أداب الحياه...(تسلسل جديد)

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

الادب ونظام الحياة ..للمعلم كمال جنبلاط...

من كتاب اداب الحياة

مفهوم الادب هو احترام النفس واحترام الاخرين .
ومن لا يحترم نفسه ويعتبر قيمها وكيف يصح له ان يتوجه الى الاخرين بالاعتبار والاحتترام؟؟

اننا نكتب هذه الخواطر لاننا نلحظ اكثر فاكثر وللاسف موجه من التحرر المزعوم من قواعد اللياقه والاداب التقليديه والاخلاق السليمه السالفه، تتجتاح الطائفه وتحاول تهديم افضل ما فينا ومن لا يستوي له تهذيب خارجه فكيف يستقيم له تهذيب داخله ؟
ومن لا يحترم الاخرين فكيف يتوفر له ان يتوجه الى ذاته بالثقه والاحترام وهي بداية مرقاة التحظر الحقيقي في الانسان؟

ولا معنى للحظاره الا هذا التهذيب لافكار النفس وشواعرها ولحركات الجسم واعتمالات الجوارح .والحضارة ليست في اقتناء السياره ولا في السكنه في بين رفيه،ولا في احتساء المئاكل الشهيه ولا في الانتقال بالبلخره او الطائره من مكان الى مكان ،ولا في اقتناء المفروش الباذخ ،ولا في تزيين الوجه وثراب الملبس .

والحضاره ليست بشكل خاص باعتماد هذه الحركات العصبيه،وهذا الانفلات في التكلم والتطلع والجلوس رجل فوف رجل واعتماد اساليب في مواجهة الناس والاستكبار عليهم وسواها من هذه الطبائع

للمدينه الغربيه الماديه التي مالت اليها هذه المدن في الغرب في بعض مسالكها والتي يتنكر لها ويتأفف منها رجال الغرب انفسهم ،والتي ليست هي لا من اداب الغرب ولا من تقاليده ولا من روحه.

فالحريه التي يتبجح بها بعض المقبلين على مدنية الغرب الماديه من خلال ما يرونه في السينما والتلفزيون ومن خلال المثال العاطل الذي يعطيه وللاسف بعض المثقفين السطحيين الذين يبدو انهم لم يفهمو من العلم والثقافه شيئا ،ان هذه الحريه تقوم في حقيقتها على ضبط النفس وعلى احترام الاخرين وعلى الاحتشام لكل ما نقوم به او نقوله او نفكر به او نظنه بالنسبه للاخرين فهذا التطور او التقدم او التمدن كما يفهمه البعض من خلال ما يصدر الينا من الغرب من وجوه مشوهه للسلوك البشري هو اقرب الى البربرية والهمجيه منه الى التمدن والتحظر الحقيقي وهو دليل على ان الانسان اذ كان مثقفا لم يحصل بعد على الثقافه الانسانيه التي يرتضيها لنفسه ويبتغيها للاخرين.
ولا نفطن معظم الاحيان الى ان هذه الثقافه الانسانيه موجوده في تقاليدنا وحضارتنا الشرقيه العربيه الاصيله التي جائت الينا من خلال اختبار الاجيال،واداب الجدود وتهذيبهم واستنارتهم بالخلق السليم والنهج السوي وان علينا ان نحيي ونحافظ على هذا التراث الادبي الخلقي في حياتنا الفرديه والاجتماعيه.

ولا يفيدنا شيئ ان نتزايا او نتلبس بالانفلات من التقليد السليم والتطبع بالخشونه والجلافه والقسوه في معاملاتنا مع الاخرين او بان نتصور ان لنا من ميزة النسب او الجاه او المال او العلم او المنصب او المسئوليه مما يجعلنا في حل من ان نكون مع جميع افراد الشعب محتشمين متأدبين.
وعلى الفئات الاجتماعيه المتطوره المثقفه والغنيه والمترفهه او التي لها مسئوليه اجتماعيه او قياديه في جميع المستويات ان تعطي مثل التأدب والمعامله بالحسنى واللطف وانكسار الجانب والمحبه المخلصه والنفحه الانسانيه بكل ما تفكر به وتقوله وتعامل به الاخرين،وفق الايه الذهبيه التي وردت في جميع الكتب والاديان

(كما تريد ان يتصرف الاخرين بالنسبه اليك عليك ان تعاملهم)

كان يقول الحكيم شيري اتمانندا في تحديده للحب جوهر كل حب (ان الحب هو طاهر وهو بطبيعته لا غرض له وهو ذاته السعاده والسلام ولكن عندما يتعلف بحب الرغبات الفكريه فتجعله يحملها فان هذا الحب يهبط وينسفل ويصبح عرضا كالرغبه في الدنيا ومن الرغبه بالدنيا ترتفع الشهوات المتنوعه للعداوه والبغضب والبخل وسواها ويرضخ الانسان انذاك لفقرها والطريقه الوحيده للتخلص من هذا المرض هي في استبصار مجرى الحب في العوده الى اصله وباسقاط الرغبات واغراضها وانذاك تصبح الرغبه متحوله مترفعه فتزول الشهوات ويسطع الحب الطاهر في كلية مجده وتكونون واحد مع هذا الحب في معرفة احادية الجوهر)

في العصر الذي نعيشه كم تبرز هذه الحقيقه احيانا كثيره وكانها بعيده عن كل مجتمع وكل انسان وقد غشي الناس مركب من الاشتهاء المتحكم وما يمكن تسميته برغبة الاقتحام والافتراس.

افتراس الشعوب وارادتها وخيراتها بالحروب والاستعمال والاستغلال الاقتصادي وتاره كان يجري ذلك باسم الديم وطورا باسم الحضاره ودائما باسم التمييز القومي واشتهاء الثروه والجاه.

افتراس الشعوب واقتحام عقولها بالعنف التوجيهي والمعنوي او بالعنف القانوني في مثال الانظمه الكليه الجماعيه والعسكريه التي كبلت حرية المجتمع والفرد في ان واحد .

وافتراس المال وما يتصوره طالبه من الحصول بواسطته على السعاده والجاه والقوه .

افتراس اغراض الدنيا بما توفره الحضاره او تستشيره بالنفس من اشتهاءات .

افتراس المناصب ومراكز القدره والتوجيه الاجتماعي.

افتراس الشهوات والمرأه بعنف تحريك هذه الشهوات.

افتراس العمل للخير والشر على السواء فلا يستطيع احدهم ان يجلس مع نفسه ساعه من الزمن وانما يهرب منها ليغطس في النشاط والجهد ويضيع في بريق النجاح وهو لا يدرك ان سر ....ل في العوده الى النفس كما يوحي بذلم علم الراحه والاسترخاء في الصين وهو ايضا ضروري لجمع الطاقه ولمبداره العمل بروح التجدد ابدا.

افتراس الطبيعه واقتحامها باستغلال واستثمار معادنها ونباتها وشجرها وحيوانها بدون حساب ولا رحمه ولا تقدير لحاجة الانسان الحقيقيه ولا للمستقبل من الايام فالكلمات ...القناعه والاكتفاء والادخار والتوفير اصبحت معدومة المعنى في عالم شعاره اصرف ما طاب لم واستهلك ما استطعت واهدر طاقة الكون وكل فوق الشبع وارتوو فوق العطش واشتري ولا تقتصد ولا توفر من طاقات التمتع شيئا ولا تفكر بالغد فالعلم سيفكر عنك كذلك العلماء والتقنيون هو اقتصاد الاستهلاك لاجل الاستهلاك ولم يعد للاقتصاد في مفهومه الاصلي اي معنى وكيف يصح او يتم توزيع موارد الارض والماء والهواء على الناس كلهم اذ كان كل مواطن سيستأثر بها؟

ونجد لونا من هذا الافتراس والاقتحام اللامبالي في التلويث العام المنتشر بتعمد من العنف لن يسبق ان جرف الانسان بمثل هذه القوه وهذا الغرور وعدم الاكتراث فلم يبقى الانسان على طير او ماء طهور او نبات الا ونثر فوقه سموم التلويث او الحق به التقليل والدمار.

