الخلة الحادية عشر حسن العدل وقباحة الظلم

الله الرحمن الرحيم
حسن العدل وقباحة الظلم
الخلة الحادية عشر من الخلال المعينة على دفع الهم وهي العدل وهو قصد الحق واعتماد الانصاف واستعمال الامور في مواضعها واوقاتها ووجوهها ومقاديرها من غير سرف ولا تقصير وثمرة ذلك سكون الناس الى صاحب هذا الخلق والطمانينة اليه والثقة ومن سكن اليه ووثقوا به كانت همومه اقل من هموم من ينفر الناس عنه ويذمونه وضد العدل الجور وهو مخالفة الحق واعتماد الظلم واستعمال الامور في غير مواضعها واوقاتها ومقاديرها والسرف فيما لا يجب والتقصير فيما يجب ومنع الحقوق وفعل ما يخالف العقل والشرع وثمرة ذلك نفور الناس منه وذمه ومن نفر الناس منه وذموه كانت همومه اكثر من هموم من سكن الناس اليه ووثقوا به والعدل حسن في كل الناس وخصوصا في الملوك فانهم اذا استعملوه انس بهم القريب وقصدهم البعيد ووقع الاجماع على شكرهم والجور قبيح في كل الناس وخصوصا في الملوك فانهم ان استعملوه خافهم البريء واستوحش منهم القريب وتجنبهم البعيد وخربت بلادهم واجمع الناس على ذلهم ومن المواعظ والاقاويل الواردة في ذلك ما انا ذاكره في الانجيل مكتوب كما احببتم ان يصنع اليكم فاصنعوا مثله فان ذلك هو كمال السنة وشرائع الانبياء وفي الانجيل ايضا كما تدينون تدانون وبالكيل الذي تكيلون به يكال لكم وقال بعض العلماء اقبح الناس في الدنيا ذكرا واعظمهم في الاخرة وزرا من وصف عدلا واتى جورا واحسن قولا واساء فعلا وقيل اجعل جزاء الانسان الذي انعم عليك العفو عمن اساء اليك وقيل ثلاثة لا ينتصفون من ثلثة بر من فاجر وحليم من جاهل وشريف من دني واوصى بعض الناس ابنه قال له يا بني اياك والجور فان من استعمل الجور مع الناس استعمل الله معه العدل وعليك بالعدل فان من استعمل العدل مع الناس استعمل الله معه التفضل والسعيد من تفضل الله عليه وقال اخر يا بني من نظر في ذلة نفسه اشتغل عن ذلة غيره ومن سل سيف البغي قُتل به , ومن حفر لاخيه حفرة اوقعه الله فيها ومن كشف عيب غيره كشف الله عيوبه وقيل من كابد الامور عطب ومن اقتحم اللجج غرق ومن مزح استخف به ومن كثر كلامه كثر خطاه وقال بعض الملوك لابنه يا بني عليك بالعدل والانصاف فانه يعمر الديار ويحسن الذكر واياك والجور فانه يزيل النعم ويقلع الدول , يا بني الادب خير ميراث وحسن الخلق خير قرين يا بني ازالة الجبال الشامخة اهون من تاليف القلوب المختلفة يا بني احذر مصاحبة الاحمق والجبان والدنيء والبخيل لان الاحمق يريد ان ينفعك فيضرك والبخيل ياكل طعامك ولا يطعمك والدني يتباهى بصحبتك فيلطخك بعاره والجبان يفر من ادنى ملمة فلا تراه ولا يراك وقيل خير اعمالك ثلاثة تنصف الناس من نفسك وتوسعهم من مالك وخلقك وتذكر الله في اكثر اوقاتك وقيل العدل يثبت في القلوب المحبة والظلم يغرس فيها البغضاء وقيل حق الملوك على الرحية الطاعة لهم والانقياد لاوامرهم وحق الرعية على الملوك الامن والعدل وقيل صلاح الزمان وفساده مقرون بان يعدل السلطان او يجور فان عدل السلطان صلح الزمان وان جار السلطان فسد الزمان