مختار مواعظ هرمس وادابه

من حكم هرمس الهرامسة

من حكم هرمس قوله: أول ما يجب على المرء الفاضل بطباعه, المرضي في عادته, المرجو في عاقبته: تعظيم الله عز وجل, وشكره على معرفته والطاعه له, والاعتراف بمنزلته.

وسئل هرمس: بماذا يحسن رأي الناس في الانسان؟ قال: بأن يكون لقاؤه لهم لقاءا جميلا, ومعاملته اياهم معامله حسنه.

وقال: مودة الاخوان أن لا تكون لرجاء منفعة, أو لدفع مضره, ولكن لصلاح فيه, وطباع له.

وقال: أفضل ما في الانسان من الخير العقل, وأجدر الأشياء أن لا يندم عليه صاحبه, وأفضل ما يحتاج اليه في تدبير الأمور الاجتهاد, وأظلم الظلمات الجهل.

وقال: من أفضل البر ثلاثه: الصدق في الغضب, والجود في العسره, والعفو عند المقدره.

وقال: من لا يعرف عيب نفسه, فلا قدر لنفسه عنده.

وقال: الفصل بين العاقل والجاهل: أن العاقل منطقه له, والجاهل منطقه عليه.

وقال: لا ينبغي للعاقل أن يستخف بثلاثه أقوام: السلطان, والعلماء, والاخوان. ان من استخف بالسلطان أفسد عليه عيشه, ومن استخف بالعلماء أفسد عليه دينه, ومن استخف بالاخوان أفسدوا عليه مروءته.

وقال: الاستخفاف بالموت احدى فضائل النفس.

وقال: المرء حقيق له أن يطلب الحكمه ويثبتها في نفسه أولا, وبأن لا يجزع من المصائب التي تعم الأخيار, ولا يأخذه الكبر فيما يبلغه من الشرف.

وقال: من افترى على أخيه فرية لا يخلص من تبعتها حتى يجازى بها. فكيف يخلص من الأعظم, الفريه على الله عز وجل ويجعله سببا للشرور وهو معدن الخير؟

وقال: الاخاء الدائم الذي لا يقطعه شيء اثنان, احداهما محبة المرء نفسه في أمر معاده, وتهذيبه اياها في العلم الصحيح والعمل الصالح. والاخاء الدائم الآخر: مودته لأخيه في دين الحق, لأن ذلك مصاحب أخاه في الدنيا بجسده وفي الآخره بروحه.

وقال: أحمد الأشياء عند أهل السماء والأرض: لسان صادق ناطق بالعدل والحكمه والحق في الجماعه.

وقال: لا تكن أيها الانسان كالصبي اذا جاع ضغا (صاح), ولا كالعبد ان شبع طغى, ولا كالجاهل اذا ملك بغى.

وقال: لا تشيرن على عدو ولا صديق إلا بالنصيحه. فأما الصديق فتقضي بذلك من واجبه حقه, وأما العدو فانه اذا عرف نصيحتك اياه هابك وحسدك, وان صح عقله استحى منك وراجعك.

وقال: لا يستطيع أحد أن يجوز الخير والحكمه ولا أن يخلص نفسه من المعايب الا أن يكون له ثلاثة أشياء: وزير, وولي, وصديق. فوزيره عقله, ووليه عفته, وصديقه عمله الصالح.

وقال: ليس بحكيم من لم يعاد الجهل, ولا بنور ما لم يمحق الظلم, ولا بطيب ما يدفع النتن, ولا بصدق ما لم يدحض الكذب, ولا بصالح ما لم يخالف الطالح.