فصل في مناقب معروف الكرخي رضي الله عنه

بسم الله الرحمن الرحيم

فصل في مناقب معروف الكرخي رضي الله عنه ونفعنا به

هو معروف وهو والله بكل الخير موصوف وكنيته ابو محفوظ واسم ابيه فيروز وهو منسوب
الى كرخ بغداد وكان ابواه نصرانيين وكان معروف في صغره يصلي بالصبيان وكان يعرض
الاسلام على ابيه وامه فيضجان منه فاسلماه يوما الى معلم دينهما ليعلمه فاجلسه قدامه وقال
له يا بني انت وابوك وامك كم انتم في العدد فقال ثلاثة
فقال له المعلم قل ثالث ثلاثة فصاحت بمعروف فصاحة الغيره اياك ان تذكر غيره فتهوي
في مهاوي الحيره واحذر ان تجاوز من الاحد الى احد فتضرب بسياط البعد والكمد
قال معروف فطاب لي سماع هذا الخطاب ثم رفع لي الحجاب وزال الاحتجاب فرايت
كاسا من المحبة والاخلاص مكتوبا عليه بقلم القبول والاختصاص على الجانب الواحد
والهكم اله واحد وعلى الثاني لا تتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد وعلى الثالث لقد كفر
الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة وما من اله الا اله واحد وعلى الرابع انني انا الله لا اله الا انا فاعبدوني
فلما شربت ذلك الكاس ذهب عني الباس وزال الهم والالتباس فغبت في سكرتي وطبت في حضرتي
وناديت بلسان فكرتي وقلت شعرا

جسدي على حكم الضنا موقوف ابدا وطرفي بالبكا مطروف
والقلب حول حماكم ورضاكم يسعى على قدم الصفا ويطوف
وبكم عرفت فكيف تنكر حالتي والفضل ان لا ينكر المعروف

قال ثم قال له المؤدب قل ثالث ثلاثة قال بل هو واحد احد فضربه المؤدب ضربا مبرحا ثم احضره
وقال قل ثالث ثلاثة فقال بل هو واحد احد فضربه اشد من الاول وامر اباه بحبسه فحبسه في خزانة
فمكث فيها ثلاثة ايام كل يوم يرمون له رغيفا وشربة ماء فبكت امه وقالت لابيه ان ولدك صغير
واخاف عليه ان يعتريه جنون في هذه الخزانة فلا اطيقه في هذا الحال فاخرجه منها ففتحا عليه الباب
فوجد الثلاثة ارغفة لم تكسر فراوداه على الخروج فابى فقالا له ما تريد بحبسك في هذه الخزانة فقال
ان الحبيب الذي حبستماني من اجله وجدته عندي فانسني وانشد يقول في المعنى شعرا

واحد لا شيء يشبهه ابدا قلبي يوحده
لو راه الجاحدون له لراوا لا شيء يشبهه
هو فرد والفؤاد له عن جميع الخلق افرده
انا معروف بخدمته يا عذولي كيف انكره
حيث ما وجهت فهو معي هات قل لي كيف اجحده

قال فلما الجوا عليه خرج فساح على وجهه فبقي اياما لا ياكل طعاما ولا يذوق شرابا ولا يستظل بشجرة
فجعل ابواه يبكيان عليه ويقولان ليته يرجع اليناعلى أي دين كان نتبعه ونوافقه على ما يريد فلما كان بعد
مدة طرق الباب فقيل من فقال معروف فقالا على أي دين قال على دين الاسلام فخرجا اليه واعتنقاه واقبلا
عليه واسلما على يديه وانشد شعرا

تعالوا بنا نصطلح فباب الرضى قد فتح
وداووا الفؤاد الذي بسيف الجفا قد جرح
فيا مدعي حبنا دع الروح ثم اطرح
ووجد جمال الحبيب وقل للعذول استرح

وقال معروف الكرخي رضي الله عنه من قضى لاخيه المسلم حاجة كان له من الاجر كمن حج واعتمر
وقال معروف رضي الله عنه من قال عند منامه باخلاص نية وتوبة صادقة استجاب الله دعاه وغفر له
وهو هذا الدعا اللهم لا تامنا مكرك ولا تنسنا ذكرك ولا تكشف عنا سترك ولا تجعلنا من الغافلين اللهم
ابعثنا في احب الساعات اليك حتى نذكرك وتذكرنا ونسالك فتعطينا وندعوك فتستجيب لنا ونستغفرك
فتغفر لنا

