أداب الحياه...(تسلسل جديد)

الادب ونظام الحياة ..للمعلم كمال جنبلاط...

من كتاب اداب الحياة

مفهوم الادب هو احترام النفس واحترام الاخرين .
ومن لا يحترم نفسه ويعتبر قيمها وكيف يصح له ان يتوجه الى الاخرين بالاعتبار والاحتترام؟؟

اننا نكتب هذه الخواطر لاننا نلحظ اكثر فاكثر وللاسف موجه من التحرر المزعوم من قواعد اللياقه والاداب التقليديه والاخلاق السليمه السالفه، تتجتاح الطائفه وتحاول تهديم افضل ما فينا ومن لا يستوي له تهذيب خارجه فكيف يستقيم له تهذيب داخله ؟
ومن لا يحترم الاخرين فكيف يتوفر له ان يتوجه الى ذاته بالثقه والاحترام وهي بداية مرقاة التحظر الحقيقي في الانسان؟

ولا معنى للحظاره الا هذا التهذيب لافكار النفس وشواعرها ولحركات الجسم واعتمالات الجوارح .والحضارة ليست في اقتناء السياره ولا في السكنه في بين رفيه،ولا في احتساء المئاكل الشهيه ولا في الانتقال بالبلخره او الطائره من مكان الى مكان ،ولا في اقتناء المفروش الباذخ ،ولا في تزيين الوجه وثراب الملبس .

والحضاره ليست بشكل خاص باعتماد هذه الحركات العصبيه،وهذا الانفلات في التكلم والتطلع والجلوس رجل فوف رجل واعتماد اساليب في مواجهة الناس والاستكبار عليهم وسواها من هذه الطبائع

للمدينه الغربيه الماديه التي مالت اليها هذه المدن في الغرب في بعض مسالكها والتي يتنكر لها ويتأفف منها رجال الغرب انفسهم ،والتي ليست هي لا من اداب الغرب ولا من تقاليده ولا من روحه.

فالحريه التي يتبجح بها بعض المقبلين على مدنية الغرب الماديه من خلال ما يرونه في السينما والتلفزيون ومن خلال المثال العاطل الذي يعطيه وللاسف بعض المثقفين السطحيين الذين يبدو انهم لم يفهمو من العلم والثقافه شيئا ،ان هذه الحريه تقوم في حقيقتها على ضبط النفس وعلى احترام الاخرين وعلى الاحتشام لكل ما نقوم به او نقوله او نفكر به او نظنه بالنسبه للاخرين فهذا التطور او التقدم او التمدن كما يفهمه البعض من خلال ما يصدر الينا من الغرب من وجوه مشوهه للسلوك البشري هو اقرب الى البربرية والهمجيه منه الى التمدن والتحظر الحقيقي وهو دليل على ان الانسان اذ كان مثقفا لم يحصل بعد على الثقافه الانسانيه التي يرتضيها لنفسه ويبتغيها للاخرين.
ولا نفطن معظم الاحيان الى ان هذه الثقافه الانسانيه موجوده في تقاليدنا وحضارتنا الشرقيه العربيه الاصيله التي جائت الينا من خلال اختبار الاجيال،واداب الجدود وتهذيبهم واستنارتهم بالخلق السليم والنهج السوي وان علينا ان نحيي ونحافظ على هذا التراث الادبي الخلقي في حياتنا الفرديه والاجتماعيه.

ولا يفيدنا شيئ ان نتزايا او نتلبس بالانفلات من التقليد السليم والتطبع بالخشونه والجلافه والقسوه في معاملاتنا مع الاخرين او بان نتصور ان لنا من ميزة النسب او الجاه او المال او العلم او المنصب او المسئوليه مما يجعلنا في حل من ان نكون مع جميع افراد الشعب محتشمين متأدبين.
وعلى الفئات الاجتماعيه المتطوره المثقفه والغنيه والمترفهه او التي لها مسئوليه اجتماعيه او قياديه في جميع المستويات ان تعطي مثل التأدب والمعامله بالحسنى واللطف وانكسار الجانب والمحبه المخلصه والنفحه الانسانيه بكل ما تفكر به وتقوله وتعامل به الاخرين،وفق الايه الذهبيه التي وردت في جميع الكتب والاديان

(كما تريد ان يتصرف الاخرين بالنسبه اليك عليك ان تعاملهم)

مناره العلم القائد الكبير كمال جنبلاط
فعلا من لا يحترم نفسه واديب بكلامه ومحضره
لا يحترمه الاخرين..
ومن يعمل ويفهم عاداتنا وتقاليدنا
هو الانسان الخلوق الذي يملك اكبر الكنوز
اختيار رائع يعطيكي العافيه
متابعه

الاحترام والاداب من اهم اخلاقيات عقيدة التوحيد

وهدا ماطرجمه الناطق الكبير جنبلاط

سلمن امول على هالطرح المفيد

فعلا.. الحضارة والحرية والثقافة تتمثل أولا وآخرا بإحترام العادات والتقاليد والمحافظة على التراث الادبي والاخلاقي..
كلمات المعلم كمال جنبلاط كانت ولا تزال من اهم الدروس الاخلاقية والادبية التي يجب تعلمها واتباعها..
جزيل الشكر لكِ يا امال على هذا الطرح والاختيار الموفّق..
تحياتي..

