زيارة مقام النبي شعيب (ع) وتاريخها

[size=18]120 سنة على بداية الزيارة السنوية التقليدية لمقام النبي شعيب (ع) في حطين
عندما أشرف بناء المقام على الإنتهاء, في نهاية عام 1884, اجتمع أعيان بلادنا
للتشاور حول موعد الإفتتاح, وبعد التشاور, استمرّ رأي المجموعة الساحقة منهم,
على أن يكون موعد الإفتتاح والتدشين, في تاريخ الخامس والعشرين من شهر
نيسان عام 1885. وقد تمّ اختيار هذا التاريخ لأسباب عدّة أهمها :
1) في شهر نيسان, وبما أن الطائفة الموحدة, الأغلبية الساحقة منها, تعمل في
الزراعة, يكون الفلاح منتظراً حصاد مزروعات الشتاء, وبانتظار زرع مزروعات الصيف.
لهذا, فموعد الإفتتاح لا يعيق المزارع.
2)شهر نيسان يُعتبر شهر الخير والبركة، الأرض تغطيها حلة خضراء, تكفل طعاماً
وفيراً للحيوانات التي شكلت وسيلة النقل الوحيدة آنذاك، ولهذا لا حاجة لتأمين طعام
لها, لأن طعامها الأعشاب, ولا تحتاج لمزيد عن ذلك. يُضاف الى ذلك, أن طرق
المواصلات آنذاك كانت, وخاصة بذلك الوقت, مليئة بالبرك والمستنقعات, والتي زوّدت
المسافرين حاجتهم وحاجة حيواناتهم بما يحتاجونه من الماء.
3)لا شك أن موعد التدشين, اختير بدقة من حيث لا يتعارض مع المواعيد الأخرى
لزيارة باقي الأماكن المقدسة في سوريا ولبنان. ومن الجدير ذكره, أنه وقبل تحديد
الموعد, تمّ إعلام الزعامة الدينية الموحدة السورية واللبنانية, وأخذ موافقتهم.
4)تمّ استشارة السلطة العثمانية, والحصول على موافقتها ليوم التدشين. وتكفلت
برعاية وحماية الإحتفال ورضاها بالموعد وتأييدها للمناسبة.
وبناءً على ذلك, تجمهرت واجتمعت الحشود الموحدة في الموعد المحدد آنذاك, وكان
اجتماعاً ضخما,ً شاركت به الزعامة الدينية الموحدة عامّة في سوريا ولبنان وبلادنا،
وعجّ المقام الشريف بالعمائم البيضاء والملابس الزرقاء التي تميّز بها رجال الدين
الموحدون. وفي هذا الإجتماع الحاشد, وبعد الإطّلاع على ما أُنجِز به هناك, ثم الصلاة
في الخامس والعشرين, احتشدت الوفود هناك, وخطب المرحوم الشيخ مهنا طريف,
بما يليق الخطاب في المناسبة والمكان, واستعرض أمامها مجرى العمل, وما تمّ
انجازه, وما تمّ صرفه من الأموال التي جُمعت, وما تبقى عجزاً ولم يسدّد بعد. وكان
لهذا الخطاب صدى كبير في آذان السامعين, وبعد التشاور, تمّ عرض المقترحات
الآتية على مسمع من الجموع الحاشدة وهي:
5)إقامة صندوق في المقام الشريف, ليشكل صندوقا للحسنات والتبرعات من
الزائرين, وتنفيذ ذلك في الحال..
6) إقرار يوم الخامس والعشرين من نيسان من كل عام, زيارة رسمية للمقام
الشريف, يجتمع بها أبناء التوحيد لتلاوة الصلاة, والتبارك بزيارة الحجرة الشريفة, وبحث
مشاكل الطائفة الموحدة وإيجاد حلول لها.
7)التأييد المطلق للشيخ مهنا طريف, كوكيل معتمد على جميع الأوقاف الموحدة في
بلادنا, وتجديد العهد له بمهمة الرئيس الروحي للطائفة الموحدة, وممثلاً شرعياً لموحدون بلادنا في كل المهمات.
لاقت هذه المقترحات الثلاثة تأييداً شبه كامل من الوفود المجتمعة, واستمرّ الحال
هكذا, حيث اجتمعت الحشود الموحدة في كل عام, من نفس التاريخ, في باحة المقام
للإحتفال. وبعد مرور أربع سنوات من التدشين, أي في عام 1889, قضت الحكمة
الربّانية بوفاة المرحوم الشيخ مهنا السيد, وانتقاله الى جوار ربه. أمّا الزيارة
فاستمرت على حالها, وكما تقرر لها على يد المرحوم الشيخ طريف طريف, الذي تمّ
تعيينه خلفاً لأخيه الأكبر في الزعامة الدينية, والإشراف المباشر على الأوقاف
الموحدة في بلادنا. وقد صدر فرمان عثماني رسمي, بتعيينه قاضي مذهب للطائفة
الموحدة في بلاد صفد ومنطقة بيروت. وجدير بالذكر انه من حيث التقسيم الإداري
للدولة العثمانية, ونظراً لتمركز ابناء الطائفة الموحدة في المنطقة الشمالية لبلادنا,
والتي دُعيت آنذاك بلاد صفد, اعتبرت بلاد صفد تابعة لولاية بيروت. واستمرّ أبناء
التوحيد في زيارة المقام الشريف في الموعد المحدد باستمرار، لكن وفي الحرب
العالمية الأولى, وما رافقها من نكبات ومظالم, وانعدام الأمن والأمان, انقطع ابناء
التوحيد في سوريا ولبنان, من زيارة المقام الشريف لفترة من الزمن. ويمكن القول ان الزيارة كانت تُقام عندما تسمح الظروف بذلك....