ومن كراماته رضي الله عنه انه قال له رجل يا ابا محفوظ بلغني انك تمشي على الماء فقال له معروف
ما مشيت على الماء قط ولكن اذا هممت بالعبور فيجتمع لي طرفا الماء فاتخطاه
وقال محمد بن مخلد يقول الناس ان معروفا يمشي على الماء ويستنكرون ذلك فوالله لو قيل انه يمشي في
الهواء لصدقت وقال عبد الوهاب ما رايت ازهد من معروف ومن كلامه رضي الله عنه انه قال اذا اراد
الله بعبد خيرا فتح له باب العمل واغلق عنه باب الكسل واذا اراد الله بعبد شرا فتح له باب الكسل واغلق
عنه باب العمل وساله يحيى بن معين فقال له يا ابا محفوظ ما تقول في سجدة السهو فقال عقوبة للقلب
لمن اشتغل وغفل عن الصلاة واقام معروف يوم الصلاة ثم قال لمحمد بن ابي توبة تقدم فصل بنا وذلك ان
معروفا كان يؤذن ولا يام ويقيم الصلاة ويؤم غيره فقال له محمد بن ابي توبة ان صليت بكم هذه الصلاة
لم اصل بكم صلاة اخرى فقال له معروف وانت تحدث نفسك ان تصلي صلاة اخرى نعوذ بالله من طول الامل
فان طول الامل يمنع خير العمل ومن كلامه ايضا رضي الله عنه الدنيا اربعة اقسام المال والكلام والطعام والمنام
فالمال يطغي والكلام يلهي والمنام ينسي والطعام يقسي وقال سري السقطي رحمة الله سمعت معروفا الكرخي
يقول من كابر الله صرعه ومن نازعه قمعه ومن ماكره خدعه ومن توكل عليه حفظه ومن تواضع له رفعه
وينشد شعرا

تواضع لرب العرش علك ترفع فما خاب عبد للمهيمن يخضع
وداو بذكر الله قلبك انه لا شفى دواء للقلوب وانفع
ولا تغترر بالمكر منك وبالمنى فمن خادع الله العظيم سيخدع

وسئل معروف رضي الله عنه باي شيء يخرج حب الدنيا من القلب قال بصفاء الود وحسن المعامله وقال
للفتيان علامات ثلاث وفاء بلا خلاف وعطاء بلا سؤال ومدح بلا جود وللاولياء ثلاث علامات همهم الله
وشغلهم فيه وفرارهم اليه وجاء رجل الى معروف فقال له يا سيدي كيف اصل الى الله تبارك وتعالى قال فاخذ بيده واتى به الى دار المؤمنين هارون الرشيد فوجد على الباب عبدا مكسورا واقفا على الباب وانشد في المعنى شعرا

العبد واقف على ابوابكم مكسور واحسرتي ان امت في حبكم مهجور
ياليت شعري ترى هل يعيق الماسور عسى اذا ما التقينا ينمحي المسطور
اقسم عليكم يكن ما بيننا مستور فامحو باحسانكم ما قد حوى الدستور
كيلا العدى يسمعوا حين يقرا المسطور
نرجع بفضيحة وقلبي مبتلي مكسور

ومما يدل على شدة خوفه رضي الله عنه قال ابو بكر بن طالب دخلت مسجد معروف الكرخي رحمه الله وكان في منزله فدخل الينا ونحن جماعة فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرددنا عليه السلام فقال حياكم الله بالسلام في دار السلام ونعمنا واياكم في الدنيا بالاحزان وفي الاخرة برضى الرحمن ثم اذن فلما اخذ في الاذان اضطرب وارتعد حيث قال اشهد ان لا اله الا الله وقام شعر حاجبه ولحيته حتى خفت انه لا يتم الاذان وانحنى حتى كاد ان يسقط وقال عبد الله بن محمد الوراق رحمه الله كنا جلوسا مع ابي محفوظ في المجلس مرارا وهو جالس يتفكر ثم يفرغ ثم يقول واغوثاه حتى يرتج من صياحه كل من حضر المجلس وقال القاسم البغدادي كنت جار معروف الكرخي رضي الله عنه فسمعته ليلة ينوح ويبكي وينشد هذين البيتين

