( بين الحياة والموت خيط رفيع )

حينما دبت الحياة على مسرح الدنيا منذ ملايين السنين -- كان المسرح مختلف كثيرا عن حالة الان كانت الارض ساخنة والجو مثقلا بالبخار -- ولم يكن الاكسجين بهذة الكثرة وانما كان نادرا و كان الغاز المنتشر بكثرة هو الايدرجين والنشادر والميثان واول اكسيد الكربون -- وكان ومض البرق وقرقعة الرعد والضوء فوق البنفسجى والاشعاع الذرى والشحنات الكهربائية العالية لاتنقطع وكانت المياة تغمر مساحات واسعة فى برك ضحلة --- ولم تكن المياة صافية رائقة يطفو عليها الطوحلب الاخضر كمياة الغدران الان وانما كانت مياها عكرة كثيفة كالحساء مليئة باملاح الفوسفور والكالسيوم والصوديم والبوتاسيم والحديد والكبريت فى هذا المسرح الكيميائى النشط بدات الحياة -- ولهذا لابد لنا ان نتكلم قليلاا فى الكيمياء -- ولابد من الذى يمر من خلال هذا الموضوع ان يتحمل معى عناء رحلة فى مجاهل الكيمياء وعالمها -- اذا اراد ان يعرف سر وجودة
88888888888888888888888888888888888888888888888888
استطاعت المعامل ان تثبت ان مادة الحياة واحدة تقريبا فى كل الكائنات الحية -- وان الفوارق بين تركيبة لحم الحمار ولحم البنى ادم ولحم الحشرة - فوارق طفيفة لاتذكر وان كل المواد التى تتالف منها النبتة الحية لاتخرج عن كونها سكريات ونشويات ودهنيات وبروتينات -- واثبتت المعامل ايضا ان هذة تعقيدات مختلفة لمادة واحدة وهى الايدروكربون -- كل المواد الحية مشتقات من مادة هيدرو كربونية -- من غاز الميثان وهو غاز يتالف من الكربون والايدروجين -- فما هو الشىء السحرى الذى جعل مادة الكربون بالذات هى المادة المختارة لنشات الحياة -- السر ان هذة المادة قلقة غير مستقرة فيها قابلية لانهائية للارتباط بعدد لانهائى من المركبات والمبادلات عليها بذراتها فى كل وقت -- وقد ثبت ان المواد المستقرة التى يسمونها فى الكيمياء المواد النبيلة كالذهب والبلاتين وغاز الهليوم و الارجون والكريبتون -- كل هذة المواد ظلت مواد عاطلة خاملة مثل الامراء الخاملين بدات ونتهت على حالها دون ان تعطى امكانيات جديدة -- والسبب ان ذراتها مشبعة متوازنة مستقرة لدرجة الموت -- ولهذا لم يدخل اى واحد من هذة العناصر فى تركيب الجسم الحى - وانما اختارت الحياة مادة واحدة بعينها شديدة القلق ناقصة غير مشبعة كثيرة الانفكاك والارتباط بالمواد حولها لتكون مستقرا لها -- هى مادة الكربون لانها مادة جائعة غير مشبعة تنقصها اربعة الكترونات فى مدارها الذرى لتصل الى الراحة والتوازن ولهذا فهى دائما تدخل فى علاقات وتفاعلات محاولة الوصول الى هذا التوازن وتكون نتيجتة هذة التفاعلات متتالية كيميائية لاحصر لها تبدا من غاز الميثان الهيدرو كربون -- الى المواد الكربو هيدراتية كالسكريات والنشويات الى الجلسرين والدهون الى البروتينات كل هذة المتتالية الحية هى تعقبد واشتقاق من مادة الكربون اوالفحم وللموضوع بقية

ابنتى صمت السنين -- اشكر لك مرورك الذى يسعدنى دائما
وسوف اوافيكم بالبقية فالموضوع يحمل الكثير من الحكمة والمعرفة المهمة فهو ذو ابعاد
معرفية منها ماهو ظاهر ومنها ما هو باطن لاكنة سهل المنال على المتفحصين والمحبين لمعرفة الحقيقة
من خلال العلم الذى ينهى الكثير من التسائلات الحائرة داخلنا لجهلنا بها وعدم معرفتها المعرفة الشافية
التى لاتقبل الشك والظن والتخمين -- ارجو الفائدة لجمسع -- متمنيا لكم اسعد واطيب الاوقات محاطين برحمة اللة العلى العظيم

لا جديد على ابداع قيم ما نقلت
يسلمو

اختى الغالية نور بنى معروف اسعدنى مرورك منذمدة افتقتك ولم ارى مداخلاتك
او تعليقاتك الطيفة بين صفحاتى لك تحياتى وتمنياتى باسعد الاوقات