اداب الدخول

من العادات المألوفه والتقاليد المتبعه ان لا يدخل احد الى بيت دون ان يسالأذن قبل ذلك بالدخول من صاحب الدار
وقد يكون صاحب البيت منهمكا في عمل له او منصرفا الى تدبير سؤون منزله او جالسا مع عائلته واصدقائه مطمئنا الى حال لا يريد ان يزعجه فيها غريب او جار وان يقطع عليه لذة راحته وانصراف فكره وبحبوحة هنائه بوحدته مع اهله واصدقائه واسترساله في انعدام الكلفه والتهيؤ لاستقبال ضيف جديد.
وهذه التقاليد هي التقاليد العربيه الشرقيه الاصيله

ويتخذ ادب الدخول شروطا خاصه ونحاذير معينه عندم يقدم واحدهم على الدخول الى غرفة نوم صاحب البيت او الاقبال على مطبخه او موضع استقراره في حرمته وما كانو يسمونه في السابق بقسم الحريم وكذلك في موضع صلاته فهذه الاماكن لها قدسيه خاصه يجب ان لا يتجاوزها الداخل الى البيت لان في البيت اقساما مخصصه لاستقبال الضيوف واقساما اخرى يجب ان تبقى مصونه وفي وضعها المادي والنفسي والروحي الذي يجعل منها موضع الحرمه في البيت ومركز استقرار اهله وهنائهم

وعندما يكون صاحب العمل ذا مسئوليه اجتماعيه او سياسيه او علميه او مطلعا ببعض وظائف هذه الدنيا،لا يأذن له وقته في كل حين ان يفتح بابه للداخل والخارج على هوا قدومهم ورغبت استثنائهم به وبحديثه او قصدهم في طلب بعض المصالح فعلى الداخل ان يستأذن مسبقا ،برسول او بهاتف،عن امكانيه صاحب المسئوليه ان يتفرغ الى محادثته وتلبية مشاغله والسماع الى طلب مصالحه،لان من اصعب الامور على العاملين في حقل الفمر او العلم او القياده الاجتماعيه والاداريه والسياسيه والاقتصاديه على السواء ان يقطع تيار فكره وسعيه وجهده المتحول بكامله الى معالجة بعض الشئون العاديه او الطارئه عليه من ضمن عمله لكي ينتقل الى معالجة شيئ اخر لا علاقه له البته بالمشاغل التي هو منصرف اليها بحكم معنته وواجبه ثم يعود الى هذه المشاغل فتكون كمن اجبر عاملا على وقف الة النسج التي يعمل عليها ،او توقيف دولاب الفاخوري لكي ينصرف الى الرجل الداخل عليه ليقول له :
ماذا تريد يا صديقي؟؟

ويدرك اقل الناس ادراكا ان مثل هذا الاسلوب في مقاطعه الناس في فكرهم واعمالهم واشغالهم ومهنهم يلحق الضرر الكبير بهم ويعطل اعمالهم وومشاغلهم بحيث ينعدم الانتظام من العمل البشري وتبطل الجدوى وتضعف الفائده.

وعلى طالب الحديث او المواجهة في مثل هذه الحالات ان يرقب الاوقات التي يخصصها صاحب العمل لفراغه ومقابلته ومواجهته خارج اوقات راحته والراحه حق مقدس للجسم والعقل علينا ،يتوجب ان ننصرف اليه كما نقبل تماما على واجبنا في العمل في هذه لحياة.
فمن يعمل يتوجب عليه ويحق له ان يرتاح وان ينام هنيئا ،وان يأكل هنيئا وان ينصرف الى عائلته ويخرج في نزهته وان يتوجه الى تعليم وتربيه اولاده هنيئا اي دون ان يزعجه احد ،او يقطع عليه هناء فكره ودمومه راحته وطمئنينيته وجدواه في تلك الاوقات.وانما يستمد الانسان من هذه الوحده وهذا الصمت والهناء والطمئنينيه قوى وطاقه جديده لمواجهة عمله وشتى واجباته في هذه الحياة فعندما مفكر بالاخرين ومقابلتهم او الاقبال على بيوتهم يجب ان نفكر قبل كل شيء بهم وبراحتهم وبما يتلائم مع نظام حياتهم لا ان نفكر بنا وبمصالحنا فقط وبانانيتنا ،وبما يجول فينا من رغبة لاجل التسليه والتلاهي والتحدث عن غير فائده مع الاخرين.

ومن ادب الدخول ان ننظر الى نظافه حذائنا من الغبار او الاوحال او سواها من الارجاس قبل ان ندخل الى مجالس الضيف فلا نجبر المسكين صاحب الدار الى الالتجاء للتنظيف والكنس بعد ان نكون فارقنا مجلس الدار،فنترك في ذهن اصحابه اثرا سيئا .
في القديم ومن العادات العربيه المأثوره التي كانت لا تزال قائمه في عهد الناصري والرسول محمد عليهما السلام على سواء ان ما من احدا كان يدخل الدار الا ويخلع حذائع خارجا او في مكان معين بالقرب من الباب او يؤتي له بلكن من الماء ان كان صافيا فيغسل فيه قدميه.

وعلى الداخل الى البيت ان لا يتطلع يمينا وشمالا ليلحظ ما لا يجب عليه ان يلحظه داخل الابواب،او لكي يسرق بعض المشاهده من حرمة وحشمة الدار ،ولا يهتم بنظره الى ما تتظمنه وتحويه من فرش واناقه واوضاع للحيطان والسقف قد تكون على ثراء او فقر او تواضع او غنى او انعدام في الترتيب والانتظام هلى السواء.فالعيون الملقه والتي تشع بالحشريه تؤدي (وما اثقل ارباب الحشريه والوقاحه...فادب النفس يبدء عندما نتخلى عن هذه الحشريه وهذا الملق وهذه الوقاحه في التطلع والتسرق وانما يحترم الانسان نفسه على قدر ما يحترم الاخرين)

فلنترك جميع هذه الاساليب المستهجنه لبعض المنفلتين المقبلين على حضارة الغرب من ذيلها وفوضاها ،لا من وجهة انتظامها الصحيح وادبها الرفيع فلا نأخذ احط الاشياء وابشعها فيما نعمله او نقدم عليه من تصرف،بل علينا بالافضل والارفع والاليق دائما وابدا كما تحتم علينا بذلك تقاليدنا وعادتنا العربيه الشرقيه

تعيشي يا امال على هل طرح. قديش نحن بحاجي للمعلم بهل اوقات بسبب بعض الاشيا الي عم نشوفا. وفعلا كثير ناس بتفكر الحضارة هي التخلي عن العادات والتقاليد. وهذا الشي تماما ضد الحضارة. وبنسبي لادب الدخول. ما في اسمك من انو يفوت شخص ويقعد يمايز البيت ويقعد يعلق ليش هاي هيك وليش هيذيك هيك.
تحياتي

اداب الجلوس

عندما تدخل الدار فمن المألوف ان تنتظر قليلا لتدعى للجلوس،اذا كان رب البيت موجودا.
وعندما تجلس فليكن الادب متجليا في جلستك،ولتكن الحشمه ظاهره في نظراتك وفي حركاتك ولا تتدلى على الكرسي فتنحني الى الامام كمن هو في اضطرار لان يغادر البيت في اسرع وقت ممكن ولا تفعل ذلك حتى ولو كان عندك موعد.

