قال افلاطون الحكيم ص

من شروط المنادمة قلة الخلاف والمعاملة بالانصاف والتغافل عن الجواب وادمان الرضى والصفح عما مضى واسقاط الحشمة وحفظ الحرمة واكل ما حضر واحضار ما تيسر وحفظ الغيب وستر العيب وسد باب المجون والطرب بلا هرج ولا صياح وترك الافتخار بالحسب والنسب وكان يوصي الاحداث ان يقتنوا ثلاثة اشياء ان يكون من اخلاقهم العفة ومن السنتهم الصمت ومن اعينهم ترك النظر الى غير المحارم وقال الجنيد رضي الله عنه من جعل الموت نصب عينه لا يبالي بضيق الدنيا ولا بسعتها وكان يقول من ساوى عنده المدح والذم فهو الزاهد ومن حافظ على الفرائض والاوامر فهو العابد ومن راى الاشياء كلها من الله عز وجل فهو موحد وقال يحيى ابن معاذ رضي الله عنه العاقل المصيب من ترك ثلاث قبل ثلاث من ترك الدنيا قبل ان تتركه وبنى قبره بالعمل الصالح قبل ان يدخله وارضى مولاه قبل ان يلقاه وسئل ذو النون المصري رضي الله عنه بماذا يصل العبد الى الرضى والجنة قال باستقامة ليس فيها روغان وجد ليس معه سهو ومراقبة لا يعارضها حجب واخلاص ليس معه شرك وعمل ليس معه ريا وقال غاثاديمون سلام الله عليه يا نفس انه من عف نفسه عن شهوات الدنيا عفت مصائب الدنيا عنه وخرج منها سليما رابحا وربحه قربه من الله ومن اسرع الى شهوات الدنيا اسرعت مصائب الدنيا اليه وخرج منها سقيما خاسرا وخسرانه بعده من الله وقيل وضع اله تعالى خمسة اشياء في خمس مواضع العز في الطاعة والذل في المعصية والهيبة في قيام الليل والحكمة في البطن الفارغ والغنا في القناعة
وكان ابو القاسم الجوعي يقول اصل الدين الورع وافضل العبادة مكابدة الليل واسمى الاعمال الرضى والجوع ,,, مَنح العبادة وطلب الرياسة اصل كل موبقة , والحصن الحصين ضبط اللسان واسلم طرق الجنة سلامة الصدر وقيل جاء في العزلة اربعة وهي من اتم الاعمال الاولى صون لسانك عن اثم تجتنيه الثانية صيانة سمعك عن كلام لا ترتضيه الثالثة غض بصرك عمن تشتهيه الرابعة بعدك عمن لا خير فيه وقيل اربعة توصل الى اربعة الصبر الى المحبوب والجد الى المطلوب والزهد الى التقى والقنع الى الغنى وقيل ست خصال لا يطيقها الا من كانت نفسه شريفة وهي الصبر عند نزول المصيبة العظيمة والثبات عند نزول النعمة الجسيمة وقمع النفس بالعقل عند حلول الشهوة والصبر على الجور وكتمان السر واحتمال الجار وروي ان بعض الصالحين كان يناجي ربه ويقول الهي وقف السائل ببابك ولاذ الفقراء بجنابك ووقفت سفينة المساكين على ساحل بحر كرمك الهي ان كنت لا ترحم الا من اخلص لك في صيامه وقيامه قمن للمذنب المقصر اذا غرق في بحر ذنوبه واثامه الهي ان كنت لا ترحم الا الطائعين فمن للعاصيين وان كنت لا تقبل الا العاملين فمن للمقصرين الهي ربح الصائمون وفاز العاملون ونجا المجاهدون ونحن عبيدك المذنبون فارحمنا برحمتك وجد علينا بعفوك ومنتك واغفر لنا اجمعين برحمتك يا ارحم الراحمين وقيل اول ما سمع داوود من حكمة لقمان انه راى الناس يخوضون وهو ساكت قال الا تقول كما يقولون الناس يا لقمان قال لا خير في الكلام الا بذكر الله عز وجل ولا خير في السكوت الا بالفكرة في المعاد وان صاحب الدين فكر فعلته السكينة وشكر فتواضع وقنع فاستغنى ورضي فلم يهتم وخلع الدنيا فنجا من الشرور ورفض الدنيا فصار حرا وانفرد عن الناس فكفي الاحزان وطرح الحسد فظهرت له المحبة واستكمل العقل فابصر العاقبة وامن الندامة فالناس منه في راحة وهو من نفسه في تعب فقال صدفت يا لقمان وشاع ذكره في الحكمة

وحكي ان ميمون ابن مهران
كان له جارية فاتته يوما بطعام مرقه برسم غذائه فعثرت فصبت المرقه على راسه فغضب لذلك واراد ان يضربها فقالت له يا سيدي والكاظمون الغيظ قال كظمت غيظي قالت والعافون عن الناس قال عفوت عنك قالت ان الله يحب المحسنين قال انت حره لوجه الله تعالى وكان بعضهم يدعو ربه بهذا الدعاء يقول اللهم اني اسالك من النعمة تمامها ومن العصمة دوامها ومن العافية حصولها ومن العيش ارغده ومن العمر اسعده ومن الاحسان اتمه ومن الخير اعمه اللهم كن لنا ولا تكن علينا اللهم حقق بالزيادة امالنا واقرن بالعافية غدونا واصالنا واجعل الى رحمتك مصيرنا ومالنا واسبل حجاب عفوك على ذنوبنا ومن علينا بستر عيوبنا اللهم اجعل التقوى زادنا وفي طاعتك اجتهادنا وعليك توكلنا واعتمادنا ثبتنا على نهج الاستقامة وخفف عنا ثقل الاوزار برحمتك يا عزيز يا جبار انك على كل شيء قدير