يتبع في اداب الحب

فالى اين نحن سائرون؟
وماذا نبغي؟
وماذا يطيب لنا حقا في النهايه؟
وهل نريد شيئا سوى الاستسلام لمواجهة التطبيق التكنلوجي وانعدام ارادتنا الشخصيه وفقدان التمييز الصواب من حياتنا؟؟

في هذا الجو المشبع بعنف لارادة الاقتحام والافتراس يبدو الحب وكأنه كائن مسكين متعب ضعيب البنيه مرهق الكينونه متقلص الظل والاثر وقد انزوى ولو الى حين في باطن الاساطير فالبشر يحبو ولا يحبون ..يتمتعون ولا يتمتعون..يتلذذون في الظاهر وهم في شقوتهم يصبون عطش شوقهم يبقى بلا ارتواء وطلباتهم بلا احتولء ودائهم الغالب المستعصي بلا دواء وسعادتهم كقشرة كاد لا تستوي على سطح اديم نفوسهم المتقصيه المعذبه عبر تقلبها في الافق.

ولذا اكثر متاع الحب في سوق البيع والشراء واضحى الحب تجاره والعشق الحقيقي تخلفا وامتهانا وحرمانا وتحللت روابط الزوجيه المقدسه وفقدت وحدتها وانعدمت التوق الى مهب الاصيل واضحت الصداقه ذاتها خدعه وتسليه ورثاء ومصلحه انانيه وتناثرت العائله مع الاولاد اشلاء وتحكمت الفرديه بالمجتمع وسيطرت على الناس مشاعر الانانيه وسمو ذلك في عميانهن تحررا وانفتاحا فاذا ما بلغت الشقوه الة الحلق وتراكمت في حافظة النفس اللا واعيه ظهرت على الانسان الاكراض الجسديه والنفسيه والانحرافات الخلقيه وهيمنت الاحزان على الحياة وتغلبت الرغبه للتخلص منها بالانتحار او بالهروب من الحظاره وهذا هو وضع الكثيرين من الشباب في العالم المتقدم صناعيا وتمدن لا حضاره لان الحضاره الحقيقيه تعني داخل الانسان لا خارجه.

ثم ان الاديان المتعقده والمعتقدات الروحيه التقليديه اخذت تفقد من تاثيرها على النفوس وعلى المجتمع فيتحول الناس عنها وقد التبست مفاهيمها وقيمها الاصليه الاوليه على كهنتها ومشايخها والمبشرين بها فاذا القوم في حيره من امرهم كالمركب الذي فقد فيه البحار ووصلتهم في عرض البحار الهائجه وكانت الاديان تعطي الحياة البشريه معنى وقيمه وتنفحها تنبها وروعة واندهاش وتلبس سلكها ضميرا وعدلا وحنان وتكسب على الحب وعلى مؤسسة العائله وعلى رباط المجتمع وعلاقة المواطن بالمواطن انس وحرمه واحتشاما والتزام بالروح المعنوي والمثال العلوي.

وقد نكون على عتبة قيم وبعث معتقد جديد او قديم يحيي شرعه نظام الانسان الازلي في تجمعه ويكون اكثر توافق مع طلبات الوجدان في هذا العصر ومع مبادئ الانسان الحقيقية وقيم العقل ومكاشفة العلم الحديث

يتبع في اداب الحب

الحب في حقيقة تقارب الجسدين هو استيعاب الشخص الاخر والانصهار فيه والموت المعنوي في حقسقته اي في حبه وجماله الروحي الذي يضيء كل جمال ظاهر كما تنصهر وتذوب الفراشه في نور جذوة النار للهب.

ولو نظرنا جليا الى معنى وقصد تزاوج الاجساد عبر توق وتوحد الارواح لرأينا الموت يرافق فعل الانجاب في صور الحيوان الدنيا اي الحب التوكويني ومراحل الخلق فالخليه الحيه عندما تنفلغ الى خليتين جديدتين في بكور شمس حياتها تموت فعلا لتصبح اثنتين وبعض ذكور الحشرات كالنحل وسواها تموت بهد عمليه التلقيح وهي قد تعلم مصيرها المحتوم
.

فالتزاوج الجسدي الحقيقي في ضوء الحب موت حقيقي لانانية النفس ثم بعث متواجد في ذات الاثنين وليس هو فقط تماس اجساد وتقارب بشرات وكان يقول الحكيم شيري اتمانندا في مغزى ومعنى الحب الحقيقي مت لاجل الاخرين لكي يحيى (لكي تحيى انت) .

والذي يدرك الحقيقه يعلم ان السعاده لا تألق في النفس وتشرق الا عندما يغيب الفكر عن مجلا ظهوره وتحتجب الانانيه ومعها النفس الفرديه وهكذا تكون هذه الانانيه قد ماتت ولو الى حين ان تعاود الذهن فكرة التمتع والفعل فيعود معها خداع التصور ....هي حبة الحنطه التي يجب ان تموت في التراب لكي تنبت السنبلة المحمله بالبذور الحيه من جديد وهذه القاعده هي الموت لاجل الحياة هي شرعة كل حب فمن ارتفع الى ذاك الحب الجوهري غمرت نفسه واضاعت سنابل السعاده في ضوء الوعي الوجودي التام ويتبين انذاك ان الموت الطبيعي انما هو خدعة واسطوره

يتبع في اداب الحب

حلوووو جدااا...
يسلموون خيتا
متابعه

سلمن اموله كثير رائع

عزنا بربوعنا

جميل جدا..
يسلموا دياتك..

الحب بحد ذاته يرفع لا يسفل ولا يتدنى لان غايته الباطنه في قدره ومحور تحقق نموه وفي جذب مساره هو التوحد هو الوحده هو التوحيد :

به غرائزنا تعلو وتهيمن وتستقر في دقئ السعاده وفي رفعتها ومن كان حقا سعيدا لا يفكر الا قليلا وبمل يضمن له البقاء (بحالة الخمار-على حد التعبير الحكمي) اي بجسده : ينساه كما تنساه الطيور بمتعة تلاعبها بجناح الريح الذي يحملها في الهواء الطلق وتحت زرقة السماء وقبة نور الشمس الصافيه ولا اجد في الحب (في متاهته او عوده الى اصالته وفي انجذابه الى الاشياء او انعكاسه عليها او استيطانه فيها) افضل من قول الحكيم شيري اتمانندا

تستطيعون ان تحبو فقط المطلق الفرد المتمثل بعنصر الحياة في الاخرين ولا يمكنكم ان تحبو سواه

وفي مندرج تحقق هذا القول او استيعابه في كنهه ويكون الكائن المتطهر في ربيع ايامه وفي عرس وصله ووصال وجوده الظاهره بوجود الاخر الظاهر ككاهن الطبيعه الاعظم الذي يقوم يتقديم الاضاحي لذات الحق فيه في مجلى
قداس الابداع وعلى مذبح الحياه الازليه..

