القصيدةٌ لأمّي الكاتب الشاعر نبيل نصرالدين 2013

الكاتب الشاعر نبيل نصرالدين 2013

القصيدةٌ لأمّي


تقولُ أمي في صوتٍ مُتكسّر
يقولونَ لي أنّكَ تنظمُ القصائدَ
وأنا لا اجيدُ القراءة فأتحسّر
ليتكَ تقومُ بعملٍ
وتكتبَ الْقصيدةَ عن أمِك.
جلستُ بجانبِها في المطبخ،
لأكتبَ لها قصيدة،
علَّها تكون مقامةً او مُعلّقة
أدوِّنُ وأُبرزُ مَزاياها
أفضالَها وحَناياها،،
يا إلهي
أشمُّ الرّيْحانَ الْعابقَ
يُزاحِمُ النّعنع والْحَبق
وترابين الْهيل
تلاطف شِفَةَ فنجاني
تفوحُ من قهوتِها نكهةُ كَرَمٍ...
جميلةٌ أمّي في الْمطبخ
تذرو السمسم على الخبزِ
على رغيفِ "الكردوش"
أغمّسُه بزيتِ الزيتون والزعتر
فابحِر في عالمٍ آخر!
في مطبخِ أمي موسيقى خاصة بها
صادرةٌ من هاوِنها
من مِهباجِ جدّي
من "قلعةِ" جدّتي
من جاروشةِ القمحِ البازلتية
من هديرِ "وقّادتها"
أريد ان ألمِس مئزَرَها
ان أتحسّسَ "قُمبازها" المخمليّ
أن أنظر طويلاً في عينيها الزُمُرّديّتين!
أن أضع راسي على صَدرِها
أن أداعبَ يديْها الذّهبيّتيْن..
هذه قصيدتي لأمي
نظمتُها بعطرِ عبيرِها
من حرارةِ كفّيها..
إنسابا على وجنتيّ
لمسُ حرير.
هذه قصيدتي لأمي
نظمتُها في خيالي
من قوافي رقوَتِها لي
حين دَندَنت كلماتِها لأنام
مُسْتنشِقًا عطر رَيْحانِها
الذي باتَ معي
وفيّ حتى الآن
ولم أزل ولد"!!!"

الله يسعدك اختي عبير الروح