدورة الدموية - وينتظم التنفس -- وينتظم الهضم -- والامتصاص والافراز ويتوقف الهدم -- ويبدا النمو والبناء ويقل الاحتراق الذى يحدث فى النهار وتتيقظ رغبات اكثر اصالة من رغبات النهار -- الغرائز كلها تتيقظ وتعمل - وتنشر نشاطها فى الاحلام - وتفضح نزوتها على مسرح رمزى مبهم لا يستطيع فك رموزة وطلاسمة الا صاحبة ويدخل النوم بعد هذا فى مرحلة اعمق -- هى النوم الثقيل - وهى مرحلة تخلو من الاحساس تماما وتخلو من الاحلام ايضا - مرحلة من الظلام - والعدم وهوة بعيدة الغور - مساحة مشطوبة من الحياة - ليس فيها وعى ولا زمن ولا مكان العشر ساعات تمر فيها كلمح الطرف بين غمضة العين وانتباهتها - بدون احساس بالمدة وكان خيط العمر انقطع فجاة كما يحدث حينما تقطع اشرطة التسجيل ثم نوصلها من جديد ليستمر سياق الكلام كما نريد --
السياق الزمنى فى النوم غريب انة زمن اخر غير زمن الساعة -- فالحلم قد يحتوى على احداث سنة كاملة بتفاصيلها من حب الى زواج الى طلاق الى جريمة ومع هذا لايستغرق بحساب الساعات اكثر من ثانية والعكس يحدث احيانا فتمر على النائم عشر ساعات وفى ظنة ان عقرب الساعة لم يتحرك الا دقائق معدودة الزمن يتخلص من قيود الساعة اثناء النوم - ويخضع لتقدير اخر هو تقدير المخيلة التى توسع وتضيق فية على حسب ازدحامها بالحوادث والرغبات انة من صثاعة النائم كالفنان الذى يؤلف قصة - يخلق زمن القصة كما يريد ويعيش فى قمقم خرافى من اوهامة - يتمطى فية ويصرخ بالرغبة التى يريدها فى حرية مطلقة تصل الى حيث العبث ومعظم احلامنا عبث فى عبث - وامنيات مستحيلة ولكننا نعيشها ونحن نائمون -- والنوم ارخص انواع الحياة من حيث الكلفة -- فمقدار السكر والاكسجين الذى يحتاجة النائم ليستمر فى الحياة اقل بكثير من المقدار الذى يحتاجة فى اليقظة والانسان الذى يعيش مائة سنة بين نوم ويقظة يستطيع ان يعيش سنة اذا عمل على حسابة ان ينامها كلها --- ومادة النوم رخيصة لان الانسان يقترب فية من التراب ويعود الى الية الكيميائية المتاصلة فى خلاياة من بداية الحياة ----

تحية اخ محمود

بتعرف تشهيت نام.

بس لهيك افضل الشخص ما ينام كثير
يكسب وقته بالعلم والحركة للكمال

"يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه او انقص منه قليلا او زد عليه ورتل القرآن ترتيلا"

صدق الله العظيم

مشكور خيي على المعلومات الجديدي والحلوي

ابنتى العزيزة صمت السنين اشكر مرورك الطيف الذى يسعدنى على الدوام
-- -----------
اخى العزيز نور الدين لك تحياتى وما تنام ولاكن بين النوم واليقظة
وياريت لو بتعرف تنام مغناطيسى كان بتحب التمك نايم لانة يوصلك مع الممارسة الى عملية الكشف
او عملية الجلاء البصرى وامور عديدة تتكشف لك نتيجة الشفافية الروحانية -- مرورك يسعدنى كل الاحترام لشخصك الكريم ---
----------------------------------
اختى الغالية امال لك تحياتى وكل عام وانت بالف خير
اشكر مرورك الطيب الذى يسعدنى دائما كل الاحترام لك