الحب هو ان تفعل كل شيئ لرفعة الاخر لتقدمه في السعاده الحقيقيه اي لتساعده في فهم كنة ذاته :
وحيث وجدت الانوار واضيئت الحنايا وجدت الحياه (الشرعيه الروحيه)

ولذا فالعارف الموحد gnanin وحده يعرف كيف يحب...

وعلى هذا القياس وفي منحنى تحققه جائت الايه الروحانيه تعتبر الزوج قطعة من نفس الزوج الاخر وقد اشتقت وابدعت منها او كانها فيها الصوره المنعكسه في المراه (يا ايها الموحدون ومن الاء مولاكم عليكم ان ابدع لكم من انفسكم ازواجا لتسكنو اليها وانزل فيما بينكم المودة والرحمة فلا تجعلو امركم بينكم فرطا وعفا مولاكم عما سلف )

نظام الحب هو نظام الانسجام الكلي مع طبيعتنا ومع الذي هو حملنا مع الكون الفسيح الذي نحن بعض خطاه في تشكل العالم الظاهر : فكل حب يجب ان يتوافق مع نظام الطبيعه فينا...مع نظام الحياه فينا مع نظام العقل والقلب في تواجدهما المنسجم المتناغم ..وكل ما في الكون وفي صميم الطبيعه هو انعكاس وصوره ومثال لهذا النغم الاحدي الفريد الذي ترمز ايه كلمه اوم في الهندوكيه او (قوم) اي قيوم لدى بعض المتصوفين المسلمين ولدى الاخوان الموحدين وهي ربما اختصار لقيوم او ما نعني بع بكلمه (كن) في تصور ابناء التوحيد وهم اخوه ينسلون من كل دين في مقام التجريد اي هم (اخوان التجريد)

والحب الحقيقي يتعدى ويتجاوز جدلية تبادل الحب في معناه الطبيعي العادي والكره المقابل له لان هذا الحي الثنائي ليس هو الا انعكاس لذاك الحب الجوهري في مجرى التكوين ولكن هذا التكوين في حبه لذاته الاصليه كسعاده لا بدايه لها ولا نهاية ولا اجد افضل من هذه الايه الحكيمه اسردها في ختام هذا الفصل فيا ايها السائر المنادي الضال في كل واد الجائل حول ذاته لو لم يئن لك انك انت مجلى الحق مراة الحقيقه التي ران على قلبك فنسيتها وهي التي طالما ناولتك ذاتها في خمرة كأسها فسكرت ثم سكرت فثملت ثم صحوت ثم اعادة عليك الكره فطهرتك والبستك بثارها حتى محتك فاحيتك فعلى ما هذا الوجد وانت الوهم وانت الخيال وانت الفكر والنظر وانت وكل شيء مما ترى ومما لا ترى ظلال الظل
هذه الصور والحق هو المصور وهو الذي يمسكها حتى يوم حاقت ذلك المحو فاعتبر اي هذا ان الحق في ذات الشهود هو الممثول الذي جعل المثل حول الوجود ستارا فالبسه كل وجه وهداه الى كل طريق فالعين في العين وكلاهما في اثر الاء الممثول

فسبحان المعبود الذي جعل في قلوب محبيه شوقا من لذة ما ادركو لطلب ما لم يدركو

اداب المجادله والنقاش

عندما تناقش احدا في امر يهمه او يهمك احرس على ان تضع امام نفسك هدفا واضحا :

هو الاقناع بالنسبه اليه والزياده بالاقناع بالنسبه لك لا الجدل لاجل الجدل او الرغبه في التغلب على الاخر كمن يريد ان يظهر على عدوه في الحرب .

فالجدل غايته الكشف عن الحقيقه بالنسبة لمن تجادله وبالنسبه اليك ايضا:

ونحن بحاجه دائما الى ان نعرض افكارنا ومبادئنا على الغير لكي يزيد اقتناعنا بها اذا كانت صوابا او لكي ندخل عليها ما يتوجب من تعديل ومن تغيير اذا لم تكن تماما هكذا ولا تقوم الحقائق الا بالنسبه لواقع معين قد يتبدل بشكل كلي او جزئي وما من شيئ يثبت استمراره كما هو سوى الشرع الماديه والقيم المعنويه والروحيه للوجود.

ولنتذكر دائما اننا نخطء كثيرا في تقدير الامور وفي تصور ما يجري لان ذلم هو من طبيعة فكرنا وعلاقة هذا الفكر بالاشياء المدركه وهي كلها اغراض العقل والحواس ولا تنفصل مبدئيا وعمليا عن تشوق العقل وادراك الحواس فنحن لا نرى ولا نعرف الاشياء كما هي في حقيقتها بل كما تبدو لنا من خلال اختبارنا العقلي والحسي..وهذا الاختبار هو اذن محدود بطبيعتة اذ لا ينفصل فيه ابدا المدرك عن المدرك وكلاهما متبدل ومتحول.

والمجادله تكون عبئا على الانسان المجادل وثقلا على الفريق الاخر اذا كانت الغايه منها الانتصار واثبات ما نحن عليه وتكريس تغلبنا على الاخر لان الانانيه تكون انذاك هي الدافع للجدل والسيطره واحتكاك الانانيه بالانانيه يتولد منه النفور الشعوري والتباعد العقلي والاقناع هو نقيض هذا تماما .. انما الاقتناع هو تزاوج العقول وانصهارها ولو الى حين في معرفه الحقيقه ...والحقيقه تفرض التجرد عن كل هوا في النفس ومصدر الاهواء هو تحكم الانالنيه بالفكر والشعور فالمجادله والنقاش تفرض وتفترض الوداعه الكليه والتواضع...ولا اجد اجمل واروع من كلمة الوداعه في لغتنا العربيه وقد لا نجد لها مثيلا متطابقا في غيرها من اللغات وهي تعني الخفر والاحتشام والصبر والتفهم والبرائه فوق ما يحمله معناه الاصلي...ويتسمى كبار العلماء عادة والاولياء والحكماء بمثل هذه الوداعه لانهم على حد تعبيرهم يعملون لدى تكامل معرفتهم للاشياء الخارجيه ولسننها:
(انهم بالحقيقه لا يعرفون شيئا) وكل معرفه هي محدوده محصوره نسبيه يتبدل او يتعدل محتواها باستمرار.

وبالحقيقه ان الهدف الاصيل من ممارسة النقاش كما يتوجب ان يكون عليه هو تمكين ملكة التجرد عن الهوى من ان تهيمن اكثر فاكثر على النفس :

وذلك لا يتم الا باتباع المنطق الكامل وبالانصياع لمضمونه او بالتحول عما توحيه انفعالات الشعور وتصورات الفكر ولذا كانت المعركه هي ذاتها توطيدا مستمر لمسلك المعرفه اي تثبيت الانسان على غير ما درج عليه من الانصياع لهواء الانانيه في نفسه ..
(اعلموا الحق والحق يحرركم) اي يحرر الة العقل وادارة الشعور من نقائصها .. فاذا ما تصوب العقل وترفع الشعور تطهر الذهن الفاكر من جميع تصورات الخطء والضلال فنظر الانسان الى نفسه واذ به كامل عارف حرف ..انما غاية الحياة كما كان يقول اروسطاطليس هي بلوغ هذا التأمل العقلي وفي هذا التأمل العقلي ومعاودته واستمراره كمال سعادة الانسان

يتبع في اداب المجادله والنقاش

ولا تدخلوا في جدل مع الناس الا اذا كنتم تريدون- لاطمئنان نفوسكم- ان تأتنسوا بمعرفة بعض الحقائق او اذا شعرتم في اعماقكم بهاجس ملح مجرد من الهوا يدفعكم الى قول الحق لكي يأتننس به قلب من يجالسكم وكثير من الناس من يرى اثنين يتناقشان او يتحدثان في امر فيجز نفسه في الموضوع وفي المجادله تطفلا واندراجا مع رغبته او رغبة الغير (فيضع قدمه في قصعة الاكل ) وفق مثل فرنسي مشهور ..واثر الصمت معظم الاحيان ولا تتبذلو فالتبذل يفقد الانسان الكثير من هيبته وجديته وقدرته على الاقناع والاقتناع ..

