أداب الحياه...(تسلسل جديد)

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

الادب ونظام الحياة ..للمعلم كمال جنبلاط...

من كتاب اداب الحياة

مفهوم الادب هو احترام النفس واحترام الاخرين .
ومن لا يحترم نفسه ويعتبر قيمها وكيف يصح له ان يتوجه الى الاخرين بالاعتبار والاحتترام؟؟

اننا نكتب هذه الخواطر لاننا نلحظ اكثر فاكثر وللاسف موجه من التحرر المزعوم من قواعد اللياقه والاداب التقليديه والاخلاق السليمه السالفه، تتجتاح الطائفه وتحاول تهديم افضل ما فينا ومن لا يستوي له تهذيب خارجه فكيف يستقيم له تهذيب داخله ؟
ومن لا يحترم الاخرين فكيف يتوفر له ان يتوجه الى ذاته بالثقه والاحترام وهي بداية مرقاة التحظر الحقيقي في الانسان؟

ولا معنى للحظاره الا هذا التهذيب لافكار النفس وشواعرها ولحركات الجسم واعتمالات الجوارح .والحضارة ليست في اقتناء السياره ولا في السكنه في بين رفيه،ولا في احتساء المئاكل الشهيه ولا في الانتقال بالبلخره او الطائره من مكان الى مكان ،ولا في اقتناء المفروش الباذخ ،ولا في تزيين الوجه وثراب الملبس .

والحضاره ليست بشكل خاص باعتماد هذه الحركات العصبيه،وهذا الانفلات في التكلم والتطلع والجلوس رجل فوف رجل واعتماد اساليب في مواجهة الناس والاستكبار عليهم وسواها من هذه الطبائع

للمدينه الغربيه الماديه التي مالت اليها هذه المدن في الغرب في بعض مسالكها والتي يتنكر لها ويتأفف منها رجال الغرب انفسهم ،والتي ليست هي لا من اداب الغرب ولا من تقاليده ولا من روحه.

فالحريه التي يتبجح بها بعض المقبلين على مدنية الغرب الماديه من خلال ما يرونه في السينما والتلفزيون ومن خلال المثال العاطل الذي يعطيه وللاسف بعض المثقفين السطحيين الذين يبدو انهم لم يفهمو من العلم والثقافه شيئا ،ان هذه الحريه تقوم في حقيقتها على ضبط النفس وعلى احترام الاخرين وعلى الاحتشام لكل ما نقوم به او نقوله او نفكر به او نظنه بالنسبه للاخرين فهذا التطور او التقدم او التمدن كما يفهمه البعض من خلال ما يصدر الينا من الغرب من وجوه مشوهه للسلوك البشري هو اقرب الى البربرية والهمجيه منه الى التمدن والتحظر الحقيقي وهو دليل على ان الانسان اذ كان مثقفا لم يحصل بعد على الثقافه الانسانيه التي يرتضيها لنفسه ويبتغيها للاخرين.
ولا نفطن معظم الاحيان الى ان هذه الثقافه الانسانيه موجوده في تقاليدنا وحضارتنا الشرقيه العربيه الاصيله التي جائت الينا من خلال اختبار الاجيال،واداب الجدود وتهذيبهم واستنارتهم بالخلق السليم والنهج السوي وان علينا ان نحيي ونحافظ على هذا التراث الادبي الخلقي في حياتنا الفرديه والاجتماعيه.

ولا يفيدنا شيئ ان نتزايا او نتلبس بالانفلات من التقليد السليم والتطبع بالخشونه والجلافه والقسوه في معاملاتنا مع الاخرين او بان نتصور ان لنا من ميزة النسب او الجاه او المال او العلم او المنصب او المسئوليه مما يجعلنا في حل من ان نكون مع جميع افراد الشعب محتشمين متأدبين.
وعلى الفئات الاجتماعيه المتطوره المثقفه والغنيه والمترفهه او التي لها مسئوليه اجتماعيه او قياديه في جميع المستويات ان تعطي مثل التأدب والمعامله بالحسنى واللطف وانكسار الجانب والمحبه المخلصه والنفحه الانسانيه بكل ما تفكر به وتقوله وتعامل به الاخرين،وفق الايه الذهبيه التي وردت في جميع الكتب والاديان

