(( الفضيل بن عياض ))

قال ابو علي الرازي : صحبت الفضيل ثلاثين سنة ما رأيته ضاحكاً او مبتسماً الا يوم مات ابنه علي فسألته عن ذاك فقال :
- ان الله أحب أمراً فأحببت ذلك الأمر .
- ومن شدة حسابه لنفسه كان يقول :
- ان الدنيا مالت بنا وذهبت بنا كل مذهب فكيف حال من كثرة ذنوبه وفني عمره ولم يتزود لمعاده . فلم يتأهب للموت , ولم يخضع للموت ولم يتشمر للموت وتزين للدنيا ولم يتزين للموت .
بقال ان شعوانة قدمت فجاء الفضيل يسألها ان تدعو له فقالت :
يا فضيل : ما بينك وبين الله حتى ادعوه ليستجاب فشهق وخر مغشياً عليه .
كان الفضيل يقول :
- لا يبلغ العبد حقيقة الايمان حتى يّعد البلاء نعمة والرخاء نقمة ولا يصيب حلاوة الايمان حتى يزهد بالدنيا .
لا يستكمل الايمان حتى يؤدي العبد ما افترض عليه ويجتنب ما حرم عليه , ويرضى بما قسم عليه .
لو ان الدنيا عرضت علي حلالا ولا احاسب بها في الآخرة لكنت اتقذرها كما يتقذر احدكم الجيفة ان تصيب ثوبه ان مر بها .
- لو تكلمت فيما لا يعنيك شغلك عما يعنيك ولو شغلت بما يعنيك تركت ما لا يع........... .
- صبر قليل نعيم طويل , وعجلة قليلة ندامة طويلة , رحم الله عبداً تاب قبل ان يرتهن بعمله .
- اذا كنت في الجماعة فاخف شخصك واحضر قلبك وسمعك , ولا تكن لاه ساه .
- القناعة اول الزهد في الدنيا والورع اجتناب المحارم واداء الفرائض , والعبادة في الخضوع للحق والتواضع .
- من وافى خمسة فقد وافى شر الدنيا والآخرة , العجب , والرياء , والكبر , والازدراء , والشهوة .
اذا اردت النجاة من عذاب الله فصم الدنيا , وليكن افطارك الموت .