مختارات من سيرة الأمير السيد جمال الدين عبد الله التنوخي قدس الله سره.(تسلسل جديد)..

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

الأمير جمال الدين عبد الله ابن الأمير علم الدين سليمان ابن الأمير بدر الدين محمد التنوخي، المعروف بين الموحدون بكنيته الأمير السيد (ق). ولد في قرية عبيه في ناحية الغرب بلبنان سنة 1417 وتوفي فيها سنة 1479. والده هو الأمير علم الدين سليمان ووالدته السيدة ريما بنت الأمير شهاب الدين أحمد ابن الأمير زين الدين صالح ابن ناصر الدين الحسين. تزوج الأمير السيد (ق) من السيدة عائشة المشهورة (سيدة العيش) أو "ست الناس" ابنة الأمير سيف الدين أبي بكر بن شهاب الدين. وهي من نفس الأسرة التنوخية.ولد للأمير السيد (ق) ثلاثة ذكور وبنت واحدة وهم عبد الخالق، الأول وتوفي صغيراً، ومحمد ناصر الدين وتوفي صغيراً أيضاً، وفاطمة توفيت صغيرة أيضاً وعبد الخالق الثاني وعاش عشرين سنة.
جاء في وصف الأمير السيد (ق) كان معتدل السمرة، معتدل الرأس في عينيه بعض غور، حسن الصوت، معتدل المنكبين والرقبة والزندين والقامة والقدمين، قليل اللحم بالصلب والأوراك والعرقوبين وكان قوي البدن، صحيح النظام، يديم الجلوس قليل الالتفات، كثير اليقظة، عذب المنطق، فصيح اللسان، وقورا في مجالسه، ثابتا في مواقفه، قليل الكلام في غير الحكمة، لا يرى بهجة إلا لربه، ولا يبذل مسعاه إلا لقربه. إذا مرّ غض طرفه وأوسع خطاه ونصب قامته وثبّت بنيته، وإن سلم تأدب ووجّب، وإن أكل تمهّل وإن شرب علل، وإن لبس أسبل. وكان ذا مهابة وجلاد وميزة وأفضال. وكان لا يرى تنوّع الطعام.

نشأته:

نشأ الأمير السيد (ق) في عائلة تنوخ الموحدة العريقة, والتي تزعّمت الدعوة الموحدة في بدءها وتولت الحكم في بلاد لبنان حتى بداية العهد العثماني عام 1517. وكان أسلافه من ذوي السيادة والعلم والدين، ونبغ منهم الكثيرون من الحكام والعلماء والأدباء والشعراء. ومع هذا فقد أراد الاستزادة من العلم وقضى في طلبه ثلاثين عاما في دمشق هناك درس ودرّس ونبغ في علوم الدين والشرع والفلسفة وألمّ بالطب والفلك.

تدينه:

بالرغم من أن الأمير السيد (ق) كان من المقربين إلى السلطة وكان باستطاعته تسلمها إلا أنه آثر الدين على الدنيا وانصرف يعمل لآخرته الباقية مهملا دنياه الفانية. ويقول فيه المؤرخ الموحد ابن سباط الذي عاصر الأمير وعاشره:
"لم يكن الأمير يخالط أقرباءه لعلمه أن أموالهم لم تكن حلالا محضاً، حتى أنه لم يرضَ أن يضيء عليه مصباحا فيه زيت من رزقهم وكان يطوف البلاد ويزور رجال الدين أينما كانوا وكان يحب مطالعة الكتب حتى قيل إن مكتبته حوت ثلاثمائة وأربعين مجلدا ونهى عن شرب الخمر والمسكرات فتاب الناس على يده وكانت نواهيه وإرشاداته تُبث بواسطة تلاميذه في جميع القرى وكان الناس يتوافدون عليه من كل مكان فيدرسون عليه ويتقاضون لديه. ثم أمر تلاميذه في القرى أن يأمروا الناس بالمعروف وينهونهم عن المنكر على غرار خطته

مقامه:

شُيِّد مقام الأمير السيد في عبيه مسكن أمراء آل تنوخ ويقع شمال غرب البلدة ويضم معبدا صغيرا في داخله قبة فيها ضريح الأمير الجليل وعلى الضريح شاهد كتبت عليه كلمات الرثاء وبعض أبيات من الشعر واسم الأمير وتاريخ وفاته. وفي الجانب الغربي الشمالي من المقام قبة فيها ضريح ابنه الأمير عبد الخالق الثاني.

من العمامه

يعطيكي الف عافيه

رائع جدا امال
طرح غني بالمعلومات الوافيه
التي تفيدنا وتغذي معلوماتنا
عن شخصيه من اهم الشخصيات
في الطائفه والتي يجدر ذكرها ..
تسلم ايدك...

شكرا لانك شاركتينا بهو المعلومات القيمي. واضح انك تعبتي فيهن وضحيتي بوقتك من شانن. والموضوع بيستحق لشخصيي عظيمة منعتز ومنفتخر فيها ومنتشرف بالإنتماء ليا. الله يرحمه قدس الله سره قضوي لكل عاقل وديّان.

