وثائق سلطان باشا الاطرش

ساحة الحوارعرض الموضوع
الموضوع: وثائق حول سلطان باشا الأطرش والثورة السورية الكبرى‏
إظهار المنشورات الـ 11‏ بالكامل.
Sultan Basha Al Atrash - سلطان باشا الأطرش
رسالة سلطان باشا الأطرش إلى الرئيس شكري القوتلي
----------------------------------------------------------------
(حضرة صاحب الفخامة رئيس الجمهورية السورية الأفخم:
إنني إذ استمع إلى هذا النداء أرى من حق الوطن علي أن أبعث في جو من أخلاق أجدادنا العرب، الذين منهم خالد، وقد قال: لا أقاتل في سبيل عمر بل أقاتل في سبيل الإسلام. والذين لقنوا العالم دروس التضحية في سبيل رسالة الحق والعدل، أرى من حق الوطن علي أن أتقدم من بلادي ممثلة بحضرة صاحب الفخامة الرئيس الأعلى، ومن حوله حضرات السادة النواب وقيادة الجيش المفدى بتأييد كلي مطلق لهذه الدعوة المباركة والرسالة الحقة، معلناً: أنني وأنا الجندي الذي تدركني الشيخوخة، وقد بلوت الحروب والكروب، وخبرت شؤون الدماء والضحايا، أعلن أنني لا أشتهي عذاب بني الإنسان ولا ارتضي لأبناء وطني، ولا لغيرهم، التقتيل والتشريد والخوف والجوع والرعب، إذ ما كنا لنحارب إلا في سبيل استقلال بلادنا، ولا نسفك دماء السوريين العرب إلا على مذبح حريتهم وسيادتهم.
ولكن الاستعمار المقنع بالصهيونية والجشع والعدوان الغربي الذي أجلى الشعب العربي الآمن عن وطنه وديار آبائه وأجداده ليحل مكانه المولود الشريد الذي أقامته دول الغرب قاعدة لنشر قوى الطغيان في سبيل إذلال العرب ووقف تقدمهم والحيلولة دون منعتهم ورفعتهم وازدهار بلادهم، وللاستمرار في استثمار خيراتها وبترولها، ولسوق شعوبها إلى ساحات القتال.
إذ أتحدث عن خطر السياسة الغربية وبغيها، لا يسعني وفاءً عربياً لحقائق التاريخ والقيم الإنسانية، أن أنسى الدول الكريمة الحريصة على حقيقة العدالة الاجتماعية ومعانيها، والتي تذود عن حقوق العرب، فتذود عن دماء الإنسانية كي لا تهدر ظلماً وعدواناً, فأذكر بالشكر كل دولة تشد أزر العرب، سواء من الشرق أو الغرب، في نضالهم وكفاحهم ضد الصهيونية والاستعمار. وأرجو ختاماً أن تقبل أمنية طالما تمنيتها على رؤساء الحكومات العربية في مؤتمرهم الأخير بالقاهرة، فيتنادى العرب جميعاً لتأييد قضية فلسطين، ورفع الراية الكبرى وشعارها: الله أكبر، حي على الجهاد!..( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون..).

القريا ـ جبل الموحدون، في 16/2/1956
التوقيع
سلطان الأطرش

المصدر: أحداث الثورة السورية الكبرى، مصطفى طلاس، صـ379


*********************************************************
رسالة الرئيس شكري القوتلي إلى سلطان باشا الأطرش
---------------------------------------------------------------
(عطوفة الأخ سلطان باشا الأكرم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد فقد تسلمت رسالتكم الكريمة التي تعبّر أصدق تعبير عما تكّنه نفسكم الأبية من حب وتقديس لهذا الوطن العزيز الغالي، ومن تضحية في سبيل مجده وعزته. وليست هذه المرة الأولى التي تلبوّن فيها نداء الواجب والوطن، وتبذلون في سبيل هذه الأمة الغالي والرخيص وتعطون مثلاً أعلى في صدق العاطفة ومضاء العزيمة. فلقد عرفكم الجهاد سنين طويلة وأبليتم فيها البلاء الحسن. وقدمتم رجالات هذا الوطن إلى ميادين الجهاد وساحات الشرف مرات عديدة، واستحقكم شكر الأمة والوطن).