أي شيء تريد مني الذنوب شغفت بي فليس عني تغيب
ما يضر الذنوب واعتقتني رحمة لي فقد علاني المشيب

وقال يحيى بن ابي الحسن رحمه الله سمعت معروفا الكرخي رضي الله عنه يقول رايت رجلا بالباديه وهو شاب حسن الشباب نقي الاثواب وله ذوابتان وعلى راسه رداء قطن وعلى بدنه قميص كتان وفي رجليه نعل طاق قال معروف فتعجبت منه في مثل ذلك المكان فسلمت عليه فرد علي السلام فقلت من اين فقال من دمشق فقلت ومتى خرجت منها قال ضحوة النهار فتعجبت منه وكان بينه وبين دمشق مسافة بعيدة ومراحل كثيرة فقلت واين تقصد قال مكة فعلمت انه محمول بالعنايه فودعته ومضى فلم اره بعد ذلك الوقت حتى مضى ثلاث سنين فلما كان ذات يوم من الايام وانا جالس في منزلي اتفكر واذا بالباب يطرق فخرجت فاذا هو صاحبي فسلمت عليه وادخلته المنزل وقلت ومرحبا فرايته منقطعا والها حافيا حاسرا فقلت له ما الخبر فقال يا استاذ لاطفني حتى ادخلني الشبكة فرماني فمرة يلاطفني ورة يهددني ومرة يجيعني ومرة يكرمني فليته اوقفني على بعض اسرار اوليائه ثم يفعل بي ما يشاء قال معروف فابكاني كلامه فقلت له حدثني بعض ما جرى عليك منذ فارقتني فقال هيهات اريد ان ابديه وهو يريد ان اخفيه ثم استغرقه البكا فقلت وما فعل بك فقال جوعني ثلاثين يوما فجيت الى قرية فيها مقثاة فجعلت اكل من الورق فنظرني صاحب المقثاة فاقبل يضربني على ظهري وبطني وعلى وجهي ويقول يا لص ما سرق مقثاتي غيرك وانا منذ كم ارصدك حتى وقعت عليك والله لاعذبنك بانواع العذاب فبينما هو يضربني اذ اقبل فارس نحوي مسرعا وانتهره وقلب السوط على راسه وقال له ويلك تعمد الى ولي من اولياء الله فتضربه وتهينه وتقول له يا لص ولم ياكل من مقثاتك غير الورق فجعل صاحب المقثاة يقبل يدي وراسي ويعتذر لي ويقول لا تؤاخذني وذهب بي الى منزله واكرمني واحسن الي وسبل مقثاته للفقرا والمساكين من اجلي فقلت له لي صاحب اسمه معروف الكرخي فقال صف لي معروفا فوصفتك فما استتم كلامه حتى طرق الباب صاحب المقثاة ودخل الينا وكان موسار غنيا فخرج عن جميع ماله وفرقه على الفقراء والمساكين وصحب الشاب
سنة ثم خرجا الى الحج فحجا واعتملاا وماتا جميعا رحمة الله عليه ودفنا بالمعلاة وانشد معروف شعرا

موضوع: تكملة الإثنين ديسمبر 22, 2008 4:00 pm

الله حسبي له الاكوان ايات فيها لمعرفة الرحمن اثبات
انظر الى كل مخلوق تعاينه اذ يعتريه من التغيير حالات
جمع وفرق وصفو بعده كدر قرب وبعد واعراض واخباث
وكم سرور اتى من بعده غصص وكم اتت بعد احزان مسرات
تصريف رب كريم واحد صمد وكل فعل له في اللوح ميقات
لله ايام انس قد صبحت بها قوماهم في سلوك الخير سادات
قوم مضو وكانت الدنيا بهم نزها والدهر كالعيد والاوقات طاعات
ماتوا وعشنا فهم عاشوا بموتتهم ونحن في صور الاحياء اموات
هم الاحبة ان حلو وان رحلو على مضاجعهم مني تحيات
اضحت احاديثهم ما بيننا سمرا وذكر اوقاتهم للقلب اقوات
بيننا نرى مجمع الاحباب منتظما مثل التريا لها شهب منيرات
يا صاح بادر الى زاد تحصله ولا تسوف فللتاخير افات
يا رب صلي على اعلى الورى شرفا المصطفى ما علت بالذكر اصوات
واله على اصحابه فلهم مني السلام عليهم والتحيات