ومن لم يكن مقتنعا بشيء او بقضيه فكيف يستطيع ان يقنع الاخرين وهذه القناعه اذا كانت عميقة في النفس تولد التواضع والوداعه ..ومن علامات الجهل ان الجاهل يتصادم مع الاخرين وكانه يصارعهم في مجادلاتهم فاذا بالمجادلة صراع بين الاهواء لا احتكاك بين العقول يغلب عليه النور لاجل استجلاء الحقيقه.

ولا تتقصدو الحكم على الناس من خلال مجادلتكم فان الناس في غنى عن رايكم بهم وعن تقولكم عنهم وكل رأي في الاخري لا يوجبه صالح الغير او تفرضع المصلحة العامه يكون اقرب الى النميمه واللقاله وعلى الانسان ان يترفع دائما عن النميمه ويجتنبها فالاحتشام يقضي بالابتعاد عن النقد الشخصي الا اذا كانت بعض الجوانب ونقائص الانسان واتجاهاته هي التي تفسر بعض نواحي وظروف تصرفه العام .

اما النقد الادبي والفني فيجب ان يتخذ دائما معايير الروائع التي توصل فيها الانسان التاريخي الى قمة واقعية الوصف وموضوعية التحليل وكمال التعبير فالادب والشعر والموسيقى لا تقاس الا بالمثل الرفيعه التي تبلغها كما ان هذا الانسان او ذاك لا يقاس الا بجوهر ما هو عليه من انسانيه متكامله اي بالانسان الحقيقي في كل انسان كذلك اصناف الاشياء ذاتها لا تقاس الا بافضلها كالاباريق لا توصف الا بالنسبه لاتمها في اداء وظيفه الشرب وتبريد الماء ونكهة الفخار في طعم هذا الشكل من الطين المشوي.

وفي نقاشنا وفي مجال النقد والانتقاد يجب ان نتوجه دائما الى القيم المعنوية الثابته والمعايير الجماليه الدائمه التي تبطل كل متبدل متحول زائل ..ومتى رسخ فينا ههذا التصور وهذا التفكير راينا ان كل شيء في الكون يحيطه ويحركه ويدفعه الى غاياته عقل مدبر فالصدفه محاله في مجال الابداع ولو كانت الصدفه قائمه متحكمه لما كانت شرعة السببية تهيمن على الكائنات والاشياء ولا ما كانت الشرع الطبيعية التي كشف عنها العلم ولا يزال يزيح الستار عنها تلك الشرع والقوانين التي هي ذاتها شرعة العقل فتبارك العقل في كل شيء.

ولا يجادل الانسان معظم الاحيان الا عن نقص يكون فيه او عن حاجه يشعر بها فيتوهم ويوهم انه يقصد افادة الاخرين وانما هو الذي يسعى لمثل هذه الفائده كما ان الانسان لا يسعى للشرب الا لشعوره بالعطش وللاكل الا لتحسسه بالجوع وكل رغبه تكون مصدرا لنشاط وفي اساس كل رغبه حاجه وفي كل حاجه نقص ولذا يكون الحكماء والاولياء كمن تجللهم هيبة الصمت وصمتهم ذوي المغازي العميقه افصح لكثير من اي حديث للاخرين واذا ما تحدثو فعن غير حاجه في النفس بل لان للسان يفيض بما في الجنان على حد تعبير الانجيل او يكون الصمت الحقيقي العارف يهيمن بمعانيه الساميه الكاشفه عن المعنى الجوهري في المعاني الطارئه فيجمد عصب اللسان ويخرس النطق الظاهر:

(عندما يمتلئ القلب يرفض اللسان ان يتكلم)

[center][color=red]

ادب الساسه

السياسه يفرض ان تكون اشرف الاداب اطلاقا لان كل تدبير لامر مادي او معنوي هو سياسة في المعنى الصحيح للكلمة وفي هذا القصد كان يعتبر الفلاسفه الاغريق ان الاقتصاد السياسي هو سياسة تدبير الاشخاص والاشياء وادارتها ولا ينفصل الاشخاص في تدبيرهم عن الاشياء وكذلك العكس لاستحالة فصل المدرك عن الغرض والمدرك في مجلى العيش وانفعال الانسان بالمجتمع وبالحياة.

فالسياسه اذن ليست شطارة ولباقة وشعوذة وانتهازيه او لعبا على الحبال كما يتصور ذلك بعضهم في عصرنا ولو ان اللياقة والشطارة المهذبة المخلصة والذكاء الصادق تدخل من ضمن اللعبه السياسيه وتذكيها كما يعدل الملح والتوابل مذاق الطعام على ان الانسان لا يستطيع اكل الملح والتوابل صرفا وحدها

ان السياسة مسلك شريف لان لها علاقة بقيادة الرجال وتوجيههم ولذا قال المعلوم الشريف:

من ولي على عدد من الرجال كان له عقل الكل

ونعنب بالكل هنى الصفه المتكامله للانسان فيما درج عليه من معرفه صحيجة عقلية وتهذيب شعوري وتجرد عن الاهواء وعن المصالح الفردية والفئوية والحزبيه ومن استيعاب لتجربة الاخرين وتجربة الحياة ومن استرشاد بمثال اعلى.

واول شرط للسياسي ان يكون متجردا عن الهوى ونعني بالسياسي الحاكم والغير حاكم على السواء ولذا قيلي في التقليد الاسلامي الشرقي المتبع:

(طالب الولاية لا يولى) لانه يكون له هوى او مصلحه في ذلك
(ولا يتعرضن احد منكم للاماره او للقضاء او الحكم بين الناس ونت سألها لم يعن عنها ووكل اليها ومن اتته من غير مسأله اعين عليها)

يتبع في اداب السياسه

للاسف يا اموله ياريت فين هالاخلاقيات يلي ذكرتي

يعطيك العافيي قلبي

عزنا بربوعنا

ومن اروع نا ورد في مسلكية الشرف والتعفف عن الهوى والتجرد في الحكم ،ما ورد بشأن القاضي العادل من التشديد على توازن حالته النفسيه وابتعاده عن كل ما من شأنه ان يؤثر من داخله او من خارجه بتصرفه وتوجه حكم قضائه وان يكون موضوعيا بشكل تام:

ولا ينبغي للقاضي ان يجلس للقضاء وهو غضبان او نعسان او جائع او عطشان او خائف او مشغول الفكر ولا ينبغي لأحد ان يسأله حاجة فأن الحقوق ليس فيها شفاعه

ويضيف التقليد التوحيدي الى ذلك قوله بما في ذلك التوصيه بان لا يعاشر القاضي الا من يشبهه لكي يحافظ حتى في حياته الخاصه واتصالاته وعلاقاته على هذا التجرد عن الهوى وعلى هذا التمسك باتزان النفس وبتوازن طاقة التحليل والتمييز والحكم وعلى صفاء الوجدان:

لعن القاضي الذي يجابي احد الخصمين بكثرة النظر وحضور الذهن والاهتمام به دون الاخر

ولا ينبغي للحاكم ان يدع خصما يظهر بغيا على صاحبه وعلى القاضي ان يذر المطامع ويخالف الهوى وان لا يحضر مجلسه من لا يشبهه وليتخير لورده وليقض بالظاهر وليدع عنه في احكامه احسب واظن وارى فليس في الدين والشريعه الروحانيه اشكال: الحرام بين والحلال بين

ويذكرنا هذا التشريع الصارم بما ورد في شريعة الملك البابلي حمورابي منذ نا يقرب من ثلاثة الاف وثمانية سنة من تقييد دقيق لارادة القاضي بظاهر الامر وبموضوعية وقائع الدعوى ولكن دون المبالغة في المقابلة والتشابه من هذه الوجهة لأن النصوص التي نوردها قد تطعمت بالواقع بحكمة اليونان و...ان تاقديمة ونظرتها الواسعة المتكاملة للانسان وما انضاف اليها من جذور الانفعال في ظل الاسلام.