دمشق: 7رجب1375و19شباط1956

رئيس الجمهورية السورية

شكري القوتلي
المصدر: أحداث الثورة السورية الكبرى،مصطفى طلاس،صـ380
منذ حوالي 8‏ اشهر
Sultan Basha Al Atrash - سلطان باشا الأطرش
رسالة لطفي الحفار إلى زيد الأطرش بخصوص عودة سلطان باشا الأطرش إلى سورية
-----------------------------------------------------------------------------------------------
( إلى المجاهد الكبير السيد زيد بك الأطرش المحترم:
أخذنا كتابكم اليوم وعلمنا منه إصراركم على ما قررتموه من قبل بشأن تاريخ عودة القائد الأكبر القائد العام. ولكم كنا نتمنى لو قبلتم رجاءنا بتقديم هذا التاريخ لليوم الذي أعلنته لجنة الاستقبال وأذاعته على الجميع ولا بد أن يكون هناك معذرة اضطرتكم لذلك. والدكتور ، قد سبق أن ارتبط بمواعيد حركته بناء على إصرارنا نحوكم ونحوه. وعلى كل حال فإننا إذا استقبلنا الدكتور وحسن بك ، وإخوانهما بتاريخ 14 الشهر، فإننا على أتم استعداد للقيام بواجب استقبال القائد العام سلطان باشا وإخوانه في الوقت الذي يقرره ويعلمنا عنه استقبالاً رائعاً يليق بمكانتكم جميعاً ويعبر عن شعور البلاد نحو أبنائها المجاهدين الأبرار. وإني واللجنة بانتظار إفادتكم عن قراركم الأخير. لنقوم بالواجب. وثقوا أننا إذا كنا آسفين لعدم تمكنكم من العودة جميعاً بوقت واحد، فإننا سنعوض هذا بالاستقبال الفخم الذي يعد حين تشريفكم مع الإخوان من شرق الأردن. تحيتي واحترامي إلى الجميع وخاصة عطوفة القائد العام. وإلى صياح بك وعقلة بك ، أدامكم الله يا سيدي).

دمشق 12/5/1937
لطفي الحفار

المصدر: أحداث الثورة السورية الكبرى، كما سردها قائدها العام سلطان باشا الأطرش، دار طلاس، دمشق.
منذ حوالي 8‏ اشهر
Sultan Basha Al Atrash - سلطان باشا الأطرش
رسالة الأمير عبد الله بن الحسين إلى السير شانسلور المندوب السامي البريطاني بخصوص سلطان باشا الأطرش
-----------------------------------------------------------------------------
صاحب المقام الجليل فخامة المندوب السامي لشرقي الأردن
عزيزي السير شانسلور
لقد كنت أؤمل مقابلة فخامتكم في وقت قريب، إنما الأمر الذي سأبحث عنه لفخامتكم بكتابي هذا الشخصي لا يحتمل التأخير نظراً لأهميته.. إن الموضوع هو شخصية سلطان باشا الأطرش، الزعيم المعروف، قد تلقى هذا الزعيم إنذاراً من السلطة التي هو في بلادنا لحمله إما على مغادرة محله الذي هو فيه، أو على الانتقال إلى الجوف. من المؤكد لدي وجوب تعاون الحكومات المتحابة المتجاورة السعي لإزالة الفتن والقلاقل والضرب على أيدي مثيريها. ولذلك الاعتبار كنا اتفقنا مع سلف فخامتكم على دفع الثوار السوريين من شرق الأردن، فأعلنت الأحكام العسكرية في المنطقة المجاورة لمركز الثائرين واضطررنا سلطان الأطرش ومن معه على ترك الأزرق والنزول في النبك بأرض تعتبر الآن من ممالك نجد.. لقد كان لهذا العمل أكبر تأثير في إخماد الثورة بجبل حوران، ولقد عامل الزعيم الموما إليه هذه البلاد بالاحترام، ولم يعبث بالأمن فيها. وبهذا أيد، مرة أخرى، المحبة القديمة والاعتماد المشهور عن الموحدون على الحكومة البريطانية من العهد التركي القديم، السابق لأيام السلطان عبد الحميد، والمتصل بالاستيلاء المصري الموقت على سورية.
إن سلطان الأطرش الآن متى صادف من هذه الحكومة عطفاً جديداً يخوله الانتقال إلى بلادنا في محل مناسب وبعيد عن الحدود السورية، بين السلط ومأدبا، سيغير ولاشك الشكل الحاضر، ونكون بهذه الصورة ساعدنا السلطة الفرنسية مساعدة جديدة وهيأنا لها سبيل التفاهم مع هذا الزعيم المشهور، يوماً ما، وقمنا بواجب قمع الفتنة في وقتنا.
وفوق هذا، متى حصل تطبيق ما كتبته لفخامتكم ستكون هذه المعاملة برهاناً جديداً لما لبريطانيا العظمى من الصفات النزيهة والعدل المقرون بالحزم مع أمة أخلصت لها كل الإخلاص، وربطت مستقبلها بها أيام الحرب العظمى.. وعشمي بأخذ الرد المرضي من فخامتكم في هذا الموضوع، الذي يهم كل العرب في سورية وشرقي الأردن وفلسطين).

