أداب الحياه...(تسلسل جديد)

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

الادب ونظام الحياة ..للمعلم كمال جنبلاط...

من كتاب اداب الحياة

مفهوم الادب هو احترام النفس واحترام الاخرين .
ومن لا يحترم نفسه ويعتبر قيمها وكيف يصح له ان يتوجه الى الاخرين بالاعتبار والاحتترام؟؟

اننا نكتب هذه الخواطر لاننا نلحظ اكثر فاكثر وللاسف موجه من التحرر المزعوم من قواعد اللياقه والاداب التقليديه والاخلاق السليمه السالفه، تتجتاح الطائفه وتحاول تهديم افضل ما فينا ومن لا يستوي له تهذيب خارجه فكيف يستقيم له تهذيب داخله ؟
ومن لا يحترم الاخرين فكيف يتوفر له ان يتوجه الى ذاته بالثقه والاحترام وهي بداية مرقاة التحظر الحقيقي في الانسان؟

ولا معنى للحظاره الا هذا التهذيب لافكار النفس وشواعرها ولحركات الجسم واعتمالات الجوارح .والحضارة ليست في اقتناء السياره ولا في السكنه في بين رفيه،ولا في احتساء المئاكل الشهيه ولا في الانتقال بالبلخره او الطائره من مكان الى مكان ،ولا في اقتناء المفروش الباذخ ،ولا في تزيين الوجه وثراب الملبس .

والحضاره ليست بشكل خاص باعتماد هذه الحركات العصبيه،وهذا الانفلات في التكلم والتطلع والجلوس رجل فوف رجل واعتماد اساليب في مواجهة الناس والاستكبار عليهم وسواها من هذه الطبائع

للمدينه الغربيه الماديه التي مالت اليها هذه المدن في الغرب في بعض مسالكها والتي يتنكر لها ويتأفف منها رجال الغرب انفسهم ،والتي ليست هي لا من اداب الغرب ولا من تقاليده ولا من روحه.

فالحريه التي يتبجح بها بعض المقبلين على مدنية الغرب الماديه من خلال ما يرونه في السينما والتلفزيون ومن خلال المثال العاطل الذي يعطيه وللاسف بعض المثقفين السطحيين الذين يبدو انهم لم يفهمو من العلم والثقافه شيئا ،ان هذه الحريه تقوم في حقيقتها على ضبط النفس وعلى احترام الاخرين وعلى الاحتشام لكل ما نقوم به او نقوله او نفكر به او نظنه بالنسبه للاخرين فهذا التطور او التقدم او التمدن كما يفهمه البعض من خلال ما يصدر الينا من الغرب من وجوه مشوهه للسلوك البشري هو اقرب الى البربرية والهمجيه منه الى التمدن والتحظر الحقيقي وهو دليل على ان الانسان اذ كان مثقفا لم يحصل بعد على الثقافه الانسانيه التي يرتضيها لنفسه ويبتغيها للاخرين.
ولا نفطن معظم الاحيان الى ان هذه الثقافه الانسانيه موجوده في تقاليدنا وحضارتنا الشرقيه العربيه الاصيله التي جائت الينا من خلال اختبار الاجيال،واداب الجدود وتهذيبهم واستنارتهم بالخلق السليم والنهج السوي وان علينا ان نحيي ونحافظ على هذا التراث الادبي الخلقي في حياتنا الفرديه والاجتماعيه.

ولا يفيدنا شيئ ان نتزايا او نتلبس بالانفلات من التقليد السليم والتطبع بالخشونه والجلافه والقسوه في معاملاتنا مع الاخرين او بان نتصور ان لنا من ميزة النسب او الجاه او المال او العلم او المنصب او المسئوليه مما يجعلنا في حل من ان نكون مع جميع افراد الشعب محتشمين متأدبين.
وعلى الفئات الاجتماعيه المتطوره المثقفه والغنيه والمترفهه او التي لها مسئوليه اجتماعيه او قياديه في جميع المستويات ان تعطي مثل التأدب والمعامله بالحسنى واللطف وانكسار الجانب والمحبه المخلصه والنفحه الانسانيه بكل ما تفكر به وتقوله وتعامل به الاخرين،وفق الايه الذهبيه التي وردت في جميع الكتب والاديان