فمن دلائل اللياقه واداب النفس ان يشعر المضيف بانك غير مستعجل،وان فكرك غير منشغل بشيئ او بامر خارج عن واجب الزياره وكذلك لا تستلقي على الكرسي بعنف،كأنك تريد ان تمتحن قدرة الكرسي على تحمل عبئك ،ولا ترمي بجسمك الى الامام كأنك نصف نائم على الكرسي ،بل اجلس في وضع تستقيم به السلسلة الفقريه تماما في خط عامودي ويكون بينها وبين سائر جسمك زاويه ،ففي ذلك راحه لك وأنس للضيف أذ يرى فيك الادب واللطف ويستأنس بجلوسك.

ثم عليك ان لا تمد اقدامك الى الامام كمن يريد عرقلة المسير امامه ،او لا يهتم بأن يواجه بقفا حذائه وجوه الاخرين.

ومن ابشع العادات ان يضع احدهم رجل فوق رجل ثم يأخذ بهزها في حركه من التغطرس وابهت الذات لا تتفق مع ادب الجلوس.

واذا جلست في موضع فكن مطمئنا منذ البدايه الى حسن جلوسك بحيث تكون السلسلة الفقريه بشكل عامودي فلا يحصل لك من انحناء الى الامام اي تعب او ارهاق،واعلم ان الاعصاب تنطلق جميعها من السلسله الفقريه فكل ضغط على العامود الفقري العصبي ينجم عن الانحناء الى الشمال او اليمين او الانعواج الى الامام او الى الوراء يبعث شعورا من التعب في اعصابك جميعا سرعان ما ينتقل الى دماغك فترى افكارك تتراقص امامك ويساورك شيئ من التشائم والقلق والاضطراب .

وليكن في جلوسك شيئ كثير من التواضع ولتكن يداك امامك فلا تلف بهما عنق هذا او كتفيه او مخدة الكرسي لعلمك بانك لست حرا في حركاتك وانت امام الناس
واذا كنت متعلما مثقفا فحري بك ان تتبع هذه الاصول في الجلوس فلا تزعج الاخرين.

وحذار من هذه العاداة المتأمركة التي يتبناها بعض المثقفين وقد استهوتهم قشور المدينه فيظهرون بمظاهر للقعود والجلوس لا تليق.
والامريكيون انفسهم من الفئات المهذبه لا تتمرس بمثل هذه العادات الخارجه عن نطاق الاداب والحشمه

كمال بيك بيقعد جالس اما وليد مثل ما قال ،نصف نائم هههه.
حلوين النصائح ومفيدين كمان تبع الاعصاب والاضطراب.
غاية الادب ان يستحي المرء من نفسه.
شكرا

في اداب المجالسه والكلام

عندما تتحدث في مجلس نع جار لك في المقعد فليكن صوتك هادئا ولا عاليا فيزعج ولا منخفضا فلا يسمع واوجز ما استطعت بحديثك واختصر به ما تهم معرفته فتكون اسباب كلامك واضحه سهلة الاداراك ويكون ما تطلبه واضح الفهم يستطيع كل واحد ان يستوعبه بسرعه فلا تضع وقتك واوقات الناس بما لا يفيد من هراء الكلام وثرثرة اللسان ورواية القصص

واياك من ...اد القيل والقال فتقولك عن الاخرين يفسدك عقلا وشعورا وعملا بما تقدم عليه من غيبة ويفسد على الاخرين بدون جدوى والحقيقة لا تقال الا في موضع الافادة منها

ولا تدر بوجهك للحديث كأن قريبك في المقعد لا يسمع ولا توجه فمك الى وجهه فتقذف بنفسك في نفسه فتزعجه وتضيق عليه الخناق كمن تبغي محاصرته وقد تصدف وتكون خلوف الفم (اي ذا رائحه غير مستحبه) فلا تزعج الاخرين وتعكر صفو طيبهم بما انت عليع من فساد الطبيعه

ومن اداب الجلوس ان تتكلم في موضعك حيث تجلس فلا فائده لك من ان تقف وتدير ظهرك للاخرين لان السامع يستطيع ان يسمع وهو على بعد امتار منك

وانتظر وقتك في الكلام وفرصه لا يتحدث فيها غيرك فلا تحشر نفسك في زمرة المحشورين المدفوعين على الكلام ولا تقطع سبيل غيرك وحديث غيرك فالحشمه والادب هما في احترام مبادرة الاخرين والسماع لهم وانتظار استيفاء دورهم والا كنت من المتطفلين واكبر مقت عند الناس ان تتصرف بما يضيق على الاخرين وان تتسابق في حقل التحدث وطلب المصالح

واعلم ان تصرفك الخارجي ولهجتك ومبادرتك اللطيفه وحشمتك فيما يجب ان يقال لها اهميه بالغه في اقناع نحدثك وفي التوفيق في الحصول على طلبتك

وان زرتم بعضكم بعضا فلا تتهادو لاجل نيل المصالح فانك بذلك تحاول ان تربط اندفاع اخيك في خدمتك وهو عمل غير لائق بك وبه وفيه من الصغارة لك والتحقير له الا ان كان من اصحاب الانانيات فذاك يتقبل الهديه والرشوة على السواء فهي من خلقه وطبعه يعظم بها جاهه الظاهري وينخفض حياؤه

وخفف ما استطعت في السؤال ولا تبغ الكثير فلا تحصل الا على القليل ،ولتكن القناعة رائدك ومن فقد حس القناعه شردت أدبه الحماقه وضؤلت قيمته في بني قومه وأعز الناس وأحبهم للاخرين اخفهم ظلا عليهم

ما ذكرت هي الخصال التي علينا التزيين بها
فهي تهذب النفس وتسكن الروح
واقل ما يمكن ان تكون ما ادب واللباقه
كمال جننبلاط قد جمعها وتحلى بها ونقلها الينا
المثال الاعلى لنا
متابعه لك..

