اشرب عليها

فايز عزام
من تراث عسفيا
قول ذهب مثلا
اشرب عليها يا حسن عبود وزيدها وكم لحية جابت ..... بإيدها
كلما أوقع احدهم نفسه في ورطة ثم صار يتشكوَن، كان والدي ابو فايز حسين السعيد رحمه الله ورحم أمواتكم يردد:
اشرب عليها يا حسن عبود وزيدها وكم لحية جابت .... بإيدها
ولما سألته ما اصل هذا القول، قال:
في النصف الثاني من القرن التاسع عشر يعني بين 1860- 1900، بعد ان ملّكت الدولة العثمانية ارض الجلمة والشرقية، ما بين وادي المقطع شمالا وسفح الكرمل جنوبا وما بين الياجور غربا والمنصورة شرقا، لأهالي عسفيا، ثقلت الضرائب على عائلات القرية. فتم رأي ختيارية البلد، اسوة بغيرهم من القرى، الاستعانة بالملتزمين الذين كانوا يدفعون ضريبة الأرض أو قسما منها لخزينة الدولة العثمانية مقابل تملك أراضي القرية أو بعضها.
وبوساطة مشايخ ال خير في ابو سنان ومشايخ ال طريف في جولس أصدقاء البهائيين الذين سكنوا في البهجة قرب عكا، رهنوا او باعوا ربع أراضي عسفيا الدوارة، أي ارض الشرقية والجلمة والزراعة الخاضعة للضريبة، لبديع أفندي البهائي المولود سنة 1868 والمتوقي سنة 1950. وهو ابن بهاء الله واخو عباس المدفون في قصر عباس في حيفا.
اخذ وكيل عباس أفندي يقاسم الفلاحين كل سنة على ربع الغلة. لا ادري كم طال الامر حتى أحس الأهالي بالخطأ الذي وقعوا فيه وندموا على فعلتهم، فذهب وفد منهم الى مقر البهائيين لإبطال الصفقة.
استضافهم بديع أفندي في قصر البهجة. وأجلسهم على مقاعد وثيرة وقدم لهم ما لذ من الضيافة وكؤوسا فاخرة من الشاي ذات النكهة الطيبة، وكان من جملة الوفد مختار القرية آنذاك المرحوم الشيخ حسن عبود والمرحوم الشيخ سلمان أو حمود مرزوق. وكان قوالا صاحب صوت جميل مثل المرحوم ابو مرزوق، فقال الشيخ للمختار:
اشرب عليها يا حسن عبود وزيدها وكم لحية جابت ..... في إيدها.
يعني ان أهالي عسفيا قد جلبوا المصيبة على أنفسهم بأيديهم.
فذهب قوله مثلا.
وظل الامر كذلك حتى جاءت التسوية وبدا تسجيل الأراضي في الطابو حوالي سنة 1940. وكان بديع أفندي قد باع حصته للوكالة اليهودية، فتم الاتفاق على إعطاء ربع أرض الدوارة لكيبوتس الياجور.
ويحكى ان المرحوم الشيخ ابو كامل عبد الله حسن منصور الذي كان مختارا فيما بعد، حاول إبطال الصفقة وذهب الى جولس ليوسط ال طريف لإبطالها، فلم ينجح.
يرجى ممن عنده تصويبات أو إضافات حول هذا الموضوع ان يزود بها القراء لإتمام الفائدة وأمانة للتاريخ.
ودمتم
ابو شعيب

فايز عزام
من تراث عسفيا
قول ذهب مثلا
اشرب عليها يا حسن عبود وزيدها وكم لحية جابت ..... بإيدها
كلما أوقع احدهم نفسه في ورطة ثم صار يتشكوَن، كان والدي ابو فايز حسين السعيد رحمه الله ورحم أمواتكم يردد:
اشرب عليها يا حسن عبود وزيدها وكم لحية جابت .... بإيدها
ولما سألته ما اصل هذا القول، قال:
في النصف الثاني من القرن التاسع عشر يعني بين 1860- 1900، بعد ان ملّكت الدولة العثمانية ارض الجلمة والشرقية، ما بين وادي المقطع شمالا وسفح الكرمل جنوبا وما بين الياجور غربا والمنصورة شرقا، لأهالي عسفيا، ثقلت الضرائب على عائلات القرية. فتم رأي ختيارية البلد، اسوة بغيرهم من القرى، الاستعانة بالملتزمين الذين كانوا يدفعون ضريبة الأرض أو قسما منها لخزينة الدولة العثمانية مقابل تملك أراضي القرية أو بعضها.
وبوساطة مشايخ ال خير في ابو سنان ومشايخ ال طريف في جولس أصدقاء البهائيين الذين سكنوا في البهجة قرب عكا، رهنوا او باعوا ربع أراضي عسفيا الدوارة، أي ارض الشرقية والجلمة والزراعة الخاضعة للضريبة، لبديع أفندي البهائي المولود سنة 1868 والمتوقي سنة 1950. وهو ابن بهاء الله واخو عباس المدفون في قصر عباس في حيفا.
اخذ وكيل عباس أفندي يقاسم الفلاحين كل سنة على ربع الغلة. لا ادري كم طال الامر حتى أحس الأهالي بالخطأ الذي وقعوا فيه وندموا على فعلتهم، فذهب وفد منهم الى مقر البهائيين لإبطال الصفقة.
استضافهم بديع أفندي في قصر البهجة. وأجلسهم على مقاعد وثيرة وقدم لهم ما لذ من الضيافة وكؤوسا فاخرة من الشاي ذات النكهة الطيبة، وكان من جملة الوفد مختار القرية آنذاك المرحوم الشيخ حسن عبود والمرحوم الشيخ سلمان أو حمود مرزوق. وكان قوالا صاحب صوت جميل مثل المرحوم ابو مرزوق، فقال الشيخ للمختار:
اشرب عليها يا حسن عبود وزيدها وكم لحية جابت ..... في إيدها.
يعني ان أهالي عسفيا قد جلبوا المصيبة على أنفسهم بأيديهم.
فذهب قوله مثلا.
وظل الامر كذلك حتى جاءت التسوية وبدا تسجيل الأراضي في الطابو حوالي سنة 1940. وكان بديع أفندي قد باع حصته للوكالة اليهودية، فتم الاتفاق على إعطاء ربع أرض الدوارة لكيبوتس الياجور.
ويحكى ان المرحوم الشيخ ابو كامل عبد الله حسن منصور الذي كان مختارا فيما بعد، حاول إبطال الصفقة وذهب الى جولس ليوسط ال طريف لإبطالها، فلم ينجح.
يرجى ممن عنده تصويبات أو إضافات حول هذا الموضوع ان يزود بها القراء لإتمام الفائدة وأمانة للتاريخ.
ودمتم
ابو شعيب