ذو النون المصري وراهب الشام

قال ذو النون المصري رحمة الله عليه ، مررت براهب من رهبان الشام فناديته يا راهب فاشرف الي ،
فقلت له كيف ترى الدهر ،
فقال : خواناً غداراً يخيب الآمال ، ويقرب الآجال ، ويغير الاحوال ،
فقلت له : وكيف اهله ،
فقال : اراهم طالبين تقصر بهم الآمال ، وراغبين تدركهم الآجال ،
فقلت : فيما الفرج ،
قال : في سلوك المنهج ، وبذل الاجتهاد في بلوغ المراد وترك الراحة ،
فقلت له : فما يقطع الطريق ،
قال : كثرة البكاء والسهر الدائم والاستغفار من الذنوب ، والتضرع لعلام الغيوب ،
فقلت له : زدني ، كل من الحلال ، وابعد من الضلال ، ولا تنطق في المحال ،
قلت له : زدني ،
فقال : عليك بالوحدة ، فانها في العبادة العمدة والعدة ،
قلت له : فما منفعة الوحدة ،
قال : الراحة من مداراة الناس والسلامة من شرهم ،
قلت : وكيف حالك ،
قال : كيف حال من يريد سفراً طويلاً بغير زاد ، ويسكن قبراً مظلماً بغير انيس ، ويقف بين يدي حاكم عادل ليس عنده ظلم ،
فقلت له : متى تخرج الدنيا من القلب وتسكن الحكمة فيه ،
فصاح صيحة عظيمة وقال عما تسألني غنا ، فاعدت عليه المسألة ، اذا اعتقت نفسك من رق الشهوات وتركت الجفا ، فان القلب اذا صفا ازداد قوة من عالم الخفا ،
فقلت له : ما اشد ما مر بك في مقامك هذا ،
فقال : اذا عصفت الريح في الصومعة اخاف ان تكون هي الساعة ولم اكن مستعداً للجواب ،
فقلت له : من ضيعنا الطاعة ،
قال ، من الغفلة وركوب الهوى ، ثم قال لي غفلتم عن الآخرة واشتغلتم عن الامر الذي خلقتم من اجله ، ولو عاجلكم الله بالعقوبة كما يعاجلكم السلطان لاطعتموه ،
فقلت له : زدني ،
فقال : ادع بهذا الدعاء وقل اللهم فرغني لما خلقتني له ، ولا تشغلني بما تكفلته لي من رزقي ، ولا تحرمني النظر الى وجهك الكريم برحمتك وجودك يا رب العالمين ، انك لطيف خبير ، يا غافر الذنب وقابل التوبة انك على كل شيء قدير
، قال : ذوالنون فذهبت عنه وانا متفكر الى الصباح فاتيته وناديته يا راهب فاشرف علي
، فقلت له : عظني واوجز ،
قال : كل القوت ، والزم البيوت والسكوت ، واعلم انك تموت ،
فقلت له زدني ، قال كل الصبر ، وعانق الفقر ، واعتبر بنوائب الدهر ،
فقلت له زدني ، فقال : سح في الارض وادي الفرض ، واذكر الحساب والعرض ، ولا تطلب من الناس صلة ولا قرض ،
فقلت له زدني : قال : كل من كد يمينك وعرق جبينك ، ولا تاكل الدنيا بدينك ، وان ضعفت عن ذلك فاسأل الباري ان يعينك ، والسلام .

محاوره رائعه
كلماتها الواعيه بعثت بالعديد من الحكم لنا
ولم يكن عندي شك بمحتور الموضوع منذ رايت عنوانه فسيدنا ذو النون المصري
بعث الهدايه لمئات الناس في عصره ومنهم سيدتنا المتصوفه رابعه التي تصوفت ونذرت نفسها للعشق الالهي
فكيف لا تهدي كلماته ومحاوراته نفوسنا التائهه دائمت الخطء
فتوفي سيدنا ذو النون وترك كلماته التي شكلت حكم ووصايا لجميع النفوس
دائما تقدم ما هو افضل عم بهجت فلك من كل شكر وتقدير

رائع ما قدمت من هدايه لطريق الخير
جميل ان نطمع بمثل هذه الكلمات
وناخذها عبره لتنور طريقنا
تقبل مروري

اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني , وأنا عبدك , وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت , أعوذ بك من شر ما صنعت , أبوء لك بنعمتك علي , وأبوء بذنبي , فاغفر لي , إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .

موضوع يدل على مدى العلم والروحانيه التي تملكها
طرح وفق اشكرك عليه

حلووو ...
حكم النا كمان ...

يسلمو ايديك

كلمات من نور تعانق السطور وتجعل الفكر في ذهول والقلب الغافل يئن ويجول ليقول ابتعدوا عن الشرور والغرور وكونوا مع الله في سرور فان الدنيا حتما ستزول ستزول....
الف شكر اخي رائع ما قدمت وجعلها الله في ميزان حسناتك