أداب المجالسه والكلام

عندما تجلس مع قوم بعد الاستئذان والدخول فليكن في جلوسك وفي زيك وفي كل ما يرتسم على وجهك او يتحرك به جسدك شيئ كثير من التواضع والاحتشام فلا يقدر الانسان في النهايه الا على ما فيه من تواضع وحشمه تمازجها وتبطنها الصلابة والمحبه والقوة فالمجالسه والكلام شراكه وعقد بينك وبين الاخر اي في النهايه بينك وبين نفسك فكما انك لست ابدا في اي حال من احوالك وحيدا مع ذاتك انما عليك فيها جميعا شاهد ورقيب كذلك فأن الاخر الذي تجالسه وتكلمه وتحدثه انما هو نفسك الاخرى او بالحري نفسك ذاتها وهو عليك رقيب وشاهد باسم مولاك او باسم الانسانيه التي يمثلها هذا الشخص الاخر

فالمجالسه والمحادثه تمثل وتجل لمعاني الانسانيه فيما بينك وبين جليسك فكما تحب ان تفيد من حديث الاخرين يجب ان يفيد الاخرون من مجالستك وحديثك اي مما يتجلى في هذا الحديث وما يتشخص في هذه المجالسه من نعاني انسك ولطفك ومحبتك ومن عدلك وكلها في مجال الانسانيه التي ترتفع اليها ويرتفع اليها الاخر ضيفك وجليسك عندما تريدان حقا ان يفهم احدكما الاخر .
فلا يكون حديثك ثرثرة او قالة او اغتيابا او سردا لبعض التوافه التي ليست لها علاقة بجوهر ما تبتغيه من الزيارة او قصد الاشاره.

واعلم ان الضيف او المضيف ان كان الاخر احدهما عو نقدس على قدر ما ترى في نفسك مثل هذا التقدير والاحاطه والاحترام والقداسه وان الحديث في النهايه هو حديث الارواح والقلوب والعقول الصافيع النيرة التي تتلاقى وتتفاهم وتنصهر في وحدة فهمها وهل نفهم الاخرين ان لم نرتفع الى هذه الوحده الانسانيه الأصليه التي تضمنا والتي انبثقنا منها منذ البداية؟

فليكن جليسك انيسكوليتجلى هذا الانس في استدراك معنى الصمت فالناس يتفاهمون ويتعارفون ويتقاربون من خلال فترات صمتهم بين الاحاديث اكثر من تفاهمهم من خلال الاحاديث ذاتها ،وهل يدرك الانسان معنى القول الا بعد ان يكون الاخر قد فرغ من تلاوته وغطس معناه في الصمت العقلي من حيث انبثق الكلام من عند الاخر الذي نحادثه؟

لذا كان لمعنى الضيافه تقدير وتكريس عند جميع الاديان والاقوام المتحضره حقا ولذا اوصي بالضيف والمضيف واعطي للضيافه معنى روحي رفيع فمن تجاوزه او انحرف عنه ساء أدبه مع الاخرين ومع نفسه.

ودع للاخرين مجال الكلام فانهم كثيرا ما تكون لهم حاجة بأن يتحدثو اليك طويلا وقد يكون صمتك افضل تفهم لما يطلبونه منك من استيعاب لمشاكلهم وادراك لمتاعبهم ودواء لالامهم التي يغطيها الحديث ولا يفشي عنها ومن يرد ان يتعلم حقيقة الحديث واسلوبه الصواب فليبدء بتعلم نهج الصمت وقواعده السليمة.

ونظرة منك احيانا تكون وفيها عاطفة القلب وانتباه العقل ابلغ من اي جواب ،بان ترفعه عن التوافه ولا تنزل به مع الاخر الى مستوى السفاسف ولا تجادل كثيرا فالجدل لا يقنع ومعظم الاحيان يظل المجادلان على رايهما الاول لانهما يكونان قد وضعا شيئا كثيرا من شخصيتهما الظاهره اي من انانيتهما في الموقف الذي يدعيان صوابه

ويكون من الفائده معظم الاحيان ان يقول الانسان كل ما يريد ان يقوله في اسبابه ونتائجه ومبرراته واعذاره كمن يحاول ان يقنع نفسه او يبرر عمله ويكون افضل جواب على ذلك هو الانصات له ثم لفت نظره بروح من الاخلاص واللطف والمحبه وباقتصار الى بعض ما يكتنفه هذا الجدل او هذا الحديث من اخطاء في ارتباطه وان يطلب منه التفكير في ذلك في كل حال لكي لا يشعر بانه على خطأ وان نحاول ان نجعله هو يدرك خطأه فمعظم الناس انانيون يجب ان نراعي وضعهم فنستدرج الشخص ليتخلى عن انانيته ولو الى حين على ضوء ما يستشعره في قلبه ويستضيء به عقله.

ويجب ان نتوخى دائما الحقيقه فيما نقوله ولكن ليس علينا واجب قول الحقيقه بكاملها واحيانا يجب ان نكتمها عن الاخر لانه لا يكون مهيأ لتقبلها والانتفاع بها كمن يصارع ثورا هائجا والانانيه اشبه ما تكون بهذا الثور الهائج فهي لا تواجه الا استئناسا ومداوره فلا تلقى دفاعا معاكسا فتضعف وتسقط من تلقاء نفسها فالجدل الاناني عقد بينك وبين الاخر فحذار ان تدخل في هذا العقد

قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:« مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً

فالانسان مراه نفسه يعكس ما في داخلها
ان كان اديب بمحضره ولبق بكلامه يسمع الغير
وصادق بكلامه ولسانه
فنحن نفوس فانيه ما ناخذه معنا الى قبورنا هو
حسن سمعتنا وجمال روحنا ..
يسلمو..

كنز ثمين تضعينه بين ايادينا امال
ويا ريت لو عنجد منتقيد ب 60% منه
كانت الدنيا بالف خير...

تسلم ايدك وجزاك ربي كل خير..

اداب السلام

قد يكون في السلام نزعه الى الفرفشة والابتذال والدلع،كمن يقترب من احدهم ليصافحه ويعانقه فيكاد يخنق الانفاس عن صدره او يوشك ان يوقعه ارضا من فرط اندفاع العاطفه او اصطناع الاندفاع والعاطفه وهو اقصى ما قد يصل اليه التطرف والتطور في مثل ذلك.

