صيحة الفجر في أخذ الحذر من الأضحى والقَدْر

حرام حرام على من بدأ بقراءة هذا المنشور ولم يكمل قراءته إلى الأخير .وحرام حرام كل الحرام على من كمّل قراءته ولم يسارع كل الإسراع إلى تبليغ معارفه بهذا الأمر العظيم الخطير .
إنه مخاض القيامة الذي لا يشبهه حدث من أحداث الدنيا والآخرة أبداً. وما يليه من حفيف مفاصل بابي الجنة والنار التي متى ما انغلقت على أهل الخير والشر فلا تعود تنفتخ إلى ما لا نهاية له سرمداً.
فآهٍ ثم آه لو تعلمون أيها الناس ماذا سيصير بعالمكم بعد بضعة أيام ، لوجلت قلوبكم واقشعرت أبدانكم واصفرت وجوهكم من قلة الطعام والشراب والمنام .وما يجدي خوفكم من حربٍ ثم محنة لم يحدث أن صار مثلهم منذ ابتداء العالم. إذا لم تقرنوا ذاك الخوف من الفشل بالتحضير مٌتخّذٍين النفس الأمارة بالسوء عدواً لا يتصالح ولا يُسَالَم .إذن من لا اليوم قدر يجاهد دجال نفسه الذي هو طبع الضد، فمن أين له أن يقدر على الجهاد بعدما يصيروا دجالين في الغد. واحداً في الصدر بين طَلْع الأنفاس لنيل الشهوات يوسوس ، وآخر في الصدر بين جمع الناس لكيل الشهوات يوفي ولا يُبَّخٍس ، والثمن دينك أيها الشاري بالمباهض، والفدوة دمك أيها الأبي الرافض. ونعم ربما هنالك فضل لرافض مغريات الدجال عندما تُعرض عليه وهو في غنى عنها مُنَعّم بأود الحياة والأمان . ويكن الفضل أعظم بكثير ، وقيمة فضيلَتَي الرضى والصبر تترشح عند الأخيار للبروز والتأثير ، عندما يكونون في أشد ضيق الجوع والخوف والبلاء مُضطهَدين مُشرَدين مُلاحَقين مُعذبين مُقتَلين من قٍبل كل فرق الملاء، وتُعرض عليهم أثناء ذلك مغريات الدجال من طعام وأمان وأموال ومُلك وسلطان فيرفضونها مُفضٍّلين الموت على قبول هذه الأمور ، لأن القبول مربوط بشرط التنازل عن دينهم واعتقاد ألوهية الدجال الغمور ، والإنصهار في شيعته والسير معهم في ارتكاب الفواحش وشرب الخمور .كلا سوف يرفضون المُنكَر الموحدون الحقيقيون ، يرفضون وهم لدم القلب وبهاء الحياة فداءاً لدين الحق باذلون ، وعلى أذية أهل الشر لهم صابرون ،وبحكمة مولاهم في تبديل سيئآتهم بحسنات بهذه الطريقة التسليطية راضيون ، ولأمره في تقدير البلايا والإمتحانات عليهم مُسلّمون ، ولفرجه من بعد اشتداد الشدة عليهم إلى أقصى ما يكون متوقعون ومنتظٍرون،أولئك هم الفائزون الذين لا خوف عليهم من الندم على ما فات ولا هم بتلقي مستقبل الجزاء على الأعمال يحزنزن.