31 آذار 1930
صديق فخامتكم المخلص
عبد الله

المصدر:أحداث الثورة السورية الكبرى، كما سردها قائدها العام سلطان باشا الأطرش،ص337
منذ حوالي 8‏ اشهر
Sultan Basha Al Atrash - سلطان باشا الأطرش
بيان من قيادة الثورة السورية الكبرى إلى قرى حوران
---------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم، ونصر من الله وفتح قريب
( إلى جميع أبناء الوطن العربي في عموم قرا (قرى) حوران المحترمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إن البلاغات التي أصدرتها القيادة العامة للثورة الوطنية السورية قد تعممت لعموم القطر السوري، وبناء على هذا القرار زحفت فرق الجيش بقيادة الرؤساء إلى جهات الغوطة وحمص وجرود (جيرود) وجبال الشيخ واليقليم (إقليم البلان)، فعليه نبلغكم أمر القيادة العامة كما يأتي:
أولاً: قد تقرر اجتماع عام من عموم رؤساء البلاد السورية، برياسة القائد لجيوش الثورة الوطنية السورية العام على الجهاد العام لإنقاذ البلاد بإذن الله تام وطرد كل عدو من القطر السوري.
ثانياً: بحيث أن الجهد عمومي وطني فعلى كل وطني على عموم الطوايف أن تهب في الجهاد ويكونوا إخواناً وطنيين على نجاح البلاد ورقيها.
ثالثاً: إن كل فرد من الجيوش يخل بنظام الجيش مثل تعدي على الحريم أو ينهب شيئاً فما عليه إلا المعاقبة الشديدة والجزاء الصارم الذي منه يوطد الأمن في عموم البلاد.
رابعاً: إننا ننتظر من عموم الرؤساء ولوجهاء (الوجهاء) والشعوب السورية معاضدة الجيوش الوطنية المجاهدة في دماها وأموالها مساعدة الأوطان ومناصرة هذا الجيش وتكونوا يداً واحدة بمصلحة الوطن أما الذي يظهر منه أعمال وأقوال ومساع يشتمّ منها أن غرضه خدمة العدو بإلقاء الشقاق بين أبناء الوطن الواحد والجنس العربي ووجود الفرق المذهبية بينهم يعد خانياً ويعاقب عقاب الخاين.
خامساً: بحيث تقرر زحفنا على قراياكم الحورانية آملين من حميتكم وغيرتكم وشهامتكم الوطنية أن تكونوا على هبأ (أهبة) الاستعداد من رجالكم وخيولكم لاستقبال الجيش الوطني لأجل المشاركة في الذب والجهاد عن الوطن المحبوب والمنصور من الله ونكون نحنا وأنتم يداً واحداً حسب الاتفاق على نجاح البلاد والسلام على من تبع الهدى..
(8 جمادى الأول سنة 1344)..)
أخوكم أخوكم أخوكم أخوكم أخوكم
سليم هنيدي توفيق أبو عساف هلال عز الدين نواف الأطرش يوسف الأطرش
أخوكم أخوكم أخوكم أخوكم أخوكم
أحمد الحمد محمد عزام شبيب القنطار إبراهيم نصر عبد الله الشعراني