وقد يكون السلام فيه من الرجوله وحلاوة التوجه في ان واحد ما يضفي عليه صفه من القوة وضربا من الاعتزاز فيوحي بالثقه بالنفس وبالصراحه وبالثقه بالاخرين وهو افضل السلام على ما تعودته في ذلك الشعوب ذات التقاليد العريقة في الفروسيه والشهامه والشجاعه المعنويه من الرومان وقدماء اليونان والعرب سواهم:
فكان سلامهم عن بعيد دون ان يضع الرجل يده في يد الاخر ودون نصافحه او معانقه وفي هذا الابتعاد المقصود والتجنب المعتمد اكثر من دلاله على تقدير الانسان لاخيه او رفيقه والاقتصار في كل ما يخرج عن عفوية التصرف وبساطة المواجهة ورصانة الالتقاء في كل هذا نفس من الترحيب وصفه من الصداقة والاخوة ومرتبه من المساواة تتوفر في غيرها من انواع السلام ممن يصافحك فيكاد يخلع يدك من كتفها لشدة ما يصطنها بقوة الجذب او يستولي على يدك فلا يكاد يتركها وسواها من الاطوار في سلام الناس.

وبعض الشعوب العريقه الاخرى كالهنود والصينيين واليابانيين لا يسلمون ايضا باياديهم الا اضطرارا تماشيا مع عادت الغير وهو النادر فهم يضمون اياديهم الى بعضها بعضا ويضعونها على الصدر في حركه تشبه الصلاة وينحنون باحترام وخشوع الواحد بالنسبة للاخر رمزا لتقدير روح الاخر وتقديسها اذ لا سلام الا للحي القاطن في اعماقنا .
فالسلام يتوجه من الحي العاقل الى الحي العاقل لا من جسد الى جسد والسلام صلة الارواح ووصلتها وهو دلاله على توحد الاثنين المنحنيين في هذا الذي يتعداهما والذي هو واحد في كليهما والذي منه واليه ينبعث ويعود السلام ويستحق وحده الركه والتبريك.

وما معنى السلام في مفهومه الحقيقي ومفهومه الرئيسي؟

انما هو تمني ورجاء بان يحل السلام اي السلم الروحي العميق في الشخص الاخر الذي يتوجه اليه السلام:
لذا قيل السلام عليكم ولكم السلام وسواها من الالفاظ الجميله وليكن السلام معكم على حد التعبير الانجيلي الجميل.

فعندما نصافح الاخرين او نلتقي بهم يجب ان نتذكر ان السلام لا يكون في الخلع والجذب او الرفع والانزال لبعض اعضاء الجسد بل السلام في معناه الشرقي الاصيل هو ان نتمنى للاخرين في ساعات النهار واناء الليل ان ينعمو بالسعاده الحقيقيه ان تبتعد الهوم والافكار المغرقه الهواجس والوساوس المغرقه عن عقولهم وقلوبهم فتتحقق فيهم نعمة السلام وهو اكثر ما نتمناه ونرجوه لهم .

وليكن السلام فيكم وعليكم السلام وليرافقكم السلام وليكن في معيتكم دائما وابدا لتحققو وفق مكانتكم في ملوك السلام .

ولمثل هذا السلام عند الشعوب العريقه بالحضاره كالرومان واليونان والهنود والصينيين واليابانيين والعرب القدماء وسواهم فائده عظيمه من حيث لا ندري ذلك معظم الاحيان فمجرد لمس اليد باليد للاخرين ينشط منها وينزع قسما من القوه النفسانيه التي تكون في الشخص تماما كما تتوزع الكهرباء وتنفقد في اتصال الاسلاك او الاله المولده بما يسحب منها هذه القوه عن دفعات او اكليلا او جزيئا فتضيع في الاغصان والمعادن والتراب والماء وسواها والطاقة النفسيه عند الانسان تنمو وتقوى اذا تمكن من ان لا يلامس اطرافه شيئ ولذا كان كبار الاولياء لا يرغبون في سلام اليد.

وكما يعطي الانسان من قوتة في ذلك فكذلك يأخذ نت الشخص الاخر ما هو فاضل فيه وغير فاضل وما هو نافع او ضار ولذلك كان للمس اهميه مبرى في صنع العجائب والكرامات وفي بعض الطقوس الدينيه كوضع اليد على الرأس للتبريك اي لاعطاء هذه القوى الروحيه للاخر.

فلنعد الى هذه العادات الجميله القديمه في السلام فهي من نتاج اختبارات الاجيال ولم يبتدعوها عبث وليكن سلامنا من بعيد ولتكن فيه علامات المروءة والرجوله والتواضع وحلاوة اللفظ وادب التطلع والتوجه في ان واحد فذلك هو الافضل

زائر

هي الاداب التي علينا جميعا التحلي بها وغرسها في جوهرنا فالكاتب العظيم كتبها لنا لتكون الطريق لوصول لجزهر ذاتنا قيمه جدا ....

اداب الاكل

لجميع جوارح الانسان مسالك في الادب اذا تخطاها وجانبها واهملها فانها تعود عليه بالخسران في حياته الجسدية والمعنويه وينعكس اثرها على اعصابه الجسديه والمعنويه وينعكس اثرها على اعصابه وعقله وفكره واغشية جسده ومزاجه ودمه وليس الامر انه يكون موضع انتقاد ارباب اللياقه والتأدب بل يعود بالضرر على نفسه.

ومن اداب الاكل غسل اليدين غسلا جيدا بالماء الطاهر قبل الجلوس الى الخوان والانصراف الى المأدبه فالنظافه الخارجيه تعطي صاحبها شعورا بالنظافه الداخليه حيث ان الانسان لا ينفصل داخله عن خارجه ولا ظاهره عن باطنه فهو كل لا يتجزأ ثم يعمد الاكل الى غسل يديه وفمه بعد فراغه من المأدبه فيتطهر من جديد من روائح الأطعمه التي تكون قد علقت بيديه وبشفتيه وفمه فلا يزعج الاخرين ولا يزعج نفسه بما تحمله من الروائح والسموم.

