قصه تحفه رضي الله عنها

بسم الله الرحمن الرحيم

قال السري رضيى الله عنه

قلقت ليلة من الليالي قلقا شديدا ولم أستطيع الغمض مع ما أحرمته من التهجد ( قلة النوم مع عدم الإستطاعه على العباده )

قلت أمضي إلى المسجد لعلي أجد لقلبي راحه فمضيت فوجدت قلبي لا يزداد إلا قساوة قلت أمضي إلى الشرطه أعتبر لمن

يعاقب في الدنيا فمضيت فوجدت قلبي لا يزداد إلا قساوة قلت أمضي إلى المارستان فمضيت فوجدت قلبي قد إنشرح وصدري

قد انفسح وإذا بجاريه من أنظر الناس وجها وعليها أطمار حسنه وهي مغلولة ومقيده فلما رآتني ترغرغت عينيها بالدموع

وأنشدت تقول

* أعيذك أن تغل يدي بغير جريمة سبقت **** وبين جوانحي كبدي أحس بها قد احترقت

* فيـــا منى ســــؤلتي يمينـــا بـــرة سبقت **** فلو قطعتها قطعا غرامـــا عنك ما رجعت

قال السري قلت لقيم المارستان ما هذه قال جاريه اختل عقلها فحبسها مولاها لعلها تصطاح فلما سمعت كلام القيم فاضت دموعها

وأنشدت تقول

* معشر الناس ما جننت ولكـــن**** أنا سكــــرانة وقلبي صاحــــي

* قد غللتم يدي ولــم أتـــي ذنبا **** غير جهدي في حبه وافتضاحي

* أنا مفتــــــونة بحـــب حبيـــب **** لســــــت عــــن بابه من براحي

* فصلاحي الذي زعمتم فسادي **** وفسادي الذي زعمتم صلاحي

قال السري سمعت كلام أقلقني وأشجاني وأحزنني وأبكاني فلما رأت دموعي قالت يا سري هذا بكائك على صفته

فكيف لو عرفته حق معرفته ثم أغميى عليها ولما أفاقت أنشدت تقول

* قلبي آراه إلــــى الأحبــــاب جماحا **** سكران من راح حب في الهوى ساحا

* يا عين جودي بدمع خوف هجرهمي **** فـــــــرب دمـــــــع أتى للخير مفتــــاح

* ورب عينن رآهـــــــا الحــــــق باكية **** بالخوف منه حباهــــا الــروح والراحا

* ليت عبــــدا جنـــــا ذنبــــا فأحــــزنه **** فتـــــاه يبكــــــــي بذري الدمـــع سفاحا

* مستــــــوحشا خائفا مستيقظا فطنـــا **** كــــأن فـــــي قلبـــــه بالنــور مصباحا

قال السري يا جاريه من أين عرفتني قالت ما جهلت شيئا مذ عرفته ولا انقطعت مذ وصلته قلت لها

سمعتك تذكرين المحبه فلمن تحبين قالت لمن تعرف لنا بنعمائه وأفاض علينا بجزيل ألاءه فهو قريب

إلى القلوب مجيب إلى طلب المحبوب سميع حليم غفور كريم قلت لها ما حبسك ها هنا فقالت أناس حاسدون

تعاونوا علي ورموني بالجنون وبينما هي تخاطبني إذ دخل مولاها فقال أين تحفه قيل له دخل إلى عندها السري

ففرح ودخل وسلم ورحب وعظمني قلت له هي أولى مني بالتعظيم فما الذي تكره منها قال فيها عيوب كثيرة

لا تنام ولا تدعنا ننام لا تأكل ولا تشرب مذهولة العقل مدهوشة الفكر وهي بضاعتي اشتريتها بكل مالي

عشرين ألف درهم وأملت أن أربح مثل ثمنها قلت مذ كم كان هذا الدهاء قال بينما كان العود في حجرها وهي تقول

* وحقك ما نقضت الدهر عهدا **** ولا كدرت بعد الصفو ودا

* ملئت جوارحي والقلب وجدا **** فكيف ألذ وأسلو وأهدأ

* فيا من ليس لي مولا سواه **** تراك رضيتني في الناس عبدا

ثم قامت وكسرت العود فإتهمتها أنها تحب إنسان ففتشت عن ذلك فلم أجد له أثرا قلت لها يا جاريه هكذا كان الحديث

أنشدت تقول

* خاطبني الحق من جناني **** فكان وعظي على لساني

* قربنــــــــي بعـــــد بعــــد **** وخصني الله واصطفاني

* وخفت ممــــا جنيت قدما **** فأوقع الحب فيا الأمـــــاني

قال السري وقد أدرك الأمر رضي الله عنه عليا بثمنها وأزيدك فصاح الرجل وا فقراه كيف تقول هذا وأنت رجل فقير