شكرا عل موضوع القيم والثمين

رجل من ذوي اليسار طلق زوجته ليتزوج باخرى

ومن احكامه ان رجلا من ذوي الأيسار والثروة والسطوة كان رئيس قومه ثم ان ذلك الرجل خطب امرأه من بلده فأجابت سؤاله ثم خلع زوجته من عصمته وكانت ام اولاده وابنة عمه وطلب انجاز الوعد من تلك المرأه التي خطبها فرجعت عن وعدها وامتنعت عنه وجرى اختلاف ومنازعة في البلد بسبب ذلك واخذ المرأه غصبا عنها ودخل بها ثم توجه على جاري عادته بهديه الى الامير(ق)

فلما وصل وحضر عليه قال له -

ايها الرجل الباغي الظالم لنفسه فمن كان مثلك فلا اقبله ولا اقبل هديته لأنك مخالف فلا تجيء الي ولا تدخل علي

ثم وبخه توبيخا عنيفا وقال-

تأخذ النساء كرها باعوان الظلم وبذل الاموال لهم اما حضرت وشاهدت كتاب المقر بقوله (وولي تزويجها باذنها ورضاها) فتاخذها قهرا ثم تاتي الي واخبارك بشئم افعالك ترد علي اتظن اني ما سمعت خبرك..؟؟
فاخرج من عندي مطرودا ومن عند جميع من يقول بقولي طريدا منفيا لا نقبل منك هدية ولا نلتمس منك عطية

وامر برد هديته وطرده من بابه

وكل لذلك الرجل في بلد الامير (ق) صديق فمضى اليه والهديه معه قد حملها على دابة فبان لصديقه منه اثار الانكسار والخمده فقال له-

اكشف لي عن حالك فاني اراك متغيرا

فغلبت عليه العبره وفاضت دموعه ثم قص عليه القصة وقال-

وعزة الله وجلاله لم يدخل علي في عمري فادحة اعظم منها ولا أشد فقد كان الموت اهون عندي مما سمعت ورأيت واني فيما مضى من الزمان قدمت على الظالمين ثم سجنت وعوقبت وخسرت الاموال ومات لي ولدان قد بلغا مبلغ الرجال وقاسيت شدائد كثيرة ولم يكن شيء اشد خطبا علي مما نزل بي هذا اليوم

ثم حمل الرجل هديته وتوجه الى بلده ذليلا

قاطع الطريق الذي سلب الأمير يوما ثم اصابه ظلم فجاء الأمير فانصفه

ومن احكامه ايضا ان رجلا كان يمسك الطريق وكان الامير (ق) في اول عمره يتردد في طلب العلم منفردا في جهات البلاد وبينما هو جائز مكانا مخيفا صادفه ذلك الرجل فأخذ منه بعض ما كان معه وهو لا يعرفه(اي اللص لا يعرف الأمير)ثم رجع ذلك اللص الى مكانه وعرف ان الذي سلبه من امراء الغرب فارسل اليه تلك الأسلاب التي اخذها منه واعتذر ومضى على ذلك زمان فاتفق ان ذلك اللص تشاجر مع ابن عم له وكان ابن عمه يقول بقول الامير (ق) في اموره واشتدت المنازعه بينهما وشكى اللص ان ابن عمه ظالمه فقيل له لماذا لا تشكوه الى الأمير (ق) فأنه لا يحابي في الحق احدا
فقال-

كيف وقد سبق مني اليه كذا وكذا قديما وكيف ينصرني على ابن عمي وهو عنده اعز اهل بلده؟؟؟

فقيل له-

يا مغرور هذا لا يحوله حال عن الحق بوجه من الوجوه

ثم قدم اللص عليه وشكا حاله اليه فاحضر الامير خصمه وسمع كلام الأثنين فترجح ان الحق للص وقال لذلك الرجل-

كيف ترضى لنفسك ان تضاهي مثل هذا وتقف معه واخر الامر يظهر الحق له ؟
اوصل اليه حقه والا فلا تدخل علينا بعد ذلك

فقابل الرجل بالسمع والطاعه ورضخ له بتسليم حقه ورجع اللص يثني على الامير(ق) ويشكر فضله
وكان ذلك اللص يقول -

دخلت على نائب الشام(واليها الكبير من قبل دولة المماليك) في جنزير وضربت مقارع بعد الحبس والاهانه وحضرت قدام الولاة فما وجدت مكانا اهيب من مكانت الامير (ق) ولا حرمه ابسط من حرمته فسبحان من البسه الوقار

العبرة اليانعة التي استنتجها من عظمة قلعة بعلبك

ومن أخباره انه مر ذات يوم بالقرب من حصن لبنان الخراب المشهور الذي هو من عجائب المعمورات في احكام الصناعة وضبط البناء وكان معه جماعه فقالوا-

