المؤمن كمثل المدينة في الدنيا

بسم الله الرحمن الرحيم

منقول من كتاب مجموعة من قصص النبيين

هذا ما صنفه الامام العابد الورع الزاهد تاج العارفين وقدوة المحققين ابو المعالي الحداد

تغمده الله برحمته واراح روحه ونفعنا بعلمه وبركته قال ان مثل المؤمن كمثل المدينة في الدنيا وروحه وجوارحه كالحصن في تلك المدينة والايمان في قلبه كالملك في قصره وللملك سرير وهو التوحيد وله تاج وهو المحبة وله وزير وهو العقل وله حاجب وهو العلم وله صاحب سر وهو الذكر وله نديم وهو الزهد وله علم وهو الانس وله سراج وهو الحلم وله بواب وهو المراقبة وله صاحب بريد وهو الفراسة وله صاحب سيف وهو الحق وله مناد وهو الاقرار وله جنود ينصحونه ومعاشرون لا يخالفونه فبينما هو مفتكر في قصره منعكف على نهيه وامره اذا قبل بعض جماعته المشفقين على مملكته فقالوا ايها الملك الكريم ان الشيطان الرجيم قد توجه اليك في جيش عظيم فاحترز على مدينتك واستعن بمملكتك فانه غدا اليك واصل وعن حربك وقصدك غير ناكِلِِ وعلى مدينتك لا شك نازل وعلى قتالك مجدا غير هازل فلما سمع الملك نادى في جماعته واهل النصح من خاصته واعاد عليهم الخطاب وطالبهم بالراي ورد الجواب ثم التفت الملك الى وزيره وهو العقل الخطير وقال له بماذا تشير فقال له الوزير ايها الملك نحفر حول مدينتنا خندقا من الزهد فهو لعدونا يصد ولكيده يرد فشرع في حفر الخندق بمعاول القلق واجرى في مجاريه دموع الارق فلما احاط بالمدينة الخندق انشا يقول شعرا

ولما احاطت بي جنود وساوس

حفرت بزهدي حول قلبي خندقا

حفرناه في ارض التودد والصفا

وارسلت دمع العين فيه تدفقا

واصفيت ودي واستعنت بخالقي

فاصبحت من اسر المهالك مطلقا

قال فبينما هو كذلك اذ علا غبار الباطل واقبل العدو ما بين فارس وراجل ونزل الهوى عن يمين المدينة ونصب خيامه ونشر الويته واعلامه وكان جنوده عشره وهم الحسد والتجبر والعجب والتكبر والغل والمكر والحقد والغدر والوسوسه في السر والمخالفة في الامر ونزلت النفس عن شمال المدينة وكان جنودها عشرة وهم الحرص والشهوة والشح والرغبة والزيغ والقسوة والبخل والامل والطمع والكسل ونزلت الدنيا امام المدينة وكان جنودها عشره وهم الريا والتفاخر والبطر واللهو واللعب والزور والكذب والغش والخديعة والتفريط في الشريعة ونزل ابليس اللعين من وراء المدينة وكان جنوده عشرة وهم الظلم والجور والخيانة والكفر وترك الامانة والبغض والنفاق والشك في قدرة الله الواحد الخلاق والمخالفة لما امر به ذو الجلال والاكرام والتغفل عن سنة الرسول عليه السلام قال فهال الملك ما ابصر وجزع من ذلك وتحير وميز في امره وتفكر وانشد يقول شعرا

اني بليت باربع لم يخلقوا الا لعظم بليتي وشقائي

ابليس والدنيا ونفسي والهوى كيف الخلاص وكلهم اعدائي

ابليس يسلك بي طريق مهلك والنفس تامرني بكل بلاء

فالى الهوى تدعو جميع جوارحي في ظلمة الشبهات والاراء

وزخارف الدنيا تقول ما ترى حسني وفخر ملابسي وبهائي

وجنودهم حاطو بسور مدينتي يا عدتي في شدتي ورخاءي

قال فلما راه وزيره وهو العقل قد جزع من ذلك وتحير زاد قلقه وتغير انشا يقول شعرا

لا تجزعن لما ابصرت حل بنا

فحول بلدتنا الاملاك تحرسنا

ونحن في حفظهم من كل ناحية

فنشكر الله اذ للخير وفقنا

فمن عرفناه صافينا مودته

لكن ينكرنا من ليس يعرفنا

ثم ان الملك نادى يا غياث المستغيثين ويا دليل المتحيرين احرسنا بعينك التي لا تنام واكنفنا بظلك الذي لا يرام فثبت الله عز وجل قوله وجنانه وقوى ظهره وشيد اركانه وقال الملك للوزير وهو العقل كن انت في مقابلة الهوى واطلب النصر من العزيز المولى والان قد سلمت يمين مدينتي اليك واعتمدت في حفظها عليك ثم ضم اليه من جنوده عشرة وهم الاخلاص والخشوع واليقين والخضوع والمعرفة والهدايه والورع والتقى والتسليم والرضى ثم سلم الجانب الثاني الى حاجبه وهو العلم وقال كن انت في مقابلة النفس ثم سلم اليه من جنوده عشرة وهم التيقظ والحكمة وغض الطرف والقناعة والشكر والاجابة والتعففوالصبر والنصيحة واجتناب كل فضيحة ثم سلم الجانب الثالث الى صاحب سره وهو الذكر وقال له كن انت في مقابلة الشيطان ثم ضم اليه من جنوده عشره وهم الحيا والمحبة والايثار وحسن الصحبة والتوكل وترك الجفا والتواضع والوفا والامانة وترك الخيانة ثم سلم الجانب الرابع الى نديمه وهو الزهد وقال له كن انت في مقابلة الدنيا وضم اليه من جنوده عشرة وهم طلب الحلال واجتناب الحرام والافتقار وترك الاغترار والثقة بالله عز وجل وترك الحرام ثم حفظ الملك باب المدينة ولبس ثياب الجهاد وترك الزينة فلما استقر العدو موضعه ولم يجد سبيلا الى ما قد صنعه نادى الملك بجماعته بحربهم وطعانهم وضربهم واما ما كان من الشيطان فانه نصب على باب المدينة متحفات البهتان فقابلوها بمتحفات التوحيد والاحسان وصار القتال بين الفريقين قلما اقبل الليل بظلامه وادبر النهار بانصرامه فزعو القوم ان يهجم عليهم العدو في الظلام فاشعلوا مشاعل الحرقة والغرام وقدموا عليها قبائل التوبة وصار على كل فريق منهم فلما بان الصباح اظهروا القوم القتال بالسلاح والملك يقول شعرا