ولقد قام عالم اسمة مللر بتقليد ظروف الحياة الاولى فى معمل فاحدث تفريغا كهربائيا فى جو خال من الاكسجين وبة ميثان ونشادر وبخار ماء فكانت النتيجة مجموعة مدهشة من المركبات العضوية تشمل على الاحماض الامينية وهى نواة البروتينات واختبار الحياة لعنصر الكربون بالذات لتتخذ منة الطوب الذى تبنى بة معمارها اختبار فية حكمة -- لان الكربون عنصر نشيط -- احتمالاتة الكيمائية لاحصر لها -- وقد ثبت بالحساب ان الجزىء الذى يحتوى على عشرين ذرة من الكربون يمكنة ان يعطى مليون صورة لتركيبات جديدة انة عنصر مثل الحياة مفتوح على افاق لانهائية -- ذرة تزيد وذرة تنقص فى الميثان تؤدى الى تركيب الكلورفورم -- الكحول -- النفتالين -- البترول -- الخ -- ملايين المواد الممكنة وكل مادة عضوية لها تعقيدات - سكر القصب وسكر الفاكهة وسكر الشعير كلها تعقيدات لسكر العنب البسيط الجلكوز وزيت الزيتون وزيت بزرة القطن وزيت الفول السودانى وزيت السمك وشحم الخنزير وشحم البقر كلها تعقيدات للجلسرين والاحماض الدهنية ومادة الاظافر ومادة الجلد ومادة الشعر ومادة العظم والغضاريف والعضلات والاعصاب والدم والريش والاجنحة وقشر الحشرات وزلال البيض والهرمونات -- كلها تعقيدات واشتقاقات مختلفة من المادة البروتينية -- وانواع البروتيبات التى تتالف من 24 حامض امينى يمكنها ان تعطيها امكانيات مثل التى تعطيها حروف الهجاء ال 26 حرفا يمكنها ان تعطى الوف الكلمات وملايين الجمل كل جملة تختلف عن الاخرى لان تحت يدها 24 حرفا كميائيا تصنع منها تبادل وتوافق -- واهم مادة حية هى البروتين لان جزىء البروتين ثقيل فية اكثر من خمسة الاف ذرة فى المتوسط -- متعدد الاحتمالات بدرجة مذهلة وذرات المادة البروتينية لاتعطى فقط امكانات متعددة للتوليف الكيماوى -- ولكنها ايضا فى التحامها تصنع اشكالا متعددة من الالتحام - فهى تكون منظومة احيانا على شكل مجمعات كروية واحيانا على شكل سلاسل حلزونية -- واحيانا على شكل حبال مبرومة كاسلاك التلغراف وفى كل مرة تؤدى الى شكل تركيبى جديد فى وظيفتة وطعمة وملمسة مع ان التركيب الواحد فى الكل
**************
والسؤال الثانى الذى خطر ببال الكيميائيين هو الماء -- سر الماء
لماذا تبدو الحياة كانها منقوعة كلها فى الماء
لماذا يالف الماء معظم النسيج الحى -- ولماذا يدخل كشرط فى كل بنية حية
لقد تعودنا ان نتعلم فى المدارس ان الماء سائل لاطعم لة ولا لون ولا رائحة -- وهذة اكذوبة كبرى
لان الماء هو اكثر السوائل نشاطا لان تركيبة هو الاخر تركيب قلق غير مستقر غير مشبع اثبتت
الفحوص الذرية للماء ان ذرة الايدرجين فى جزيئة عارية بدون الكترونات -- ولهذا كانت شديدة الشوق الى استعارة الكترونات من اي مادة تلامسها -- وهذا سر قدرة الماء على اذابة المواد والتفاعل معها وتحليلها الى ايونات - الماء ليس خاملا وليس عديم الطعم عديم النشاط
الماء توازنة الكهربائى ناقص ولهذا فهو يروى من العطش ان لة طعم حيويا بدليل ان الماء الثقيل المشبع
ل...وى -- واذا واذا شربت منة صفيحة فانك لابد هالك عطشا والماء لة فعل اخر - انة يحول مادة البروتين الى كتل غروية جيلاتينية فى حالة تماسك كهربائى لاهو بالتخين ولا هو بالتخثر -- وبهذا يصنع خامة
حية شديدة الحساسية وعدم الثبات والقلق والتغير و التحول
هذا البحث يثبت لنا فى النهاية ان مادة الحياة - فيها صفات الحياة - فيها حياة -- وان نشات الحياة من مركبات الكربون والماء لم تكن مصادفة -- وان الحياة لو لم تنشا من الكربون لنشات من الكربون --
ان الاحتمال اكبر من ان يكون مجرد خطة عشوائية
انة ضرورة --
وهذا يجعلنا نتسائل -- ما هى المادة -- وما حقيقتها --