---------------------------------------
وقد استجاب بعض القرى الحورانية لما جاء في هذا البيان، وكتب شيوخها ومخاتيرها بياناً جوابياً موقعاً من أعيانها، هذا نصه:
( لحضرة ابن العم المعظم أبو طلال سلطان باشا الأفخم والطوائف أبناء عمنا الموحدون نصرهم الله.. آمين..
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. نخبركم بأننا متهيئين لخدمتكم والغيرة الوطنية منتظرين حضوركم سيدي)).
(8 جماد أول 1344)..
الداعي لكم
عبد الغفار الحريري
قرية الحريك

المصدر: مذكرات سلطان باشا الأطرش، صـ188.
منذ حوالي 8‏ اشهر
Sultan Basha Al Atrash - سلطان باشا الأطرش
بيان باسم قيادة الثورة السورية إلى المسيحيين في قضائي حاصبيا وراشيا بعد إلحاق فرنسا القضائين السوريين بدولة جبل لبنان.
-------------------------------------------
الدين لله و الوطن للجميع:

إلى إخواننا المسيحيين في قضائي حاصبيا وراشيا المحترمين أعزهم الله:
بلغنا من الوطنيين الأعزاء أن بعضكم داخلهم خوف من وجود الحملة الوطنية في جوارهم، فأخذوا ينزحون توهماً منهم أن الثورة الوطنية قد تصيبهم بالأذى، فساءنا هذا الخبر، وآلمنا جدّ الألم، لأنهم إخوان لنا، لا فرق بينهم وبين أي كان من الطوائف الأخرى. وثانياً لأن عملهم هذا يؤذي شعورنا لما فيه من عدم الثقة بما أسلفناه من البيانات التي أوضحنا فيها حقيقة الثورة الوطنية. ولقد اضطررنا بسبب موقفكم هذا إلى مخاطبتكم بصفتكم الطائفية، على حين أننا لم نفعل من قبل تنزيهاً للثورة الوطنية من شوائب النزاعات البعيدة عن الروح القومية..
ولكننا رأينا بعض السذج لم يدركوا الأغراض النبيلة التي ترمي إليها ثورتنا هذه، فأسرعنا ببيانها على هذه الصورة تطميناً لهم، وإننا نرجو أن نثبت لكم عن قريب أن المبدأ الرئيسي الذي تستند إليه حركتنا القومية هو ما صدرنا به هذا الكلام..

الدين لله والوطن للجميع..
تشرين الأول 1925م

باسم قائد الجيوش الوطنية
زيد الأطرش

المصدر:
أحداث الثورة السورية الكبرى كما سردها قائدها العام سلطان باشا الأطرش عام 1925-1927م، دار طلاس، دمشق2007، ط1، صـ158.
منذ حوالي 8‏ اشهر
Sultan Basha Al Atrash - سلطان باشا الأطرش
كتاب أدهم خنجر إلى سلطان باشا الأطرش
------------------------------------------------
اعتقلت السلطات الفرنسية أدهم خنجر اللاجئ في ضيافة سلطان باشا الأطرش، فأرسل أدهم خنجر كتاباً إلى سلطان باشا من السجن:
(سيدي صاحب العطوفة سلطان باشا الأفخم:
بعد إهداء السلام، أقبل الأيدي مع الأقدام، ثم أعرض لعطوفتكم أنني كنت قاصداً دياركم العامرة لأجل أن أحتمي فيها من نوائب هذا الزمان. فعندما وصلت ألقى القبض عليَّ المدير والعسكر، واخذوا مني حصاني وأمتعتي كلها، وبعدها سألوني عن إسمي " فجوبتهم" بالواقع . وبعد أخذ إفادتي، ذهبوا بي إلى الكفر وبعد مضي خمس ساعات في البلد، ذهبوا بي إلى السويداء، والآن قيد السجن. فالأن أصبحت حياتي في يد الحكومة الفرنسية، ولايمكن تخليصها إلا بمساعدتكم.
وعلى كل حال لكم في العادة أن تحموا وتخلصوا كل منذاق " متضايق" وأنا لولا ما كنت أمين على حياتي بوجود عطوفتكم، ما كنت أتيت جهراً.
والآن دخلت دياركم العامرة مستجيراً، وأدخل في حريمكم وفي أولادكم حتى في كل الطرشان).