ومن دعائه رضي الله عنه انه قال اللهم يا من وفق اهل الخير للخير واعانهم عليه وفقنا للخير واعنا عليه
وجاء رجل الى معروف رضي الله عنه فقال ادع الله تعالى لي ان يلين قلبي يا ملين القلوب لين قلبي قبل ان تلينه عند الموت وقال سري السقطي رحمة الله عليه كل هذا الخير الذي انا فيه ما نلته الا ببركة معروف الكرخي رضي الله عنه وذلك اني انصرفت مرة من صلاة فرايت معروفا ومعه صبي اشعث وهوباك مكسور القلب فقلت له مالي ارى معك هذا الصغير باكيا فقال لي رايت الصبيان يلعبون وهذا الصبي واقف منكسر لا يلعب معهم فسالته فقال انا يتيم مات ابي ولم يخلف لي شيئا وليس معي شيء العب به مع الصبيان فاخذته معي لعلي اجمع له نوى يلعب به ويفرح فقلت له اعطني اياه حتى اصلح من حاله ما تشعث فقال لي اتفعل ذلك قلت انشاء الله قال خذه اغنى الله قلبك بالايمان وعرفك الطريق اليه في السر والاعلان قال السري فاخذت الصبي ومضيت به الى السوق وكسوته كسوة حسنه واشتريت له جوز فلعب به مع الصبيان نهاره كله وفرح فقالوا له من فعل بك هذا المعروف فقال سيدي السري ومعروف ولما مضى الصبيان اتى الي وهو فرحانن فقلت له كيف كان يومك هذا فقال لي يا عم كسوتني من ملابس الاحسان وجبرت قلبي بعد الكسر والاحزان وفرحتني بين الصبيان فالله تعالى يجبرك بين يديه ويفتح لك طريق الوصول اليه فسررت بذلك سرورا شديدا وجدد لي بالفرح عيدا جديدا شعر

كرر حديثهم فما احلاه والذه عندي وما اشهاه
روح بهم روحي وحدث عنهم فحديثهم للقلب ما اهناه
بالله واهتف مرة اخرى بهم فعسى ينال الصعب منه مناه
فلنا رموز اليس يعرف شرحها الا الذي نشر الهوى وطواه
ولقد تنادمنا بكل لطيفة سرا ولم تتلفظ الافواه

وقال اعمر بن عبد الله الكرخي رضي الله عنه كان بجواري رجل نصراني فبينما انا ذات يوم في منزلي اذا به قد اتاني فقال لي يا عامر لي عليك حق الجوار وانا اسالك بحق خالق الليل والنهار الا ما مشيت بي الى ولي من اولياء الله الاطهار فتساله ليدعولي ان يرزقني الله ولدا فقلبي اليه مشتاق وفي كبدي منه لوعة واحتراق قال فاخذته ومضيت به الى معروف الكرخي رضي الله عنه واخبرته بامره فدعاه معروف الى الاسلام فقال له يا ابا محفوظ انك لن تقدر على هدايتي الى الاسلام الا ان يهديني الملك العلام وانا اسالك الدعا فيما جئت فيه والسلام فرفع معروف يديه وقال اللهم اني اسالك ان ترزقه ولدا يكون بارا بوالديه ويكون سبب اسلامهما على يديه فاستجاب الله دعاه ورزقه ولدا افاق بكمال عقله على اهل زمانه وعلا بنجابته على ابناء جنسه واقرانه فلما كبر اتى به ابوه الى معلم دينهم ليعلمه كتابهم ويوضح له اسبابهم فاجلسه المعلم بين يديه ودفع اللوح اليه وقال له قل قال وما اقول ولساني عن تثليثكم معقول وقلبي بحب ربي مشغول فقال له المعلم يا بني ما عن هذا سالتك فقال عما سالتني قال سالتك عما جئت الى تعليمه فقال له علمني شيء يقبله عقلي ويدركه فهمي ونقلي فقال له يا بني قل الف فقال الصغير الف الوصل كل قلب الف كل قلب بحبيب صفاته ازليه فقال له المعلم يا بني قل باء فقال باءعين البقاء افنت نفوسا لم يدع حبه لها بقية فقال له قل تاء فقال تاء توبة القلوب تكشف عنها كل شك تكون منه بريه فقال له قل ثاء فقال ثاء ثوب الثبات ثبتت قوما قد ثووا في المقاعد العدنيه فقال له المعلم يا بني قل جيم فقال جيم نور الجمال يجلى عليهم في تجليه بكرة وعشيه فقال له قل ح فقال حاء حمد الاله احيت قلوبا فحماها من الحظوظ الدنيه فقال له قل خ فقال خاء خوف الاله اذهب كل حزن لهم وكل رزيه وما زال يلقنه المعلم حرفا حرفا وهو يجيب عنه بكلام منظوم مرتب الى ان ذهل عقل المعلم وطاش ووجد من قلبه بما سمعه منه انتعاش وعلم ان كل دين غير الاسلام لاش وانشد شعرا