وكان الحاكم يرادف مفهوم القاضي العدل في هذا المعنى...فالقاضي يقضي بين الناس في نزاعاتهم كما ان الحاكم يقضي في حاجاتهم وبالحقيقة لا يمكن للحاكم ولمتولي شؤون المجتمع وللسياسي في المعنى الواسع وللقائد الا ان يكون قاضيا عادلا ومرجعا للتجرد ومثالا للنزاهه ولذا كانت احدى صفات رئيس الدولة في الحقوق الدستوريه التأسيسية الديمقراطيه الحديثة انه القاضي الأول للجمهويه mier magistrat de la republique lepre.

فلا نعجب اذن ان ينصح التقليد العادل بأن يتمرد المواطنون على الحاكم الجائر لانه بجوره يكون قد خرج عن شرعة الطبيعة وعن كونه قاضيا عادلا مجردا في حكمه واحكامه.

(ولا ينبغي للموحدين ان يطيعوا الحاكم الجائر الذي يعصى المولى وكان ذلك بعيدا عن الموحدين المؤمنين)

ونجد في هذا التوجه الصريح اصداء اقوال بعض الخلفاء الراشدين وعلي بن ابي طالب وهي من صميم تقاليد ممارسة لون من الوان الديمقراطيه القبلية الابويه عند العرب خاصة بعد ان هبط عليهم وحي الاسلام وما تحمله الشريعة المحمدية من تراث سابق وما تمثل فيها من اراء وافكار ومبادئ ارباب هذه الشرعه الحكميه التي لا نعرف عنها الشيئ الكثير والتي هي كالاسنيين او الحوريين او سواها من المذاهب السريه بالنسبه ليسوع الناصلاي والتي يلقبونها بالحنفيه او الاحناف.

يتبع في اداب السياسه

يعطيك الف عافيه
قمه وغايه في الاهميه..

هذا التجرد عن الهوى يفرض على السياسي والقائد والموجه التجرد عن الطموح الفردي في المعنى الشائع للكلمة كقولهم فلان يطمح بان يكون كذا وكذا او يطمح بالوصول الى هذا او ذاك المنصب فلا يطمح ارباب هذا المسلك الشريف (مسلك السياسة والحكم) الا بتنفيذ الامانه على مصالح الناس وبالقيام بالواجب وبالرضى الوجدان.

اما الذين يطمحون بالمعنى الضيق الشائع للكلمه فانهم لا يصلحون للتوجه بالناس الى تحقيق اهدافهم ولا للحكم بينهم بالسلطه والشوره ولا للفصل في شؤونهم بالقضاء العدل فالطموح المتسم بالطابع الفردي كثيرا ما يكون شهوه في النفس تحتجب ورائها الانانيه وبالتالي نقصا تولده حاجه :

ومن يكن له او فيه حاجه ليتممها لا تستقيم ولايته ولا يتصوب حكمه ولا يسلم قضائه .

وهكذا يتوجب ان يكون الحكم والادارة والقضاء في يد النخبة الحقيقيه في المجتمع لا تلك الوجوه التي تفرزها معظم الاحيان المطامع وانخداع المواطنين والدجل السياسي وانتهازية المواقف والفرص ودعاوة المال ودعامة الجاه .

ولا يعني شيئا التحدث عن الجماهير وطاقاتها وقدرتها على حكم نفسها وعن السياده الشعبيه والديمقراطيه وسواها من المفاهيم والشعارات التي اضحت تقود الناس على غير هدى فكل ذلك يضل كلاما اجوف وتقولا فارغا من كل محتوى ان لم تتوفر النخبه التي تعي هذه المفاهيم وتستوعب التطورات الناجمه عنها وتصبح بممارسة الاحكام:

فهناك وحدة استقطاب وجذب وانفعال جدلية قائمه بين جمهور الافراد وبين القادة والموجهين على جميع المستويات وخطء التفكير الدمقراطي الغربي الناجم عن العلماء الموسوعيين encyclopedistes في القرن الثامن عشر وعن جان جاك روسو ومنتسيكيو وسواهم (هذا التفكير الذي انتقل بدون تدقيق وتمييز الى الماركوسيه )وهو اعتبار الجماهير مصدر كل خير وكل فلاح وبالتالي كل سلطة تماما كما كان ارباب الملكيه الوراثيه في عهد الملوك يعتبرون سلطة الملك حقا خيرا الهيا .....
فالحق الالهي كالحق الجماهيري كلاهما مفهوم خاطئ لواقع وحقيقة السلطة.

فالسلطة علاقة جدلية بين القائد والموجه والحاكم وبين جمهور المحكومين من المواطنين وفي هذه العلاقه اخذ وعطاء وتنافر واستقطاب وفعل وانفعال وكل ذلك يرجع على الصعيدين (الصعيد الشعبي والصعيد القيادي) في ضوء قيم معنويه ثابته وهي قيم العقل والمجتمع ...الخ فاذا لم يتوفر للقيادة هذا السمو في العلاقه وهذه الاصاله بالانتساب الى الخير وهذه الرفعه في تصور العقل لأهداف الحياة واستيعاب غاية العيش على حقيقتها فكيف تسلم القيادة من الشطط وكيف تستطيع ان توجه الانسان وكيف يمكن ان يصح للانسان حكم او قضاء او اي سلطان ؟؟
(انتم ملح الارض ...فاذا فسد فبماذا يملح؟؟ )
يتبع في اداب السياسه

دور النخبه في المجتمع هو كالخميره في عجين الخبز فاذا لم تتوفر الخميره او كانت ناقصه او اعتراها بعض الفساد والتلف فكيف يمكن ان يستوي صنع الخبز وان يعرض الخباز ارغفه وردية منتفخة تفوح نكهتها الى البعيد ويشتهي المارون ان يقضموها ويأكلوها كالحلوى بدون التحدث عن الجماهير وحدها تضليل واضح فعجين الحنطه وحده بدون ان نضيف الخميره اليه لا يصلح لصنع الخبز وهكذا تبقى الديمقراطيه والسياده الشعبيه كلمه جوفاء الى ان تتوفر لها النخبه القائده لتحقيقها عمليا.

ومثل اخر على ذلك : النخبه (ونعني النخبه الحقيقيه) هي كالفكر او العقل بالنسبه للاعمال والنشاط الانساني فهل يستوي نشاط بدون عقل يهيمن عليه وفكر يديره ولكل شيء نظام ونظام المجتمع هو في اكتمال وسلامة النخبه كما تكونون يولا عليكم وكما يولى عليكم تكونون .