فكن منهم أيها القاريء السامع أو أنت مُخيّر في أن لا تصبر على المغريات ولا ترضى بالتسلط فلا تكون . ومن المؤسف أن ليس هنالك موقف حيادي ثالث ، إما صابر ٌ مع أهل التصابر وإما ثائر مع أهل التسلط والخبائث، وما هي ثورتهم إلا أربعين يوماً كأنهم في جانب ما هم الأخيار واصلون إليه من النعيم المؤبد لم يكونوا ، اليوم كالشهر ، والشهر كالسنة تعظيماً لكثرة واحتدام الأحداث الحاصلة في اليوم الواحد مما سيجوروا ويخونوا ، فأول الجور بعد وصول الدجال وقت اشتغال الدول بالحرب من المنفى إلى فسطاط مصر إدعاؤه أنه هو الكامل القادر المهدي المنتظر معما حواه من العيب الواضح والنقص والعجز والعَوَر ، إذ عيناه معيوبتان ، اليمنى مطموسة ناتئة كأنها عنبة بارزة ، والأخرى غائرة كغوران الوديان ، إضافة إلى كدر صورته وضخامة جثته وعراضة صدره وطول قامته والقد، المقصومة بعد انتهاء جولته بسيف الحق في أرض اللد. وثاني الجورات العُمرّية ادعاؤه عندما يصل الى حلب طريداً وتُبّاعه من البلاد المصرية أنه هو رب البريّة .وثالثاً تحليله لشرب الخمور والشهوت البهيمية ، فيوافقوه على ذلك المرتدّون الذين هم بيننا والناس من كل الفئات ، بالرغم من أنه صٍفْرٌ من الإتيان لهم بالبراهين المقنعة والمعجزات، ولكن يتبعوه لتَمَشّي جاههم بعز أمواله وأتباعه الغزيرات ، ويبقى الموحدون قابضون كقبضة الجمر على الدين ، فيحاول إغراءهم مُرَبّعٍاً لجوره فلا يجدهم إلا على الجمر مُتربّعين ، فيثور عليهم بعد غيبة الملوك ناسباً إياهم الى الغلاة الفاسقين ، عندها تُملَأُ الأرض جوراً وظلماً ، ويحين أوان مَلئٍها عدلاً وقسطاً .فلا تصل الملوك بعد غيبتها الى مكة بالرحلة القَدَميّة التي تستغرق أربعين يوماً من مصب الحرب في جزيرة الشام العُلوّية ، إلا وتتصدع قلوبهم بخبر لا يشبه الأخبار ، وتتقصف أرجلهم من زعازع سماوية شديدة الأدمار ، وتنَهَدّ عزائمهم وتنحشي آنافهم من ثوران الغبار الذي طَنَّب من هَجَر على الأقطار .فهذا ما ترونه عن قليل إلا وقد حل ، فما بقي خفي من علاماتها إلا مخاض يوم الفعل ، إذ صورة الجنين قد اكتملت في السنوات الماضية ، وبدأ يتحرك في جمادى ورجب هذه السنة المحتومة بعدم التمام في محكم الأنباء . وها هو اليوم قد صار رأسه نحو قناة الخروج الى فسيح الدنيا لا بل الى الآخرة الفسحاء، وكأنكم به وقد بدأ يخرج بالألم الشديد في ليلة القدر فبان رأسه في أول العشر وانفصل عن أمه في صبيحة الليلة الغراء ، فالحَذَر الحَذَر كل الحَذَر وأخذ الإحتياط والحٍذْر قبل نزول القدر في ليلة القَدَر الباديء احتمال سيارنها من الليلة التاسعة عشر وطالع من هذا الشهر ، اعني رمضان المبارك ، وأ رجو أن يكون حالكم بحسن التدبير قبل ذا متدارك ، فكما أن القيامة لن تكون الا في عيد الأضحى الجمعة العاشر من ذي الحجة الذي هو أقدس يوم في السنة القمرية ، فكذلك لا بد لمخاض القيامة أن يبتدأ في يوم مميز يفني يوم الجمعه وعيد الأضحى في القدسية، ولذلك قولوا سبحان من قدّر َ هذا التطابق في هذه السنة بالذات ، وهو أن الليلة التاسعة عشر من رمضان