(كما تريد ان يتصرف الاخرين بالنسبه اليك عليك ان تعاملهم)

كلام سليم اخ صالح
فاستكمال الفضائل يبدء باداب النفس ومن ثم اداب الحياه
فهذان جزءات اساسيان من انتظم بادابهما نجح في حياته وسار في المسار الصحيح
وهذا ما حاول كل اجدادنا واوليائنا ومعلمونا الكبار ايصاله لنا عبر كل حرف خطوط في سطور التاريخ
فاداب النفس والحياه تستكمل سلوكيات الانسان وتنير مصباح الخير في نفسه لتتلاشى ظلمه الغفله

وكما راينا في اداب الحياه سلوكيات الانسان اضحت تنعكي على البشريه ليست فقط على نفسه
فكل شيء في تواصل لمحور معين خط لنسير بمساره
شكرا للمداخله اخي صالح
ولتفاعل الجميع بالردود وغدا ان شاء الله اكمل ما بدأت بصفحات هذا الموضوع
تقبلو خالص شكري وكل احترامي

من اكثر المواضيع اهميه وفائده
بس يا ريت الي بيقراه يتمعن شوي ويفهم...
يسلمو دياتك امول...

10-واخيرا لا اخرا التلوث البصري والتلوث السمعي والتلوث اللاحق بجميع الحواس

التلويث السمعي هو في هذا الضجيج المستعر القائم في المعمل في الشارع وعلى الطرقات ،في الملهى والملاعب وكل مكان تقريبا داخل المدن وعلى خطوط الرحلات التي تربطها بعض ببعض :

ويكاد الانسان يتهدم في هذا الضجيج وتهيج اعصابه وتتعب حواسه ويرهق فكره وجسده

اما التلويث البصري فهو في الاضواء الكهربائيه المتعدده والمتنوعه الالوان التي تنير الشوارع وفي انوار السيارات الماره في الليل وحتى في النهار (بمجرد صورها المعدنيه)وهو ايضا في الاعلانات التجاريه الصاخبه التي تعبئ الطرقات والحيطان وفي تحديد النظر للشاشات هذا التحديد الذي كثيرا ينجم عنه تحويل وتشويه في محور كرى العين وسواها من الانجذابات الضاغطه البصريه وكلها لها اثر كبير من الضرر في حياتنا الجسديه والعقليه.

نكتفي بهذا القدر من ...اد مصادر التلويث وفعله في المحيط وفي الانسان والحيوان والنبات والانسان كأن التكنلوجيا اوجدها الانسان لتتغلب عليه في النهاية فتهلكه كالساحر الذي افتعل في عصاه ارتفاع مياه البحيره التي يجلي في نحاذاتها فما لبثت تلك المياه ان ادركته واستوعبته واغرقته ،العلم في شق التكنولوجي التطبيقي هو كالسحر فهل ينقلب السحر على الساحر؟؟

من كل ما تقدم يظهر لنا ان التربه والنبات والحيوان والانسان تشكل مع عناصر الطبيعه وكل منها وكل مع الاخر اجهزه كامله des systemes، انظمه كامله لها دورتها وتوازنها وتداخلها بعضها ببعض وتركيبها في وحدة هذه الطبقه من الحياه على وجه الارض او كأن الارض واقعا وفعلا تشكل وحده لجميع هذه الاجهزه والانظمه فالارض تتنفس ولها شهيق وزفير وهي تتهدم لتبني نفسها باستمرار وهي تنهل من الانهر وتشرب من البهار وتنشق من الاثير ما يتوزع فيه من ابخره وغازات وتمتص نور الشمس وانوار الكواكب والنجوم والقمر كأنها بالنور والماء والهواء وحرارة النار الدافئه والحركه تحيا دائما وابدا.

وقد ياتي يوم نكشف فيه حبيبات لطيفه او كثيفه من شخنات الحياة des quanta de vie كما كشفنا عن وجود شحنات من الكهرباء السلبيه او الايجابيه وشحنات من المغناطيس ومن الضوء وقد يتبين دور الاثير والضوء في كل هذا فنلتقي انذاك مع الحدس الكشفي للعلوم القديمه في الهند وفي الصين وثم في مصر القديمه واليونان بما سموه بنسائم الحياة او طاقة البرانا وهي مكونه من الطاقه الشامله للكون كله بحيث انها واحده.

