حكايات النجوم - كمال جنبلاط

بسم الله الرحمن الرحيم

من كتاب الفرح للشيهد كمال جنبلاط
نمضي هكذا
ويمضي كل شأن(1)
وضيوف الزمان عيون لها تنظر(2)
ويمتطي جوادنا الغيم
ويحيط بدنيا الشموس ،
يلتهم الشعاع في جريه
نحو القرص الذهبي ،
مسكن الروح
بعد اعتمارها بالحق(3) .

***

ها نحن جلسنا
الى شاطىء بحر الحقيقة ،
نفرغ منه ، في نفوسنا ،
أباريق الزلال من نوره ،
فنرتوي من ضياء ذواتنا .

***

ثم ندنو من الجلال
فينفطر الجمال
في محسان الربيع الإلهي الدائم
فوق اقمصة اجسادنا المشتعلة (4) ..
آه من نور ،
كم تغف عليه ألف حكاية للنجوم ،
وكم أسطورة ،
للشموس الغاربة ،
تروي تطلّع الأولياء الابطال
الى مرتقى العقل وعروج السراط ،
ووحدة الوجود القدسي
في غيبة الوجود الظاهر .

1 ــ كل شيء هو فان، هو محض مظهر متبدل متغير.
2 ــ جميع الكائنات في ضيوف الزمان، لأنه لو لا الزمان لما كانت.. ترتفع فيه وفيه تزول.
3 ــ وفق قول الأوبانيشاد: " هذا الذي تراه في الشمس هو انا". والشمس هنا اي القرص الذهبي هو رمز الحق.
4 ــ كل شيء بما فيه جسدنا وفكرنا هو مصنوع من طاقة نوره.. وهو ما يتفق مع وحدة طاقة الوجود وفراغ الظواهر من محتواها كما أبرزها العلم الحديث.

في 18 كانون أول 1966

معلم وما اروعه من معلم
كم افادنا مما علم وكم تعلمنا مما قدم
يسلمو ويعطيك الف عافي