(كما تريد ان يتصرف الاخرين بالنسبه اليك عليك ان تعاملهم)

وقد يكون هذا التفصيل للدورة التاريخيه الحضاريه وفصولها صحيح بالاجمال الى حد كبير ولكن الواقع ان النمو الرأس مالي الصناعي الذي افرز ويفرز طبقة البروليتاريا اي العمال الصناعين قد رافقه عمليا ظهور فئة اجتماعيه اخرى هي الفئة العاملة في القطاع الثالث للاقتصاد،اي قطاع الخدمات والتكنلوجيا على تنوعها وما لبثت هذه الفئه الاخيره خصوصا في البلاد الصناعيه المتقدمه(كالولايات المتحدة الامريكيه وكندا واسوج وبريطانيا وبلجيكا وهولندا وسواها على سبيل المثال) ان فاقت عدديا فئة البروليتاريا الصناعيه :

فمنذ سنة 1956 كما يحدد ذلك الفين توفلير في كتابه (صدمة المستقبل) تحول اكثر من 50% من العمال الغير زراعيين الى قطاع الخدمات الذي يتضمن التجار الصغار والموظفين والعاملين في حقول المواصلات والكشف العلمي والتعليم وسواها من اقسام قطاع الخدمات المختلفه والتي يزيد حجمها وتنوعها باستمرار وقد اصبح عدد اصحاب الاطواق البيضاء يفوق عدد الاطواق الزرقاء للعمال اليدوين

هذه هي دلائل عصر فوق الصناعيه الذي بدأت بعض الشعوب تدخله وستزيد الاتمته واستخدام الاله المتطوره في انقاص عدد العمال يدوين باستمرار على ان النزعه في هذا المجرى للتطور هو على كل حال الالتجاء الى هيمنة فئات جديده في المجتمع ان لم يتساوى الجميع في النهايه وفي الثروه وفي البحبوحه والرفاهيه او تتساوى قطاعات واسعه جدا من المجتمع في ذلك فلا تعود الشعارات التي عهدناها حول الثوره الاجتماعيه تفعل فعلها بالرغم من استمرار جزء كبير من المجتمع يعاني القلق على مصيره .

ويبوز للمال اثره في هذه الحال في المجتمع وفي تكوين ذهنية الافراد والجماعات فنشهد قيام ما يمكن تسميتها بالثوره الثالثه في العالم المتقدم صناعيا ما بعد مرحلة الصناعة الاولى بعد تعاقب الثوره الديمقراطيه السياسيه وهي الثوره الاولى وثم الثوره الاشتراكيه وهي الثانيه

(كما تكون عليه جيوبكم تفكرون وتعملون) او بالتناقض معها سلبا وايجابا.

ويكون مجموع المواطنين قد حصل على ما يريده في هذه الحياة الدنيا وعلى ما كان يتوهم ان فيه سعادته وراحته...فاذا به لدى حصوله على كل ما كان يطمع به ويطمح اليه يشعر وكانه لم يحصل على شيء من تلك السعادة والراحة فتبدأ موجة الارتداد والردة والتأمل والاعتبار تفعل فعلها في ذهن الانسان وقد بلغت حياة المدينة وظروفها شأوها في الابتعاد عن الطبيعة واخذ هذا الوضع يقوض صحة الانسان الجسدية والنفسيه ونكون اذا قد اقتربنا من نهاية دورة الحضارة اذا لم نفعل شيئا لاتقاء هذا الخطر وللحؤول دون اضرار عيش الرفاه والترف والاستسلام والانحلال ..وقد سبق للرفاهيه ان قضت على اكثر من حضارة واكثر من شعب عبر التاريخ...وادب السياسه بالنسبة للانسان المعاصر هو في التبصر بكل ذلك .وبالمبادرة الى تخطيط مسلك الخلاص وانقاذ الانسان من ارتهانه لمفاهيم التقدم والتحرر في معناها الكيفي المسيطر ...وكم سيطرت على الشعوب اوهام فقادتها الى التهلكة..