هذا الامتلاء الحياتي ،هذ التركيب المتداخل على وجه الارض الذي يجعل من الارض كاءنا عضويا يتألف من جميع اجهزه الحياة وكائناتها اوضع العالم هاريسون براون في هذا القول من كتابه الذي يستحق ان نتوقف عنده ونتالم ونفهم

(في اي زمن كان فان اية زاويه من زوايا الحياه هي مليئه ومفعمه وكل حياة داخلها لها ارتباط وعلاقه بالمجموهات الحيه الاخوى فيما يعود الى هذه الحياه اننا نرى في المحيطات وفوق سطح التربه واجهزه واسعه من الكائنات الحيه وفي كل منها الانواع المختلفه ترتبط وتلتزم بعضها ببعض لاجل بقائها .
ان جهازا معين من الكائنات الحيه يمكنه ان يتضمن تنوعا من الحياه النباتيه والكائنات المجهريه(بكتيريا) والحشرات والاسماك والحيوانات المائيه الارضيه والزواحف وذوي الالبان وكلها تعيش في انسجام.
وبينما نرى ان مثل هذه الاجهزه المتلاحمه تعيش معظم الاحيان في استقرار كبير ويمكنها الاستمرار في البقاء مده طويله من الزمن فاننا نلحظ انه اذا طرء اي اضطراب او خلل ملموس على احدى الجمعات المتمازجه في هذا العيش المشترك فان جميع جماعات النبات والحيوان الاخرى يلحقها هذا الاضطراب وتتأثر من ذلك ان كلمات الشاعر (انك لا تستطيع تحريك زهره دزم ان تهتز احدى النجوم) تعبر تماما عن دقة ورقة التوازن الحاصل في الطبيعه للتوازن والانسجام القائم والموجود)

نكتفي بهذه اللمحات علها تبعث التوعيه بمثل هذه الامور الخطيرة

اداب الحياة هي اسس الانظمه الصحيحه التي باتباعها نحافظ على انفسنا والحياه الحاظره والناهيه

الله يعطيكي العافية يا امال ويسلم دياتك..
كثير استفدت واستمتعت بقراءة هذا التسلسل القيّم..
مشكورة والله يجازيكي بكل الخير..

ابدعتى اختى امال يسلمو على هذا الطرح القيم والمتنوع والملىء بالفائدة .........واقول لعمرك فوق الارض باقى ..ولا مما قضاة اللة واقى ....وما للميت الاقد باع .. ولو كانت لة ارض العراق .....اضل الناس فى الدنيا سبيل محب بات منها فى وثاق وافضل ما اشتغلت بة كتاب جليلا نفعة حلو المذاق وعشرة حاذق فطنا لبيبا يفيدك من معانية الدقاقى.........شكرا

الله يعطيكي العافي
يسلمو امال متابع جديدك

يعطيكي الف عافيه امولتي
متابعه لك

ادب الصيام

الصيام في معناه الحقيقي هو ادب الحياة ،ادب كل حياة ففي صيام الفكر سعاده الجنان وفي صيام الجسد صحه الجسد
والصيام في المعنى النفسي والخلقي والايجابي (اي في القصد الوجودي) هو ان لا نتعلق بشيء ان لا تشدنا رحى علائق الفكر والحواس فنصبح كمن يحمل فعلا وواقعا الدنيا كلها على ظهره.

فالصيام لا يكون بالانقطاه عن كل شيء بالزهد بكل شيء لانه يبقى ان الزهد هو حال في الحياه وهو بحد ذاته تعلق الناسك الذي يترك الدنيا وبيئتها ويذهب ليعيش في الغابة ،لا يكون زاهدا في المعنى الصحيح للكلمه الا اذا كان في اعماق نفسه زاهدا غير متعلق بالبيئه الجديده التي نزح اليها ليعيش في كنفها فالبيئه اية بيئه كانت هي الحجاب بين الانسان وحقيفة ذاته وانما التحرر اي الصيام الحقيقي غير المجهد ولا المتكلف هو في وجه ومقام الانسان في العالم المحيط ،وليس هو في ما ينزع اليه من تبديل محيطه وبيئته..فالزهد بالزهد ذاته هو المطلوب عبر الزهد بهذه او بتلك البيئة الخارجيه او المحيط المعيشي.