اما الوجود المطلق فهو خارج عن نطاق هذه الازدواجيات والوحدات الجليه للتضاد تحدث جميعها فيه وعلى شاشته وهو عليها شاهد ولها عارف لا اكثر .

ووظيفة الاحزاب تكم اساسا في ابراز هذه النخبه اكثر من مهمة الاستقطاب الشعبي والتنظيم الجماهيري خاصه في مجتمع طغت عليه الكفاءات العلميه وتراجعت وتضائلت فيه الكفائه المعنويه والخلقيه والعرفانيه الحقيقيه .

ولذا اشير في ميثاق الحزب الاشتراكي الى دور الاحزاب والى كيفية مثال تكوينها:

(ان الاحزاب اجزاء واعضاء ضروريه في تطور حياة الشعوب ولكن عليها ان تتجرد وان تتصوف بحيث ينصهر فيها الافراد على اساس فكرة اعتقاديه واعيه مجرده فالاحزاب من هذه الناحيه ينبغي ان تكون اشبه شيء بالهيئات والمؤسسات والجمعات العلميه او الروحيه الكبرى ... ومن فكرة هذه المؤسسات ونزعتها في التزكيه لعمل ما انها تستبعد كل غايه من ورائه سوى التضحيه والنفع العام وخير المجتمع والبشريه عامه وفي هذا وحدة الاساس الصالح لقيام حزب حقيقي ليس يستصنع الناي في للتسخير الخادع)

وهكذا ليس كل حزب حزبا في المعنى الحقيقي للكلمه وفي ما توجبه رسالته وقد تكون معظم الاحزاب مطيه لهوى بعض الاشخاص ومجلى للطموح السياسي والوصوليه او تقليدا لبعض الايدوليجيات على نقائصها وعدم موافقتها او جسما جامدا كبعض العقائد والجماعات التي تغلب عليها الحرف وغابت عنها الروح.

وكذلك وتكريسا منا لفكرة النخبه وضع التصنيف بين عضو عامل وعضو مرشد ليكون اساسهم في تصور نظام المستقبل.

وهناك وحده علاقه جدليه اخرى فائمه بين الشوه والسلطة فلا تنفصل السلطه الحقيقيه عن الشوره ولا تنفصل الشوره عن السلع فبهما يتم خير تدبير المجتمع والدوله.

يتبع في اداب السياسه

اهم مصدر لفشل بعض الانظمه الديمقراطيه في الغرب وفي عصرنا وفشل الانظمه المدعوه بالديمقراطيات الشعبيه في معظم الدول الشيوعيه والاشتراكيه يعود الى اهمالها مفهوم النخبة ودور النخبه في تكوين المجتمع والدوله وفي توجيه الانسان فنرى هذه الانظمه المعنيه تنزع الى فوضى الثورى الديمقراطيه باسم الحريه وتلك الانظمه الاخرى تنزع الى الديكتاتوريه الفرديه والاوتوقراطيه باسم الحزب او الطبقه او المجتمع وباسم الحريه والتحرر ليضا وخاصه...وكم كثرت الادعاءات وكان الواقع بالنهايه ينقضها ويناقضها.

وفي كلام جميل للحكيم المصري هرمس ذي الثلاث شعب وردت الايه حول الديمقراطيه كما نفهمها عادة وكما يجب ان تكون عليه بطبيعة شرعة التكوين اي تمثيل وحدة التناقض والتفاعل والتكامل بين النخبة وبين مجموع المواطنين:

ان غرض الحق وهو ما يقضي به العقل ويحكم وهو ان تكون الاشياء على تربيتها الطبيعي ثابته قائمه فاذا كانت كذلك فما احسنها واجملها واعدلها وذلك كالصانع الذي ينبغي له ان يكون هو الذي يستعمل الاله لا الاله تكون مستعمله له متصرفه به وكالفارس الذي ينبغي ان يكون هو مدبر الفرس ويجريه ويروضه لا ان يكون الفرس مدبر الفارس وكالسلطان الذي من الواجب عليه ان يكون هو مدبر الرعيه لا ان يظلم فتضطر الرعيه لتدبيره وسياسته....
يتبع في اداب السياسه

ويضيف هرمس (الوزير الحكيم الطبيب الفلكي والمهندس والعالم الذي عاش منذ اكثر من اربعة الاف وثمانين سنه )للدلاله على ما يقصده وما يبغي اظهارهه من حقائق التكامل في عالم الوجود الظاهر ولأن المجتمع هو بالنسبة للقادة والسياسيين هو النخبه الموجهه كالجسد الحي بالنسبة للعقل المدبر وللنفس:

اذا كان الجسد بالنفس يحيا وبها يبصر ويسمع ويشم ويذوق ويلمس فقد وجب ضرورة الاقرار بان الجد الة النفس ومن القبيح ان تكون الالة تدير الصانع وتستعبده فان الصانع المدبر لا الالة

ونرى الكاتب والحكيم والعالم الشهير يلمح الى زمن وكأنه مرحلة محتومه من دور مجلى تطور الحكم تنقلب فيه الاوضاع فتبعث فوضى الشورى او ما يسمونها السيادة الشعبيه بكل شيء كما حصل مثل ذلك في فرنسا قبل مجيء اللواء دي غول فينضاف الى تشويه الديمقراطيه بحلقه المصالح الفرديه والانتخابيه والماليه والتزاماتها ،تحريفها بواسطة الاحزاب التي لم تعرف ان ترتفع الى مستوى مفهوم السياسة التي تتحكم بها نزعة الفردية والكصالح الانانية والتوجهات الشعبيه الخاطئة نتيجة لغياب النخبه عن دورها الايجابي الفاعل المنفعل:

ان زماننا تدبر فيه الرعيه السلطان في سياسته وهو عاله عليها لزمان معكوس وقد وجبت الهلكه على الجميع واذا وجب ان يكون القوس يدبر الفارس فقد وجب هلاكهما جميها واذا وجب ان يكون الجسد يدبر النفس فقد وجب هلاكهما جميعا.

وانذاك تكون السياسة (حاله لا تصلح لخلوق البته وانما هي محنه يمتحن بها الناس)

والحقيقة ان القله في كل نظام ديمقراطي هي التي تهيمن ولو ان الجماهير هي التي تتحكم بها احيانا معظم الاوقات ولكن هل هي نخبة العقل وحسن التدبير والمعرفه والخير ام هي قلة الشر او نخبة المال والتفاهه والبلادة

يتبع في اداب السياسه

ومن اختبار الانظمه الديمقراطيه في الغرب وفي الشرق على السواء يبرز انه (بعد مرحلة معينه من تحقيق ديمقراطية مشاركة الجماهير) ينخفض مستوى الشخصيات الموجهة والقائدة كأن الاقتراع لا يتوجه عادة الى الافضل والاقدر والاصلب عودا وخلقا بل الى هذا الزبد من الماء ecume الذي تتكون منه ارباب التسوس والسياسة المحترقون المتعثرون المناضلون لاجل طبقة من المصالح والفوائد ولأجل الاستمرار في البقاء.