ان حسن عند الامير النظر الى هذا الحصن فانه من عجائب العمائر القديمة

فقال-

ليس لنا حاجه بذلك

فقالو ان المكان قريب وهو مكان منتزه يبسط النفس ويشرح الصدر ويجلو الفكر

فتوجه اليه فوجدة من عجائب الأبنيه لان حجارتها من قطع الصخور العظيمة وقد التحمت حتى لا تكاد تدخل الأبره بينها ووجد الاشجار حوله قد نبتت ودخلت منها عروق صغيرة بين تلك الحجارة فتحللت تلك الصخور حتى صار قدم الانسان يغوص بينها الى ركبتيه

فقال-

قد استفدت من هذه الشجرة فائدة وذلك ان من استصغر الذنب الصغير اليسير الذي لا يشعر به صاحبه فيفعل به كما فعلت عروق هذه الشجرة في هذه الصخور لأن الصغير سيكبر فلا يستصغرن احدا ذنبا

جميل جدا

ادابه في تحريم الخمر وكل مسكر

ما دام الانسان صحيح العقل ،صافي الذهن ادرك عواقب الأشياء المحموده والمذمومه والخمر يصدي العقل ويغطي صورتة المميزة المدركة حقائق الأشياء ويكدره ولا يدعه يميز بين الحسن والقبيح والخير والشر فيصير الجميع عنده في محل واحد لاجل ذهاب مخيلته النيرة المضيئة كما قال المعز-

ان الخمر يفسد مزاج الدماغ حتى يبطل التمييز ويكون فعل السكران بلا تمييز ويظن الفساد صلاحا ويصور الباطل بصورة الحق ويقدم على القبيح ويظن انه ياتي بالجميل فتكون جميع افعاله ضلالا

الخمر وكل مسكر للعقل كالصدأ للمرأة لأن الصدأ اذا استولى على المرأة يطمسها ويواري وجهها القابل للأشكال وهكذا الخمر وكل مسكر اذا غلب على العقل غيب جوهره القابل لفيض الحكمة ولا يدعه يتمثل في شيء من المعاني الصحيحه فمن هذه الجهه تصرح تحريم الخمر وكل مسكر فالمسكرات جميعها حجب بين العبد وربه وبالضرورة كل شيء يحجب العبد عن ربه فهو حرام شديد التحريم

اادابه في طلب الاستفادة والرشد الامين والبعد عن المدلسين

ان استطاع الانسان الا يستفيد فائده واحدة الا من شيخ حاذق مرشد ثقة امين فليفعل وان لزم الامر ان يستفيد من غير ثقة امين فينبغي ان يتدبر تلك الفائده بعقله ويتأملها بفكره ويعرضها على شيخ امين لئلا تكون تلك الفائدة ملبسة بالحق وباطنها عكس ظاهرها كما قال عن المدلسين-

كان كالملبس الفضة الصافيه على النحاس ليجيزها على العمي من الناس او كمن لبس الباطل بالحق حتى اضل به كثيرا من الخلق

وكذلك يجب عليه ان لا يفيد احدا فائدة واحده برأيه ولا بقياسهبل يعلم انها مأخوذه من مفيد حاذق ثقه وينبغي عليه ان لا يستحي ويتكبر اذا سئل عن ما لا يعلم ان يقول لا اعلم
فقد قيل-

اربعه لو سيقت اليهن المطايا حتى ينضين لكان قليلا-
لا يخاف احدكم الا دينه

لا يرجو الا ربه

ولا يستحي اذا سئل عن ما لا يعلم ويقول لا اعلم

ولا يستحي اذا لم يعلم الشيء لن يتعلمه
لان تفسير دين الله سبحانه وتعالى وحكمته بغير برهان مهبطة عظيمة في الدين
وكما انه حرام على صاحب المال امساكه عن الصدقة والبر للاخوان كذلك حرام محض على صاحب العلم والمعرفة امساك الافادة عن مستحقيها لان بذل العلم لمستحقه فرض لازم من رب العالمين سبحانه وتعالى

يعطيكي الف عافيه يا امول فعلان تسلسل جميل study

ادابه في النهي عن الغضب وقمعه بالاعتصام بحبل الله تعالى

لان الغضب نار محرقه يؤثر في النفس كنأثير النار في الحطب فاذا لم يطفىء في مبتدأ امره اشتعل وقوي حتى لا يستطاع الى دفاعه ابدا الا كما يستطاع اطفاء النار اذا عظمت فالنار لا يطفئها الوف من الخلائق فكذلك الغضب في مبتدأ امره اخماده سهل واذا تمكن من صاحبه واستولى عليه اهلكه هلاك الابد

وقال بعض الحكماء -

ليس الغضب الا من ضعف النفس فاما من استطاع ان يقهر غضبه فهو الشجاع البطل

وقال بعضهم-

فيك للشهوة غيم يحجب شمس عقلك وفيك للغضب نار تلفح وجه فضلك فلو رأيت نفسك في حالتي الغضب والشهوة فررت من نفسك فرارك من حريق او غرق