فالصيام النفسي او الروحي في هذا المعنى ليس هو جحودا او انعداما او انقطاعا عن اي شيء خارجي وعدم ممارسته لوظيفة قدره وكل بيئه هي في المدلول الصحيح بيئه فكريه ومحيط لفكرنا ...بل هو تجرد شهودي عن كل ما نفكر به ونشعر به ونتمتع به ونعمله هذا هو الموقف الانساني الصواب كسنط العقد الذي تملأه الجواهر الكريمه او الاحجار العاديه فيمر من خلالها رابطا اياها ولنه ليس هو هذه الجواهر ولا هذه الاحجار.

واذا ما عدنا الى صيام البدن نرى انه ضروره ماسه بشكل دوري ومن حين الى اخر لكي تنظف خلايا الاعضاء والاورده والشرايين مما رسب فيها وترسب من فضلات الغذاء ومعظم الاحيان نأكل اكثر بكثير مما يلزم خصوصا في الحضارات المتقدمه
البشريه في كثرتها الساحقه جائعه محرومه من وجاة الغذاء الضروريه للعيش لان ربع البشر يأكلون مرتين او ثلاث اكثر مما يحتاجون لاعالة جسدهم.

وهذه الفضلات والترسبات في المصران الغليظ وفي خلايا الاعضاء والاغشية والدم هي التي تكون احد اسباب المرض الرئيسيه ...لنذكر دائما المثل العربي : البطنه سبب الداء ...البطنه تذهب بالفطنه
فما من مثل الا وورائه عبره او خبره ومعرفه

وهذه الفضلات تتسبب بالمرض خصوصا اذا بقيت بدون احتراق او بدون عمليه (تنظيف وتنقيه)

مختلف الرياضات وخصوصا المشي على الاقدام مسافة ساعه او ساعتين من الزمن كل يوم هو امر ضروري لتمكين الجسد من التخلص من هذه الترسبات التي تسد منافذ الخلايا وتفسد عمل الاجهزه وتتحقن مستقره في جميع الاعضاء ،تلوثها في المعنى الصحيح للكلمه ..فهذا التلويث تصرف قسما من ضرره واذاه عنا عادة المشي والرياضه.

يتبع في اداب الصيام

اما الصيام يوما في الاسبوع او لعدة ايام من حين الى اخر فانه عامل تطهير للخلايا وتنظيف لاقنيتها المجهريه ومحتواها ويجبر الجسم على احراق كل ما لديه من ترسبات وفضلات كما ينشط الطاقه الحيه في جميع اعضاء الجسد،وينضح بالسوائل المتجمعه فيه،وينفض الغبار والمواد الشاحنه والمركبات السادة عن الاجهزه واوردتها..

وهكذا يكون الصيام افضل طريقه للمحافظه على صحة البدن وللشفاء من الامراض (صوموا تصحوا) كما ان للصيام قدره عجيبه على تجديد فعل طاقة الحياة في الانسان وحفظه في سن الشباب ما امكن وتأخير قدوم الشيخوخه عليه واعادة الشباب له اذ ان سن الانسان الحقيقي يقاس بسن شرايينه واوردته وخلاياه.

وادب الصيام البشري يوجب علينا قبل الامتناع عن الطعام وعن الشراب ان نغسل امعاءنا بشكل كامل من جميع فضلات البراز وذلك بالحقنه المكرره او بواسطة شربه مليئه كأخذ ملعقتين او ثلاث في المساء من مستحضر عصري اوروبي للتمر الهندي المساعد على افراز الكبد وهذا المستحضر موجود في مكان وفضله انه شراب طيب المذاق لا يخض الجسم ولا يشعر اخذه بالانزعاج بل يرتاح اليه.

وتنظيف الامعاء من جميع الترسبات هو امر ضروري جدا خصوصا قبل مباشرة الصيام لان من اسباب انحطاط الجسم ومرضه ومن مسببات الشيخوخه المبكره مرور السموم toxines الناجمه عن تعفن الغذاء في المصران الغليظ colon من اغشية هذا المصران الى الدم وثم الى الخلايا..

