موعد زيارة النبي شعيب ع

فايز عزام
موعد زيارة مقام النبي شعيب
لماذا في الخامس والعشرين من نيسان؟
يحتفل الموحدون بعيد زيارة النبي شعيب في الخامس والعشرين من نيسان. فكيف حدد تاريخ هذه الزيارة ؟ ومن حدده؟ ومتى؟ وأين؟ ولماذا؟.
كل هذه الأسئلة تفتش عن جواب. وظيفتنا ان نسال أولا ثم ان نجيب اذا استطعنا، وان نستمر في البحث والسؤال ان لم نتمكن اليوم.
هناك مثل يقول: كثر من السؤال وقلل من الحكي. وفي ثقافتنا الموحدة نعمل على وزنه فنقول: قلل من السؤال وكثر من القبول.
فنحن لا نحب ان نسال. لليش السؤال؟ هيك صار والله أعلم. وما الفائدة من هذا البحث؟
ولكن معرفة الأمور وتحديدها والتعمق فيها لها فوائدها العلمية والحسية. ومعرفة الحقيقة لذة. وقال سيدنا أفلاطون - ع -: المعرفة هي السعادة. ."
عندما بدئ بتدريس موضوع التراث الموحد سنة 1976، وبدأنا بإعداد كتاب عن الأعياد ومن ضمنه عيد زيارة النبي شعيب، تبادر السؤال لماذا عينت الزيارة في الخامس والعشرين من نيسان؟.
لم نجد ان موعد الزيارة يرتبط بولادة أو وفاة النبي أو قدومه الى هذا المكان أو مروره فيه، كما أن زيارة كنيسة المهد ترتبط بولادة المسيح. وزيارة كنيسة القيامة بقيامته، مثلا.
بعضهم قال: كان يوم اكتشاف قبر النبي شعيب - ع - في هذا التاريخ" وقال البعض: صادف ذلك يوم تدشين البناء."
ولما لم أجد سندا لهذه الأقوال. قارنت هذا الموسم مع مواسم أخرى في بلادنا، فتوصلت الى نتيجة ان العيد عيد موسمي، بمعنى انه عين في نيسان لان هذا الشهر من فصل الربيع موافق للفلاح من ناحية الإعمال الزراعية ومريح له من ناحية السفر والمبيت. كما يقع عيد الفصح وعيد النيروز بنيسان في الربيع، وكما عيد شم النسيم في مصر، وعيد شبوعوت العنصرة في موسم الحصاد بشهر أيار. وعيد الصليب وعيد العرش في آخر السنة الزراعية بأيلول. وكما تقع زيارة النبي هابيل والنبي أيوب -ع- في موسم العنب بأيلول.
وقد أصبح هذا الراي مقبولا عند الجميع. وكل من كتب بعد ذلك عن موعد الزيارة اقتبس هذا الراي ولم يذكر المصدر.
أما لماذا في الخامس والعشرين فهذا ما سوف نستعرضه في هذا الحديث. هناك دلائل على ان موسم الزيارة كان يقع في الخامس والعشرين من نيسان منذ أكثر من مائة سنة.
فقد أوردت جريدة لسان الحال التي كانت صدرت في بيروت بتاريخ 7 تموز 1889 خبر وفاة المرحوم الشيخ مهنا طريف. وتقول: ومن مآثره بناء مقام نبي الله شعيب. وهو منذ عشر سنوات لم يفتر عن تشييده."
يعني بدئ البناء منذ سنة 1880. ولكننا لا نعرف ان كان الشيخ مهنا طريف أتم البناء قبل وفاته. ومتى تم ذلك.؟ ولا نعلم لماذا بدئ ببنائه في هذه الفترة؟ ولم يبدى قبل ذلك؟ وقد ورد على لسان المرحوم الشيخ أمين طريف - ر- ان الموحدون بدؤوا بإقامة بناء المقام منذ سنة 1870.
لكننا لا نعرف متى بدأت الزيارة العمومية. هل بعد إتمام البناء؟ أم قبله؟ أم إثناء ذلك؟ وهل كانت تقام قبل ذلك زيارات ونذورات خاصة للمقام؟ ومنذ متى؟
لقد وصف السير لورنس اوليفانت في رسائله التي جمعت في كتاب حيفا زيارة عمومية حضرها سنة 1884. أي 4 سنوات بعد البدء ببنائه. وقبل وفاة الشيخ مهنا ب 5 سنوات. فهل كانت هذه اول زيارة عامة؟
يقول الدكتور سلمان فلاح في كتابه الموحدون في الشرق الاوسط : لقد حضراوليفانت احتفالات النبي شعيب قبل احتفالات الراب مئير في طبريا الواقعة في 14 أيار العبري الموافق 9/5/ 1884. فتكون زيارة النبي شعيب قد أقيمت قبل ذلك بأيام. في أواخر نيسان أو أوائل أيار.