بل يجب على العبد اذا ورد عليه محزن او ما يحرك غضبا ان يقابل ذلك بالعلم والحلم والعقل والأناة والسكون ويمثل في حينه وجود باريه ويذكر غضبه وسخطه فحينئذ ينقمع الحزن بالعزم وتطفأ نار الغضب بالعلم والحلم
وبالجمله فالينبوع الاعظم والمركز الاكبر في تسليم الروح بعد معرفتها لذاتها تهذيب الاخلاق واستشعار الخلاق ويلازم النظر اليه والاعتصام بحبله بل لا يسكن الا اليه ولا يأنس الا به ولا يتقوى الا بمعونته ولا يؤثر غيره عليه فيصير هو بعينه لفرط الاتصال به والتقرب اليه عقلا خالصا وحقا محضا وروحا صافيا ونورا الهيا وذلك هو الكمال للجوهر الانسي

من تعاليم السيد الأمير جمال الدين عبدالله التنوخي (ق)

في آداب جوارح البدن :

اللسان

: فاللسان هو أبو الكبائر , و الكاسر الذي لا ينفع من كسره شد الجبائر فيجب على العبد أن يحفظه من الكذب بالكلية . و ما تحلى اللسان و لا الإنسان بمثل الصدق . و قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين ) و قال : ( إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله و أولئك هم الكاذبون ) و يجب أن يحفظه من المواعيد الكاذبة , فإن الإنسان مرتهن بوعودها و إخلاف الوعد ضرب من الكذب .

العين :

و العين إنما خلقت للعبد ليستعملها في النظر بالاعتبار في حكمة الله و قدرته و في مصنوعاته , و يهتدي بها في الظلمات , و يستعين بها في الحاجات و ينظر بها إلى عجائب ملكوت الأرض و السموات , ويعتبر بما فيها من الآيات , ليكون اعتبارها بذلك سبباً للوصول إلى خالقها ... و قيل من وقع طرفه على شيء و رجع بغير اعتبار فليس بحكيم , فالوجود كله ملآن منه , لأن الحكيم المطلق و صنعته جميعها حكمة , فمن هذه الجهات وجب على كل إنسان إذا نظر إلى شيء أن يتذكر صانع ذلك الشيء و أنه أودع فيه حكمة و إن لم يدركها .
و من الفروض اللازمة في العين أن يصونها و يحميها عن النظر إلى خيانة أبداً

الأذن :

و الأذن يستعملها في سماع الحكمة و الإصغاء إليها و الإنصات المحض لوعي الحق و الصدق و لأن الأذن هي القمع الذي يتشرب المسموعات إلى القلب , فاحذر أن تملأه بشيء يكدر عليك قلبك , فإن له آفات كآفات العين بل أكثر و كن من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
و اجعل عقلك فاصلاً بين أذنك و قلبك حتى يستعرض ما يدخل فيها قبل أن تعرضه على قلبك , فإذا كان كذلك كانت أذنه أذن خير .

اليد :

و اليد فاحفظها عن أن تتناول بها مالاً حراماً , أو تؤذي به أحداً من الخلق , أو تخون بها أمانة أو وديعة , أو تكتب بها ما لا يجوز النطق به فإن القلم أحد اللسانين فاحفظ القلم عما يجب حفظ اللسان عنه .
قال الله تعالى ( و لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك و لا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً ) فلا تمدها إلى محرم و لا تبسطها كل البسط إلى محلل و لا تجعلها مغلولة إلى عنقك عن العطايا و لا تقبضها عن بسطة المكارم و لا تمدها بالمسألة إلى غير الله ثم يستعملها صاحبها في مساعدة إخوانه في ضروراتهم كالكتابة و الصنائع و الأشغال و غير ذلك . ثم تعليمها صنعة تليق به يستعين بها على قيام أوده , و يدفع بها كثيراً من الفقر عن نفسه , و أجل الصنائع و أعظمها الكتابة , فلا يحل لأحد أن يهمل نفسه بلا تعلم الخط , و يحرم عليه أيضا إهمال ولده أو زوجته بلا تعليم الخط . و إذا كان لا يحل للإنسان إهمال يده بلا صناعة لأجل الاستعانة بها على قيام حاله , فكذلك يحرم عليه تعليم يده الصنعة للمباهاة و الافتخار و للتعمق العظيم و التدقيق الكثير قصداً للجاه و الصيت

موضوع قيم جدا جدا
تسلم ايدك امول
وجزاك ربي كل خير...

رائعه بما تقدمين
ننتظر تتابع التسلسل ، فالامير السيد اعظم واكرم وانبل معلم نتعلم من مسلكه ولكن مع الاسف الشديد نادراً ما نجد اليوم من يستطيع ان يسير حسب شروخاته وتاليمه، نفعنا الله من بركاته.
والف شكر لك دائما سباقة الى الافضل.