وفي عام 1935 مرض المرحوم الشيخ ابو حسن منهال منصور من عسفيا لفترة طويلة, ونظراً لما عُرف عنه من الأخلاق السامية, والطاعة لرب العالمين, وما أثار من
الإعجاب بأُسلوبه الشيق الرقيق في الإرشاد, توافدت جماهير كبيرة لزيارته والإطمئنان على صحته. وصدف ان اجتمع في بيته في منتصف شهر نيسان في ذلك
العام جموع من زعامة الطائفة, وأثارت هذة الجموع موضوع الزيارة للمقام وتقرّر إنعاشها وتجديد النشاط لها وبث الرغبة بين أبناء التوحيد لتأدية مراسيمها. وبما أن
الزيارة كانت قريبة, اتجهت تلك الوفود برئاسة سيدنا المرحوم الشيخ أمين طريف, وبرفقة المرحوم الشيخ ابو حسن منهال منصور نحو المقام الشريف واحيوا الزيارة
المباركة. وفي عام 1940 وعندما زار بلادنا وفد رفيع المستوى برئاسة عبد الغفار باشا الأطرش, بهدف الوساطة لحل مشكلة في شفاعمرو, وبعد نجاح الوساطة
استحسن الوفد القيام بزيارة المقام الشريف. واستقبلتهم هناك مشايخ البلاد برئاسة المرحوم الشيخ أمين طريف. ثم وبعدها وأثناء زيارة أمير البيان شكيب
أرسلان لبلادنا مكث ما يقارب الأسبوع بضيافة سيدنا المرحوم الشيخ أمين طريف عام 1941, وأثناء زيارته هذه قام بزيارة المقام الشريف وهناك قال عبارته الشهيرة
وهي :" كما يحق للأمة الإسلامية المباركة الإفتخار بالكعبة المكرمة, وكما يحق للأمة النصرانية الموقرة الإفتخار بكنيسة القيامة، يحق للطائفة الموحدة الإفتخار
بالمقام الشريف." وتوالت زيارة أعيان الطائفة الموحدة من سوريا ولبنان, وكانت أهمها زيارة عام 1947 هذه الزيارة التي شارك بها عدد ضخم من ابناء الطائفة الموحدة من
سوريا ولبنان, وكان على رأس الوفد المرحوم سيدنا الشيخ ابو حسين محمود فرج، ولا يزال يذكر الإخوة الذين شاركوا بالزيارة, أنه التقى في ساحة العين آنذاك الوفود
اللبنانية والسورية برئاسة الزعامة الدينية, مع وفد بلادنا برئاسة المرحوم الشيخ امين طريف, وعند اللقاء تعانق المرحومان, وتقدّما متاشبكي الأيدي, أمام ذلك الوفد
الحاشد, ومن شدة الزحمة وكثرة الزوار, تعذر على المرحوم سيدنا الشيخ ابو حسين محمود فرج, الوصول الى الحجرة الشريفة, فما كان منه إلا أن انحنى في أول
الدرج من الأسفل, وقبّل ذلك الركن هناك, وقال :" الزائر لهذا المقام الشريف اينما وصل, وحيثما قبّل يكسب نفس الثواب الذي يكسبه من يقبّل الحجرة الشريفة."
ومنذ ذلك التاريخ, اتخذ سيدنا المرحوم الشيخ امين طريف له مسلكا, تقبيل نفس المكان الذي قبّله سيدنا الشيخ أبو حسين محمود فرج.
بعد قيام دولة اسرائيل, حدث انقطاع في جميع طرق الاتصال بين موحدون اسرائيل ولبنان وسوريا, واستمرّ هذا الانقطاع الى عام 1982 حيث تجدّد, ومعه زيارة المقام
الشريف من قِبل أبناء الطائفة الموحدة في لبنان, وتكرّرت زيارة الأعيان هناك للمقام الشريف, ومنهم المرحوم سيدنا الشيخ ابو فندي جمال الدين شجاع وغيره من
أعيان منطقة حاصبيا. وجدير بالذكر أن موحدون هضبة الجولان شاركوا في الاحتفالات بعد عام 1967 وتحوّل اسم الزيارة من زيارة نبي الله شعيب عليه الصلاة والسلام, الى
اسم عيد النبي شعيب (ع) واعتُرف به عيداً رسميا, يعطّل به ابناء الطائفة الموحدة أعمالهم الرسمية . وفي السنوات الأخيرة تحوّل المقام الشريف الى لقاء لأبناء
الطائفة في معظم ايام السنة وخاصة ايام الجمعة والسبت والأعياد. ...

مشكوره يا بنت
طرح مع شرح وافي

شكرا كثير لهذا السرد الوافي تسلمي وكثر الله خيرك وانشالله تتغير الظروف ويلتم شمل الموحدين بالتبارك والتشريف بزيارة هذا المقام الرفيع والشريف.

تسلم ايدينك
واثابك الله , معلومات القليل منا يعرفها ,,
اتمنى من الجميع الاطلاع والقراءة
ونسال الله ان يلم الشمل ويوحد صفوفنا

زائر

شكرا كتير على هادا الشرح الوافي عن
مقام سيدنا النبي شعيب(ع) والتوثيق الزمني
و للأحداث .
والله يغير الظروف لنقدر نشوف و نتبارك
بنبينا شعيب

نشاء الله نكون منستاهل نلتقي فيكن خيتا
زيارة مقام النبي شعيب (ع) وتاريخها Icon_cry

مشكورة الله يعطيكي العافي

الطرح رائع والشرح وافي
مشكورة اختي والله يلم الشمل وترجع زيارت مقامو ( صلى الله عليه)متاحة لجميع الموحدين

صلى الله عليه يعطيكي العافيه