يتبع في اداب السياسه

وبالحقيقه لا يستطيع ان يعيش الانسان مندون تحدي لان تركيب نفسيه الجدلي المتضاد يقضي بذلك ومتى صارت جميع الامور على اهو سيبل وغابت عن المجتمع فكرة الدين وتعبد كل حقيقة وجمال وتقلت مفاهيم الحب والشرف الاصيل والضمير المهني وتصورات العائله والمجتمع والقوميه والانسانيه فقد او تضائل حافز التحدي وبفقدان هذا الحافز تزول المقومات المعنويه لوجود المواطن والمجتمع القائم على الوان منوعه من التعاكس والتضاد فالنظريه الماديه ايا كانت لا يمكنها ان تحل مشكلة الانسان في اي عصر وخصوصا تبدو عاجزه عن معالجة الازمه النفسيه الخانقه التي يعانيها رجال ونساء وشباب العالم المتطور المعاصر.

وفي هذه المواجهة تبرز اهميه اقتصار الهدف والشعارات على مفهوم مجتمع الكفايه والعدل وترسيخ الشعور بضرورة التمسك الدائب بفضيلة القناعه التي تجعل انسان لا يأمل من الماده والمال ومن الجاه والعلم التطبيقي ما لا يستطيع المال والماده والعلم والجاه ان يقدمه له اي السعاده النفسه وكذلك تتبين لنا اهمية هذه الملاحظات التي وردة في الميثاق الحزبي:

1-ويبدو للناظر من وجهة التطور الشامل الى الماركوسيه القائمه على النظال الطبقي وانتصار الطبقيه في صراع نتيجتة تامين وسائل الانتاج والاستهلاك وزوال الدوله من الوجود بأن الماركوسيه قد تكون او كانت بالفعل في بعض البلدان مرحلة لا اكثر من مراحل التطور البشري ولكنها اضحت اليوم مسبوقه عن وضع هذا التطور بمراحل كما لم تكم تزيد في واقعها عن انها اسلوب وطريق فقط لتحقيق نزعه وفكره للعداله وللاخوه .
وتظهر الوقائع الاجتماعيه والدوليه صحة هذه النظره التي وردت منذ اكثر من ربع قرن.

2-ان الصراع التاريخي بين الطبقات الذي استنفذ قوا العنصر البشري وامكانياته واستنزف جهوده في خلافات ونزاعات داخليه مستمره يجب ان يزول وان تتحول هذه القوا والجهود والامكانيات وتعمل متأزره لتفهم اسرار الطبيعه والنفس والسيطرة عليها وبالتالي استكمال مجرى التطور في تحقيق وتتميم الكائن البشري هذا لا يتم الا اذا صهرنا الافراد والجماعات في وحدة اجتماعيه مستقره واعيه لمصيرها تسندها قوى الحب والتقارب اي بالتالي قوى التطور الجامعه...

جميل

وقد بدأ في الواقع هذا الاستكشاف لاسرار الطبيعة والنفس البشريه والمرشد الى اسرار الابداع ينتشر وهذه العودة للقيم ولمضامين الشرعة الازلية للانسان وللمجتمع من خلال ازمة الحضارة المادية المعاصرة ذاتها وكل اكتمال لاتجاه معين يقابله فورا نمو اتجاه معاكس ومضاد.

ومن اداب السياسة وحسن التدبير ومراعاة الفطنه ان لا نتنكر للمكاسب التاريخيه التي حققتها بالنسبه للانسان كل مرحلة من مراحل هذا الدور الحضاري فالانيان من حيث عمقه التراثي ،التاريخي وطبيعته المتجلية والناميه في مظهرها مندون توقف ولا انقطاع يشبه كاءنا واحدا يعش الاف السنين فيتوجب في هذه المرحله من الدور التي نقدم عليها ان نحافظ على المكاسب التي تعتبر ملتزمة بطبيعة الانسان وبالعلاقات التي أنشأتها هذه الطبيعة بانفعالها بالمحيط وانفعال المحيط بها ...ونذكر على سبيل المثال لا الحصر:

-التملك المحدود للارض الزراعية وللحرفة وللصنعة وللمسكن ولنتائج العمل وهذا التلك( يعتبر مرتكز حرية الفرد زطمأنينته واستمراره وبقاء الأسرة وعامل انتاج وحافزا للمبادرة الشخصيه )على ان يشمل الملكيه الصناعيه والتعاونيه وكل ملكية اجتماعيه او ملكيه عامة في عصرنا ..فالملكيه في هذا المفهوم هي المحدوديه او من المشاركة العامع في نشاطات المجتمع المادية والمعنويه هي امتداد وتحقق طبيعي لانية الفرد وتصورها في حقه بالتصرف بجسده وحواسه دون اهمال الوجه الاجتماعي للملكية التي يخضعها للخير العالم.

