العلم الموحد

الشيخ الدكتور فايز عزام
العلَم الموحد
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض المصطلحات الروحية والاجتماعية الدرزية لم تبحث وتحدد وتفسر وتدرس بما فيه الكفاية. وهذه دراسة أولية عن مصطلح في غاية الأهمية وهو العلم الموحد، يرجى ان تتطور وتتوسع تبعا لآراء وتوجيهات وتعليقات القراء المهتمين. قد تكون بعض المعلومات غير دقيقة، بانتظار تصحيحها من العارفين.
ما هو الشيء الوحيد الذي يجمع الموحدون ويتفق عليه أفراد الطائفة من كل الأعمار والفئات والآراء والمناطق؟ ما هو إلا العلم الدرزي ذو الألوان الخمسة. فهو الرمز الوحيد للطائفة الموحدة، التي لا تتصف بكثرة الرموز، بخلاف الطوائف الأخرى التي تكثر عندها الرموز وتتعدد الشعارات. فعند اليهود مثلا: العلم والشمعدان والقدس والهيكل. وعند المسيحيين: الصليب وكنيسة المهد والقيامة والفاتيكان والبابا والأيقونات المتعددة ورسوم القديسين. وعند المسلمين الهلال والكعبة والمسجد الأقصى والصخرة.
وحتى لا نجانب الواقع، فعند الموحدون رموز أخرى: مقام سيدنا شعيب - ع – وخلوات البياضة والمرحومون فضيلة الشيخ أمين طريف وأبو محمد جواد. لكنها لا تضاهي العلم الموحد من حيث الانتشار أو الاستمرار.
أصبح العلم الدرزي رمزا وشعارا للموحدون، كما الشمعدان لليهود والصليب للمسيحيين والهلال للمسلمين، وصار يرفع في كل مناسبة درزية دينية وسياسية وتضامنية ونضالية، وفي كل مظاهرة واحتجاج وفي كل احتفال بأعياد أو بمناسبات أخرى، في المواطن والمهجر. وصار العلم أو النجمة يرسمان على كل مجلة أو نشرة موحدة أو كتاب في الوطن والخارج. كما أخذا يعلقان على السيارات وعلى واجهات المحلات الرسمية والتجارية والبيوت وفي داخلها.
فلماذا هذا التقديس والتكريم والانتشار الواسع في إبرازه في كل المناسبات؟
الجواب انه رغم كون العقيدة الموحدة تتحاشى الطقوس والرموز المادية إلا ان كل جماعة وكل إنسان بحاجة لرموز ملموسة أو شعارات يتمسك بها لتقريب الوعي بالعقيدة أو المبدأ. فالألوان الخمسة هي بمثابة إيقونة احتاجها الناس لتقريب فكرة دينية ولتجسيد عبرة وهدف، لأننا لا ندرك الموجودات إلا بالمحسوسات. وتزداد الحاجة إلى هذه الرموز كلما اشتدت الضرورة إلى تأكيد الاتحاد والتفرد والخصوصية واستنهاض الهمم، كما حدث في الثورة السورية بقيادة الباشا سلطان ضد الفرنسيين وفي الحرب الأهلية في لبنان.
ومن الواضح ان توسع انتشار العلم الدرزي يلبي رغبة ويسد حاجة لتأكيد الهوية والرابطة الجماعية الموحدة.
كان للهدى دور كبير في نشر العلم الدرزي، إذ كانت أول مجلة تصدر مع رسم للعلم على غلافها، كما وزعت العلم كملصقات للقراء. وكان لموضوع التراث والكشاف الموحد دورهما أيضا.
والسؤال: من وضع هذه الألوان؟ ومتى؟ ولماذا هذه الألوان بالذات؟ وبهذا الترتيب؟ وماذا تعني وتدل وترمز ؟ ومتى وضعت كعلم مادي ورفعت؟
أسئلة سنحاول الإجابة عليها وان تعذر الجواب على جميعها.
أما عن سؤال ماذا تعني هذه الألوان فتعددت الآراء:
فقول واحد: الأخضر، ويرمز إلى الطبيعة والأرض.
الأحمر، ويرمز إلى الشجاعة والبطولة.
الأصفر، ويرمز إلى النور والثقافة.
الأزرق، ويرمز إلى الطهارة والحشمة.
الأبيض، ويرمز إلى الأخوة والسلام.

