نساء موحدات

الدرة الثمينة الست كاملة أحمد حسون
ولدت هذه الست الفاضلة سنة 1884، وهي ابنة الشيخ أبو كامل أحمد حسون، مختار قرية دالية الكرمل. نشأت وترعرعت في بيت قيادة ووجاهة. وهنا ظهر فضلها وطهارة نفسها، فتركت مباهج الدنيا التي لو أرادتها لم ينقصها شيء في بيت والدها، بل فضّلت طريق الخير، وعبادة الواحد الأحد والاطّلاع على أمور الدين الشريف، حتى لم تترك قراءة المعلوم الشريف وشروحاته حتى حفظته غيباً. وأجمع كافة سكان القرية بأنها من النساء الصالحات والديّنات وأطلق عليها سيدة نساء عصرها في بلادنا. وكان يزورها رجال الدين الأتقياء من كافة القرى الموحدة للتبرك بحكمتها وورعها وعبادتها. ولقد لقبها فضيلة شيخنا الجليل الشيخ أمين طريف بأنها الدرة الثمينة في هذه البلاد العامرة بالصالحين. ولقبت بالست لأنها لم تترك طاعة ربها ليلا ونهارا فغرقت في منهل الحكمة الشريفة ولم يشتغل قلبها طول حياتها إلا بالعبادة للواحد الأحد ولرضا ساداتها حدود الحق وقد أحبّها كافة سكان القرية محبة الأولياء والصالحين حتى أنه لم يذكرها أحد إلا بالخير والاحتشام.
يجمع جميع المتحدّثين عن المرحومة (الست كاملة) بأنها كانت سيّدة تقيّات عصرها حكمة وورعاً وعفافاً.
لقد امتاز عمرها المديد الذي زاد عن الثمانين بالتقوى والعبادة الخالصة وآثرت حياة الزهد والعفاف، فامتنعت عن الزواج واغترفت من منهل الحكمة الشريفة ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، فلم يشتغل قلبها الطاهر طيلة حياتها إلا بالعبادة للعليّ الأعلى.
إن سلوكها الاجتماعي نحو الآخرين سواء كانوا من أقربائها أو من سائر أفراد القرية كان يتّسم دائماً بالمحبة والرأفة والاحتشام، ولا يستطيع أحد اليوم إلا أن يذكرها بالخير والبركة والترحّم.
فطوبى لها على ما وصلت إليه من منزلة عليّة في الدنيا على ألسنة الناس ولا شك أن هذه المنزلة هي مرآة للمنزلة الدينية السامية التي كسبتها بتقواها عند الله سبحانه وتعالى.
انتقلت روحها الطاهرة في 11\5\1964 إلى خالقها حسب الإرادة واشترك في مراسيم الدفن جمهور كبير جداً وعلى رأس الحشود رجال الدين من كافة البلاد.
إن الست كاملة هي سيدة النساء الفاخرات الطاهرات رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته بين الصالحين والصالحات من أهل الخير.