نضيف الى هذا الاعتبار في عصرنا حق الموظف والعامل وكل ذي نشاط بضمان مهنته ووظيفته وملكه في وجه اي طغيان يقع عليه من جانب المؤسسات او الدوله..

-مفهوم العائلة وهي الخلية الاجتماعية الطبيعيه المباشره الاولى التي يفرزها الاجتماع البشري

-مفهوم الحريات والحقوق الشخصيه التي اعلنتها الثورات والانظمه الديمقراطية الغربيه وتظاف اليها الحقوق الاجتماعيه والمهنيه والنقابية في عصرنا.

-مفهوم المجتمع العضوي وهو الذي ابرزته الانظمة الجماعيه في القرن العشرين في ردة منها الى القرون الوسيطة ورغم تطرف بعض هذه الانظمه الكلية totalitaires

-مفهوم الدوله الحديثة حيث يتوجب لمنع الطغيان فصل السلطات من وجهة الممارسة بحيث يعاكس السلطان السلطان pouvoir

-ضرورة تاكيد مبدأ السلطة بكوازاة تحقيق المشاركه participation والا كانت الفوضى تماما كما ان الرأس هو المدبر في كل شيء ولا يصح تدبيره الا بما يتوافق مع مسار كل نشاط لغايته الطبيعية.

-مفاهيم القيم الروحية والمعنوية التي هي كالحياة بالنسبة لجميع النشاطات وكالروح بالنسبة للمجتمع.

-مفهوم العودة الى الحياة الطبيعية وكل من ابتعد عنها تاريخيا اصابه الانحطاط وثم الزوال

-الخ........
يتبع في اداب السياسه

والحقيقه التي لا سبيل لانكارها ان المجتمع يتألف دائما من الفئات الاجتماعيه ذاتها في تكوينه المستمر لان هذه الفئات هي التي تمثل التقسيم الوظيفي للنشاطات الماديه والمعنويه وتوزيع العمل لان الانسان هو بطبيعته مستهلك فيتوجب عليه ان يكون اذا منتجا وحيث ان معظم الناس لا يستطيعون ان يكونو مستهلكين ومنتجين لما يستهلكونه في ان واحد توجب قيام صله ووصله بين الفريقين يحققها التاجر وصاحب الخدمه ماديه كانت ام صحيه ام معنويه ثم طالما ان الانسان بطبيعة نشاطه يحتاج الى التمييز بين الخير والشر وبين الصالح والطالح وبين الانانيه الفرديه فلا بد من ان يقوم في المجتمع رجال الدين والتربيه وارباب التوجيه والفلسفه والعلوم المعنويه والاداب الاجتماعيه والاداريه والمسلكيه الخ....

ويضيف افلاطون في تقسيم ثلاثي اخر مماثل للمجتمع فئه الحارسين او الاداريين او الحكام وفي كل حال كل مهنه او نشاط تفرض ذهنيتها على الفئه الاجتماعيه التي تمارس هذه المهنه او هذا النشاط ويجب ان يراعي الرجل السياسي كل هذا في ادب تعامله ومسلكيته وعبث يحاول التوار والمصلحون ان يطبعو المجتمع كله بذهنيه معينه او بتكوين فردي نظري مسبق يطغي على كل ما ليس سواه لان مبدء التنوع في الوحده هو ناموس الطبيعه كلها ولا يخرج عن اثر فعله تكوين.

