( الحكمة من اشارة الهدهد )

فلما كدر الغراب على وقتى وحذرنى مقتى انصرفت من حضرتى ورجعت الى فكرتى فهتف بى
هاتف من سماء فطرتى - ايها السامع منطق الطير المتاسف على فوات الخير تاللة لو صفت الضمائر لنفذت البصائر واهتدى السائر وما ضل الحائر ولو طابت السرائر لبانت الاما ثر ولو انشرحت الصدور لورد المصدور ولو ارتفعت الستور لظهر المنشور ولو طهرت القلوب لظهرت الغيوب وشوهد المحبوب ولو اعرضت عن الاسباب لفتح لك الباب ولو خلعت ثياب الاعجاب لارتفع الحجاب ولو غبت عن عالم العيب لشهدت عالم الغيب ولو قطعت العلائق لانكشفت لك الحقائق ولو خالفت العادة لما قطع عنك مادة ولو صحت الارادة لحصلت لك الزيادة ولو ملت عن هواك لمال بك الية ولو فارقت اياك لجمعك علية ولكنك محبوس بسجن طبعك مقيد بقيد مالوفاتك متشاغل بشواغل نفسك متعلق بحبال خيال حسك قد اغرقتك برودة عزمك واحرقتك حرارة حرصك واثقلتك تخمة بطرك واسقمتك عفونة رعونتك وبرسمتك وساوس شهوتك فانت زمن الهمة مقعد العزيمة جامد الفكرة فاسد الفطرة قد انعكس ذوق فهمك فرايت الحسن قبيحا والقبيح حسنا فافسدت صحيح عملك وعلمك ولو دخلت الى بيمارستان التقوى وعرضت على قارورة البلوى ورفعت قصة الشكوى الى طبيب يعلم السر والنجوى ومددت الية كف ذلتك ليجس نبض علتك وينظر فى سجيتك فيعلم حقيقة محنتك فيسلمك الى قيم مؤدب الشرع فيعقلك بعقال العقل ويضربك بسياط الخوف ويروحك بمروحة الرجاء ثم يحميك فى حمى الحماية ويكتب فى دستور علاجك باصلاح مراجك فيعبىء لك من عناب العناية ويسقيك من تمر هندى الهداية واجاص الاخلاص وبنفسج الرجاء واهليلج الالتجاء وخيار شنبر الاخيار ومحمودة التوكل ويرض الجميع على ارض الرضى ويدق على هاون الصبر وينخل بمنخل الورع ويصفى على سكر الشكر ويستعمل بعد الحمية فى خلوة السحر بحضرة الطبيب وخلوة الحبيب وغفلة الرقيب لعلة يسكن من قلبك الوجيب ويبرد حرارة الاوهاج ويطيب الشراب فتنضج علتك وينفتح سمع يقظتك ويفتح لك الباب فتسمع نداء هل من داع فاستجب لة ويستنير بصربصيرتك فتشاهد حين اذا كل معنى غريب وترى كل شىء عجيب اما ترى الى الهدهد حين حسنت سيرتة وصفت سريرتة كيف نفذت بصيرتة فتراة يشاهد بالبصيرة ما تحجبة الارض عن سائر البشر فيرى فى باطنها الماء الثجاج كما تراة انت فى الزجاج فيقول بصحة ذوقة هذا عذب فرات سائغ شرابة وهذا ملح اجاج ولسان حالة يقول لمن لة ذوق وادراك ومعقول انا الذى اوتيت مع صغر الجثمان ما لم يعلمة انس ولا جان فكنت فى صحبة سليمان حيث ما سرى وجد بة السرى ادلة على الماء من تحت تخوم الثرى فغبت عنة ساعة فعرض اتباعة واشياعة اجمعين وقال ( --- مالى لا ارى الهدهد ام كان من الغائبين )
والعجب انة افتقدنى حالة انتظارة الى وتهددنى بسطوة اقتدارة على فقال لاعذبنة او لاذبحنة والقدر يقول لاقربنة ولاهدينة -فلما جات من سبا بنبا يقين وقلت احطت بما لم تحط بة زاد ذلك من غضبة وقال يا صغير الجرم اما يكفيك غيابك عنى حتى تدعى انك اعلم منى فقلت الامان ياسليمان انت سالت ملكا لاينبغى لاحد من بعدك ما سالت علما لاينبغى لاحد من بعدك وقد جاتك من سبا بالنبا العظيم وفوق كل ذى علم عليم فقال ايها الهدهد من صح لة السلوك اؤتمن على اسرار الملوك اذهب بكتابى وعجل بجوابى فذهبت بكتابة وعجلت بجوابة فقربنى الى جنابة وكتبنى من حجابة بعد ان كنت من وراء حجابة ثم كسانى من ملابس الكرامة تاجا وكنت لة محتاجا ثم نسخت احكام ذبحى وتليت ايات مدحى فان كنت ممن يقبل نصحى فحسن سيرتك وطيب اخلاقك وراقب خلاقك وتادب باحسن الاداب ولو انها من الدواب فانة من لم ياخذ اشارتة من صرير الباب ولم يعتبر بطنين الذباب ونبح الكلاب وحشرات التراب ويفهم ما تشير بة السحاب ولم السراب وضياء الضباب فليس من ذوى الالباب وفى ذالك اقول -- اخر ما اقول
من لم يصن سرمولاة وسيدة ----------- لم يامنوة على الاسرار ما عاشا
وعاتبوة على ما كان من زلل -------- وابدلوة مكان الانس ايحاشا

--------------------------------------------
والسلام عليكم اخوانى اخواتى اجمعين دمتم بكل الخير لكم تحياتى على الدوام
المرء ضيف على الحياة واننى ضيف كذالك تنقضى الاعمار

الاخ الكريم
شكرا على ما قد كتبت اليوم
نعم وقصة الهدهد مع النبي سليمان سلام الله عليه معروفه
فلما تأخر الهدهد كان قد وجد قوم بمملكة سبا ..قوم يعبدون الاصنام .. طبعا القصه معروفه لذلك لا اطيل الشرح وكان الهدهد مرسال ..
كما ايضا نطق لسيدنا سليمان كل حي من انس وجان وطائر وحيوان الخ ..............
وعلى هذا قالت :....
جائت لسليمان يوم العرض * هدهدة تحمل في منقارها كان فيها
وانشدت في لسان الحال قائلة * ان الهدايا على مقدار هاديها
ولو كان يهدى للإنسان قيمته * لكنت اهدي لك الدنيا وما فيها
ان الهدهد كان من المقربين لسيدنا سليمان عليه افضل سلام .
شكرا اخي على الموضوع الشيق جدا
جزاك الله خيرا
تقبل مروري وشكري
شومريه موحدة