رائع

اتمام ادابه بما يخص جوارح البدن

الرجل

يتجنب السعي بها الى عدم مرضاة الله سبحانه وتعالى وتبديل نعمه الله سبحانه منها كفرا بكثرة الركوب ترفعا عن المشي فاقل ما في ذلك ان قواك تضعف وربما صرت الى الزمانه وعليك بها في عيادة المرضى وشهاده الجنائز وفي حاجة اخيك اذا امكنك السعي بها فلتكن مساعيك بها لك لا عليك
فاحفظها ان تمشي بها الى الحرام او تمشي بها الى باب السلطان فالمشي الى السلاطين من غير ضروره معصيه فانه تواضع واكرام لهم وقد امر الله تعالى بالاعراض عنهم وهو تكثير لسوادهم واعانه لهم على ظلمهم وان كان ذلك بسبب طلبة ما لهم فهو سعي الى الحرام ومأثور ان التواضع للغني الصالح لاجل غناه حرام فما ظنك بالتواضع للغني الظالم بل السعي في حوائج اخوانه وقضاء اشغالهم فرض لازم
قيل-

من لم يمشي في حاجة ولي الله ابتلى بالمشي في حاجة عدو الله سبحانه

على الانسان ان يعود رجله على المشي والحركه لان ذلك ينعش البدن ويقوي الحراره الطبيعية ويكون ذلك سببا للصحة وازاله السقم ويتسبب له بواسطة ذلك يقظة ونباهة

وكان افلاطون الحكيم يعلم تلامذتة الحكمه وهم يمشون حتى ترتاض النفس مع البدن ومن اجل ذلك سمو الماشيين

في اداب الزواج

(ومن الواجب المطلوب في امر الزواج ان لا يخطب الرجل امرأه خطبها غيره مع رضاها ورضى واليها بالخطاب الاول وينبغي ان يكون الصداق معلوما وخفيفا ونهى النبي ص عن المغالاة في الصداق
وينبغي ان يلقى امر الزوج الى سمع الزوجه بصورتيهما ولا ينبغي ان يكون الواصف لاخلاق المرأه الا من هو صادق خير عالم بقوانين الدين والحق لا يميل اليهما فيفرط في الثناء ولا يحسدهما فيقصر....

ومن اداب الزواج احضار جماعه من اهل الصلاح زيادة على الشاهدين اللذين هما ركنا الصحه
وقيل لبعض الفضلاء صف لنا المرأه الحره الكامله فقال -

هي المؤمنه ناظره في عينها ...مقبله على ربها ....خفي صوتها... كثير صمتها ...لينة الجنان ....عفيفة اللسان ....،ظاهرة الحياء ....ورعة عن الخناق ....بعيده عن الاذى ...وواسعه الصدر... وطويلة الصبر ...قليله المكر.... كثيره الشكر ...لها قناعة بالعفاف.... وايثار بالكفاف ....ورحمه للاهل ....ورفق بالبعل.... لا تسيء اليه ولا تغلظ عليه ....ولا تكون له حيث النكد .....ولا تكلفه ما لا يجد .....تضع له خدها..... وتخلص له ودها..... ولا تملئ منه نظرها.... ولا تترك منه خفرها..ولا تجوف في عسره .....ولا خلاه في فقره بل تزيد بالفقر ودا وعلى الاقدار حبا .....تلقى غضبه بحلم وصبر...... ومعاشرته بود وشكر

فهذه الخصال المذكوره المطلوبه في المرأه وان كانت عزيزه الاجتماع في امرأه في هذا الزمان فيجد على كل عاقل دين ان يفرغ جهده في انه لا يتزوج الا بمن هي موصوفه بهذه الصفات او بغالبها كذلك مطلوب من الرجال تلك الاوصاف المفروضه على النساء للرجال،والا فلا يعد الرجل منصفا بان يطلب من الزوجه الاخلاق الصالحه والافعال الجميله فيما يتعلق به وبنفسه ويشدد في ذلك،ثم لا يكون في نفسه وفي ما يتعلق بزوجته مثل ذلك وهذا هو الزوج بعينه.

والفرض اللازم من رب العالمين ان المرأه تكون داخلة في طاعة زوجها حافظه لحقوقه ملازمه لخدمته مسارعه لامتثال امره ثم من الفرض اللازم ايضا على الرجل ان يحسن اليها ويعلمها الدين والخير والاداب في امر الدين والدنيا ولا يجور عليها ولا يكلفها فوق طاقتها وينصفها وان ظلمها وجار عليها.....فتشكوه الى من يحكم عليه من مشايخ الدين ينصفها منه....وقال النبي ص-

(اياكم وخضراء الدمن...وهي المرأه الحسناء في منبت السوء)
وقال النبي ص ايضا-

(تخيرو لنطفكم فان العرق نزاع)

وقال الله تعالى.....

(الرجال قوامون على النساء)

فان كان الرجل قائما بتعليم زوجته فليس لها الخروج لسؤال العلماء وان قصر علم الرجل ولكن ناب عنها بالسؤال واخبرها بجواب المفتي فليس لها الخروج وان لم يكن ذلك فلها الخروج للسؤال بل عليها ذلك ويعصى الرجل بمنعها

واما الفقير فل يتجنب التزوج وليأخذ بامر الله تعالى-(وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله سبحانه وتعالى من فضله)وما امر بذلك الا وهو اعلم بالمصلحه والمعنى في قوله ...لا يجدون نكاحا اي لا يكون عندهم مال وقوه ليقوم بنفقة الزوجة

وليدع الفقير قول من يرغب ويقول.....المرأه ياتي رزقها معها ورزق الواحد كافي للاثنين والله تعالى هو الرزاق فاعلم ان الفقير اذا تزوج فقد اوقع نفسه في شبكة الدنيا فلا يلوم غيره