يتبع في اداب السياسه

وعلى رجال الدوله والسياسه والقياده ان يتذكرو عبر هذا التقسيم الثابت او ذاك للمجتمع ان ما من نظام يؤمن الخير التام وصيغة الكمال لان هذا يكون من المطلق ونحن في عيشنا نخضع للنسبيه ونقائصها واثارها في كل شيء ولا يتوقف ابدا هذا الانفعال والتضاد بين الحاكم وبين المحكوم وبن الفقير وبين الغني وبين المالك وبين الذي لا ملك له وبين الحر وبين العبد المستغل وبين المدير وبين الذين تشملهم رعايته وادارته في اي نظام من الانظمه لان مسار المجتمع وحياته تتكون من هذا الانفعال بين الفئات الاجتماعيه المختلفه ولا كل شيء قائم على جدلية التضاد والتفاعل من ضمن التداخل والتكامل النسبي وقد لفت ذلك نظر الاقدميين من المصريين القدماء ومن الاغريق فقالو في جمله معبره :

(واعلمو ان بين الفقير وبين الغني وبين الضعيف والقوي حربا قائمه فلا ينام وتراها ولا يهدء اوارها ما لم يقف كل واحد منهما على الواجب عليه ليستطيع طلب ما له)

فيبقى العدل في توزيع كل شيء وفي ادارة كل شيء وفي توجيه كل مسار ،القاعده الرئيسيه لكل نظام وخصوصا للانظمه الجماعيه الاشتراكيه او الشيوعيه ولا يقوم ابدا تملك الدوله لوسائل الانتاج والاستهلاك والخدمات -اي تحقيق راس مالية الدوله او اشتراكية الدوله- مقام العدل وتوزيع القسط وفق ما تقتضيه الشرعه المعنويه والا وقع الطغيان والحرمان والظلم هناك ايضا ...
يتبع في اداب السياسه.

وعلى السياسي في معاينته لامور السياسة وفي مراعاته لادابها ان يسترشد دائما باحكام تطبيق جدلية التضاد والانفعال المشترك والتكامل complementarite الماثلة في كل شيء ولا تكوين او مسار او حركه في العالم الظاهر والباطن الا ومصدره ومحركها الى اغراضها وغايتها الاخيره هذا التضاد الشامل اذ لا شيء يقوم بذاته سوى المطلق الذي يتعدى مستوى تمثل ازواج التضاد والانفعال مع انعكاس صور احديته ووجوده في كل ظاهرة وفي كل حركة وفي كل شيء.

فالعائلة مثلا هي مجلى لتحقق وتكامل التضاد القائم بين الذكورة والانوثة في الانسان.

والمجتمع هو مجلى لتحقق وتكامل التضاد القائم بيم الفئات الاجتماعيه المتنوعه والمتوزعه وفق ناموس تقسيم العمل وما نجم عنه من صراع في ما بينها وكل ذلك كما ينعكس في كل مرحلة من مراحل تطور المجتمع.

والمتحد القومي هو مجلى لتحقق وتكامل التضاد القائم بين مجتمع ومجتمع اخر وفق ما تمليه وتفرضه السنن الناجمة عن التراث والعيش المشترك الجغراسيا.

والدوله ونظامها هما مجلى لتحقق وتكامل التضاد القائم بين الفوضى والانتظام وبين المصلحه العامة للمجتمع وللمتحد القومي وبين المصالح الخاصة للنشاطات الاجتماعيه والفردية المختلفة.

ونظام الاخلاق هو مجلى لتحقق وتكامل طاقة العقل في التمييز بين الخير والشر والحب والكراهيه والصالح والطالح والمفيد والمضر في ما نواجهه ونبادره من اعمال ونشاطات وفي ما ابرزه تطور العقل وانفعاله بالمجتمع من قيم معنويه وروحيه دائمة وثابتة.

يتبع في اداب السياسة...

اما الدين والعلم والفلسفه من مواجهة التصورات الفكريه والكشف فهي مجلى لتحقق وتكامل التضاد القائم في نشاط الفكر بين المعرفة والجهل اي بين المعلوم والمجهول من محيط الانسان ومن مسار حياته بين الولادة والموت ومعاني هذه الحياة والغاية من الابداع والتكوين.