ويجدر دائما الانتباه الى ليونه المعده فيما نأكله ونشربه لكي نبتعد عن كل امساك لان الامساك مهلك لاغشية واعضاء الجسد بما يفرضه من سموم المصران الغليظ colon فيها والتليين الشديد مره في الاسبوع مثلا بواسطه تناول جرعات من التمر الهندي ينظف المصران الغليظ من الترسبات والفضلات الباعثه للسموم.

هذا التطهير يتوجب قبل الصيام لمنع هذه السموم من الانتشار بفضل الصيام بسرعه وطاقة اوسع في خلايا الانسان وفي اعضائه ودمه.

ومرض الامساك قد اصبح من الاوبئه العامه في البلدان المتقدمه حضاريا ونسميه مرضا لانه في الواقع باعث للمرض في الجسم.

ومن ثقلت بطنته بكثرة مأكله زمشاربه خفت في الوقاع فطنته وابخرت افكاره وثقل عليه العيش وتكاثرت عليه شهواته وانجذاباته وقلقت نفسه وتهيجت اعصابه وخارت همته او قادته لنشاطات غير سليمه وغير متزنه وساده التشاؤم وتثاقلت ارادته في الحياه فكأن فضلات الغذاء قد سدت عليه بعض المنافذ العقليه ايضا فهو يتثائب بها فيما هدا انحطاط الجسم المستمر بلا هوادة.

يشعر الصائم انئذ بقوه غريبه وتنبه كبير في حواسه ونشاطاته وعقله وليس هذا الامر بعجيب لان قسما كبيرا من التعب والارهاق والانحلال الذي كان يشعر به الانسان في جسده واعضائه وفكره كان ناجما عن ترسب هذه النفايات والفضلات المغذيه واستقرار السموم النابعه منها ومن المصران الغليظ في الاغشيه والدم والاعضاء فجائت الراحه وانفرج الهم وزال الشعور بالتعب بزوال هذه الفضلات والنفايات والسموم من هيكليتنا الشحمانيه.

وقديما قيل في الانجيل :

اذا كان بصرك طاهرا فجسدك كله يكون في النور

ويمكن القول :

اذا كان جسدك طاهرا بدون تكليف وبدون جهد متنبه اي بشكل عفوي كما تجري الحياة في كل شيء فأن بصيرتك تكون هي ايضا في النور

يعطيكي الف عافيي امول

يعطيكي الف عافي امال

ادب الحب

الحب هو تقديس صور الجمال المطلق في اهله فالجمال الخارجي(واسه ودليله الانسجام) هو انعكاس الجمال الحقيقي على النفوس ومن النفوس على الفكر وعلى الحواس وعلى الجسد وثم على جميع اغراض الوجود الظاهر وكلها صور حسيه فالجمال هو في كل شيء وهو باطن كل شيء وهو خصوصا في الكائنات الحيه التي تشعر بوجودها sentient والتي يتوج سلمها الانسان العاقل الذي يعي كينونته فينفحه ذلك الشوق الى اصالته ونبعته توقا الى ذلك الجمال القدسي

الجمال اذن هو ما تستوي فيه وعليه وحدة الوجود اي احدية ماهية الباطن والظاهر فلو لم تكن السعاده فينا وفي صميمنا ومن سدية ولحمة جوهرنا فكيف كنا نستطيع ان نتحسس بالسعاده وبهيبة الجمال وهناء التطلع اليه؟

لذا كان الحب في مظهر الثنائي تكريما لذاك الجمال القدسي في الحلقة والحوار القائم بين الحب والمحبوب والعاشق والمعشوق والمتعبد والمعبود والشاهد والمشهود وذات الشهود الى ان يتصفى ذلك الحب الثنائي ويطهر في مرابع نعيم والام تناقضات مجلاه فيطغى الجمال على كل شيء لان السعاده تكون قد هيمنت على النفس بعد انهزام الفكر واضمحلاله بالسعاده :فاذا بمجنون بني عامر يدعو نفسه ليلى وينادي قيسا وتختبط وتتوحد الصوره او يمر الحكيم راما بحبيبته وزوجته سيتا فلا يراها وهو منجذب مبهور بصورة عشق ذاته وقد اضحت سيتا الفاضله المكرمه ذاته الباطنه الجوهريه...