اما والذي ابكى واضحك والذي
امات واحيى والذي اخرج المرعى
لقد خاب من يسعى الى غير بابه
وضل الذي يوما الى غيره يدعا
هو القصد لم اقصد سواه فمن سعى
الى غير ذلك الباب يا خيبة المسعى
هو الماجد البر الرحيم وغيره
من الناس لا يستطيع ضرا ولا نفعا
يرى العبد يعصيه ويستر ذنبه
ويرزقه من غير ما انه يسعى
يعامل بالغفران والصفح من عصى
ويوصل من يستوجب الهجر والقطعا
فسبحانه لا رب في الكون غيره
يحب الذي يلقي الى قوله السمعا

قال فلما سمع المعلم كلامه الذي سلب عقله واشجاه علم ان ما انطقه بذلك الا الذي خلقه وسواه فعند ذلك قال في سره ونجواه اشهد ان لا اله الا الله ثم اخذ الصبي واتى به الى ابيه فلما راهما ابوه قد اقبلا صار وجهه بالبشر متهللا فقال للمعلم كيف وجدت ولدي في ذكائه وفطنته فقال له المعلم اصغ الى مقالته ثم اعرض عليه المقال فقال ابوه والذي يغيث المضطر والملهوف ما نال ولدي هذه المنزلة الا ببركة دعوة معروف ثم قال الحمد لله الذي انقذنا بك يا بني من الضلال بعد ان كنا على اسواء حال وانا اشهد ان لا اله الا الله ثم اسلمت ام الصبي وكل من في الدار وكسروا الصليب وقطعوا الزنار وانقذهم الله بدعوة معروف من النار وانشد شعرا

ما مضى لا يعاد منكم فانا قد عفونا عما مضى واصطلحنا
ابشروا بالمنا فان حمانا من اتاه ينال ما يتمنى
فاز من جاءنا بذل واضحى من جميع الانام اعلى واغنى
والذي جاءنا بزهو وعجب خاب في الناس سعيه وتعنى
كم عزيز وافى حمانا مزلا حجبته ايدي الشقاوة عنا
والذي جاءنا باخلاص قلب حاز فضلا ونال عزا وامنا