************************************
هل المادة شىء جامد فعلا -
هل هى كتلة من السكون والهمود والموت -- عديمة النشاط والفاعلية
لا --- ان هذة كذبة
وكلمة جماد نفسها اكبر كذبة ايضا
ان الجماد فى حقيقتة غير جامد ولا حتى سائل انة مخلخل من داخلة ومؤلف من منظومات هائلة من الذرات والجزيئات تسبح فى فراغ اثيرى والجزىء هو معمار من الذرات
والذرات نفسها معمار جميل من جسيمات صغيرة نووية تدور حولها كهارب غاية فى الصغر
منتظمة فى افلاك -
والذرات والجزيئات مترابطة مع بعضها بقوانين من الجذب والتنافر تشدها الى بعضها دون
ان تسمح لها بان تصطدم ببعضها وتذوب وتفقد شكلها وشخصيتها انها كالشمس ومنظومتها الكبرى
من الاقمار والكواكب -- تترابط بالجاذبية - ولكنها جاذبية لاتزيد الى القدر الذى يؤدى الى تلاحمها
وفنائها فى بعضها -- وانما هى جاذبية يعادلها تنافر يؤدى الى احتفاظ هذة الاجرام السماوية
باشكالها وشخصيتها
وهى تدور حول بعضها - كما تدور كهارب الذرات -- وكما يدور كل شىء فى العالم حيا وميتا
-- جامد - وسائلا - وغازيا
ولا فرق بين جامد وسائل وغازى الى فى سرعة الدوران -- السائل ذراتة اسرع - والغاز ذراتة اسرع جدا
-- ولذالك تتفكك جدا وتصبح هباء منثورا -- او بالتعبير الساذج هواء
ان ما يبدو من شكل التراب على انة شىء عشوائى فوضوى غير مرتب بلا نظام -- هو مظهر
غير صحيح -- فالتراب ادق دقائقة فية نظام ولة شكل -- ولة ترتيب وتفصيل وفية حركة مبثوثة
فى ذراتة -- وكل شىء فى الكون لة صورة ونظام وتفصيل وفية نبض - وهنا يبدو الفاصل بين الحى
والميت فاصلا رفيعا - وهو يزداد شفافية كلما نظرنا بتعمق فى طبيعة المادة
فالمادة ليست فى حالة حركة فقط بل هى فى حالة حركة هادفة ايضا
ان ذرات الكربون غير المشبعة تتحرك هادفة نحو التشبع والتوازن وتعقد علاقات وتركيبات وتفاعلات مع
المواد الاخرى بهذ القصد --
ومعنى هذا ان تركيب المادة فيه نظام وحركة وهدف
وليس هذا فقط بل ان تكوين المادة فيها طابع الشخصية والتفرد احيانا -- وهى تلتزم طابعها وتحافظ علية
فمادة كبريتات النحاس تنظم نفسها فى بلورات محددة ذات شكل واحد محدد وهى تجدد نفسها فى التحاليل بنفس الشكل دائما وهى تنمو فى المحاليل واذا قطعت بلورة منها الى جزئين فان كل جزء ينمو محتفظا
بطابعة
واغلب المواد العضوية وغير العضوية لها بلورات مميزة تعرف بها كما يعرف الاشخاص ببصمات اصابعهم
الحديد لة بلورات - وال...........ل لة بلورات -- والسليكا لها بلورات ---------------- والصخور لها بلورات
والذى شاهد هذة البلورات تحت الميكروسكوب يشهد ان فيها جمالا هندسيا قد استوقفة طويلا
ومعنى هذا ان المادة الجامدة الميتة -- فيها حركة - واستهداف نحو التوازن -- والنظام -- والجمال
والتفرد -- والتبلور --
وهذة الصفات تكسر السد القائم بين الموت والحياة -- وتكشف صلاحيات الحياة فى المادة الجامدة
الميتة -- انها لاتصبح مادة فارغة مهمشة -- وانما تصبح منظومة لها صورة
والفرق بين الحياة والموت يصبح فارقا فى درجة -- التعقيد -- وفى درجة التركيب وفى درجة
الانتظام فى صورة منفردة ---
ان منظومة الحياة هى منظومة غاية فى التعقيد والتركيب وغاية فى التخصص
ولكن امكانيات هذة الحياة الرفيعة المتخصصة -- باطنة فى المادة
**************

سبحان الله

معلومات قيمة وبشعر الشخص بعظمة الخالق بما خلق وقدر تقديرا. فسبحان الله احسا الخالقين

وكلمة جماد كذبة والجماد هو عدم الوجود وليس لها وجود
رائع اخ محمود

كل شيء في حركة دائمة والى غاية محكمة
وهذا من عظيم شان الله
بان كان للكربون لياتي بهده التراكيب المعقدة والمياه وكل مادة خلقها الله

يعطيك العافي

للمعلومة انا نور الدين بس اسا فاتح من هذا الحساب ههه

شكرا لك اخي مواضيعك مميزي مثل ما عودتنا. لك مني كل الشكر والاحترام والتقدير

اخى الغالى نور الدين شكرا على هذة الاطلالة الرفيعة المستوى
والتقييم الجيد لك كل الاحترام
ودمت لى وللمنتدى ذخرا واللة يسعد اوقاتك

اختى العزيز بنت الجرمق اشكر لك مرورك الذى افتقتة بين صفحاتى منذ وقت
طويل على اشكر لك هذة الاطلالة الطيفة ومرورك المميز الذى يسعدنى دائما
لك تحياتى وتقديرى وكم يسعدنى سماع رايك فى مواضيعى التى تتفحصيها بعينك الثاقبة وعقلك المثقف الرجيح