وقبل مباشرة الاكل يقتضي سلوك ادبه ان يقطع علائقه الفكريه بما يحوم حوله من هموم واحزان وما علق بذهنه من معضلات امسه ويومه وما ينتظره في غده فيكون صافي البال هاديء الجنان مرتاح الاعصاب فينعكس كل ذلك على اغشيته واعضائه وادوات الهضم والامتصاص والمعده والامعاء في عملهما الافرازي والتحويلي والاستيعابي فيرى الانسان نفسه مرتاحا الى ما يأكله ويطمئن بعد فراغه من المأدبه لان عمل اجهزته يسير بانتظام كلي وفق وتيرة هذا التاليف المبدع وهذه الموسيقى التي تنسجم فيها جميع وظائف اعضاء الجسد ولا تتناقض فيما بينها ولا تضطرب ولا يعطل عمل بعضها لكي تتم في السلامه والصحه والنشاط عمليات الغذاء البسيطه المعقده.
هذا هو قصد الصلاة ومعناه في احدى مواجهاته قبل تناول الغذاء وبعده فيما عدا ما ينطوي عليه من واجب الشكر والعرفان والاعتراف بالمنه وبحمد المولى في عيشه وابداعه ورزقه الذي لا ينضب من ان الصلاة قبل الاكل وبعده تساهم في جعل الفكر يطمئن ويهدأ وتصفي الذهن في مشاكل اليوم وغده وتوحد النفس في استقطاب نشاطها فينسجم الانسان جسدا وروحا ولا يعود موزعا فب اعماله وافكاره ومشاعره.

وعلى الاكل طيلة ما يستقر به مقام الجلوس الى المأدبه ان يجانب كثرة الحديث وخاصه التحدث عن قضايا شغله ونشاط يومه وتصاميمه ومشاريعه ووقت الاكل لا يفيد منه الانسان الا اذا كان فترة راحه وانفراج وبسطه وانبساط وافضل ادب في هذا القصد هو الصمت ما امكن وتذت ام يحسن ذلك فعلى الاكل ان يعلق فكره بالمواضيع المفرحه وبالمواجهات البهيه ولذا كان ترتيب الخوان ووضع الزهور عليه مما يفرح العين ويسرح في اثر الفكر.

يتبع في اداب الاكل

وان كان ضيفا فمن اداب الاكل ان لا تحضر مأدبه لم تدع اليها او ان لا تزعج الجالسين بما لديك من معضلات وما تطلبه من حاجه وما تسعى اليه من مصالح فلفعل الاكل وممارسته لون من التكريس والقدسيه ينبعث من رزق الله سبحانه وحلاله ولذا كانت العاده مندرجه سالكه بين المؤمنين الاولين في جميع الاديان تقريبا ان يجلسو ليأكلو سوية على طريقة الغربانيه اليونانيه فتنزل البركه فيما بينهم ويتحسسون بواقع النعمه وما يستطيعون اليه الوصول من الأكل والاغذيه ويتذكرون المحرومون على وجه الارض ان لم يكن هؤلاء بينهم وغير بعيدين عنهم وكلما تداولت الطعام الايدي زادت بركته واضحى له معنى من المشاركه وشعور الفضيله والنعمه وقصد الزكاه والمنة.

ومن اداب الاكل ان يسترسل الانسان بعده الى الراحه فتره فلا يقرأ ولا يعمل ولا يفكر فيها لكي يستمر في اراحة ذهنه واعصابه وتوفير افضل الاجواء لعمل الطبيعه فيه في هضم وامتصاص ما ورد اليها والذي سيصبح قطعه من جسد الانسان يتكون منه دمه واغشيته ومادة حياته الشحميه وقد يكون من المفضل ان يمشي الانسان قليلا دونما تعب كما يفعل حتى الحيوان عند استسلامه الى الراحه التامه او الى الجوي الهادئ

ومن اداب الاكل ان لا يشرب الانسان قبل مباشرته الغذاء ولا ابان الغذاء ولا بعده مباشرة لان ذلك يفسد عمليات الافراز والهضم ويبلغ هذا الافساد مبلغا شديدا عندما يكون الاكل قد تناول الفاكه اثر طعامه ولا يجوز الشرب في كل حال الا بعد مرور ثلاث ارباع الساعه او ساعه على الفراغ من المأدبه

ويجب ان لا يدخل الانسان طعاما على طعام فلا يأكل الا عند جوعه ولا يشرب الا عند عطشه وان فعل غير ذلك افسد نظام جسده ودخلته العلل وتملكته الادواء فاصبح عاله على المعالجه او اصبحت المعالجه عاله عليه

ومن اداب الاكل تنوعه فلا تصح الاجسام الا بانسجام اعضائها وتناسق نمو اغشيتها ووظائفها بحيث يعمل الجسد ككل عضوي لا تتاخر فيه اداة عن القيام بما يتوجب عليها

ومن طبيعه هذه الاعضاء والاغشيه ان تختلف في تكوينها المادي وينعكس هذا الاختلاف في الامزجه والطباع التي تظهر في الجسد وفي غلبة انطباعه وفي الصحه وفي المرض وكان الاقدمون يعتبرون ان للجسم اربع امزجه-
الرطب
البارد
الحار
اليابس
وسواها.....

وفي الواقع لو اعتبرنا مفهوم الحياة الوضعي فانه توازن واتزان دقيق بين الحراره والبروده مثلا يتوقف عند درجه منها ثابته وفق انواع الحيوان وفي الزياده عن هذا المقياس او الانخفاض عنه اسباب العلل والامراض ويصح القول ذاته ايضا من وجهة المتعمق بالعلوم العصريه حول زيادة الرطوبات في الاجسام او امتناعها عنها بالكليه كما يحدث للذين يسكنون الصحاري حيث تغلب اليبوسه

فتنوع المأكل ضروري وامر واجب لازم لاجل الحفاظ على صحة الجسد وانما المرض لا ينجم عن الجراثيم والطفيليات الا على قدر ما يكون اختلال انسجام الاعضاء والمزاج في الجسد قد هيأ لها ولعملها التخريبي وقد تكون اعراض المرض ومن ضمنها الحراره المرتفعه نحاوله للجسد وللاعضاء للعودة به وبها الى الانسجام الاول وانما كل شيء من الجماد الى الحيوان مرتكز الى فاعدة انسجام المتعاكسات وازواج المتناقضات والحياة ذاتها انما هي توازن مبتدل دائم في اقطاب تعاكسات ماهيته يحافظ الى امد معين على سياق هذا التوازن والانسجام من خلال هذه التبدلات الطارئه المستمره ذاتها