قريبة جداً من ليلة الاثنين الكائنة في اليوم الخامس من آب ليصح قول سيد السادات (ويأتي القائم المهدي حقاًَ* في خمسة قد مضت من شهر آب).وبما انه هو عليه السلام نجم الكور الحقيقي ، فلا بد أن يكون اقترابه من السد لرميه ثم الى هجر مقروناً بإقتراب النجم الأحمر من الأرض، وسيران الحروب والزلازل العظيمة . فكونوا بهذا يا أهل جواهر المعلوم الشريف عارفين بلا احتيار ، لإن من معه هذه الجواهر لا ينبغي أن ينبغت بالإنفجار ، أما من حيث العالم فهو حدث فجائي عظيم لا يتأتى على بال هادس، ولا يتصاعد الا كما النار في كوم القش اليابس .حرب قصيرة الأمد منغّصة الغدد ، دماء فائرة غزيرة ، ومراكب سائرة ، وطيور طائرة تصيح بالخراب ، الجدران تميل والنساء عويل ، المدارس كل قاطن فيها جسمه دارس ، أي مدروس تحت أنقاض الجدران المهدمة، فإذا كان لا بد من نفوذ هذه العلامة ، فاحذروا أن تنفذ فيكم يا أهل العقلانية في التوكل ، وأياكم أن تبقوا في ساحة الحرب وإن كنتم في ملاجيكم بل النزوح النزوح بعيداً عن الحدود قبل امتلاء الشوارع بالمدرعات ومنع التجول ، واعلموا أن الحرب ستسفر عن فناء ثلث الخليقة ، وهدم الكنائس في القدس بشوّال على يد الأتراك ، ومن ثم قيام جميع ملوك النصارى لهدم الكعبة وقيام جميع ملوك الإسلام لحمايتها والتقاء الخصمين هناك،أما سبب هدم الكنائس فهو سقوط الأقصى بالزلزال، وكون النصارى ممدّين لليهود الذين فرّغوا تحته حتى صار بلا قدرة على الإحتمال، فكونوا لهذا المخاض متوقعين ، وله بحسن التوبة والمؤونة مستعدين، وإياكم أن تبقوا في ساحة الحرب وتسموا ذلك توكلاً أو تتبعوا الدجال وتسموا ذلك مساترة ً.فلا توكل لمن لا له عقل وَقَّاد، ولا مساترة لمن يُدخل على أدياننا العيث والفساد. فاحذروا وصبوا طاقاتكم كلها في أخذ المحاذر من العلماء الظلمة الذين يأتونكم بلباس الحُمْلان ونابهم مُبَيّن كاشر، إحذروا إذا انطغوا أن يجروكم وراءهم تحت عنوان المساترة لمساهمة الدجال بالنفوس اعتقاداً بألوهيته المؤسسة على الكذب والبهتان ،كما جَرُّوكم قديماً تحت عنوان حفظ الإخوان لمساهمة المرابي بالأموال انتشالاً لمصنعه المؤسس على الربا المُحَرّم في جميع الأديان ، والخيبة هناك تشبه ههنا غير أن الأموال
تعَوّض إذا ضاعت ولا عوض عن النفوس إذا ضاعت ،فحق عليها عذاب النيران .فانظروا ماذا تصنعون، انكم الى الحق لمَدْعّيون ، أليس هذا الذي انتم لٍمٍثْله ٍ تتوقعون وتنتظرون ، فهذا آخر ما وصل اليه مبلغ فهمي للقيامة ،وأمكن ما رسخ عليه قلبي من اليقين ،و هذا آخر منشور يصدر مني اليكم وإني لناوي على الإرتحال فيا ضعون أحبابي تَلَقّيْني لأرميَنَّ بحالي من بعد مواجهة الدجال ، وسلامي على أهل القبول للحق والصبر من أجله والإحتمال .
تمت الليلة السابعة من رمضان الخامسه والعشرين من تموز والحمد له تعالى وحده.

تعم اخي العزيز عمر صعب جداً ما ذكرت، ولكن ما يخفف الصعوبات كلها هو أن تجد قلب مثل قلبك ،وفكرا مستنيراً ينسيك ألم الصعوبات ، ويساعدك على تخطي العقبات، والفوز بدار البقاء والثبات ، لإن قلب المؤمن أكبر من غضب البحار ورعد الإعصار وأرض النار، فبالإيمان تُقهر الكفر، والظلم ، والعار . والله يرشد ويهدي من سعى في مرضاته باصرار.

الف شكر لك أخي ولأختي أمال ، نعم اختي الساعه آتيه لا ريب فيها فشدوا الرحال واعزموا على الإرتحال من دار الفناء والزوال الى دار البقاء والنوال، فما عاد متسع من الوقت الى والتفكير والقيل والقال ، قبل ان ينطلق القطار ويبقى المقصر منتظراً في المحطة وحيداً شريداً نادماً متحسراً خاضعاً للعقاب ،والاهوال مدى الأيام والليال .