ال تراب-بقلم الدكتور سلمان فلاح

ال تراب هو اصطلاح تاريخي درزي يشير الى موحدون فلسطين ورد في الاصول التوحيديه الى جانب تجمعات موحده اخرى في الشرق الاوسط
اطلق عليه ال سليمان وال عبدالله وغير ذلك وهذا الاسم (ال تراب)اطلقه المقتنى بهاء الدين عليه السلام على جميع الشيوخ الذين عاشوا في منطقة الجليل من فلسطين بين عكا وطبريا بما في ذلك منطقة الجليل الاعلى والقرى الواقعه بين الناصره وطبريا في عهد الدعوة الموحده في القرن الحادي عشر تقديرا لهم على اصالتهم وعراقتهم وقربهم من الارض والجذور وتضحيتهم من اجل استمرار الدعوه ونجاحها وبسطها وشمولها.

وكانت المراسلات مستمره بين القاهره والدعاة من المنطقه وقد عرف معظمهم بالكنيه دون الاسم وورد ذكر لال تراب في المصادر التوحيديه وفي رسائل الدعوه وفي الكتب التي وضعت في وقت لاحق واهمها كتاب (عمدة العارفين )للشيخ محمد الاشرفاني وجاء فيه ان ال تراب هم (شيوخ المواضع من الاهل والاصحاب).

ال تراب هم بشكل عام دروز فلسطين الذين لم يحظوا باهتمام في المصادر القديمه ولا في الابحاث الحديثة بسبب قلة عددهم وبسبب وجود مركز الثقل للدروز في لبنان في فترة ما بعد الدعوه ولأن السلطات العثمانيه لم تعترف بدروز فلسطين كطائفه مستقله بل ظهروا في السجلات العثمانيه كمسلمين او كاخرين واهم مصدر ورد فيه ذكر الموحدون هو كتب الراحلين الذين تجولوا في فلسطين خلال الفترة العثمانيه
وقد اهتم الراحلون الاوائل الذين زاروا البلاد بشكل خاص بالاماكن المقدسه وكرسوا مؤلفاتهم لهذه الاماكن التي زاروها ، وفي النصف الثاني من القرن الثامن عشر اصبح من الممكن ان نجد ذكر للدروز في كتب الراحلين وكان اول المبدعين في هذا المجال الرحاله فولني الفرنسي الذي زار المنطقة في السنوات 1783-1785 ومنذ ذلك الحين دئب معظم الرحالين ممن زارو البلاد وكتبو مذكرات واوصاف رحلاتهم على ذكر الموحدون الذين التقو بهم في لبنان والجليل والكرما وحوران .
وفي حديثنا عن ال تراب في عهد الدعوه الموحده نعتمد على المؤرخ الموحد محمد الاشرفاني ومؤلفه (عندة العارفين)فيتحدث المؤرخ عن 3 مراكز للدعوه التوحيديه في شمالي فلسطين وهي:

1-الساحل

هي المنطقة التي تضم القرى(يركا،جث،الكويكات،ميماس،اكليل والحنبلية)ويرد فيها ذكر شخصيات دينيه بازه كانت قيمه على نشر الدعوة والاشراف على شؤون الموحدون وعلى رأسهم الشيخ ابو السرايا غنايم من يركا وكان كبير شيوخ الساحل وقد ورد اسمه في اكثر من رساله وكانت له سلاله وعائله تسكن قرية يركا في عهد الشيخ الاشرفاني والشيخ ابو محمد الكويكاني من قرية الكويكات وبها مماته ودفنه وقد ظلت هذه القرية مأهوله بالسكان الموحدون حتى الفتره الصليبيه والشيخ ابو عروس من قرية جث قرب يركا وبها قبره الموجود تحت قبة مشيدة يقصدها الزار ،وهو يقع اليوم في مركز القرية بمحذاها الخلوه القديمه وبجانبه شجرة صنوبر قديمه وارفة الظلال.
هؤلاء الثلاث ذكرت اسمائهم في منشور واحد وكلفو بنشر الفضائل الدينيه وروح التوحيد في فلسطين وكذلك المشايخ ابو عبدلله من قريه ميماس القريبه من ابو سنان والشيخ ابو جمعه من اكليل وهو الذي قابل مولانا بهاء الدين عليه السلام وحمل المنشور لنصر بن فتوح وفيه تقليده بدلا من سكين والشيخ ابو محمد الحنبلي من قريه الحنبليه قرب جث وميماس ومدفنه بها تحت سنديانه.
وكانت هذه القرى السته التي عاش فيها المشايخ المحترمون تشبة الدائره وكان في وسطها اشجار زيتون من عهد الرومان سميت حوزة المشايخ بالقرب من ميماس وكويكات ،وكان هؤلاء الشيوخ يجتمعون تحت شجره وارفة تقع في المنطقة يتداولون في شؤون دينهم ونشر الدعوة في المنطقة وعندما كانت تصلهم تعليمات من كبير الدعاة ،الداعي بهاء الدين عليه السلام وجدير بالذكر ان عددا من الاضرحه التي تضم هؤلاء المشايخ ما زالت قائمه حتى اليوم ،وهي تعتبر نزارات مقدسه يومها الزوار.
وقد جاء في القصص المتنقله من جيل الى جيل في تلك البقعه المقدسه من بلادنا انه حصلت في زمن الدعوه وبعدها مطاردات وملاحقات للمشايخ الذين كانو يجتمعون تحت الشجرة فتعذر عليهم التواجد علنا بسبب الرقابه الشديده فوجدو ملجأ وملاذا وحمايه لهم ،في مغاره محفوره بالصخر في قريه جث كانو يلجئون اليها عند الحاجة ويجتمعون بها اذا تعذر عليهم الاجتماع تحت الشجرات العاديه

