رحم الله قادة الحبل-التتمة الخيرة

ظل الامر على هدا الحال من الترقب و الحيرة حتى ساعة العصر حيث الاحساس بالجوع لاح على أكثرية الضيوف وهدا ما ابتغاه الشيخ .عندها وقف و سأل أحد المدعوين ممن باعوا غلالهم من الحبوب
- عسى أن تكون توفقت في البيع يا أبوجادالله؟
فردعليه و هو يتضور جوعا :
-بألف نعمة وحمد لقد بعت الغلال بسعر لم أكن أحلم به وأدخرت من الذهب ما يشتري لي غلال ثلاث مواسم.
وعلق ضيف أخر بصوت شحيح من شدة جوعه قائلا:
-في هدا الموسم جاء كبير التجار واشترى قمحي على الرغم من أن أكثره طواش وغير مغربل .
وخرج صوت لا يكاد يسمع من الزاوية المقابلة من المضافة:
-هذه السنة جاء التجار لبيوتنا ولم ينتظروا قدومنا إليهم فأراحونا من مشوار المدينة.
وهمس آخر للجاليسين بجانبه فقط دون اسماع المعزب:
-اسّا آوان هالسيرة و آوان الدهب وين المناسف ؟ و الله جعنا !
و تتالت الهمسات الجانبية لاعنة بالدهب وساعته ومتسآلة عن الغداء.
بعد دلك وكان الوقت قبيل الغروب أومأ الشيخ المعزب لمساعديه بإحضار المناسف
و بالفعل انفرج الحضور بعد أن دخل رجلان و وضعا منسفا وحيدا مغطى برغيف من الخبز فاقترب المعزب و أزاح الرغيف ليكشف عن المنسف المليء بالدهب ويقول تفضلوا ياغالمين على الميسور و كلوا مما فضلتموه في سنين القحط و الجفاف.
عاد الجميع كل إلى بيته و قريته متلقنين حكمة شيخهم الفطين و سرعان ما انتشر خبر هده العزيمة الى كل مضافات الجبل لتتناقلها الأجيال القادمة في أوقات مشابهة كوقتنا هدا حيث تراب الأجداد للاسف يباع بالدهب و لكن هل يمكن أن يسترد؟
(أتمنى أن أكون قد وفقت في نقل العبرة وشكرا لقراتكم و تعليقاتكم)

يسلمو هالايدين العبره وصلت
عمننتظر جديدك تقبل مروري

بسم الله الرحمن الرحيم
يقال:
لا تغرنك بزينة منظورها ولااو ان تخدعك بخدع غروها....
لا اعرف ان كان قصدك ما فهمته ....
يا ليث من يبيع تراب اجداده بالذهب وبما اغلى منه يفقد الذهب قيمته لان من يبيع الغالي بالرخيص
لا يجد للرخص مشتري....
الله يقدرنا ونحافظ على تراثنا وسلفنا الصالح بالذكر واجيالنا القادمه بالمجد تقبل مروري يا ليث

يمكن ان يسترد بحال وصلنا لنقطه التظامن والاتفاق على امر واحد وتوعيه
نحنا من فعلنا هذا بانفسنا فقد انغمسنا بالحظاره ونسينا كل شيء
نقطه هامه جعلتني اذكر عدت امور تمر علينا من سنين عديده
فبعد ان كان الجميع راضي بمعيشته ينتبهون للارض وياكلو من حلال منتوجها الذي ياتي من تعبهم وعرق جبينهم
دخل التمدن الى الحياه والابناء اهملو اراضي الاباء ومنهم من باعها ليبحث بنظره عن حياة افضل بثمنها
ولم يعلمو انهم بهذه الامور استبدلو الخير بالتعب
ففرطو باراضيهم وزراعتهم للبحث عن التمدن
قرات وانا صغيره قصه الشيخ الفقير الذي قال لابنائه الثلاث قبل موته ان بالارض مدفون ذهب
وان الذهب لا يخرج الا بحال زرعو الارض وتعبو عليها
وهكذا باشر الابناء بالزرع والاهتمام بالارض الى ان فهمو ان المنتوج الذي تبعثه الارض هو الاغلى من الذهب
واليوم لا يوجد من يفهم هذا الامر
ثمن الارض التي نبيعها هو رفاهه لسنه ولكن الارض هو ضمان لالف سنه
مشكور اخي موضوع رائع والعبره اروع وارجو ان اكون اصبت بالمفهوم
الف شكر لك

للاسف وصلنا لوقت الطمع والجشع والاستغلال
وزمن الاجداد ما عاد يرجع...
عبره ثمينه
يعطيك الف عافيه...