ادابه في ادخار المال وانفاقه

قيل-

يهلك الناس في شيئين....فضول المال .وفضول الكلام
فالسعيد من انفق فضل ماله وامسك فضل قوله

وفضول الاموال هو كل شيء عند الانسان من الدنيا لغير حاجة وضرورة وهو غني عنه
وادخار الاموال عند الله سبحانه وتعالى بصرفه على عباده الصالحين الضطرين خير من بقائه عند من هو في يده عارية لان المال ما دام لا ينصرف فيما ينبغي فما لصاحبه الذي هو في يده منه الا الاسم والاثم ومستعار ومعار وعن قليل يتحول عنه ويزول من يده ويبقى عقابه لا يحول ولا يزول واذا صرفه فيما ينبغي وعلى من ينبغي وفي الوقت الذي بنبغي فقد صار ملكه وحصل له منه ثواب عظيم لانه بذله لوجه الله الكريم

ادابه في الغني نحو الله سبحانه وتعالى ونفسه والمحتاجين

والمدار والقطب والمقصود ان صاحب المال لا يجعله سببا للشهوات وسلما اليها بل يصرفه على نفسه بطريق الاعتدال ثم يبذله في القروض والصدقات ثم يسد بع عن عرضه عند الاشرار ويجريه في ذلك على الوسط لا تقتير ولا تبذير وكما فرض الله سبحانه وتعالى على الاغنياء الصدقة والقرض والبذل للمحتاجين كذلك فرض على المحتاجين التقتير والاقتصاد

ادابه في واجبات الدائن والمدين

لا يجوز للمتدين اخذ مال احد من الناس الا عن ضروره وبنية صادقه في وفائها وبالاجتهاد الكلي في انه لا يخلف وعدا اذا اجل وفاء المال اجلا ويجب عليه انه من فوره ينزل ذلك الدين ويعين ترم(تاريخ) وفائه ويجب ايضا على صاحب المال اذا استوفى ماله او بعضه ان ينزل ما استوفى على الفور والحين ويحرم عليه ابقاء حجة او تنزيل عنده مع وفاء ذلك بلا خصم بل يخصم الجميع وان استطاع الانسان ان لا يدع له عند احد ولا عليه درهما فردا ولا قيمته الا ويعينه ويكتبه فهو افضل خصوصا الذي عليه المال فذلك الزم من الحفظ والتعيين من الذي له مال فان استدان الخير مالا من خير مثله الى اجل معلوم وحضر الاجل وعسر المدين عن الوفاء وكان الدائن غنيا فيصبر عليه وان اضطر الى غير ذلك فيعطيه

ومن الناس من يستجيز لنفسه عدم وفاء ما في ذمته اذا لم يكن عنده دراهم عين ويكون له املاك وحيوانات واثاث اليسير منه يفي دينه فهذا تصوير فاسد ومذهب واه بل يحرم عليه بقاء الدين في ذمته مع اقتداره على الوفاء ببيع املاك او حيوان او غير ذلك

معلومات قيمه study

في اداب معاملة البيع والشراء والقرض والوديعة

ومن الفروض اللازمه في المعامله ان العبد اذا اشترى بضاعة الى اجل معلوم فلا يحل تاخير ثمنها اذا جاء اجلها ولو باعها بنصف ثمنها ان لم يرض صاحب البضاعه او ياتيه امر ضروري يكون عذره فيه مقبولا عند اصحاب العقول وجميع ما يتسبب ويتكسب في ثمن البضاعة بعد حلول الاجل فهو حرام ان لم يرض صاحبها
ويكون قد حصل على الحرام من جهتين ..احداهما اخلاف الوعد الذي هو ضرب من الكذب والاخر تكسبه في مال الغير بغير رضى صااحب المال
واذا اخذ مال زائد على ان يتاجر به بطريق المكاسبه بينه وبينه فعمر بالمال بيوتا واشترى املاكا او بساتين على سبيل القنيه بغير اذن صاحب المال فذلك لا يجوز ويصير سكن البيوت والانتفاع بالاملاك حراما

كذلك اذا استعار العبد حاجة الى اجل فلا يحل استعمالها بعد حلول الاجل الا بأذن صاحبها بل ينبغي اذا جاء اجلها ان يردها على فوره واذا اشترى العبد بضاعة او اقترض دراهم من زياده الى اجل على حكم ان يشتري لنفسه قوتا او كسوة فلما حضر الاجل امتنع عن الوفاء فعلا ثمن القوت بعد حلول الاجل وحصل بواسطة حبس المال عن صاحبه ضروره في ذلك فمهما زاد ثمن القوت عن وقت الاجل يزنه لصاحب الدراهم

ومن المعامله الجميله والامانة الصحيحة ان الانسان اذا ارسل احد معه بضاعه ليبيعها بمفردها ولو كان معه ودائع كثيرة فيبيع كل واحدة بمفردها ان لم يأذن اصحاب الودائع بالبيع جمله واذا اودع شخص عند شخص اخر وديعه فينبغي ان الوادع يأخذ خط المودع عنده بصفة الوديعه ان كانت دراهم او غيرها ،يشهد عليه شهودا واذا ردت الوديعه الا صاحبها فيأخذ المودع عنده خطه الذي كتبه على نفسه او يعلم الشهود الذين شهدوا عليه انه رد الوديعة ويسمعون كلام المودع ان ماله صار اليه