2-الشاغور

وهي منطقه في الجليل الاعلى حيث جاء ذكر قريه عين عاث وهي بجانب قريه شيزورة بالقرب من صاجور وكان زعيمها الشيخ ابو شبل الذي حظي باوصاف مبجله وتم توصيت المشايخ باحترامه وتقديره لما هو عليه من الديانه والفضل.
وكان الشيخ ابو الشبل قد سافر الى مصر وعاش مع المقتنى عليه السلام برهة من الدهر ثم عاد الى مكانه بين اقرانه وانضم بعد ذلك الى قافلة الواحات

3-الحما

وهي تظم منطقة الجليل الاسفل من ساحل عكا حتى مشارف قرية كفر كنا ،وكان اهم قريتين فيها داما والسافريه وقد ترأس مشايخ الدين هناك من ال تراب الشيخان ابو الدرع جوشن وابو اللقا ثابت ووصفا بالشيخين السيدين.

ويضم اصطلاح ال تراب كذلك السكان الموحدون الذيت تواجدو في بلاد فلسطين في منطقة صفد والجرمق وفي منطقة البقيعه وصاجور والمغار فقد ذكر في مصدرين عربيين منذ بداية عهد المماليك عن قريتين موحدتين في منطقة صفد.
يذكر المؤرخ الدمشقي 1256-1327 انه توجد قرى موحده في جبل الزابود قرب صفد كما يسكن موحدون في البقيعه
اما العثماني في كتابه (تاريخ صفد ) فانه يتحدث عن موحدون في قريه البقيعه وفي الزابود ويبحث هذا المؤلف الذي عاش في المنتصف الثاني من القرن الرابع عشر في تاريخ صفد ومقاطعاتها العشر .
وربما تؤكد ايضا اقوال ايفلايا تشلبي الراحل التركي الذي زار البلاد في فترة الحكم المعني (1649-1670) رواية وجود استيطان موحد قبل ايام حكم بيت معن ،وينوه تشلبي الى ان السكان الموحدون يعرفون من اجدادهم واين تقع اماكن دفن الانبياء وابنائهم وربما توجد بذلك اشاره الى قدم استيطانهم
ويذكر ايضا ان الموحدون كانو يسكنون في ضواحي جش

حيا الله كل الموحدين بالغالي فلسطين
يعطيك العافي امولة

الحمدالله ..الموحدون في فلسطين اثبتو انفسم
من ناحيه المحافضه على الارض والهويه
وحافضنا على ما نقله اجدادنا وما زلنا لليوم ننقله لابنائنا
طرح راقي جدا يسلمو

يسلموا دياتك يا امال..
طرح موفّق وقيّم جدا..
الصراحة هالمعلومات جديدة بالنسبة الي, مع اني بتذكر مصطلح "ال تراب", بس وين سمعتو او شفتو ما بتذكر..

الدكتور سلمان فلاح اكثر العارفين
وافيد الكلمات نجدها في مقالاته
جزاه الله خير على ما يقدم فهو استاذا كان ولا يزال يبعث المعرفه في كل كلمه

شكرا على هذه المعلومات القيمه

على فكره انا كنت بندوه وشرحو هالشي
يعني المقاله مصادق عليها علميا ودينيا كمان
وهذا شيء رائع انا انبسطت كثير فيه
والدكتور سلمان فلاح الو كل تقدير واحترام
على كل كلمه بيكتبها لانها بيشح التراث وكل شيئ بيتعلق بالموحدين