18 تموز 1922م.
الداعي
أدهم خنجر الصعيبي

المصدر: حسن أمين البعيني، سلطان باشا الأطرش، منشورات لجنة الإعلام في الجبل 1985، ص97.
منذ حوالي 8‏ اشهر
Sultan Basha Al Atrash - سلطان باشا الأطرش
كتاب سلطان باشا الأطرش إلى المندوب السامي لسورية ولبنان بسبب إلقاء القبض
على أدهم خنجر
-----------------------------------------------------------
(فخامة المندوب السامي لسوريا ولبنان المعظم:
مع الأسف لم يراع البند القائل أن فرنسا تحافظ على تقاليدنا وعاداتنا، ومعلوم أن الضيف والقاصد هما واحد في نظر العشائر، فرجال حكومتنا الوطنية لم يراعوا هذا البند، وسعادة المستشار ترانكا يؤيد إصراره.
أطلب من حلمكم أو عدلكم ألا تجعلني مضغة في أفواه العرب، وأن أتخصص بالإهانة على أمثالي في سورية. وبعد هذا تروني؟ أعترف في حلمكم، ويقضي الواجب أداء الشكر لفخامتكم وجاهاً، غير مجهول أن موتي وإهانة ضيفي مثل بعضهما في عوائد السوريين. الرجل يطلب مني أن أتوسط له عفواً من فخامتكم. حلمكم إنقاذاً لشرفي ووطني).

18 تموز 1922م.
سلطان باشا الأطرش

المصدر:
حسن أمين البعيني، سلطان باشا الأطرش، منشورات لجنة الإعلام في الجبل 1985، ص100.
منذ حوالي 8‏ اشهر
Sultan Basha Al Atrash - سلطان باشا الأطرش
رسالة المفوض السامي الفرنسي إلى سكان جبل العرب
-------------------------------------------------------------------
(إلى الموحدون.. لماذا تحاربون؟!..... قد أتيتكم حاملاً لكم الحق في أن تسنوا دستوركم بنفسكم، وأن تختاروا بذاتكم حكومتكم ورؤسائكم. فإذا بقيتم على متابعة القتال فإنما تحاربون آمالكم وحريتكم.
لماذا تحاربون، وفي سبيل من تحاربون!....ذهب إلى رؤساؤكم منذ أيام، بعض وجهاء الدروز المتألمين لما يرون ما أنتم فيه من العذاب ليقابلوهم ويبرهنوا لهم أنه لم يبق من داع للقتال،وأن القتال إنما يسير بالموحدون إلى الانكسار والموت والمجاعة، وأن نساءكم وأولادكم يكونون أول الضحايا.. قد أذن الجيش الفرنسي لهؤلاء الأعيان بالمرور، لأني لا أريد أن تحمل فرنسا على عاتقها مسؤولية الويلات التي تهددكم..هذه المسؤولية قد أخذها سلطان الأطرش على نفسه لأنه هو الذي رفض مساعي إخوانكم، فلتكن المسؤولية عليه..
إن فرنسا وحدها قديرة على أن تقدم لكم ما ينقصكم من قمح وماء وطرقات ومدارس، وتلك الحرية الوطنية التي بدأت تمتد حسناتها اليوم إلى جميع الأنحاء السورية المتمتعة بالسلام..قبل أن تدق الساعة القاضية التي تجري فيها مواقعكم الأخيرة، أردت أن أقوم بواجبي فأنبهكم قائلاً: إذا سالت دماؤكم بعد الآن، وجاعت نساؤكم وأولادكم، أصبح الخراب والانكسار بدون دواء، فما يكون ذلك ذنبي، بل ذنب سلطان الأطرش، وذنب الأجانب الذين استؤجروا بالمال، وقد باتوا منذ الآن يعتبرونكم من أتباعهم فيجبرونكم على مواصلة القتال حيث تخسرون كل شيء، وأما هم فلا يخاطرون بشعرة واحدة من رؤوسهم..سوف يحكم أبناؤكم، فيما بعد، بينهم وبيني..
أيها الموحدون: إن الواسطة الوحيدة للانتصار هي أن تتركوا سلاحكم.. إن ما جئتكم به من السلام والحرية والقوت لهو أفضل من بنادقكم، اذكروا أنكم لا تقدرون على شيء ضد فرنسا، وأن فرنسا قادرة على كل شيء في سبي مصالحكم..))