على ان جميع هذه المجالي وسواها مما لم يذكر وقد وردة امثله عده تنعكس في مراة وعي انية الانسان فهذه الانيه عي في النهاية مجلى لتحقيق وتفاعل وتكامل جميع ازواج التضاد في العالم الظاهر والباطن والمادي والمعنوي والكوني والجزئي والجماد والحي واللطيف والكثيف لان جوهر كينونة الانسان هو وجود بسيط واع يتعدى جميع الوان التضاد والتناقض والفعل والانفعال كالمراة الحيه التي ترى كل نا يحصل في ذاتها من انعكاس الاشياء الخارجية وظلالها دون ان تتاثر الصحيفة الفضية المصقولة بهذه الانعكاسات ومن هناك ومن ذاك المستوى تنبع الحرية وتتصور طلبة الخير ويتخايل حس الجمال ...وفي النهايه يكون الانسان في هذا المعنى سيد مصيره خلافا لجميع الكائنات من الجماد والنبات والحيوان ولذا كان يقول العالم النفساني جونغ انه في صميم كل انسان يتقرر كل اتجاه

أدب الحياة كلها

كل سنة جديده تبدو كحلم ذاهل متردد على شفتي فم القدر..كأن الايام تخبئ ما لا ترتجي ...والذي نرتجيه كثيرا ما يكون عكس ما ينبغي ان يكون لانه كثيبرا ما نفرغ في تمنياتنا جميع انانيتنا الصغيره الحقيره والكبيره كانها سنابل حصيد حقل الشيطان، ما الشيطان في الواقع الا هذا الفكر الذي لا سبيل لؤية الاشياء على حقيقتها ولادراك ما يتوجب علينا ان نتمنى الا عندما يهدء هو تماما وينقشع كالضباب من امام زرقة السماء الصافيه او كالامواج التي تطمئن وتضمحل في كينونة وجود الماء الشفاف المالح فبشفتفية الماء الزلالي وبتأثير نقاوته الزرقاء نستطيع ان نبصر الاشياء كما هي وكما يجب ان تكون ولكن قد يصدف انذاك اننا لا نعود نرتجي شيئا.

ولنضع جبيننا على صفحة بحيرة الحب الصافيه ولنحنيه على الزئبق الشفاف الابيض كانه قطرات الندا في خلايا الزنابق ولنبصر الاسماك والحشرات المائيه وشتى الشجيرات والنباتات تلعب في المعين الدافئ وتتاكل ايضا وتتنافر ولكن فب هذا الانسجام التي ما فترت عليه تنسج موسيقاه طبيعتها تلعب واللعب في الحقيقه هو سر كينونة الحياة وهلامة انتصارها.

هل كنا شيئا من هذا اللعب ؟؟
او هل تمرسنا بالحياة التي طواها العام المنصرم برح اللعب التي نستطيع من برجه المرتفع المجرد عن الفكر الصانع والمتمتع سوى بخيال سر الشاهد ان نبصر الوقائع والظواهر وتطورها كما هي وان نضع في الزمان والمكان الموافق دفعة الاصبع الصغير الذي سيبدل ربما اتجاه غاشم القدر او يفعمه على الاقل بالروح التي نويدها فلا تعود الخساره في نظرنا خسارة بل ربحا روحيا عظيما وتمهيدا لربح هملي تالي ولظفر مقبل ولا يكون الظفر في نظرنا ولا الربح ما يغري الانسان او يدفعه بل يجعله فقط ينطلق منه للمرحله القادمه من دوران ساعة الزمن (وكثيرا يكون الظفر اكبر خسارة للافراد والشعوب التي تتعلق به في تشخيصها انها هي التي حققته وهي التي تستحقه كاننا نستحق شيئا غير نعمة اللعب لمجرد اللعب )

يتبع مع اداب الحياة كلها..

