المضافة العربيه جامعة الامجاد

كانت ومازالت المضافة المدرسة التي تُخرّجُ الأجيال، ففيها كانت تُعقد المؤتمرات الوطنية وتُتخذ القرارات الحازمة، كالقرار الذي اتخذ من ثوار سورية في مضافة "شاهين محمد أبو فخر" بتاريخ 23 آب 1925 في قرية "ريمة اللحف" بتعيين "سلطان باشا الأطرش" قائداً عاماً للثورة السورية الكبرى.

وهناك مضافات عديدة في الجبل لها تاريخها وعراقتها الأصيلة، ولأن المضافة تحمل مكانةً خاصة فقد كتب عنها الباحثون أمثال "سلامة عبيد"، والمستشرقون الذين جاؤوا إلى الجبل، حتى أطلقوا عليها "الجامعة" لتداول المعرفة فيها.

الأستاذ "فيصل نفاع" رئيس جمعية الأدب الشعبي وأصدقاء التراث في "السويداء" المتابع للحفلات الشعبية والتراثية أوضح لموقع eSuweda قائلاً: «تعتبر المضافة الجامعة الاجتماعية التي من شأنها إطلاق جيل من الشباب يعتنون بالتراث الشعبي ويقدمون مقترحات وأفكاراً نيرة قائمة على فعل الأهل والأجداد وخبرة المجتمع، إذ كان وجود مجموعة من الشبان بفئات عمرية مختلفة أو في سن التلقي الصافي يكسبهم الكثير من المعارف والعلوم ونحن من الجيل الذي تأثر بالمضافة كما تأثرنا بمنظومة العادات والتقاليد العربية الأصيلة من خلالها».

وتابع "نفاع" يقول: «واليوم لابد للطفولة أن تأخذ دورها

الأستاذ فيصل نفاع
في المهرجانات الشعبية التي تقام، كي تساهم في تكوين بنيتها السيكولوجية ونموها الفكري والثقافي والاجتماعي بالتأثر بما حولها من طاقة تربوية معرفية، بمعنى أن الطفل ينمو على ما تربى عليه من عادات وتقاليد، والأهم أنه يأخذ من والده حركاته وأفعاله، وقد لاحظنا في الآوانة الأخيرة من خلال السهرات التراثية أن الأجمل في ميدان الشعر الشعبي، وأمام جمع غفير من الرجال، يقف طفل لا يتجاوز السابعة من العمر ويلقي قصائد شعبية باللهجة الواضحة والنطق السليم، والمفاجئ أكثر أن يكون أكثر من طفل يعتنق ذلك وهذا دليل على أن الشعر الشعبي يعيش حالة انتعاش».

الطفل "سلمان ركاب" الذي لم يتجاوز السابعة وقف في مضافة "آل العبد الله" في قرية "حوط" وألقى قصيدة شعبية مرحباً بعميد الأسرى العرب "سمير القنطار" عندما زار السويداء

الطفل سلمان ركاب
قال فيها:

"يا من لفيت مقلداً سيف حطين/ ولاحت على جبينك تباشير ذي قار

درهم كرامة يعدّلن للموازين/ هو كيف لو زدنا على الحمل قنطار

نورك بزغ من مظلمات الزنازين/ عقودٍ ثلاثة ترقب رجوعك الدار

حولك رفاقٍ كل أبوهم شياهين/ من سطّروا عاهامة المجد تذكار"

إذ كان قد سبقه في مهرجان "شقا" قبل بضعة أيام الطفل "بلال ناصر" حين وقف على كرسي وألقى قصيدة شعبية قال فيها أيضاً:

"سلام لجنوب الوطن مع ملكها/ وسلام لدار القصيد وأهلها

وسلام مني معطر بطيب سلطان/ يوصل "لصلخد" ليعانق نفلها

وسلام لربعٍ خذوا الحب عنوان/ شيابها وشبابها وكل مللها

واحني وحيّ القائد العام سلطان/ ورجال سلطان إلي كانوا أملها"

لعل التربية الاجتماعية في المضافات جعلت الأطفال يملكون الجرأة والمقدرة والشجاعة على تقديم

الطفل بلال ناصر
نماذج من الشعر الشعبي رغم صعوبة أدائه أمام حفل حاشد كبير من الضيوف، كما جرى في قريتي "شقا" و"حوط".

يذكر أن الأستاذ "فيصل نفاع" هو من مواليد قرية "امتان" عمل في حقل الصحافة منذ عام 1974 حتى تقاعد منها واليوم هو رئيس جمعية الأدب الشعبي وأصدقاء التراث، له محاضرات في الساحة الثقافية حول الشعر الشعبي.

موقع السويداء الى العالم

مشكور أخي موضوع رائع .. يعكس اجتماعيتنا و اهليتنا
و التآخي و التفاهم .. هذا حرفيا ما تعنيه كلمة المضافة ..

حيهم
كمان ابو فهد ه>ا موضوع مهم

زائر

شوف المضايف شرعت للاجوادي وعوج المناسف تشبع بخيرها ضيوف

المضافه بالجبل هيي المجلس اللي بيجمع الكرامه
وهيي اللي بتخرج جيل اصيل مبني على الجود و الكرم

يعطيك العافي يا رواد
نحياتي يا سبع

كانت المضافات و ما زالت عنوانا لنا
نتفاخر بها أمام الملأ
ونستقبل كل من طرق بابنا
نكرمه أحسن الاكرام
وفيها نجتمع على السراء و الضراء
انها مصدر فخرنا و عزتنا و كرامتنا
أثريتنا بما كتبت
تقيل مروري
ننتظر المزيد
و تمت بعون الخوف و المطر
دمشق 1 - 7 - 2010 م

المضافة العربية ليست وليدة البارحة و اليوم
فهي عنوان الكرم والجواد عن الشخصي العربي
وتتواجد عند الاناس الكرام

تستحق كل الاحترام والتقدير
تقبل مروري

كانت وستبقى رمز للكرم والشموخ
بين ثنياها كبرنا ومن احديثها تعلمنا
تسلم ايدك اخي ويعطيك العافي

موضوع رائع ابو فهد
المضافه مثل الشعار عندنا فهي عنوانالكرم والضيافه من شيم الموحدون الامجاد
خير المضيفو الكرماء