ويجب الاعتراف ان ما نسميه الشعب اذا لم توفر له الاحزاب سبيل افراز النخبة السلميه الحقيقية او لم تبرز ظروف النضال الوطني والاجتماعي بعض الشخصيات القائدة كما حصل في كل ثورة وطنيه تحريريه لا يعرف كيف يختار لان الشعب كلمة مبهمة يتداخل في تكوينها الف شيء

وقد راينا الاحزاب ذاتها لا تحسن في معظم الاحيان الاختيار حتى الاشتراكيه والشيوعيه منها لان الة الحزب البروقراطيه ان لم تتصوب بمنخل ذاتي يرمي الى افراز النخبة لا تعرف هي ايضا ان تختار وكل بروقراطية اكانت في الاداره او في الاحزاب ام في الاعمال الخاصة لا تبرز عادة وبحد ذاتها الافضل ولذا فان العودة الى ممارسة الديمقراطيه السياسيه في لون من الوانها المتقدمه الى العالم الشيوعي الاشتراكي تتوجب لكي تسهم الجماهير لا الة الاحزاب وحدها في تكوين النخبة.

ويقول الحكيم شري اتمانندا في وصف الديمقراطيه وفي تحديد موضوعي واضح يظهر سيطرة رأي القلة فيها دائما وابدا:

(هل يمكن تحقيق الديمقراطية عمليا؟
لا...انكم قد تقولون ان الاكثريه هي التي تحكم في عالمنا المعاصر ولكن اذا حللتم الوقائع بتجرد وموضوعيه تجدون عمليا وفي كل بلد ان القلة هي التي تحكم الكثرة وان هذه القلة يقودها ويرشدها فرد واحد اذ الديمقراطيه هي عمليا اسطوره )

لذا يعود التأكيد على دور هذه القلة وعلى صلاحها او فسادها ،ذكائها او بلادتها،كفائتها او انعدام قدرتها ...ومره اخرى نردد مع الناصري ....
(ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم)

يتبع في اداب السياسه

يسلموو امال يعطيكي العافي
متابع معك

متآآآآآآآآآآابعة

عزنا بربوعنا study

ويتساوى في ذلك شطرا العالم الشيوعي والغربي لانه الخير والفلاح والعقل والتصور الصائب ليست ملك اية فئه او طبقه اجتماعيه والا عادت بنا خطانا الى تبني مفهوم الحق الالهي بالنسبه لطبقة العمال مثلا كما كان يدعي ذلك بانفسهم الملوك الاتوقراطيين والاشراف والعمال والفئات المتوسطه والمثقفون والارستقراطيون ليسو سوا بشر تتناوع فيهم الكفائات وتظهر وتنقص وقد تنعدم وللطبيعه شرائع في تكوينها للناس او في احلال التفاوت الدائم بينهم وفي انعدام المساواه في المواهب هي غير شرائع الايديلوجيات والعقائد السياسيه والايدلوجيات والعقائد تمر وتفنى والطبيعه تبقى لان قاعدة الابداع هي التنوع لا المساواه على ان يكون التنوع ملتزما بالوحده وفق المبدء الذي لم تبدله ولا تستطيع ذلك الا الاديلوجيه ولا العقائد:
(التنوع ضمن الوحده)

ولا يغرب عن بالنا ان الوجه السليم للديمقراطيه السياسيه في الغرب هو فيما اقامته من تنوع للسلطات تنفيذا لنظريه مونتسكيو:

(لكي نجانب الطغيان يجب دائما ان تعاكس السلطة السلطة)
وهو في الحقيقه الضمان الحقيقي للحريات والحقوق الشخصيه وفي هذا القصد والمعنى يجب ان ندرك (رغم الكلمه المغشاة الطنانه) مغزى ما يسمونه بالثورات الثقافيه انما هي محاوله لتقليد الطبيعه في ابراز الافضل والاقوى والاقدر والاسلم وفق مبدء ارستقراطية الحياه فهل ستبرهن هذه المحاولات عن نجاحها اذن نا انفصلت عن عملية اختيار موضوعيه للنخبه؟؟

وفي رأينا انه يتوجب على العالم ان يعبر من مرحلة الديمقراطيه وفق مفهومنا الانتخابي الشوري العادي الى مرحله ديمقراطية ابراز النخبه وهكذا ايضا بالنسبه للاحزاب السياسيه خصوصا وان الصراع الذي رافق بعض الحقبات التاريخيع والذي اسهم في ابراز لون من الوان النخبه بطل ولم يعد يفعل في مجتمعاتنا المعاصره ويجدر الاعتراف ان اكثر الديمقراطيات السياسيه نجاحا واستقرارا كانت الديمقراطيه البريطانيه لانها حرصت ان ترفع جميع المجلين في الحقل السياسي او الاجتماعي او العسكري او العلمي او الثقافي او الفني الى مرتبة الاشراف كي توفر لهم بعض المرتكزات الماديه لتفرغ الى ممارسة نشاطهم المتفوق فتمكنهم من تحقيق عملهم التوجيهي وتم ذلك مع الاحتفاظ بالارستقراطيه القديمه(المتمثله بصلاحيات محدوده في مجلس اللوردات وفي بعض وظائف الحكم) وتجديدها باستمرار بما ابرزته وتبرزه الدميقراطيه البرجوازيه والعمليه من كفاءات وقد اسهم هذا الامر في تطور النظام وتطوير المجتمع البريطاني وتقويم نظام الحزبين وتثبيت الخلق المدني وجعل بريطانيا تلعب لاجيال متتاليه هذا الدور البارز في تاريخ اوروبا وفي تاريخ العالم وفي تاريخ الحضاره فالعداله البريطانيه مثلا قد لا تساويها عداله اخرى.

ودرجت الكنيسه الكاثوليكيه على الاستناد الى مثل هذه النخبه التي تبرزها هيكلية الاكليروس الرتبيه فكان لها هذا النفوذ والاستقرار مدة ما يقارب 2000 سنه من التاريخ .

ولا بد من ذكر تفكير النازيه الهتلريه في هذا المجال من خلق النخبه او تمكينها من ممارسة نشاطها اي كانت ماهية التجربه السياسيه النازيه وتحولها فيما بعد وايا كان خطء ملابسات عنصريه الدم اللاري .

فالاعمده الاتي ترتفع عليها الدينقراطيه هي اعمدة النخبه القادرة السليمه وما من شك ابدا في ذلك.

يتبع في اداب السياسه....

درج الاقدمون خصوصا في مصر القديمه والصين القديمة على استخلاص هذه النخبة وكان الصين ومصر او المبادريت لتنظيم المبباريات للراغبين في الانخراط في سلك الاداره ولترقية الموظفين فاسسو ما نسميه اليوم بمجالس الخدمه المدنيه وقد سبقو بريطانيا ببضعة الاف من السنين في انشاء الخدمه المدنيهcivil service وكانت لدى الفرس ولدى الاغريق وغيرهم قواعد للفراسه يقصدون منها تسهيل عملية اخيار كبار المسئوليين والاداريين والعسكريين كما كانو يستعينون بعلم التنجيم واستكشاف خطوط اليد وليش من الغريب ان تعود المؤسسات المتقدمه في الصناعه والاداره الى استخدام عدد من هذه الاساليب والعلوم القديمه في اختيار وتنشئة موظفيها ومن ظمنها علم استكشاف اليد الذي يدرس في معهد الدراسات الاداريه العليا في فرنسا مثلا.

ويجب ان نشير الى ان لوائح الاختبار test التي وضعها في عصرنا كبار المربين والعلماء النفسيون اخذت تسهم في تطبيق مذهب هذا الاختبار كما بدأو يعتمدون ايضا على دراسة تحليليه لماضي الانسان ولذهنتيه ولكفائته على جميع الاصعده.