ولهذا السبب قيل في الكتب المقدسه الهنديه ان الحب الحقيقي هو طريق وسبيل الى الاحديه اي هو افراد الواحد الاحد الصمد في الصوره في الصوره التي استنبطها ذلك وتلبسها وتنوع بها وهذا هو معنى التوحيد في التعبد والورع

ومن بالحقيقه عندما ينظر الى حبيبه لا تكون فيه بصيرته شاخصه الى ذاته الصميمة الجوهريه...فالحب نظرتان:نظرة اليه ونظره الى النفس

ولهذا الاعتبار كان الزواج المؤسس على الحب سرا مقدسا لا تنفصم عراه الحب في مفهومه الاصيل يقول الزوج والعروس عند اجواء طقوس الاهول لدى الهنادكه :

دعنا نكون واحد حتى بعد الممات ...ومن هذا التصور وتتميما لهذا القصد الشريف كان يتوجه بالنصح الى الارمله عندهم بعدم التزوج من جديد وعند المتطرفين اللحاق بزوجها وكانت النار الملتهمه جسد المتوفي تجمعهم فوق ما يجمعهم حبهم الحقيقي .

يتبع في اداب الحب

وكل شيء في عالم الظاهر عالم الثنائيه والتخيل يشده الحب يربط ثنائية ازواجه ويجذبها بعضها الى بعض او يجعلها تنفر بعضها من بعض فعل الهلاك والتباعد والتشتت وفق ما كان يتصور ذلك الحكيم اليوناني امييدوكلوس في مفهوم الحب تناقض الانجذاب والنفور وتمثلها بالحب وبالكراهيه وجميع ما في الكون سلبي وايجابي اي نزوع طاقي الى التركيز حول المحور force centripete وفي المقابل نزوع طاقي الى التكور في فلك الدائره وفي ندى الانتشار فالكواكب والنجوم والمجرات تدور مجدولة مشدوده ببعضها الى بعض بالعشق الذي الهب مصائر التكوين وبالحب الجوهري تدور الذرات وبه تلتزم لافلاكها والجزيئات بمحورها وبالحب تشع الانوار ويطغى بهاء البكور وعطاء الجدة على كل كائن وبالحب كانت هذه الولاده وهذا الموت الدائب يؤلفان مسار الحياة السرمديه وبالحب تتفتح البذور والبراعم في دفء ريح الربيع وتخضر الاعشاب في ضوء الشمس وتفوح الزهور وتعبق الرياحين وبه ينهمر المطر وتجري الجداول والسواقي وتنساب الانهار وتؤوب الجبال وتنتقل الاسماك في البحار ويلعب الحيوان ويصيد ويرتوي وتستحم الطيور في الضياء ثم تأوي الى اوكارها في امن الظلام فبالحب ينتشي مل شيء على سوقه (وهل دار ما في الافلاك بدون تجاذب الحب الحقيقي )

والتطور ذاته وتقدم الطبيعه لا يفسره الا الحب وتياره الموجه ولا بد من ذكر مسار هذا الارتقاء كما يصوره لنا المتصوف والشاعر جلال الدين الرومي:

الحب هو بحر فسيح لا شواطيء له فيه السماوات وكانها فقاقيع من زبد الماء
اعلم ان الافلاك التي تدور في سماواتها انما تحركها امواج الحب ولولا الحب لكانت كالجليد تتجمد
وكيف يمكن بغير الحب لهذا الشيء الجماد ان ينقلب الى نبته حيه ؟
وكيف يمكن للاشياء النباتيه ان تضحي بنفسها لكي تصبح عامره بالروح الحيواني؟

لولا الحب لكانت جميع الكائنات جامده بلا حراك كالجليد لا تطير ،لا تسعى كالجرادة
كل فراشه قد وقعت فريسة حب هذا الكمال تنمو ترتفع اليه كغرسة الشجر
ان توقهم الصامت هو في الحقيقه تنشيد تمجيد لله سبحانه وتعالى

يتبع في اداب الحب...

اما الكره اي النفور وفق تعبير الفيلسوف اكريجنت ايضا فانه يفعل في معاكسة ومناهضة هذا الحب الثنائي وفي سلب ابداعه فاذا بالتشاا والتفكك والهلاك تقوم بنشاطها الهادم في مواجهة فعل الانجذاب والتركيب والتركيز البناء.