قلت له لا تعجل علي تكن بالمارستان حتى آتيك بثمنها قال السري فمضيت وأنا باكي العين حزين القلب فو الله

ما معي من ثمنها درهم واحد فامضيت ليلتي وأنا أتضرع لله تعالى وأقول إلاهي لقد أوّلت على فضلك فلا تفضحني

قال السري فبينما أنا بإضطراب وإذا بقارع يقرع الباب قلت من بالباب قال حبيب من الأحباب جاءك بسبب من الأسباب

بأمر الملك الوهاب ففتحت الباب وقلت له من أنت يرحمك الله قال أحمد ابن المثنى أعطاني من إذا أعطى لا يبخل بالعطاء

فقد هتف بي هاتف وقال خذ خمسة أكياس إلى السري يطيب بها نفسا ويشتري بها تحفه فإن لنا فيها عناية قال السري

فسجدت لله وصليت الصبح وأخذت بيد أحمد ومضيت إلى المارستان وإذا بالموكل على الباب يلتفت يمينا وشمالا

فلما رآنا قال

* إنها منا ببال ليس تخلو من نوال **** قربت ثم ترقت وعلت على كل حال

خوطبت البارحه بهذا الأمر

وبينما نحن جلوس إذ دخل مولاها وهو باكي العينين قلت له لا تبكي جئناك بالثمن وربح

خمسة الاف قال لا والله قلت عشرة الاف قال لا والله قلت ربح مثل ما وزنت فقال لو أعطيتني مال الدنيا كلها

بل هي حرة لوجه الله تعالى وأشهدك أن جميع مالي صدقه لوجه الله تعالى وأني وبّخت البارحه قال السري فالتفت إلى

أحمد ابن المثنى إذا به يبكي قلت له ما يبكيك فقال وكأن الحق ما رضيني لما ندبني إليه قال فبكت تحفه قلت لها ما يبكيكي

قالت

* تصبرت فحتى عيل في حبك صبري **** قد ضاق في قيدي وامتهاني وغلي فيك صدري

وقامت ولبست جب الصوف وذهبت قاصدة بيت الله الحرام وفي السنه الثانيه قال السري ذهبت أنا ومولاها إلى مكه

وإذا بصوت مجروح من كبد مقروح يقول

* محب الله في الدنيــا سقيم **** تطاول سقمه فداواه داه

* سقاه من محبته بكــــأس **** فرواه المهيمن مذ سقاه

* فهـــام بحبه وسنا إليــه **** فليس يريد محبوب سواه

* كذا كل من ادعا شوقا إليه **** يهيم بحبه حتــــى يراه

قال السري قلت لها السلام عليكي قالت وعليك السلام يا سري قلت لها من أين عرفتني قالت هالله الله لقد تنكرت بعد

المعرفه إني أنا تحفه وهي كالخيال قلت لها ما أفادك الحق بعد انفرادك عن الخلق قالت آنسني بقربه وما أوحشني لغيره

قلت لها مولاكي الذي أعتقك معي فدعت بدعاء خفي ووقعت ميتة عند الكعبه رضي الله عنها

رضي الله عن روحها الطاهره
المتصوفه التي تركت كل شيء لاجل اعظم شيء
سبحانه بملكه اعتقها وانصفها وساعدها برحمه
قصه رائعه الف شكر

رضي الله عنها
امتلأ قلبها بالايمان فما غرتها جنان الدنيا
فكافئها الرحمان وانجدها بأن اعزها واعتقها فبين لها الاجر في الدنيا قبل الاخرة والله ارحم الراحمين
قصة روعه تسلم ايدك
دائمن مميزة بلي بتكتبيه
جزاكي الله كل خير

رضي الله عنها
سبحان الله
هذه الدنيا لاتخلا من اناس ايمانهم عميق وافعالهم حسنه

الايمان بالقلوب راسخ
لا تمحوه غير قدرة الله
و الله على خلقه رؤوف

* محب الله في الدنيــا سقيم **** تطاول سقمه فداواه داه

* سقاه من محبته بكــــأس **** فرواه المهيمن مذ سقاه

* فهـــام بحبه وسنا إليــه **** فليس يريد محبوب سواه

* كذا كل من ادعا شوقا إليه **** يهيم بحبه حتــــى يراه
رضي الله عنها
مشكورة
تقبلي مروري
ننتظر المزيد
سألقاك بعد منتصف الجرح
دمشق 11-2-2011م