يتبع في اداب الاكل

ياريت الواحد فينا يتعلم هالسلوكيات

سلمن قلبي

حتى بالفلسفه نادو باداب النفس
عجبا على البشريه كيف تتخطاها في بعض النفوس

بانتظار التتمه

فيجب اذن التنبه الى تنويع اصناف الطعام بشكل مستمر يفيد منه الجسد وجميع اعضائه بصوره كامله فلا يرتضي الانسان ما يحصل في المجتمعات الحديثه ان يأخذ بشكل دائم تقريبا الوجبات ذاتها والاصناف ذاتها فلا يكون لمختلف الحبوب والاعشاب والخضار حصه واسعه في تلوين الطعام.

ويجب في ذلك العوده الى الاطعمه الطبيعيه التي كان يستصغيها الاقدمون بشبه غريزتهم بعد ان فقد الانسان المعاصر امكانية معرفته بما ينفعه ويضره او بما يميل اليه بشهور النقص لما يحتاج اليه وفي هذا المجال لا يسعنا الا ان نلمح الى ضرورة تناول الاطعمه الكامله كالخبز الاسمر الذي لم تسحب منه مواد غذائيه وكالحليب الكامل وكالاجبان التي تصنع على الطريقه الريفيه كالعسل ووجبات الحبوب المتنوعه الي كنا نأكلها ولا يزال بعضنا في البيوت المحافظه على تراثها من هذا القبيل.

وللاكل اهميه بالغه في شئون المرض والصحه لان الجسد في النهايه يتكون من الطعام والشراب.

ومن القواعد المألوفه التي يجب ان تتبعها كما يتبعها الحيوان تناول المأكل اقرب ما تكون من حالتها الطبيعيه فتصنيع الاكل كما يجري حاليا في المدينه الحديثه قد يكون من اكثر العوامل ضررا في الصحه لاننا في النهايه ابناء البيئه ومن سلالة هذا الحيوان ذاته فلا يجوز ان نخرج عن القواعد التي اعتمدها بفضل الغريزه مدى الاحقاب المتطاوله والازمنه الغابره.

ومن اداب الاكل ان تأكل ببطء وتواني فتلوك الطعام على الطف ما يمكن ان يكون ذلك فكل ما نعم ولطف الطعام واضحى قريبا من السيلان كلما سهل هضمه لانه يختلط انذاك بالريق على افضل اختلاط .

والريق كما هو معلوم يحتوي على الكثير من العناصر التي تساهم في تحويل الطعام وهضمه .فالمضغ اسا في عملية الهضم وتسهيل حركتها وبعض امراض المعده والامعاء ناتجه عن اختلال المضغ او التقصير في القيام بها وقد يحدث سوء التغذيه من ذلك وكلما لطف الطعام وقرب من طبيعة النعومه والسحق سهل هضمه واستيعابه وعليك طبعا في كل هذا ان تحافظ على سلامة اسنانك .

وعليك ان تعلم ان لطهر الاكل والشرب حرمه لا تقرب منها شائر الحرمات فلا تأكل مما اشتبه في مصدره وانباته وبيعه وخزنه ووصوله اليك .

فللمس والمعاطاة وللنفس فوق الطعام وليد الطابخ والطاحن والمكتنز اهميه كبرى في نفاوة الطعام وفساده فتعلق بالمأكل النوايا الخبيثه والطاهره على السواء ويشتبك بها ويتداخلها ما علق بالايدي والافكار والاعمال من الفضائل والموبقان ويقولون في المثل الدارج

(النفس اصل في الطعام)

ولكل طابخ نفس طاهره او فاسده ولا تنسى ان الجسم الذي يتغذى بالكثيف ويأخذ من الطعام ما كثفت به العناصر يغذي بدوره اللطيف الذي هو نفس الحياه ويأخذ من كثيف العناصر لطيفها ليستبقي به لطيف الحياة مستقة قاطنه في الجسد والحواس.
واعلم ان كل الطعام فيه وجه من الكثافه يتحول الى كثافة الجسد وفيه وجه من اللطافه يتحول الى لطافة الحواس والفكر والعقل والقوه الحيه القاطنه في معاقل الحياة وباطنها فينا.

ولذلك كان للاكل والشرب اهميه خاصه ليس فقط في تكوين الجسد السليم بل في تكوين النفس والعقل السليم لان الجسد يتكون من الاكل والشرب وما هي عليه كثافته ولطافته والفكر بدوره بما يهتوي عليه بافعال للعقل والعاطفه وينشط ويتكون من لطائف هذا الاكل والشرب ذاته فالامأكل والمشرب هي المرتكزات والعناصر والقوالب التي تتشخص فيها الافكار وتتنزل المعقولات وتنطوي وتنسكب العواطف والمشاعر فسبحان من ابدع الانسان من لطافته ثم كثفه فجعله جسدا فأذن به بشر سوي.
يتبع في اداب الاكل....

ليست فقط للتحلي بالادب هي ايضا للصحه الجيده
لانها تريح المعده والعقل والجسم
متابعه يسلموو

الجسك كلو في تواصل مع بعضه
وكل شي فيه بيكون الو ارتداد لكل الجسم
فبتصير الاداب طبيه كمان

وكما تكون المشارب والمأكل عناصر المقدمه والاضاحي لنار الحياة التي تلتهما فينا ثم تبني اعضاء الجسد واغشيته وذراته وخلاياه ثم تستمد منها المواد الاولى والاطواب المرتفعه فوق بعضها بعضا لاجل عمل الفكر والانسكابه وتنزل له من ارفع عليين او من مثوى الباطن وبذور مواطن العقل الاولى كذلك ينزل الفكر في كل ما نحن عليه من لطيف الاغشيه والاعضاء وكثافتها فيخلقها ويكونها بدوره بالانسجام التام والصيروره الكامله فلا ناقص ولا منقوص ولا فعل بدون رد عليه يتم ولا اساس يقوم دون ان تعل عليه شرفات العقل ومقصورات الروح وهي كلها كالشجره الباسقه التي تجد روح الانبات والتحويل والحياة في جذورها الرقيقه وجذعها واعضائها ووريقاتها وازهارها الصغيره على السواء:

كلها حياة بحياة وما الكثيف فيها الا تكثيف للطيف يقع ويحصل على الدوام في فعل سحر صيرورة الابداع والبقاء.

