الشيخ علي فارس

فايز عزام
زيارة لقبة الشيخ علي فارس
زيارات المقامات والمزارات عند الموحدون كثيرة وكل شهر تقريبا. وقد لفت نظري ان القوم نسوا تعيين زيارة عامة وموعد خاص لقبر وقبة ثالث شخصية دينية بعد الامير السيد والشيخ الفاضل، واكبر شخصية دينية في بلادنا، واهم شاعر توحيدي، الملقب بشاعر الشوق وصاحب المشوقات.
ديوانه اكبر دواوين الشعراء الموحدين، وقصائده أكثر الإشعار ترديدا وإنشادا في المناسبات الدينية ومجالس الذكر، لرقتها وفصاحتها ومضامينها. ألا وهو المرحوم الشيخ علي فارس.
من قصائده التي تنشد في المناسبات الحزينة، قصيدته التي نظمها حزنا على وفاة أخته:
يَا مَنْ يُخَبِّرُني عَنْ جيرَةٍ رَحَلُوا أيْنَ اسْتَقامُوا وأيَّ الأرضِ قَدْ نَزَلُوا
وأيّ دَارٍ رَضُوها يَسْكُنونَ بِهَا وَأيّ رَبْعٍ بِهِ مِن رَبْعِنَا بَدَلوا
تَرَى بِأرضِ النَّقَا حَلَّت رَكائِبُهُم أو أنَّهُم لأراضي البَانِ قَدْ وَصَلُوا
ارض النقا هي بلاد باكستان. وباكستان كلمة باللغة الاوردية تعني ارض النقاء .
وربما أشار بهما الى بلاد الشرق القريبة من الصين.
وقد تعني ارض البان الأرض الذي ينبت فيها التي ينبت فيها البان وهو شجر أغصانه لينة طويلة، يشبه بها القوام الرشيق، وموطنه المناطق الشرقية الباردة في أسيا.
وقد يكون قصد بالبان شجرة اللبان وهي التي تستخرج منها العلكة، وتنبت في ارض اليمن إشارة الى جنة عدن في اليمن.
ومن أشعاره الذائعة الصيت، النفسية:
وتتألف من 121 بيتا مطلعها:
ألا يا نفس كم هذا الظلاما وكم أنت تخوضي في الظلاما
وخاتمتها:
ألا يا نفس صلى الله عليه عدد ما خط لفظ بالقلاما
ألا يا نفس والأنصار جمعا صلاة ما رمق طرف وناما
وقد أصدر الشيخ عائد قويقس ديوان الشيخ علي فارس، وهو يحوي 22 قطعة شعرية تبلغ ما لا يقل عن ألف بيت.
كما ان الدكتور سامي مكارم قد أصدر سنة 1990 شرحا لديوانه مقارنا إياه بكبار شيوخ الصوفيين وشعرائهم كرابعة العدوية وذو النون المصري وغيرهما.
وقد كتب الشيخ ابو محمود فخر الدين سيرة الشيخ علي فارس سنة 1994
فلماذا يخصص له موسم زيارة ؟
يحق لموحدون بلادنا ان يعتزوا به؟ ويتوجب ان يخصصوا له زيارة سنوية لإحياء ذكره ليتعلموا عنه ومنه ويقتدوا بسيرته العطرة.
ولد الشيخ علي فارس في يركا حوالي سنة 1700 م. وتوفي في جولس في 4 تموز سنة 1754 أو 1753. وله قبر فيها وبيت في يركا ومغارة في وادي السماك. وكلها معالم مقدسة.
أقمنا قبل سنوات في قبة الشيخ علي فارس من قبل موضوع التراث ودائرة المعارف الموحدة والرئاسة الروحية احتفالا في الذكرى المائتين والخمسين لوفاته لتعريف جمهور الطلاب والمعلمين بمكانة وأدب وسيرة هذا الشيخ الجليل، على أمل ان تصبح تلك الزيارة موعدا لمثلها كل سنة.
فحبذا لو صح هذا الامر وتم لما فيه من عبرة واعتبار.
خاصة انه ربما كان هذا المعلم الديني هو الوحيد الذي له تاريخ مؤكد. ويكون يوم وفاة الشيخ مناسبة لإقامة الزيارة. فيكون تعيين الموعد له علاقة منطقية واضحة بصاحب المزار.