المفوض السامي للجمهورية الفرنساوية
هـ. دي جوفنيل

المصدر: أحداث الثورة السورية الكبرى، مصطفى طلاس،صـ236
منذ حوالي 8‏ اشهر
Sultan Basha Al Atrash - سلطان باشا الأطرش
:البيان الذي أذاعته القيادة العامة لجيوش الثورة عام 1925
تناولنا اليوم دعوتكم الكريمة إلى السلم مع القنابل المتفجرة من الطيارات، فلم يزدنا هذا التناقض الغريب علماً بالوضعية الحاضرة. إن ما جاء فيها من التهديد المشرب بروح العطف يلفت الأنظار، لأن الجيش الذي اقتحم به سورية هو كطياراتكم، من عاداته عند سنوح الفرصة أن ينفذ صامتاً خطط الفتح، من غير التفات إلى عويل الأطفال وبكاء الأمهات.
تقولون قد اقتربت الساعة التي نعرف فيها قوى جيشكم، ونتحمل فيها نتائج الثورة. إن انكسار بسالة الجيش الفرنسوي حينما كان يدافع في الحرب العامة عن كيان فرنسا وحريتها، هو إنكار الشمس في رائعة النهار. ولكن الجيش القادم إلى جبل الموحدون لتأمير الكابتن "كاربيه" ومن حذا حذوه، وتأييد الاستعمار بأفظع معانيه في أمة آمنة كأمتنا، هو غير الجيش الفرنسوي. ومن انقض على خصومه، في الكفر والمزرعة كما انقضضنا، لا يأبى أن يتحمل نتائج الثورة.
تذكرون مضاء سلاحكم في معركة المسيفرة ولم تذكروا مضاء العزائم التي اغتنمت هذا السلاح في عقر استحكاماتكم، وسحبت الخيول من أيدي أصحابها المقتولين في سبيل الفتح والاستعمار، وإذا كانت فرنسا، كما تقولون، لا تقاتل مدفوعة بعامل البغض، بل تعاقب المجرمين بحسب جرمهم، فثقوا أننا لا نقاتل إلا دفاعاً عن الشرف القومي الذي عبث به موظفوكم، الحرية التي مات تحت أقدامها رجال ثورتكم الباهرة. أما مسألة المجرمين –الذين سودوا وجه الإنسانية بسيرتهم الخصوصية والعمومية، وجعلوا اسم الانتداب عاراً وشناراً- فالأجدر أن نتركها إلى يوم الحساب.
تقولون إن الأشخاص من ذوي البصيرة الذين يتركون منذ الآن السلاح يكونون في مأمن على حياتهم. إن بين البصيرة وترك السلاح تناقضاً ما كنا لندركه، لو لم يكن له سابقة على عهد الحكومة الوطنية السورية، لما آمنت بمواعيد أسلافكم، فحلت جيشها في أواخر تموز سنة 1920، وحكم على زعمائها بالموت في أوائل آب.
إن المؤمن لا يلدغ من حجر مرتين، وقبل الوقوع، في مثل هذا الفخ عليكم أن تبيضوا الصفحات السود وتعيدوا إلى الشرق حسن السمعة التي كنتم تتمتعون بها قبل أن تطأ أقدامكم هذا الوطن المقدس.
تدعوننا إلى إلقاء السلاح، وأن نتقلد بدلاً منه المحراث. إننا ما حملنا السلاح إلا دفاعاً عن هذا المحراث الذي هو فخرنا. إننا نريد أن نحمل المحراث لنحصد من الخير لنا ولأولادنا، ولكن إذا كانت ثمرة أتعابه تذهب إلى بطون رجال أمثال غرمونا آلاف القرش لفقد هرّة في السويداء، وصفعوا أشرافنا وخيارنا لاستنزاف أموالهم، فإن السلاح يكون خير ضامن لهذا المحراث.
إننا نرغب في السلم من صميم الفؤاد، وإذا آنسنا في خصومنا اليوم هذه الرغبة الأكيدة، فإننا نمد إليهم أيدينا، نمدها ولكن الشروط التي أذعناها للملأ في منشوراتنا السابقة.
سلطان باشا الأطرش
قائد جيوش الثورة الوطنية السورية العام

المصدر: أحداث الثورة السورية الكبرى كما سردها قائدها العام سلطان باشا الأطرش،دار طلاس، ص 396.
منذ

وثائق هامه
شكرا لك