والحب والكراهيه والانجذاب والنفور والتركيب والتفكك والتكور المركزي والتشتيت والتكوين والهلاك في هذه المواجهة الظاهرة للعالم الابداع زوجان توأمان لا يفترقان الى ان ينتهي الزمن المقدر للدور الدنيوي في سجل تعاقب ادوار الخلق واكواره وكم من الدنى سبقت الى وجود عالمنا هذا او ستلحق به في طي سجل الدهر ونشره.

وفي نهاية كل دور وختام مساره تجمع الطبيعه وفق التعبير الهندوكي الجميل بذور الوجود اي مثالاته ومثله وايضا اثاره اللطيفه في وجدان الابداع وتكون الصوره قد احتجبت وانهدمت التراكيب واضمحلت بنى الكائنات وانعدمت الحركه فيعود كل شيء الى الاستبطان في اللطيف اللدني الاولي وفي غلاف البيضه الهيلونيه الاولى النوريه وقد سطره الحب الجوهري المبدع للكائنات وللاشياء وللصور وفي لوح النفس المكتوب (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون)

يتبع في اداب الحب

يعطيكي الف عافيه متابعه

يعطيكي العافيي بس اوقات بتدفعنا قسوة الزمان للكراهية

في انتظار التالي قلبي

عزنا بربوعنا

هذا العشق الالهي الجوهري الذي تستنبطه النفوس كلها والكائنات كلها ينزع بطبيعته الى التمتع اي الى التلذذ باغراض الوجود الظاهر وبالحقيقه انه يهدف (في اصالة شوقه الجوهري) الى بلوغ تلك السهاده التي يستظيفها كل كائن وكل وجود ويتضمنها وبالحقيقه يستوعبها ويستشفها ويعكسه على ما يحيطه من اشخاص واغراض.

وفي تفسير ذلك ورد المثل الاسطوري المعروف ان احدهم وضع شيئا من دسم الزبده على مقدنة عرنين انف حشرة الجعل carabee فتصور الحيوان الصغير ان رائحة ذلك تاتي اليه من بعيد امامه فاخذ يسعى الى مصدرها وهو غير مدرك انها تفوح من رأس انفه فيتوه الجعل في تجواله وتفتيشه لانه يتقصى عن شيء لا وجود له في العالم الخارجي وهذه هي حال الذين يركضون وراء اغراض هذه الدنيا فيتصورون ان السعاده هي في ذات الاغراض لا في نفوسهم.

والسعاده هي ذاتها الحب وهو ذاته الجمال الجوهري : ثلاث اقانيم في ذات واحده ولهذا كان الحب ينشد السعاده وكانت السعاده تلتزم بالجمال وكانت المحبه كل محبه تنزع الى التوحيد والى العباده

وليست طلبة الجاه والمال والسعي الى الملذات الحسية ومنها الشهوه سوى توق (غير متفطن لحقيقته) لذلك الجمال في سدرة جنة ذاتنا وان لم يدرك ذلك ارباب النزوع والاشتهاء العاديون وقد انجرفوا او انحرفو في مسلك عشقهم للصوره وتباعدو في ظنهم عن نفوسهم وهم اقرب الى حقيقتها من حبل الوريد فلم يفطنو ويتنبهو الى حقيقة ذاتهم في ذواتهم.

وكل من سلك لولب طريق الرغبات وتتميمها حتى نهاية المطاف وحتى انقشاع وتبيان الخط الابيض من الخط الاسود في سدية ولحمة الوجود ولزمة الامجذاب الكلي اليها قادته خطاه الى جهنم فراغ هذه المشتهيات من كل محتوى ومن كل معنى سوى الانعدام والعذاب ويكون مثله كمن يفتش في باحة الوجود الظاهر عن عقد ثمين اضاعه وهو يحمله في عنقه فهنيئا لمن تفتحت عيناه واكتحلت اجفانه بالحق فادركه وابصره في مجلى تحقق نعيم دنياه ايضا.
ولكي نرى الحق كما هو يجب ان نفصله ونجرده عن الاغراض او ان نجعل الاغراض تدل وتشير اليه .

يتبع في اداب الحب

متابعه

جيد هل من مزيد Shocked

هههههههه نسبه

غدا ان شاء الله المزيد

يلا ناطره تقبريني ههههههههههههه

عزنا بربوعنا

مشكوره امول يعطيك الف عافيه..

مشكورا امال الله يجزيكي الخير