رحلتي الى جبل العرب (1)

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة : يوم السبت الموافق 14\8\2010 كانت رحلتي الى جبل العرب أو جبل الموحدون ، وهي اليوم محافظة السويداء إحدى محافطات القطر العربي السوري الشقيق ، وقد يتساءل سائل ما ، وماذا في جبل العرب هذا ؟، بل وأين يقع جبل العرب ؟؟؟؟ وهل هو جبل منفرد عال مميز أم سلسلة جبال ممتدة ،ويقصدون به على حد معرفتهم جبل مثل بقية الجبال ، وماذا يحوي جبل العرب حتى يقرر الكاتب برمجة رحلة خاصة اليه من الأردن ويتجشم مشاق السفر اليه ؟

أسئلة كثيرة قد يطرحها الذين لا يعلمون ؟؟ أما الذين يعلمون فلهم شأن آخر عن هذا الجبل وأهل هذا الجبل وتاريخ هذا الجبل العريق القديم قدم التاريخ ، إنه جبل ليس كبقية الجبال ، لقد أصبح جبلاً بعد أن حل به بني معروف ، أو الموحدون أو الفاطميون ،تسأل أحدهم من أين أنت فيجيبك من (الجبل) اختصاراً لهذه البقعة الجغرافية العزيزة من بلاد حوران العظيمة التي تضم أكثر من نصف مليون إنسان يتوزعون على أكثر من مائة مدينة وقرية
جبل العرب : وصف شامل له

هؤلأ القوم من العرب الأقحاح الخلّص ، أبوا أن يكتبوا تاريخهم الا بدماءهم وكان لهم ما ارادوا ، هم جزء لا يتجزء من صخور هذا الجبل الأشم المترامي الأطراف ، ما من صخرة في هذا الجبل الا وتحكي قصة من قصص وبطولات أبناء وبنات بني معروف مثل المجاهدات الثائرات العرمانيات (سعدى ملاعب) و ( دَلَّه حمزة)
، وهم يقارعون العدو أياً كان هذا العدو المعتدي ولو كان دولاً عظمى كفرنسا أو العثمانيون ، ومعركة عرمان ( قرية صغيرة بجانب مدينة صلخد) مع العثمانيون تشهد لهم رجالاً ونساء . حيث عادوا يهزجون :
لَ عيونك سعدى ملاعــب ... نفني كل الكتائـــــب
ما بيرجع لَ قرابو السيف ... غير يسوّي العجايب .

من ذا الذي يصدق بأن فرساناً على خيولهم الشهب وأسلحتهم السيوف والبلطات والحراب والخناجر والمدي والعصي يقتحمون مراكز الجيوش الفرنسية المحتلة ومعسكراتهم بقلوب لا تهاب الموت ولا تعرف التراجع، ويحولون بين العدو وأسلحته الفتاكة ويمعنون بهم قتلاً وتدميرًا وتمزيقاً، ويقتلون ويأسرون ضباطهم وقادتهم ويغنمون أسلحتهم ومعداتهم ويحققون النصر المؤزر في سويعات معدودة ؟؟!!!!، كانت هذه المعارك مفتاحاً لدخول العرب للعصر الحديث وكلهم أمل بالنصر على أعداءهم رغم قلة إمكاناتهم مقارنة بما يملك العدو من أسلحة فتاكة وقوات مؤهلة لجيش عالمي مثل الجيش الفرنسي العرمرم .!!!!!!!!!!!!!!!!

انها لعمري مفخرة ما بعدها مفخرة لبني معروف ، والعدو أيامها جيوش منظمة و مدربة وقادة عسكريون كبار وجنرالات عظام ، وطائرات ودبابات ومدفعية ورشاشات وبنادق، وأسلاك شائكة وألغام ومتفجرات وقنابل وإنارة ليلية ، وخطط حربية وغرف عمليات قتالية ، وخنادق واستحكامات واستطلاعات أرضية وجوية ، وفرق ادارية واموال لا تعد ولا تحصى ، تنفق على هذه الجيوش ، وقد خرجت هذه الجيوش الفرنسية لتوها من معارك الحرب العالمية الأولى مكتنزة بكل أنواع وفنون القتال الحديث، وتحمل كل المقومات والعدة لنيل النصر.