وقيل بعدل الملوك يعدل من دونهم وقيل احق الملوك بطول المدة الذي يامنه البريء ويخافه المذنب واحقهم بزوال النعمة من يخافه البري ويامنه الشرير وقيل الظلم يطرد النعم ويجلب النقم وقيل من يظلم لغيره لا ينصف نفسه ومن ينصف لنفسه لا يظلم لغيره اوصى رجل لولده قال يا بني اذكر قدرة الله عليك ولا تعامل احدا بما تكره ان يعاملك به وقيل اتقوا دعاء المظلوم فانه اسرع دعاء فليس بينه وبين الله حجاب ووشى واش ٍ برجل الى الاسكندر فقال الاسكندر اتحب ان اقبل منك فيه على ان اقبل منه فيك ايضا قال له لا فقال كف عن الشر ليكف الشرير عنك وقيل من طلب ثلاثة من غير حق حرم ثلثة بحق من طلب الدنيا بغير حق حرم الاخرة بحق ومن طلب الديانة بغير حق حرم الطاعة بحق ومن طلب المال بغير حق حرم انفاقه بحق وقيل تكتسب البغضاء بثلاث الظلم والعجب والنفاق وقيل خصال الشريف ان ينصف الضعيف ويفشي السلام ويقل(قليل) الكلام ويطعم الطعام ويحسن الى العوم ويعود المرضى ويتبع الجنائز وقال بعض العلماء اياك والبغي فان مصرعه سريع واياك والحسد فانه لا راحة لصاحبه واياك والكبر فانه ممقوت وقيل من تاول على الناس كلامهم فيما يسخطه كثرت ذنوب الناس اليه واتصلت الهموم عنده وقال بعض العلماء لا تظلم من يستعين بالله وقيل لا سلطان الا بالرجال ولا رجال الا بالمال ولا مال الا بعمارة ولا عمارة الا بالعدل وقيل سلطان عادل خير من مطر وابل واسد حطوم خير من سلطان ظلوم وسلطان ظلوم خير من فتنة تدوم واياك ان تصحب السلطان وان يقع في قلبك ان تعتب عليه او استقلال جميله عندك فان ذلك يرى اثاره في وجهك ان كنت حليما وعلى لسانك ان كنت سفيها فاذا اظهر ذلك للسلطان كان قلبه الى التغيير اسرع من قلبك ويكون في ذلك سبب هلاكك وقيل ست خصال لا تحسن في ستة الظلم في الامراء والحرص في الفقراء والسفه في الاشراف والبخل في الاغنياء وقلة الحياء في النساء والطمع في العلماء وقيل من جبل على الجود لم يعدم الجود ومن جبل على الانصاف لم يعدم الامن ومن جبل على رعاية الحقوق لم يعدم السلامة ومن جبل على الصدق لم يعدم القبول ومن جبل على الشكر لم يعدم الزيادة ومن جبل على التواضع لم يعدم الكرامة وقيل اياك والغدر فانه اقبح ما تعامل به الناس وقيل لملك من ملوك فارس باي شيء يعز السلطان قال بالطاعة قال فما سبب الطاعة قال التودد الى الخاصة والعدل في العامة وقيل راس سياسة الملك ثلاث خصال اللين للناس والاستماع منهم والعدل فيهم وقيل اعظم الاشياء ضررا على الناس عامة وعلى الملوك خاصة امران احدهما ان يحرموا الوزراء والاعوان والاخوان او ان تكون وزرائهم واعوانهم واخوانهم غير ذي مرؤة ولا حياء وقيل ليس الوزير الفاضل الذي يجمع الاموال من الرعايا للملك لكن الذي يجذب قلوب الرعايا بالمحبة للملك وقيل ليس املك للملك من وزير يحسن القول والفعل وقيل من علامة دوام الملك الافضال على الرعايا ومن علامة زوال الملك التاول على الرعايا وتبديل الجميلة بالقبيحة وقيل اجهل الناس من يذل او يمن او يغتر بالسلطان لخدمة سلفت وحاجة يظن انه محتاج اليه فيها وقيل