وقال احمد بن العباس رحمه الله خرجت من بغداد اريد الحج فاستقبلني رجل عليهاثر العبادة فقال لي من اين خرجت قلت من بغداد هاربا لما رايت فيها من الفساد خفت ان يخسف باهلها فقال ارجع لا تخف فان فيها قبور ثلاثة رجال وهم حصن لها من جميع البلا قلت فمن هم فقال الاول معروف الكرخي رضي الله عنه والثاني بشر الحافي رحمه الله والثالث منصور بن عمار رحمة الله عليه قال فرجعت وزرت تلك القبور وحصل لي امر عظيم من الفرح والسرور وقال ابو الفتح رحمه الله رايت بشر الحافي رضي الله عنه في منامي في بستان وبين يديه مائده ياكل منها فقلت يا ابا نصر ما فعل الله بك قال رحمني وغفرلي واباحني الجنة باسرها وقال كل من جميع اثمارها واشرب من انهارها وتمتع بجميع ما فيها كما كنت تحرم نفسك الشهوات في دار الدنيا قلت فاين اخوك معروف الكرخي فحرك راسه وقال هيهات حالت بيني وبينه الحجب ان معروفا لم يعبد الله شوقا الى جنته ولا خوفا من ناره وانما عبده شوقا اليه فرفعه الى الرفيق الاعلى ورفع الحجب بينه ُوبينهِ فمن كانت له حاجت الى الله تعالى فليات قبره وليدع ُ فانه يستجاب له ان شاء الله تعالى وقال محمد بن عبد الرحمن سمعت ابي يقول قبر معروف مجرب لقضاء الحوائج وقال يحيى بن سليمان كانت لي حاجة وقد تعسرت علي فاتيت قبر معروف الكرخي رضي الله عنه فقرات قل هو الله احد ثلاث مرات واهديتها له ولاموات المسلمين ثم ذكرت حاجتي فما رجعت حتى قضيت وقال ابو بكر الخياط رايت في المنام كاني دخلت المقابر فاذا اهل القبور جلوس على قبورهم بين ايديهم الريحان واذا بمعروف قائم بينهم يذهب ويجيء فقلت له يا ابا محفوظ ما فعل الله بك اليس قد مت قال نعم ثم انشد شعرا

موت التقي حياة لا نفاذ لها
قد مات قوم وهم في الناس احياء

واما تاريخ موته قال ابو بكر العجوري رحمه الله مات معروف الكرخي رضي الله عنه سنة مائتين وقال ابو القاسم البصري حدثني نصر بن معين قال حدثنا ابي قال بلغني انه صلى على معروف الكرخي رضي الله عنه ثلاث مائة الف انسان وقال عبيد بن محمد الوراق جاء رجل من اهل الشام الى معروف الكرخي فسلم عليه وقال اني رايت في المنام يقال لي اذهب الى معروف الكرخي فسلم عليه فانه معروف في اهل الارض معروف عند انبياء الله واوليائه عليهم السلام وفي المعنى شعر

سلكت طريق الفقر ظنا بانني
اوافق بشرا او اصاحب معروفا
ودمت على حسن العبادة عاكفا
واصبح حسن الظن حولي معكوفا
ولم ابد يوما للخلائق صفحتي وما زلت في ثوب الصبابة ملهوفا
فما صح لي فقر ولا صح لي غنى بل ازددت في علم التقلب تعريفا
ولم ارَلي كالصالحين وسيلة الذ الورى عرفا واطيب معروفا
رجال اذا ما طبق الارض حاث رموزه بصدق العزم فانجاب مكشوف
هم العروة الوثقى وهم انجم الهدى بهم يحفظ الله الخلائق تلطيفا
اذا وجدوا في الوقت كانو طرازه وقد طرزوا من قبل ذاك التصانيفا
صفاتهم اسنى من الشمس والضحى واحسن من دار المراسل مصفوفا
فيا رب وفقنا لما قد منحتهم ووفقتهم كيلا نحاول تحريفا
وهبنا لهم ياذا الجلال فاننا عصيناك نرجو منك زجرا وتخويفا
وليس لنا من شافع غير سيد به الضر عنا عاد في الحشر مكشوفا
رسول الهدى مجلي الصدى كاشف الردى له قد غدا في الحشر بالناس تلطيفا
عليه صلاة الله ما سرت الصبا وزاد حماه من عطاياه تشريفا

وقيل لمعروف الكرخي رحمه الله يا معروف بماذا انت معروف وباي وصف في المحبة انت موصوف فقال يا قوم ويحكم هل يجهل المعروف او ينكر المالوف وهل يخفى القمر الا على البصر المكفوف اما تنظرون الى لبي المشغوف وقلبي الملهوف وعقلي المخطوف فكم خرقت في المحبة من صفوف وكم جرعت من كؤوس صرفها من حتوف وكم قرات في رموز شكلها من حروف حتى صرت بين اهل المحبة معروف ولو ان كنت مع رؤف لكنت عن طريق السعادة مصروف فان المستور باثواب غروره مكشوف والتبهرج بدعواه ترد عليه الزيوف وقال شعرا