وهكذا الانسان شجرة الحياة ايضا في استعلائها وترقيتها وانجذابها الى اصلها الاصيل الذي منه نبعت واليه تعود وان تحررت هذه الشجره من الارتباط بالامكان واضحت لها حرية الانتقال في اثر تحرر الحيوان ذاته من حيز المكان.

فالانسان يخلق على الدوام شجرتة ويبنيها من عناصر هذا الكون لطيفها وكثيفها ومن الاثير وتموجات الشعاع واضواء النور وخضرة النبات وعناصر المعدن والحيوان وهي تفعل به وهو يفعل بها تماما كما فعل الله سبحانه وتعالى في الخلق الاول والمثال الاساسي الازلي لتكوين المثالات الحيه.
وانما كل شيء ابدع على مثله فينزل المثال اليه ويرتقي هو الى مثاله.

واعلم ان الطعام والشراب يرتبط بطبيعة الارض التي يعيش عليها الانسان والحيوان فافضل الطعام والشراب ما استنبته واستقاه الانسان من ارضع وينابيعه ولا يستجلبه من الخارج ابدا فهي القاعده الذهبيه لطلب الاقدميين على اختلاف مذاهبهم وهي القاعده التي يعود اليها اليوم بعض اطباء العصر المتقدمين بالغرب فيرون فيها صلاح الاعضاء والابدان لما تضمنه الاطعمه والاشربه من تموجات وظروف للانبات وللاقاليم وتميز بمختلف عناصر البلدان فكيف يكون الانسان وليد الارض التي يعيش عليها فيتدخر من لطيفها وكثيفها ما يشحن به جسده ونفسه ولا نكون نباتات بلاده وحيواناته وينابيعها افضل واشرف ما يقبل عليه في تغذيه جسده ونفسه؟

وهذه القاعده هي التي يطبق محتواها شعب صغير لا يعرف المرض اطلاقا ييعيش في شمال شرقي الباكستان ويعرف بقبائل الهونزا كتب عنه الكثير وخاصه الدكتور ماك كورزن الذي عاش في تلك البلاد قرابة 25 سنه فلم يرى فيها مريضا واحدا ولو بالصداع

فهذه اشرف اداب الطعام والشرب فاذا كنت تاكله وتستسغيه وتستوعبه في غلافات جسدك وبواطن نفسك تضمن له النفس السليمه في الجسد السليم او صحة الجسد والنفس على السواء

أداب الشرب

في عنصر الماء سر من اسرار تكوين الحياة فالماء والهواء ونور الشمس من اقانيم التكوين الذي استقرت به الحياة البدائه الاولى في الصوره التي تطورت اليها طاقة الاديم وترفعت فيها وبها قوة الماده ومكنة الهيولى ولذا جاء القران بقوله

(وجعلنا من الماء كل شيء حي)

وسبق من كلام التوراه في ذكر عنصر الماء في بدايات التكوين

(وروح الله كانت تسبح فوق المياه الازليه الولى وكان روح الله يرف على الماء)

وقد يكون في ذلك ايضا سر حلول روح الحيوان في بادئ البدء من مياه البحار قبل ان تتكلم على الاراضي اليابسه كما يخبرنا عن ذلك علماء طبقات الارض والسلالات الحيه ولذا كانت وبقيه مياه البحار المالحه تتسرب وتدور في شراييننا واوردتنا تذكره للنشأه الاولى وتسبح فيها خلايا ونقط دمائنا فتتغذى بها وتحيى بعصارة ما ينفذ اليها من عمليات هضم الطعام وامتصاصه.

على ان الماء يجب ان يكون زلالا طاهرا طهورا فلا تدنسه الاوعيه المفتعله ولا تسممه الوان الادويه القاتله للجراثيم والحيوانات الصغيره المجهريه في ان واحد وقد جعل الله مسكونا بشتى انواع الحيوان كما جعل التراب والهواء كليهما ممتلئان بشتى الوان الكائنات الحيه فافضل المياه هي المياه الطبيعيه التي لم تتسلل اليها يد المطهرين المصطنعين هي مياه الينابع كما تنبجس من افواه طينها فنستسيغ شرابها وطهورها.

وعلاوه على ذلك فان هذه المياه التي يتصورون انهم طهروها بالادويه وسائر الوان التعقيم تعود ثقيله على المعده والامعاء زتسبب شتى الوان الامراض وتأخر في عمليات الهضم وامتصاص الاغذيه.

وافضل الاشربه ما كان قليل الاملاح الكلسيه واعتباره ان يكون قابل للتبريد السريع عندما يوضع في اناء فخاري ويسمون ذلك في اللغه الدارجه:
الذي يربى في الاناء

ويجب اجتناب المياه الاسنه التي يكثر فيها النبات والطحلب وفي العموم فان الشرب مذاق فمن طاب مذاقه وقلة رواسبه ورقة لطافته وسهل هضمه واسهم في ذلك فهو افضل الشراب وافضل طريقه لتصفيه الماء هو وضعه في الفخار وترشيحه منه والفخار مصنوع من الطين الذي ينبجش منه الماء وانهاء الشراب وامرأه الذي يشرب بالفخار والخزف وقيل في المثل الدارج:

الفخار هنيء مريء اما الخشب فمريء غير هنيء اما الزجاج فلا هنيء ولا مريء

ومن ادب الشرب في صون صحة البدن تجنب شرب الكحول وهذه الاشربه الموضوعه في القناني التي تعددت الوانها وكثرت اصنافها ولا يعلم احدنا هذا الذي وضع بها وما هو تركيبه هي في العموم تنفخ البطن وتقرقره وتحدث شتى امراض المعدة وتمدد اغشية الهضم والبطنة اساس الدواء.