الحزازير الشعبية التراثية

الحزازير الشعبية التراثية

بقلم- مالك صلالحه-بيت جن
(قراءة في كتاب عاشق التراث الكاتب سعيد نبواني)

في وقت طغت فيه المادة على الروحانيات واحتلت وسائل الإعلام -المرأية منها خاصة- مكانها بدل الكتاب, من منا لم ولا يتمنى لو يعود الزمن به الى الوراء ..الى عهد الطفولة والصبا , عندما نتحلق حول الموقد في الشتاء لنكأكل ....تناء المشوية على ظهلر الموقد أو نأكل البطاطا المشوية داخله ولتسلى باكل الزبيب والقطين ةتكسير الجوز واللوز الخ..ومن منا لا يحن لقعدة على ركبتي جدته / جده أو ذويه ليستمع وليستمتع بالقصص والحكايات عن بني هلال والزير سالم وقنديل علاء الدين والغول والشاطر حسن وليلى الحمراء والذيب وعلي بابا والأربعين حرامي وغيرها من القصص والحكايات الشعبية الطريفة .ونوادر جحا .!! أضف اليها الحزازير والفوازير في شتى المجالات التي تنشط الذاكرة وتنبه الحواس وتوسع المدارك من حيث لا ندري!
كل هذا امسى جزءا من الماضي بسبب وسائل افعلام ومغرايتها التي أبعدتنا أشواطا بعيدة عن الكتاب ولذة المطالعة وحسن الإستماع ..إلا أن صديقي وأخي الكاتب – عاشق التراث – استطاع ان يعيدني في الزمن الى الوراء من خلال مطالعتي لكتبه في مجال التراث خاصة هذا الكتاب الأخير الذي أصدره حديثا تحت عنوان الحزازير الشعبية التراثية ..الذي جاء بعد جهد وبحث ودراسة ليكون موسوعة صغيرة في هذا المجال ..حيث استطاع الكاتب ان يعيدني الى تلك الليالي الجميلة التي ما زالت ذكرياتها عالقة على جدران ذاكرتي وراسخة في قعر مخيلتي ..عندما كنا نجلس الى جانب الموقد في ليالي الشتاء والبرد القارس لنستمع ونستمتع بحكاياته ونوادره وحزازيره..لنخلد بعدها الى النوم لنحلق في عالم من الأحلام الجميلة .
أصدر اخي سعيد كتابه بغلاف أنيق من الحجم المتوسط في 180 صفحة تزينه رسومات جميلة بريشة الفنانة الموهوبة ايمان كنعان ابنة يركا, والصادر عن مطبعة دار المشرق للطباعة والنشر لصاحبها الأخ د. محمود عباسي ابو ابراهيم , ليهديه الى الى ذويه والى كل محبي التراث وعشاقه أينما كانوا ايمانا منه بالمقولة:
إن شعبا لا يُقدّر تراثه ولا يحفظه ليس له الحق بالبقاء والوجود.
عمد المؤلف في بداية كتابه الى تعريف الحزيرة واهميتها وفوائدها وأنواعها, كما عاد الى التاريخ ليبحث عن التنافس بين الممالك القديمة في حل الحازير..وعن مكانة الأعداد في الحزازير مدرجا على سبيل المثال اهمية الرقم 7 كيف لا ولهذا الرقم الغازه عبر التاريخ والأديان : فقد خلق الله الكون بحسب التوراة في سبعة أيام اتصبح ايام السبوع سبعة وعدد أصابع الشمعدان في الهيكل سبعة وفي القرآن الحديث عن سبع سماوات ..وحتى في القصص بياض الثلج والسبعة أقزام
وسبعة بحور وسبعة انهار الخ..
ثم يعود ليثرينا بنتائج ابحاث ودراسات هامة وقديمة اجريت حول الحزازير والألغاز ليعود ويصنفها حسب مواضيع راحة للقارئ.
فهنالك الحزازير التي تتعلق بالأدوات والأشياء التي استعملها أسلافنا في حياتهم اليومية وسبق ان لحق البعض منا وعايشها واستعملها ..او لا نزال نستعملها ..فعلى سبيل المثال:
حزيرة الإبرة – شيء يكسو الناس وهوعاري
ثم يأتينا بحزازير تعتمد على التلاعب بالكتابة واللفظ:
ماذا يقع وسط بيروت ( حرف الراء)
ويتابع لياتي بحزازير ومسائل حسابية صعبة ومتوسطة الصعوبة وبسيطة لتنشط الذاكرة مثل:
ما هو العدد الذي لو ضربته باربعة لكان الحاصل خمسة ( 4/1 1)
ويضيف عليها حزازير لغوية عبارة عن مسابقة في المعلوملات العامة مثل – أصوات الحيوانات والطيور والزواحف واماكن سكناها او اسماء ابنائها , أو ألقاب المدن مثل:
القدس الشريف - حلب الشهباء – دمشق الفيحاء – مكة المكرمة – المدينة المنورة – بغداد دار السلام الخ ..
وحزازير اخرى عن مكتشفين ومخترعين وعماء وأدباء واسماء آلهة في الأساطير زغيرها.
كما لم ينس الكاتب الحزازير الشعرية التي سبق وتعرف اليها من خلال مطالعاته , لنجد انفسنا أمام أنسان مثقف ومتعلم ومطالع من الدرجة الأولى..فعل سبيل المثال :
خبروني عن شيء أوسع ما فيه فمه
وآبنه في بطنه يرفسهُ ويلكمه
وقد علا صياحه ولم يجد من يرحمه ( الجرن للقهوة او للكبة)
ثم يتحفنا بأحازير زجلية قالها الزجالون في محاوراتهم الزجلية , وأخرى في التعجيز اللغوي واللفظ كما اعتاد آباؤنا واجدادنا أن يحزرونا اياها لنقولها بونكررها بسرعة دون ان نغلط مثل:
خيط حرير على حيط عمي خليل
وحزازير اخرى تتتعلق بنوع القربى مثل:
عمتك اختك ابيك خال ابنها ماذا يكون لك؟ (أبي)
وأخرى تعتمد على الذكاء وسرعة الخاطر والفهم مثل-
شاب يحتفل دائما بعيد ميلاده ولما بلغ 24أو شاب يحتفل دائما بعيد ميلاده ولما بلغ 24 سنة تبين له انه لم يحتفل بعيد ميلاده سوى 6 مرات لماذ؟ ( لأنه ولد في 29 شباط)
ولا يكتفي الكاتب بالحزازير المحلية ولإنما يتعداها الى الخارج ليأتينا بحزازير من العالم العربي مثل لبنان وفلسطين وقرى الجولان مثل- قبر يمشي بصاحبه( حوت النبي يونس عليه السلام)
وحتى يسهل على القارئ اعتمد المؤلف في نهاية كتابه لتبويب الأمثال حسب حروف الأبجدية ...ليخختم كتابه برسومات توضيحية للأمثال رسمت بريشة الرسام الموهوبة ايمان لتكون بهجة للناظر ومتعة للفكر .
وأخيرا أترك للقارئ السفر في رحلة ممتعة عبر صفحات الكتاب ليكتشف مكنوناته وليعش ويعيد ذكريات طفولته وأيام صباه وليكون له مادة يتسلى بها مع اولاده واصدقائه في ساعات الفراغ لتغنيه عن اغراءات وسائل الإعلام المرأية ولو قليلا لينشط ذاكرته ويوسع معرفته ومعلوماته..