وايضا ان كان عند انسان وديعه دراهم او غيرها فلا ينبغي له ان يقرضها للغير الا بأذن الوادع ان لم يكن على يقين وثقه بانه متى طلبها صاحبها ردها في حينه والاحسن المشورة

وراي وراي
عنا امتحان الجمعه هاي
بهرب من الكتب بطلعلي بالانترنيت

بس كثير حلوه هاي الماده ومهمه Smile

ادابه فب الوصيه وهي معتبرة مسألة مالية

اما الوصيه فتجوز بجميع المال لوارث او غير وارث ان كان الموصي حاضر العقل والذهن بدليل صريح ويجب على كل من له مال دنانير او دراهم او املاك وغير ذلك ان لا يموت بلا وصيه بل يجب وينبغي ان يكتب وصيته في حال صحته وسلامته ويشهد عليه من ثقات اخوانه فان كان للموصي اولاد صالحون او امراه صالحه وليس له مال يكفيهم ولا يقيم اودهم فيقسم رزقه بينهم قبل موته على ما ينبغي ولا يجب عليه وصيه بصدقة بل يحسن ويليق ان يتصدق بيسير من ماله بلا وجوب عليه بل للقدره به وان كان اولاده بعضهم اخيارا والبعض الاخر اشرارا فيملك اغلب ماله لاولاده الاخيار بشهادة ثقات ولا يجعل ذلك بطريق الوصيه وان كان الاولاد صغارا وما بانو بخير او بشر فيدع لهم من ماله ما يكفيهم ويجري الباقي من ماله صدقه على اخوانه بطريق يسوغه الشرع وان كان الاولاد اشرارا فيصرف مهما استطاع منه في حياته لاخوانه فيملكهم اياه ولا يترك لاولاده الاشرار الا اليسير منه اتقاء لشرهم وان كام الاولاد اخيارا اغنياء ولهم من الدنيا ما يسد عوزهم فيجعل الغالب من ماله للصدقة وللاولاد الاغنياء اليسير من ماله وان لم يكن للموصي ان يخص بوصيته الطبقة العالية من الاخوان مع الاضطرار واصلا لا تجوز وصيه بصدقه لا لوارث ولا لغير وارث الا بعد خلاص الذمه من اموال الناس فان الانسان اذى اوصى بنار لمستحق مضطر وفي ذمته حبه من الدرهم وهو يعلمها ولم يوصي بها كان عقاب الحبه اكثر من ثواب الدينار وعلى كل حال يجب وينبغي ان الانسان يفرغ جهده في برائة ذمته وفي حياته ومماته وما احد يستحق في مال الميت حقا ولا ولد ولا غيره بوجه من الوجوه الا بعد برائه ذمة الميت وان كان صاحب الدين موجودا او له من يقوم مقامه فيجب على اوراث الميت ان لا يتناول من ارث موروثه قليلا او كثيرا حتى يقدم نية الخير في وفاء ما على موروثه ولو لم يفضل لنفسه شيء

في تربية الولد وتأديبه

ينبغي للاب ان لا يكثر من فرحه بالذكر وحزنه بالانثى فانه لا يدري الخير له في اياهما فكم من صاحب ابن يتمنى ان لا يكون له او يكون الابن بنتا بل السلامه منهن اكثر
ثم يسميه باسم حسن ويستحب ان يلقن او انطلاق لسانه (لا الله الا الله)ليكون ذلك اول حديثه

اعلم ان الصبي امانه عند والديه وقلبه الطاهر جوهره نفيسه ساذجه خاليه من كل نقش وصوره وهو قابل لكل نقش ومائل الى كل ما يمال به اليه فان عود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والاخره وشاركه في ثوابه ابواه وكل معلم ومؤدب له وان عود الشر واهمل اهمال البهائم شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القيم به والوالي عليه.

وقال انه على الاب ان-

يؤدبه ويهديه ويعلمه محاسن الاخلاق ويحفظه من قرناء السوء ولا يعوده التنعم ولا يحبب اليه الزينه واسباب الرفاهيه فيضيع عمره في طلبها اذا كبر ويهلك هلاكا عظيما بل ينبغي ان يراقبه في اول مره فلا يستعمل في حضانته وارضاعه الا امرأه صالحه متدينه تأكل الحلال فان اللبن الحاصل من الحرام لا بركه فيه فاذا وقع عليه نشأ الصبي انعجنت طينته من الخبث فيميل طبعه الى ما يناسب الخبائث ومهما بدا فيه من مخايل التمييز فينبغي ان يحسن مراقبته واول ذلك ظهور اوائل الحياء فاذا كان يحتشم ويستحي ويترك بعض الافعال فليس ذلك الا لاشراق نور العقل عليه حتى راى بعض الاشياء قبيحا ومخالفا للبعض الاخر فصار يستحي من شيء دون شيء وهذه هديه من الله سبحانه وتعالى اليه واشاره تدل على اعتدال الاخلاق وصفاء القلب وهو مبشر بكمال العقل عند البلوغ فالصبي المستحي لا ينبغي ان يهمل بل يستعان على تاديبه بحيائه وتمييزه واول ما يغلب عليه من صفات شره الطعام.