وقول آخر: العقل ويرمز له باللون الأخضر.
الروح ويرمز لها باللون الأحمر.
الكلمة ويرمز لها باللون الأصفر.
القديم ويرمز له باللون الأزرق.
الحلول أو التقمص ويرمز له باللون الأبيض.

وقول ثالث: الأخضر سيدنا سلمان الفارسي
الأحمر سيدنا المقداد
الأصفر سيدنا أبو ذر
الأزرق سيدنا عمار بن ياسر
الأبيض عثمان بن مظعون
رضي الله عنهم

ورابع يقول: إنها ترمز إلى ادم وحواء وفيثاغوروس واخناتون وغيرهم.

والقول الخامس: هذه الألوان ترمز إلى الحدود الخمسة - ص –
وعن السؤال متى وضعت هذه الألوان - الرموز؟
هذه الألوان لم تذكر في المصادر التوحيدية زمن الدعوة، كما لم يذكرها الامير السيد - ق- في شروحاته، ولا الشيخان – ر- زين الدين عبد الغفار في مؤلفاته ولا الشيخ الفاضل في آدابه. وأول ما ذكرت في وصف أحوال القيامة، في ماجراويتي الشيخين أبو صالح طريف وأبو عز الدين الكاتب – ر- وذلك حوالي سنة 1650 م
أما في الشعر فلم يذكر هذه الألوان المرحومون الشيوخ الشعراء سعيد البقعسماني في الغرة ولا عبد القادر الباروكي في القادرية ولا صلاح الدين الحلبي في الصلاحية ولا شمس الدين أبو طحموش في الطحموشية ولا علي فارس الذين وصفوا في إشعارهم أحوال القيامة. وأول من صاغها شعرا حسب ما توصلنا إليه هو المرحوم الشيخ إبراهيم الهجري في ملحمة قيام الساعة، حوالي سنة 1850.
أما السؤال متى رفعت هذه الألوان كعلم أو كنجمة؟
يقول الدكتور رجا فرج ان الدروز رفعوا العلم الدرزي إبان الحرب الأهلية بين الدروز والمسيحيين في لبنان سنة 1860، دون ان يذكر سندا لذلك؟ ولكني أرجّح حدوث ذلك عندما انشأ الفرنسيون الدويلة الدرزية في جبل الموحدون، فقدا فتشوا عن رمز لها أو شعار. ولما كانت الفكرة إقامة دويلة طائفية، وضعوا لها علما طائفيا دينيا. مع المعلوم ان رجال الدين عارضوا فكرة وضع ألوان العلم الموحد بجانب ألوان العلم الفرنسي.
وبعدها انتشر العلم الموحد ثم النجمة ذات الخمسة ألوان. ثم ظهرت تصاميم أخرى كالخيول والسيوف الملونة.
أما لماذا اختيرت هذه الألوان؟ وبهذا الترتيب؟ فلم تشر المصادر لا الكتابية ولا الشفوية إلى ذلك. وما زلنا ننتظر جوابا ان وجد.
وأخيرا: كلمة شكر لإخواني في موقع أجاويد بني معروف الذين زودوني بكثير من المعلومات والتوجيهات.
مع تحيات
العبد الفقير
أبو شعيب
fayezaz@bezeqint.net

اخي عمر مساء الخير
اتقبل نقدك برحابة صدر حتى ولو كنت غير موافق على كثير مما قلت. واحترم شعورك بالمسؤولية تجاه الطائفة وغيرتك عليها . ولكل منا رايه. والخلاف في الراي لا يغسد للود قضية
ابو شعيب

اخت امل صباح الخير وشكرا
الا تفضلت بالاشارة الى الخطا وتصليحه لاستفيد ويستفيد القراء معي
انا ذكرت ان هده دراسة اولية اتمنى ان يزيدها ويعمقها ويصلحها القراء والقارئات الواعين الواعيات
ابو شعيب

موضع مهم جدا..كثيرون من أبناء طائفتنا يحتاجون أجوبه لمثل هذه الأسئله

لماذا وضعت هذه الألوان بهذا الترتيب؟
سؤال طرحته دون إجابه

حسب معلوماتي البسيطه أن هذا هو ترتيب الخمس حدود بقربهم لله عز وجل
فأقربهم لله هو مولانا العقل
ويليه مولانا النفس
ثم الكلمه ثم السابق وبعده التالي (صلى الله عليهم جميعا)



شكرا لطرحك

اختي الموحدة
شكرا على الملاحظة والجواب.
لكن السؤال : لماذا اعطيت هذه الالوان بالذات لساداتنا ص ؟
مع تحياتي
ابو شعيب