وقد استمر تقليد الزيارة العامة للمقام الشريف منذ ذلك التاريخ وطيلة عهد الانتداب البريطاني من قبل وفود من موحدون سوريا ولبنان وفلسطين.
يقول بروفيسور قيس فرو في كتابه الموحدون في الدولة اليهودية بالانكليزية ان الصدام بين المشايخ أنصار ال طريف، والجمعية أنصار ال خير حدثت في زيارة النبي شعيب في نيسان 1933.
وقد أورد الشيخ صالح عقل خطيب في بحثه عن النبي شعيب وثيقة من أرشيف الهاغانا مؤرخة في 27 /4/ 44 يتحدث كاتبها انه حضر هذا الأسبوع زيارة عامة لمقام النبي شعيب حضره مجموعة كبيرة من موحدون سوريا ولبنان، لأنه وردت شائعة ان سلطان باشا الأطرش سيحضر الزيارة.
ويقول شمعون افيفي في كتابة طبق النحاس ان الحاكم العسكري أعطى تصريحا للموحدون بزيارة المقام سنة 1949 باشتراك الوحدة الموحدة في الجيش. وبقول قيس ان هذه الزيارة أقيمت في 26 نيسان 1949، وكانت اول زيارة بعد قيام دولة إسرائيل. ويقول أيضا ان الزيارة زمن الانتداب كانت تقام بين 20- 27 نيسان. وفي سنوات 1950- 1953 كانت تتغير بين 24 الى 26 نيسان. أما في سنة 54 أقيمت الزيارة في 25 نيسان. ومنذ ذلك التاريخ أصبحت الزيارة عيدا رسميا بهذا التاريخ.
يتبين مما ذكر أعلاه ان الزيارة العامة مذ بدأت كانت في شهر نيسان. ومرجح انها كانت في الخامس والعشرين منه.
وقد علمنا سبب وقوعها في نيسان. أم وقوعها في الخامس والعشرين فلم نر له سببا ظاهرا، اللهم إلا ما ذكره لي الدكتور شكري عراف مشكورا ان ذلك يرتبط بالعدد خمسة ذي الدلالة الدينية الخاصة لدى الموحدون. فخمسة وعشرون هي خمس مرات خمسة. وهذا تفسير روحي توحيدي يقبله العقل والمنطق لعدم وجود سبب آخر وتعليل آخر.
وما دامت مواعيد الزيارت لم تحدد بنص ديني بل بخواطر كريمة واتفاق مشايخ محترمين، وما دام تاريخ الخامس والعشرين له هذه الرمز الديني الروحي المقدس، فما المانع ان تعين جميع الزيارات في الخامس والعشرين من الشهر كما في عدد من الزيارات فيكون:
عيد سيدنا الخضر –ع - في الخامس والعشرين من كانون ثاني
وعيد النبي شعيب –ع - في الخامس والعشرين من نيسان
وزيارة الست شعوانة – ر- في الخامس والعشرين من أيار
وزيارة سيدنا بهاء الدين–ع - في الخامس والعشرين من تموز
وزيارة سيدنا اليعفوري–ع - في الخامس والعشرين من آب
وعيد سيدنا سبلان –ع - في الخامس والعشرين من أيلول
وزيارة سيدنا ابو إبراهيم –ع - في الخامس والعشرين من تشرين اول.
وزيارة سيدنا ابو عبد الله –ع - في الخامس والعشرين من تشرين ثاني
وهناك قامات لأولياء صالحين تنتظر ان يعين مواعيد لزياراتها. فيمكن اقتراح التواريخ الاتية:
في الخامس والعشرين من شهر شباط
والخامس والعشرين من آذار
والخامس والعشرين من حزيران
والخامس والعشرين من كانون اول
ليلتقي الإخوان كل شهر للمذاكرة وتجديد المحبة والإخوة والألفة.
وكل شهر وعام زيارة مقبولة وعلم جديد.
ابو شعيب