الله يجزيكي الخير
يسلموووو

وهذا اللعب كله حب لانه لا يتعلق بنتيجة العمل اية كانت ....فهو محض فيه من القلب وعلى السواء لانه لا يميز ولا يفرق لانه لم يضع قصده في هذا او ذاك ولا في كل هذا وذاك وقد لا ينتبه هو بانه هذا الفيض من الحنان لان في طبيعته هذا الحنان كما يأكل ويشرب ويبصر وينام او كما تنير المجوم وتزهو الكواكب لان من طبيعتها ان تحترق لتنير ..ولكنه هو لا يحترق لاجل ذلك لان حبه لا يزيد ولا ينقص مثقال ذره فهو الحب في تالق جوهره واذا كان هذا الجوهر لطيفا فهل ينقص او هل يزيد؟

وهذا اللعب كله تحد وشجاعة لان الذي لا يهمه الفشل ولا النجاح وكلاهما عنده سيان ولا يعنيه التفكير بهذا الجسد ان بقي او اندثر ولا في حواسه تعطلت او استمرت في وظائفها هل يعتوره خوف اية خشية كانت وفي هذا اللعب لا ينتبه هو ايضا لهذا التحدي وهذه الشجاعه لان طبيعته هي هكذا ولان اصغر الامور تتطلب الجرأه والشجاعه وتتطلبها اعظم الامور في نظرنا ايضا فلماذا هذا التفريق بين الذي يشكل خطر قليلا او كثيرا وينجم عنه ضرر صغير او كبير واللاعب ذاته لا يميز الفرق؟

واللاعب لا يستطيع اللعب الا اذى اشرف على ذرى الحقيقه وتاكد فيه اليقين وانقشع الضباب واضمحل هدير الموج العابث فلا تعود تقوده افكاره وتغريه بل هو يشهد نموها واندثارها على شاشة الوعي المنير.

وهذا اللعب كله سعاده لانه لا يبغي شيئا وكل من طلب غرضا فلنقص في حاجة فرحه وعطش وسعاده فكيف يمكن للذي يشعر بالنقصان ان يكون ابدا سعيدا انما الذي لا يعوزه شيء لانه في ذاته كامل يكون سعيدا ...يكون السعادة ذاتها وهو على ما هو عليه من جوهر الحال لا يفطن الى ذلك
وهل يدرك الثمل بانه قد غاب به دوران الاقداح؟

فلنسع الى الحقيقة اولا فهي التي تستطيع ان تبدل منا اكثر ما نستطيع ان نبدل نحن من انفسنا ولنفعل الحق ولنقل الحق ولنفكر بالحق عندما يتوجب ذلك لا عندما انانيتنا تقضي بذلك فالحق لا يفعل ولا يقال الا بروح عدم التبجح وعدم الاذيه للاخرين ....طريق الصدق هي المفتاح لمن ابتغى الفضيلة طريقا للمعرفة وللحقيقة.

يتبع في اداب الحياه كلها

طريق الحب هي المفتاح لان في كل ما نحب يزول شيء مما نحن عليه من انزواء وتقلص وتحديد...

طرق الشجاعه في الفتاح لان من لا تعود تدخله الخشية (اية خشيه) يكون دون ان يدري قد اطمأنت الى سكناه الحقيقة....

المعرفه الجوهرية هي المعراج الذي به يطرق الباب فيفتح لكل طالب..

الدنيا تدور والايام تدور وفي ذيل السنه المنصرمه المليئة بالاحداث ستنبلج سنة جديدة وستكون هي ايضا على ما يبدو مليئة بالاحداث الخطيرة...فواقع العالم هو الحرب على الاقل الحرب الباردة الحادة او في اشكال اخرى،لا السلم ولا السلام ،وكيف يبغي السلام من يستعد للحرب فالعالم ذاته عامر بطفرة الجهاله ونهج الصبية على حق قليل او كبير في ما يبغيه ويهدف اليه...

فلنرقب دائما توالي الاحداث وتطورها بروح اللعب هذه التي اشرت فهي افضل مرتقى ومجهر في ان واحد لرؤية الاشياء كما هي ولتوجيهها على قدر الامكان الى ما يتوجب..

قيل

ان طالب معرفة الذات يستيقظ من نوم جهله العميق وسصبح محررا تماما من هذا الوجود العابر الفاني بنعمه العلم

والعلم ليس ما يزيد في عقولنا انما ايضا بما نعكس باعمالنا واكبر العلوم واشدها هي تلك التي تنجسد بالافعال
واداب الحياه كتاب حمل كل تلك العلوم وطوبا لمن علم كيف يفهمه وتماشى عبر انظمته فخطه المعلم كمال بيك جنبلاط كوصيه لكل قارء يستفيد منه ويتماشى عبر ما يجب ان يتماشى عليه