موضوع: تكملة الأحد أغسطس 09, 2009 3:49 am

لبعض العلماء أي الامور اعجل عقوبة قال ظلم الناس الذي ليس لهم نصير ومن جاوز النعمة بالتقصير ومن تعزز بالغنى على الفقير وقيل الظلم سريع الى تغيير النعمة وتعجيل النقمة وقيل اقل الناس عقلا من ظلم من دونه وقيل اقوى الاسباب في تغيير النعم وتعجيل النقم الظلم , وقال ازدشير ملك الفرس من كانت صنعته لا تغل الا بمقدار قوته وقوت عياله وحشمه فلا جناح عليه واوصى رجل بنيه قال لهم اياكم والظلم فانه يزيل النعمة ولا تستهزؤا باحد فما سخرت من شيء الا بليت به وافزعوا من الايام فان الانسان غرض لها وفي الخواطئ سهم صائب وقيل الجود ان تعف عما في يد غيرك وتجود بمالك فاما اذا اخذت ما ليس لك وجدت به على غيرك فليس ذلك بجود لكنه ظلم واقبح من الظلم وقيل ليس بين ان تطيع الملك رعيته وبين ان تخرج من طاعته الا ان يعدل او يجور وقيل لا ينبغي للملك ان يكون سفيها فمنه يقتبس الحلم ولا جائرا فمنه يقتبس العدل وقيل لا ينبغي للملك ان ينقض سنة جميلة عمل بها من كان قبله وقيل الذم لا يكون للملك الا لاحدى ثلاث خصال يستعملها كريم يضربه عن قدرة او لئيم يبلغ به مالا يستحقه او بريء يستعمل معه ضد الحق والانصاف وقيل خير الامور اوسطها والانقباض عن الناس عداوة والقرب منهم مجلبة لقرين السوء والعلم مرشدة والصمت محبة وفضل القول على الفعل عار ومن لا تعظه نفسه تمكن منه عدوه وقيل اذا خبث الزمان كسدت الفضائل ونفقت الرذائل وكان خوف الميسر اشد من خوف المعسر وقيل العدل من الملوك يجلب النعم وحسد الملوك يخفي بهجة الملك وقيل زمان الجائر من الملوك اقصر من زمان العادل لان الجائر مفسد والعادل مصلح والفساد يسرع الى المفسد اكثر من اسراعه الى المصلح وقيل من لا ينصف من دونه لا ينكر اذا ظلمه من فوقه وقال افلاطون الدول تبنى بالعدل والرهبة فاذا قرب زوالها سيست بالظلم والرغبة في الاموال وقيل اذا كانت محاسن الرجل اكثر من مساويه فذاك الكامل واذا كانت محاسنه ومساويه سواء فذاك متماسك واذا كانت مساويه اكثر من محاسنه فذاك هالك ومن كانت سريرته وعلانيته جهرا فذاك عادل وقيل من علامة ادبار الدولة استعمال الظلم وترك العدل واطراح الاعمال ومطل المقابلة والنكث في المعاملة وقال افلاطون كذب الملك وغدره من اكبر دليل على حادث يحدث في المملكة وفساد نظامه يشبه التخليط وقيل من اعان ظالما سلطه الله عليه وقيل من عامل الناس ولم يظلمهم وحدثهم فلم يكذبهم ووعدهم فلم يخلفهم حرمت غيبته وكملت مرؤته ووجبت محبته وقيل لا ينبغي للملك ان يستعمل الادب بالسيف حيث يكفي الادب بالحبس ولا الادب بالحبس حيث يكفي الادب بالتانيب والاعراض والوعد وقيل اكثر مصلحة الملك مقرونة بحسن طاعة الرعية واكثر مصلحة الرعية مقرونة بعدل الملك وقيل ينبغي للملوك ان لا يكرموا احدا بهوان من ليس للهوان اهلا ولا يهينوا احدا بكرامة من ليس للكرامة اهلا وقيل من سوء طبع الملك الجبن عند الاعدا والتجبر عند الرعية وقيل خير الملوك اعرفهم بحاجة الرعية الى العدل وخير الرعايا اعرفهم بالعدل وقيل الظلم يدعو النقم ويطرد النعم وقيل اعمل بالحق فانه لا يضر معه شيء وقيل اذا ازداد العتب عن مقدار الذنب صار العتب ذنبا ورفع قوم الى ازدشير الملك يصفون قحط بلادهم فوقع لهم اذا ضن المطر جادت سحائب الملك فيجبر كسرهم وينعش فقرهم وسال رجل عبد الملك بن مروان في الخلوة معه فاجابه فلما اختلى به ابتدا الرجل بالحديث فقال له عبد الملك اياك ان تمدحني فاني اعرف منك بنفسي او تكذبني فاني لا ارى الكذب او تسعى الي باحد فان السعاية عندي كاسدة وان شئت ان اقيلك اقلتك قال له اقلني قال امض راشدا قال رجل لقتيبة ابن مسلم اني اتيتك في حاجة رفعتها الى الله قبلك فان اذن الله قضيتها وانت مشكور وان لم ياذن في قضائها فانت معذور وقال خالد ابن اسيد للمنصور يا امير المؤمنين ان اخاك شتمني واساء اللي فقال له المنصور اذا قست احساني اليك اعتدلا فقال يا امير المؤمنين اذ كان احسانكم موازنا لاسائتنا كانت طاعتنا لكم تفضلا عليكم وقيل استصحب بعض الملوك كاتبا فقال له الكاتب اصحبك على ثلاث خصال قال وما هي قال لا تهتك لي سترا ولا تشتم لي عرضا ولا تقبل في قول قائل حتى تثبته بالصحة قال ذلك لك عندي فما الذي لي عندك قال لا افشي لك سرا ولا اعصي لك امرا ولا اكتمك نصيحة ولا اؤثر عليك احدا وحبس عبد الملك ابنا لاعرابية فرفعت اليه قصته فقال لها لم حبس ابنك فقالت يا امير المؤمنين ان كان ابني حبس بحق فعفوك يخرجه وان كان بباطل فعدلك ينقذه فقال عبد الملك ما تركت لنا هذه الامراة الى حبس ابنها سبيلا وامر باطلاقه وقد رجل في حكومة الى زياد فقال له يا زياد هذا خصمي يدلي بخاصة له منك فقال له زياد صدق وساخبر بما ينفعه اختصاصه بي ان يكن الحق له عليك اخذتك به اخذ عنيفا وان يكن الحق لك عليه قضيت لك عليه ودخل مالك ابن دينار على بلال فقال له بلال ادع لي قال له الملك ما ينفعك دعائي وعلى بابك الف كظلوم يدعون برفيع دعائهم الى الله فيك فاتق الله وانصفهم ركب المامون يوما يريد الشماسية ومعه احمد ابن هشام فصاح رجل من اهل فارس الله الله يا امير المؤمنين ان احمد هذا ظلمني واعتدى علي فقال له المامون كن بالباب حتى ارجع ثم التفت الى احمد وقال له قبيح بنا وبك ان يقتضيك خصمك هذا على رؤوس الاشهاد ان كنت محقا او مبطلا وكيف ان كنت في صفته هذه لك وجه اليه من يحوله عن بابنا الى باب دارك وانصفه من نفسك واطلق له بشيء في طريقه ولا تدع له ذريعة الي فوالله لو ظلمت ابني العباس لكان اهون علي من ظلمك ضعيفا لا يجدني في كل وقت ففعل احمد ابن هشام ما امر به المامون وصرف الرجل راضيا قال عمر بن عبد العزيز لا يضيع من بيت المال على يدي في كل يوم الف الف درهم احب الي من ان يتوفر على يدي قدرهم اكون فيها ظالما لانسان واحد وسمع بلال ابن ابي بردة رجلا يقول الشحيح اعدل من الظالم فقال له قبح الله خلتين افضلهما البخل وقال الضحاك اني اطلب كلمة ارضي بها سلطاني ولا يسخط بها ربي فلم افلح .