فبوركت أخي سعيد وامد الله في عمرك ولتبق عاشقا للتراث وتتحفنا بالمزيد مما في جعبتك والى الأمام ..

الله يرحم ايام زمان لما كانوا جدودنا يحزرونا
الحزازير ويحكولنا قصص عن الملوك والامراء .
اتذكرت حزورة حلوي من هيذيك الايام ...

(( قوم فديني يا أنيس , عن بنت خلقت بلا قميص ,
بتحط المشط بجيبتها , وبتصيح يارب التخليص ))

عن شوووو ؟؟؟؟ .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تحياتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي

............................................................................

يعطيكي الف عافي اخت امال
والف شكر للأخ مالك صلالحه
وللكاتب الأخ سعيد النبواني عنجد ماخذ وقت وتعبان في هالكتاب ..
لكن اختي من شغل قلبه بالتوحيد لا يوجد مكان للنكت والفوازير ، سامحوني وص...ه استحي من حالي لما بفوت هون
نيال اهل الخير كيف ما عندهن وقت للتسليه وشاغلين لبهم بالذكر الحكيم والمناجاة والخشوع
نحا في غاية اللهو والترفيه والتقصير انا عن حال
وانشالله يقدرني ان اقطع نهائي وسامحوني ..
الحقيره لله شومريه موحدة