مجتمعنا بين التخلف والتقدم

للاسف الشديد نحن نعيش في مجتمع سطحي وتافه لا يعلم ما هو التقدم الحقيقي فهم متحجرين في الشكل ولكن المضمون يحتوي على العقد النفسيه والافكار السطحيه ومن جهه اخرى يستغلون كلمة الحريه التي لا يفهمون ما معناها ليفعلوا ما يحلوا لهم ولا يعلمون بان للحريه شقان: شق لك فية حقوق وشق اخر عليك فيه واجبات.



فالحرية هى ان تفعل اي شيء تريد في اي وقت تريد ولكن بشرط ان لا تؤذى نفسك او تؤذي الاخرين. والنصف الثاني من الجملة هو المفقود فالحرية عندنا ان تفعل ما تريد فى اي وقت تريد اما الاخرون فيذهبون الى الجحيم.



ساذكر مثال بسيط على ذلك: كم مرة وبعد منتصف الليل بساعات سمعت احد الاشخاص يستمع الى اغاني بصوت عال ليزعج النيام وعندما تتحدث معه تجده يقول لك انا حر!!!



هذا الموضوع هو بمثابة مقدمة لكل وضع فى حياتنا الحالية, فحياتنا انقلبت رأسا على عقب بسبب كلمة الحرية ذات المفهوم الخاطئ فى حياتنا. في اي مجال ستجد الكثير والكثير من السلوكيات المقيتة التي تسئ الى مجتمعاتنا بدافع الحرية التي لا يعرفون ما معناها نتيجة للتخلف والجهل والغباء فنحن مجتمع لا نفكر الا ببطوننا وشهواتنا ورغباتنا الهمجيه.



وانظروا أيضا ما هي نظرتنا للتقدم .. نظره مضحكه جدا فالمتحضر في مجتمعنا هو في الشكل فقط ولكن المضمون فارغ نقلد المجتمعات الغربيه في اللبس وفي قصات الشعر ولكن تجدنا لا نعرف أكثر من لغة أو لغتان لا يوجد لدينا ثقافة عامه لا نعرف سوى ماذا سنأكل, ماذا سنشرب, مع من سنقضي النهار وماذا فعل فلان وفلانه, بينما يسبقنا الغرب في امور كثيره ..



ماذا عن مستويات العلم والتعليم ؟ ماذا عن قيمة الثقافة و القراءة و احترام المبدعين؟ ماذا عن احترام الآخر نسب بعضنا بعضاً بكل مناسبة ممكنة يع... بعضنا بعضاً ومتخلفين لدرجه نظن بان الرجل الحقيقي هو في عضلات منفوخة وفي فرض سيطرته على المرأة وكأنها ملك له او في تدخين سيجاره. ودائما يسخرون من المثقف والمتعلم وكأنهم يقولون لنا بان الرجل في قوة جسده اما بالنسبه للعقل فهو فارغ لا يحتوي الا على أفكار تافهة ورجعيه.



فاذا رأوا أحدا يقرأ يسخرون منه واكبر مثال هو نسبة الجهل الموجوده لدينا فنحن حتى تاريخنا لا نعلم عنه شيئا..



واذا رؤوا احدا يزرع الورود في حديقة منزله او يقوم بتنظيف الطريق يسخرون منه واكبر مثال على ذلك شوارعنا وطرقاتنا المليئه بالنفايات والاوساخ فنحن مجتمع يخجل من اعمال التنظيف ولكن لا يخجل من رائحة الاوساخ والقاذورات التي تمثل تربيتنا المبنية على الهمجية والتخلف.



وخلاصة الكلام إننا كنا نحلم بالحرية ولكن حينما وجدناها أخذنا منها الجانب السيئ فهنيئا لنا بالحرية الكاذبة وهنيئا للمجتمعات الغربية لوصولهم إلى مفاتيح وإقفال عقول مجتمعنا الذي دائما يتجه نحو الأمور السلبية الغير مفيدة ونترك الأمور الايجابية التي قد تلحقنا بالغرب الذي سبقنا بخطوات كثيرة.