قد بلغ الشوق منتهاه وحل بي منك ما تراه

ان كان قتلي رضى حبيبي فلا مفر لما قضاه

من لم يكن لي سواه مولى فليس اشكو الى سواه

ثم ان الملك قال لجنوده اخرجو اليهم فان الله عز وجل ناصركم عليهم ففتحو القوم باب المدينة ولبسوا العدة الحصينة وبرز كل واحد منهم الى خصمه واظهر ما كان من قوته وعزمه وصار القتال يعمل بين الفريقين والملك يطلب النصر من صاحب الكونين ومدبر الثقلين قال فالقى الله عز وجل في قلوب الاعداء الخوف والجزع والخذلان عليهم وقع وانصرف عن اصحاب الحق الباطل واندفع وفروا الاعداء هاربين وصارت جيوش الحق في اثارهم طالبين فمنهم من اسروه ومنهم من جرحوه وقتلوه والتجات النفس الى حصن النية فحاصروها وقاتلوها قتالا شديدا واجتمعوا على قتالها الاحرار والعبيد وتقدم الوزير وهو العقل الى النفس وزجرها عن غيها وبالمعروف امرها وجعل يقول شعرا

اتى الصدق في جيش عظيم عرمرم

توافقه التقوى على كل مغرم

ويثبت من صحت له نسبة الهدى

ويبطل اصحاب الحديث المجمجم

قال فما جاوبت بكلام ولا نطقت بلسان ودخلت تحت الطاعة والحكم وايست من كل زور وبهتان

وبان لها صحة البرهان بتوفيق الحنان المنان فعند ذلك فاز الملك بالنصر والظفر وانشد يقول شعرا

يا صاحبي قفابي تسمع العجبا

حزب الاله لمن عاداه قد غلبا

حتى اذا بان ضوء الصبح ايدهم

رب العباد على خصم لهم طلبا

وهبت الريح خوفا في مضاربه

فسيرت كلما قد جادلوه هبا

وظل ابليس في جهد يكابده

يدعوا لما قد دعاه الويل والحربا

قال الشيخ ابو المعالي فهذا ما قدرنا عليه من حال هذه المدينة التي هي بالامان محفوظة حصينة يم وكمل رحم الله مصنف هذا الكتاب ما احسن ما قابل الهوى بالعقل والنفس بالعلم والشيطان بالذكروالدنيا بالزهد نفعنا الله ببركاته وبركات الصالحين وانفاس الصادقين والحمد لله رب العالمين وغفر الله لكاتبها وقاريها ومستمعها ولجميع المسلمين المؤمنين وصلى الله على سيد المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين وسلم تسليما

كثيرا امين.

حلو يا بهاء
يعطيك الف عافيه مواضيعك كلها اناره للعقول
مشكور اخي العزيز الله يوفقك ويسهل امرك يا رب

موضوع حلو كثير يسلمو Very Happy

يسلمو ايديك وجزاك الله كل خيرا..

يسلمو دياتك موضوع قيم كل العادة
تحياتي صديقي

اخى بهاء اللة يجزيك كل الخير
مواضيعك بتعبى الراس
وكلمات من اجمل ما يكتب
لك تحياتى تقبل مرورى

في الواقع ما في احلى من هيك كلام
بيخلي الانسان عاجز عن التعبير..
شكرا اخ بهاء
الله يوفقك ويجازيك كل الخير..

جزاك الله كل خير خيي بهاء .
ودايما مفضل علينا بالمواعظ والحكم اللامتناهية
اللي نور للعقل وبصيرة للاعمى .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تحياتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي

.............................................................

المؤمن كمثل المدينة في الدنيا 719642654

اخي بهاء الف الف شكر وقليل عليك .. فجزاك الله خير
رحم الله القائل والممتثل لذلك الوعظ ..،
وقفت فتره حائره وذهني يردد ما قرأت فما وجدت سوى النفس الأماراة بالسوء فهي اكبر من 90 شيطانا
الله يكف عنا شر انفسنا وفعلا من تجند بهذه الجنود والاحصن فما عليه خوف نفعنا الله من بركاتهم وهم لنا وللعقول المنيره ميثال وقدوة لمن وعى واستوعب ؟؟
فما عسايا ان اقول .. سوى كل الذي يصيبا من شر انفسنا وعدم الإمتثال عند قدوم الأعداء فأول عدو لنا هي نفسنا .
ايضا شكرا لمن هم مقيمون على هذا المنتدى الذي اعادو علينا متل هذه الكتابات مشكورين ..
وفي ميزان حسناتكم .
تقبلو مروري ..
اختكم الحقيره لله شومريه موحدة