فينبغي ان يؤدب فيه مثل لا يأخذ الطعام الا بيمينه ويقول بسم الله الرحمن الرحيم عند اخذه ويأكل مما يليه ولا يبادر الى الطعام قبل غيره وان لا يحدق النظر اليه ولا الى من يأكل ولا يسرع في الاكل ويمضغ الطعام مضغا جيدا ولا يوالي بين اللقم ولا يلطخ يده ولا ثوبه ويعود الخبز القفار في بعض الاوقات حتى لا يصير بحيث يرى الادم حتما ويقبح عنده كثره الاكل ويذم بين يديه الصبي الذي يكثر الاكل ويمدح عنده الصبي المتأدب القليل الاكل ويحبب اليه القناعه بالطعام الخشن اي طعام كان

ويحبب اليه الثياب البيض دوم الملون والابريسم ويقرر عنده ان ذلك شأن النساء وان الرجال يستنكفون منه ويحفظ عن الصبيان الذين عودو التنعم والترفه ولبس الثياب الفاخره وعن مخالطه كل ما يسمعه وما يرغبه في ذلك فان الصبي اذا اهمل في ابتداء نشأه خرج في الاكثر رديء الاخلاق ثم ينبغي ان يشغل في المكتب بتعلم القران واحاديث الاخيار وحكايات الابرار واحوالهم ليغرس حب الصالحين في قلبه ويحفظ عن الاشعار التي فيها ذكر العشق واهله وعن مخالطة الادباء الذين يزعمون ان ذلك من الظرفورقة الطبع.

ثم مهما ظهر من الصبي خلق جميل وفعل محمود فينبغي ان يكرم عليه ويجازى بما يفرح به ويمدح بين اظهر الناس فان خالف ذلك في بعض الاحوال مره واحده فينبغي ان يتغافل عنه ولا يعتك ستره ولا يكاشف ولا يظهر انه يتصور ان يتجاسر احد على مثله ولا سيما اذا ستر الصبي امره

وينبغي ان يمنع النوم نهارا فانه يورث ....ل ولا يمنع النوم ليلا ولكن يمنع الفرش الوطيئه حتى تتصلب اعضائه ولا يسمن بدنه ويصبر على التنعم بل يعود الخشونه في المفرش والملبس والطعام وينبغي ان يمنع عن كل ما يفعله في خفيه الا وهو يعتقد انه قبيح فاذا ترك يتعود فعل القبيح

ويعود في بعض النهار المشي والحركه والرياضه وان لا يكشف اطرافه ولا يرخي يديه ويمنع ان يفتخر على اقرانه لشيء مما يملكه والداه او بشيء من مطاعمه وملابسه او لوحة او دواته ويعود التواضع والاكرام لكل من عاشره والتطف في الكلام معه ويمنع من ان يأخذ من الصبيان شيئا بدالت حشمه ان كان من اولاد المحتشمين بل يعلم ان الرفع في العطاء لا في الاخذ وان الاخذ لؤم وخسه وان كان من اولاد الفقراء فيعلم ان الاخذ والطمع مهانه ومذله وان ذلك من دأب الكلب فانه يتبصبص في انتظار لقمه وبالجمله يقبح الى الصبيان حب الذهب والفضه والطمع فيهما ويحذر منهما اكثر من التحذير من الحيات والعقارب فان افاه الذهب والفضه والطمع فيهما اكثر من افاه السموم على الصبيه بل على الاكابر ايضا

وينبغي ان يأذن له بعض الفراغ من المكتب او يلعب لعب جميله يستريح اليه من تعب الدرس والادب بحيث لا يتعب في اللعب فان منع الصبي من اللعب وارهاقه الى التعليم دائما يميت قلبه ويبطل ذكائه وينغص العيش عليه حتى يطلب الحيله في الخلاص منه رأس وينبغي ان يعلم طاعة والديه ومعلمه ومؤدبه وكل من هو اكبر سننا من قريب واجنبي وان ينظر اليهم بعين الجلاله والتعظيم ويعلم كل ما يحتاج اليه من حدود الشرع ويخوف من السرقه واكل الحرام ومن الكذب والخيانه والفحش وكل ما يغلب عليه من الصبيان

فالاب ملتزم التزاما ضرورا بان يعلم ولده ما ينبغي عليه من امو الكتابه والقرائه ومعرفة الحلال والحرام ذكر كان ام انثى ويحرم عليه تحريما شديدا اهمال ولده بلا تعليم الخط ويعرف اولاده الذكور والاناث عظمة تحريم الزنى وان فاعله تحت غضب الله جل جلاله وايضا من جملة تعليمه انه يعلمه صنعه يقيم بها حاله بعد تعليمه امور الدين.