يتبع في الخلة الثانية عشر

رائع جدا اخي

ما اجمل العدل وما اقبح الظلم وما يولده

رائع ما خطت يداك يا أخ بهاء
بينما أنا أقرأ في امور الظلم والعدل
تذكرت أوليائنا الصحالين
كيف كانت الناس تقصد المجيء إليهم من بلد إلى بلد بحجة القضاء بينهم وبين أشخاص أخرين كي لا يقع الظلم بينهم وتطمئن قلوبهم ..
رحم الله أوليائنا الطاهرين ونسأل الله أن يثبتنا على عقيدتنا وينزع من قلوبنا وقلوبكم كل شر وكل ظلم ..

تقبل مروري يا أخي الغالي..

من اروع ما قرات يسلموووووووو مميز جدا

رائع جدا اخي

وعظ قيم اشكرك عليه

اخي بهاء شمس
سلمت يداك وجعلنا الله واياك ممن يعرفوا الحق فينصفوا به .. ويعرفوا الباطل فيعرضوا عنه
فلا اطيل الشرح سأقول كلمة حق افضلت علينا ونحن كل ساعه لازمنا توبه جديده
قال الله تعالى ( والذين جاهدوا فينا ، لنهدينهم سبلنا ، وان الله لمع المحسنين ) سورة العنكبوت الأيه 69 .
وعندما سأئل الرسول صلى لله عليه وسلم عن افضل الجهاد والعدل: فقال : كلمة حق عند سلطان جائر..
تقبل مروري ومداخلتي فجزاك الله عنا خيرا ..
اختك شومريه موحدة