فالديمقراطيه يجب ان تكون انتخابا للمختارين اي الذين اختيرو وفق منهج علمي وتقديري صارم للذكاء ،للكفائه،للاخلاف وللشخصيه اي الذين يشكلون في كل مرحله النخبه الحقيقيه وطبعا ان مثل هذا الاختيار سيحدد عدد الذين يستطيعون الترشح للمجالس التمثيليه ولممارسة السياسة والصحافه وجميع مراكز التوجيه والقيادة تماما كما قبلنا ان يحدد مجلس الخدمه شروط كفائة القاضي والموظف ولكن شروط ممارسة القياده والسياسه والتوجيه يجب ان تكون اشد صرامه ودقه.

وعلى كل قادة حزب ان تجري هذا الاختبار المتواصل بين اعضائه لكي يتوفر لها ابراز النخبة والا فستغرق هذه الاحزاب بدورها (اكانت يساريه او وسطيه او يمنيه) في تفاهة وتدني مستوى القياديين والموجهين .

الحريه السياسيه يجب ان تكون التزاما باهداف التطور الحياتي الشامل وهذه الاهداف ترمي الى اخيار الافضل والاسلم والاقدر كفائه والى تمثيل القيم الخلقيه ،المعنويه والروحيه التي تؤلف جوهر وروح المجتمع والا فقدت الحريه كل محتوى ايجابي واضحت بدون غايه وحجبت عن كل طلبت الارتقاء اي للخير والوعي والسعاده وهو الوجود الحقيقي .

الم تفشل الشيوعيه والاشتراكيه نسبيا في عصرنا في بناء الانسان والمجتمع المتكاملين لانهما لم ياخذا بعين الاعتبار القيم الاجتماعيه والروحيه والمعنويه والانسانيه الدائمه التي كانت ولا تزال عبر التاريخ تشكل اهدافا لتطور التيار الحي بالرغم من ان الشيوعيه والاشتراكيه هما بحد ذاتها مبادئ وعقائد ساميه :

هل تحقق فعلا رفع الارتهان (كل ارتهان مادي وصناعي ومعنوي وسياسي وسلطوي وطبقي الخ -مع الانسان؟؟

يتبع في اداب السياسه

ادب السياسه هو ان نفهم جميع هذه الحقائق وان نسعى الى تحقيقها ويقتضي ذلك الشجاعه والصدق وبعظهم يظم خطأ ان الجماهير ترغب بالانقياد لمن يحسن دغدغة غرائزها البدهيه وتطلباتها الانيه ..اذا بمعظم السياسين والقادة يتحولون الى جماعة من ارباب التملق والمداهنه والمصانعه وهم يجهلون او يتجاهلون ان الجماهير تتوجه بغريزتها الحقيقيه الى القائد والمجه الاصيل تماما كما تعرف الفرس الفارس المدرب المغوار فتتشوق اليه والى ان تكون له رفيقة دائمة في الميدان.

ولا شك ان الجماهير هي بحاجه الى بعض المس...ة والتحبب والملاطفة ورد الحاجات وتوفير بعض المصالح ولكم ذلك يجب ان يحصل بالاخلاص التام ودون التحول عن هدف جذب الجماهير في المسيره والى حيث يجب ان ترتفع وان تكون.

فالشعب كالطفل من هذه المواجهة ..فالحسنى تدنيه والحدب عليه والعنايه به تجعله ينمو ويتفتح بسرعة عجيبه وقديما قيل في المثل الدارج :

من يحضر نفاس عنزته فانها تضع توأما

ولكن كل ذلك يجب ان يصدر عن الاخلاص والتجرد الكاملين وان يتم ذلك كله لاجل اكتمال الغاية الشريفه التي نقصدها من وراء هذا الحدب والعناية والمس...ه
(من سخرك لكي تمشي معه ميلا واحدا فامس معه ميلين)

فاذا فعلت ذلك بملئ ارادتك ومحبتك تملكت ارادته واستطعت ان ترشده الى قصده من السير في الطريق
وهذه الشجاعه والصدق يجب ان تتوافقا في كل مرحله من مراحل الطريق فلا تعطى الحقيقة الاجتماعيه والسياسيه الا على قدر ما تستوعبها العقول وتقبلها الالباب كم من حقيقه كامله اضرت بقائلها وجعلت سامعيها يبتعدون عنها ولو الى حين.

فالعطاء الحقيقة يجب ان يتم بالتدريج وبالمقدار المطلوب كما تفرغ امهات الطير الغذاء المجلوب من مناقيرها في حناجر فراخها وبمقدار ما يستطيعون استيعابه وبالنوعيه المقرره فالسياسه من هذه الوجهة فن يستعلي على جميع الفنون ويقتضي التدرب والخبرة وحصوصا لطافة التفهم esprit de finesse اي نباهة الفطنه كما كان يقول باسكال .
وقديما قال الناصري ايضا:

لا تكونو سببا للفضيحه ولتجربة الاخرين والحقيقه قد تحدث ذلك كما يحدثه ايضا عكسها ونقيضها.

وهذا لا يعني انه ليس علينا في بعض المواقف ان نخض ضمير الجماهير المخدوعة بشيء من عنف المواجهة وقول الحقيقه الكامله تماما كما يتوجب علينا احيانا ان نهز الطفل بالتنديد وبالتوبيخ وحتى بالتأدب العنيف او اللطيف.

يتبع في اداب السياسه

يسلمو امال الله يعطيكي العافي

والسياسه هي في معناها السياسي تربية الجماهير وتعويدها على الطريف الافضل والمسلك الاشرف واذا لم يكن السياسي والقائد يفهم ذلك فان سياسته تفشل او تفسد

وفي بعض الاحيان يتطلب التدبير السياسي ان نعود الى الوراء قليلا او نتراجع عن ما قمنا به او فعلناه لان الشعب يكون غير قادر على تحمله او تكون ظروف تنفيذ هذا العمل والاصلاح غير ملائمه ولا يتوفر فيها نجاح المحاوله وكلمة لينين شهيره في هذا الباب (خطوه الى الامام او خطوة الى الوراء) او بالاحرى :

خطوتان الى الامام وخطوتان الى الوراء

وفق الظروف والاستنساب اي القدره على تمييز الظروف وهو من الصفات السياسيه الاساسيه فالاستنساب السليم يدب على العقل الرجيح وعلى كفائت التحليل وعلا صوابية المنهج والاسلوب

وعلى السياسي ان يستوعب تكوين المجتمع (كل مجتمع متطور الى حد ما) لكي يتقن التشوف المستقبلي وتحسس خط مسيرة التطور (وكل قائد حقيقي هو صاحب تشوف وكشف ورؤيه بعيده visionnaire فأدب التشوف والكشف والرؤية البعيدة هو منطلق كل فكر سياسي حقيقي

واذا سبرنا اغوار التاريخ رأينا (كما ادرك ذلك منذ الاف السنين الكهنه البرهمانيون) ان مسار التاريخ البشري ينقسم الى اربعة فصول من السيطرة:

1-في بداية دور التاريخ وتكون فيها الهيمنه لرجال الدين وارباب لعلم على المجتمع (اي للبرهمانيين)

2-ثم تليها مرحلة هيمنة رجال الاشراف والفرسان والحكام (الكشيتريا)

3- مرحلة حيمنة التجار في المعنى الواسع للكلمة _اي جكيع التجار ووسطاء الاستهلاك والخدمات الاخرى_ على المجتمع (الفايشيا)

4-المرحله الاخيره هي مرحلة هيمنة العمال (الشودرا)

واوضح كارل ماركس مراحل التطور في تفصيل للرأسمالية وثم الاشتراكيه قريب من ذلك

يتبع في اداب السياسه