جسدي على حكم الضنا موقوف
ابدا وطرفي بالبكاء مطروف
والقلب حول حماكم ورضاكم
يسعى على قدم الصفا ويطوف
فبحسنكم قلبي يهيم صبابة
وبحبكم ابدا انا موصوف
وبوصلكم قد عدت من هجرانكم
وانا الحزين وقلبي الملهوف
وبكم عرفت فكيف تنكر حالتي
والفضل ان لا ينكر المعروف
مالي سوى ابوابكم سادتي
والقلب من هجرانكم مرجوف
حاشاكم ان تطردوا عبدا لكم
عن بابكم قد جاء وهو مخوف
يبغى الامان ومنكم يرجو الرضى
والستر فهو لديكم مكشوف

وقيل لمعروف في مرض موته اوص فقال اذا مت فتصدقوا بقميصي فاني اريد ان اخرج من الدنيا عريانا كما دخلتها عريانا ومر بسقا يقول رحم الله من شرب فتقدم وشرب فقيل له الم تكن صائما قال بلى ولكن رجوت دعاءه وقال سري السقطي رايت معروفا الكرخي في النوم كانه تحت العرش فيقول يا رب فيقول الله لملائكته من هذا فيقولون انت اعلم به يا رب

الله عليك يا بهاء موضوع من اوروع المواضيع يلي قريتا يسلمو ايديك عنجد عنجد عنجد حلو....

تعالوا بنا نصطلح فباب الرضى قد فتح
وداووا الفؤاد الذي بسيف الجفا قد جرح
فيا مدعي حبنا دع الروح ثم اطرح
ووجد جمال الحبيب وقل للعذول استرح

الله عليك يا بهاء حلو كثير
مشكور اخي العزيز

يسلمو اخ بهاء انشالله دايمن تمتعن بهاي الاشياء القيمه
يسلمو ايديك Razz

الله يجزيكم الف خير ويجعلكم من اهل الخير انشالله

نعمة على كل انسان اذا بينحسن الظن فيه وبيكون قادر يتغلب على طبع الشهوات اللي فيه

ويخلي عقله يغلب شهوته الله يقدرنا على غلبة نفسنا اجمعين الله يقربكم لبابه ويجعلكم من احبابوا

لان الله تعالى يقول ان اللي يقترب مني خطوة اقترب منه 10 خطوات والله كريم وانتم بتستاهلو ان الله راد

يصمت الكلام وما بقي جمل ولا أحرف أجمل وأروع مما كتبت أخي بهاء ومما وصف به خير المتعبدين الزاهدين رضي الله عنه وارضاه ونفعنا ببركاته ..
فعندما فتح زوجي ليقرأ ما قيل عنه رضي الله عنه فظهر له موقع راية التوحيد وسررنا وبدأ يقرأ وكلنا اّذان صاغيه ..
مما ترحمنا عليه بسببك جزاك الله خيرا وأوفاك عنا جميل صنعك مما خطته أناملك بوصف أزهد الزاهدين
وأقف لك إحترام مما قدمت ..
وأقف إحتراما لروحه الطاهر رضي الله عنه ونفعنا ببركاته وأخذ بيدك وبأيدينا نحو الخير ليرضى علينا وينصفنا مما نصفهم المولى سبحانه وخصهم من علمه ورفع درجاتهم
جزاك الله خيرا أخي بها ء .. عودتنا ان تقدم الأفضل والأحسن ..
تقبل مروري وإحترامي وكلمة شكر قليلة عليك .. جزاك الله خيرا.
اختك الحقيره لله شومريه موحدة

جزاك الله كل خير اخي بهاء ان شاء المولى

فعلا اخي بهاء الصمت افضل وسيلة .

لانه لا يوجد من الكلام مايكفي لشكرك

على ماتقوم به لصالح العباد الطيبين .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تحياتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي

.......................................................................

فصل في مناقب معروف الكرخي رضي الله عنه 719642654

فصل في مناقب معروف الكرخي رضي الله عنه 719642654