من ذا الذي يصدق بأن هذه كلها كانت ُتدمر تحت سنابك خيل الموحدين بسويعات قليلة بل أن بعض المعارك لم تدم أكثر من اربعين دقيقة بعد أن تم إبادة الجيش بكامله وانتصر الموحدون ، والذي كانوا جميعهم من العمال والفلاحين في حقولهم وكرومهم ، كانت تجمعهم النخوة والوطنية والشهامة والفروسية وحب الأرض والعرض ، والحرية والكرامة والدفاع عن القيم والموروثات والمكرمات ، كانوا يملكون تراث الأجداد الميامين ، وكانت قاماتهم لا تنحني الا لله الواحد القهار فمن بعد هذا الذي يقهرهم ؟؟؟

قال الجنرال اندريا قائد الحامية الفرنسية في المنطقة الجنوبية عن موقعة المزرعةغربي مدينة السويداء والتي انتصر بها الموحدون وقتل من الجيش الفرنسي آلاف القتلى ولم يسلم الا القليل ،(( انقلبت موقعة المزرعة الى كارثة عظيمة
كانت هذه الهزيمة حملاً ثقيلاً علينا وضربة قاسية لنفوذنا واحترامنا في الشرق
هذه المأساة ماتزال مرسومة على اديم الارض وهي منظر فظيع للدمار ترى العظام مبعثرة فوق التراب ومومياء الاجساد البشريةالتي حفظتها شمس المشرق ملقاة في كل مكان هنا عربات مقلوبة محطمة وهناك شاحنات محروقة لم يبقى منها الاهياكلها انها معركة محزنة حقآ تجلب الضيق والغم هي شهادة ظاهرة على المصيبة التي حلت بنا نعم يا فرنسا لقد لقنك ثوار الجبل درسآ قاسيآ والحقوا بك هزيمة عز نظيرها في ذاك الزمان انها البلاء الاعظم لقد كانت معركة المزرعة ملحمة لانها اعادت للسيف العربي زهوه )) انتهى ما قاله الجنرال .

هم لم يتخرجوا من المعاهد العسكرية ولم يحملوا الرتب والنياشين كبقية الجيوش ولكنهم عرفوا أن لهم مبادئ وقيم عالية رفيعة ، ولهم تاريخ ناصع بالبطولات والدفاع عن الأرض والعرض ، هم لا يعتدون على أحد ولكنهم اسود الوغى اذا جد جدهم ونادى مناديهم ورفعت بيارقهم وبرقت سيوفهم ، هم أهل العزيمة والمضاء وأهل الصبر عند الشدائد والمحن ، وأهل الصدق والوفاء لأمتهم ، ما تخلّوا يوماً عن أمتهم وفي أحلك الظروف ، وهذا سلطانهم وزعيمهم المقدام سلطان باشا الأطرش رحمه الله أول من رفع علم الثورة العربية الكبرى في سوريا وفي ساحة المرجة في دمشق وكان نصيراً للهاشميين في كل مواقفهم ، وفي معركة ميسلون تم ارسال فرقة من الموحدين للقتال تحت امرة الشهيد يوسف العظمة وعند وصولهم كان كل شيئ قد انتهى ، وكذلك تم ارسال فرقة الى فلسطين للدفاع عنها عام 48 ولهم نصب تذكاري . يتبع

اهلا وسهلا فيك شرفت الجبل واهله
والجبل بيفتخر بكل ناسه واهله
الي رافعين رايته بالعالي
تحيــــــــــاتي

قالوا من اي بلد يا فلان .........رد بفخر من دار خلف عيلة الرشدان
شرف و كرامي و صادق من العنوان... ديار الشرف و عالين الشان

موضوع رائع
طريقه رائعه بالسرد والتقديم
الف شكر الك اخي ولمشاركتك القيمه الثمينه

نيالك على هالرحله...
كلنا منتمنى نسافرها...
موضوع مميز..ورحل موفقه
يسلموا دياتك

الله محييك اخي
طرح شفاف

شكرا على الكلمات الرائعه التي وصفت بها السويداء
وشكرا على كتابت هذى الموضوع الرائع

شكرا على الكلمات الرائعه التي وصفت بها السويداء
وشكرا على كتابت هذى الموضوع الرائع
اعذرني على تعبيري البسيط
فلموضوع يستحق اكتر من هذى