رثاء الأمير السيد (ق) لإبنه عبد الخالق الذي توفي يوم زفافه

أيها الناس ... إنا لله وإنا إليه راجعون .


يطوي العمر الجديدان ولا فوت من الموت ، ولكم عند الله من الخير ما تكنزون ، ومن الشرّ ما تكسبون .
نحن وإياكم في قبضة المالك ، وهو المنّجي برحمته من المهالك ، فعليكم بقبول أمر الله طاعة وصبرا ، والإنابة إلى رحمة الله سرّا وجهرا .

فطوبى لمن قبل أوامر الله بالطاعة ، وجعل مدّة الحياة ساعة ، وركب جواد القناعة ، وقّيد نفسه قّيد وديعة ، وجعل من حقّ المّوت أمانة الرضا بتسليم الوديعة .

أيجوز أن يعترض العبد على ربّه ما أبدع ؟! أو يغضب في قبضة ما أودع ؟! أو يعصي قول الله فيما أنبأ به وهو سميع ؟! أو يظنّ أنّ حكم الله وقدره لهما ردّ أو مدفع ؟! .

أيها الناظرون إليّ ... أتظنون أنّ صبري على فقد ولدي الصالح جهالة ؟! أو ترك إعتراضي فيه على القضاء ضلالة ؟! أم أنّي نسيت من علمه وحزمه وحلمه وأفضاله ورفعته وصدقه وطاعته وإحتماله ؟! ... كلا ... بل إنّ الصبر العظيم مطّية من إتّقى ، والرضا والتسليم منارة من إرتقى .

أيها الناس ... إنّ الله خلقكم وأسبغ عليكم نهمه وعطاياه ، وفرض عليكم الحقّ ، وقبله منكم وإرتضاه ، ونهاكم عن الباطل ، وحذّركم من سخطه ، فويل لمن عصاه .

أنتم كسمكة خلقها الله بإرادته ، وأعطاها سبعة أبحر ، فهي تغوص وتعوم وترزق ولا يحيط بها قرار .
خلقكم من غير شيء ، وغمركم بالرّحمة ، ونقلكم من ضيق الدنيا إلى فسيح النعمة ، أما ترضون بالشفيق الرفيق القادر الطاهر المعطي المانع الحاكم بالعدل والإنصاف ؟! .

أتظنون أنكم إذا إعترضتم عليه تبلغون مرادكم ؟! أم تزعمون أنّكم إذا أهملتم طاعة مولاكم وركبتم هواكم تخلصون من بلاكم ؟! .

أيها الناس ... لقد بلغ العّجز آخره ، وحكم فيه خالقه وقادره ، وعما قليل يظهر الجزاء ، ويعرف العامل عمله أوّله وآخره ، ولا يُضّيع مثقال ذرّة ناهيه وآمره .

كلمات تزرع السكينة في القلوب
و تلامس جدار الروح
و تبني خيامها فيها و ترفض الرحيل
كلمات تجرح القلوب و تدمع العيون
فالمصاب جلل
وحروف السيد ستبقى المنارة التي تنير درب اجيالنا
و تبقى حروفه الاهات التي تعانق السماء
مشكورة
تقبلي مروري
ننتظر المزيد
صديقان نحن الى ان ينام القمر
دمشق 15-8-2013م

هذا موقف مثل الكثير من العبر ليعتبر منها الناس
لا عجب وهو من السيد الامير ق