افادني كثيرا هذا الكتاب بما حمل من معرفه
واتمنى ان اكون وفقت ولو قلالا بنقلها لكل قارئ

شكرا للجميع على المتابعه وجزاكم ربي كل خير ممكن

موضوع رائع الطرح وموفق الاختيار
حمل الكثير من العبر والعديد من النصائح
لتهذيب النفس والذات للسعي نحو الافضل
والرقي في مجال الدين والعلم
جميل جدا جزاك ربي كل خير

نحن يلي بدنا نتشكرك ومنقلك يعطيك الف عافيي امول

يسلمووووووو امال الله يعطيكي العافي على المجهود الي عملتي
تحياتي الكي خيتو

يعطيكي الألف عافي و ربي اوفقك موضوع كامل مكمل فيه الكثير من الافادة
ابدعتي و تألقتي بنقله و اوصلتي كامل افكار الموضوع بكل شفافيه و تنسيق جميل
نتظر جديدك
شكرا لكي

يعطيك الف عافيه
طرح ثري جدا...

اضافه من كتاب تقاليد من تراث بني معروف

اداب الضيافه

من اداب المضيف ان يحدث ضيوفه بما تميل اليه نفوسهم ولا ينام قبلهم ولا يشكو الزمان بحضورهم ويبش عند قدومهم ويتألم عند وداعهم وان لا يحدث بما لا يروقهم.

ويجب على المضيف ان يراعي خواطر ضيوفه بكل ما امكن عليه ان يسهر مع ضيوفه ويؤانسهم بلذيذ المحادثه لهم من غرلئب الطرف ان كان من اهل ذلك

وعلى المضيف اذا قدم الطعام الى ضيوفه ان لا ينتظر من يحضر من ذويه فقد قيل:

ثلاثة تضني: سراج لا يضيئ ورسول بطيئ ومائدة تنتظر من يجيء ومن السنة كذلك ان يرافق المضيف ضيفه الى باب الدار لوداعه.

ويقول المثل العامي: لاقيني ولا تغديني

وقال الشاعر وديع تلحوق في كرم الموحدون:

هم ال معروف وحول قبابهم نشر السخاء لواءه ممدود

وقال الساعر الشعبي شبلي الاطرش: الحا-حي الضيف ان جاك زائر
اضحك بوجهه لا تكون عبوس

وقال الشاعر الناقد مارون عبود في الموحدون:

خلق الاسود متى يمس حماهم***وسخاء حاتم طيء ان يطرقوا

وتقول المستشرقه الفرنسيه مريم هاري عن الضيافه لدى الموحدون:

هذه المضافات هي بمثابة فنادق مجانيه وهي كثيرة جدا عند الموحدون الذين يعتبرون الضيافه من واجباتهم المقدسة فلكل مسافر وعابر سبيل ودابته الحق بثلاث ايام مبيت

اما البروفيسور حاييم بلانك فيذكر في كتابه الموحدون ان الرحاله والباحثين يجمعون على ابناء الطائفه الموحده يمتازون عن باقي اخوانهم العرب المشهورين بالضيافه والكرم بحسن ضيافتهم وجود كرمهم.

حتى انه يعتقد انهم لقبوا ببني معروف نتيجة سخائهم وكرمهم ومعروفهم
الموحدون يكرمون الضيف لا لفخر او لشهوة بل لمجرد الكرم والسخاء بغض النظر عمن هو الضيف

يسلموو امال الله يعطيكي العافي

جميل كل ما قدمتية من اقوال المعلم كمال جنبلاط وكما قال اكبر العلوم واشدها ما يتجسد بالافعال وهذة المسائل مردها فى النهاية الى الاخلاق وليس الثقافة .... الى الطبع وليس المدرسة ... فالطبع السمح الكريم هو الذى يشع السعادة والحب من حولة لانة طبع معطاء وهاب بطبيعتة اما الطبع الشرير الانانى فهو الطبع المناع الهمجى الذى لايفكر الى بان ياخذ اويستغل او ينكد على الاخرين ويزعجهم ........ شكرا لكى وعلى كل ما قدمتية من مواعظ ودروس نرجو العمل بها وتطبيقها ......

موضوع يشمل كل الاداب المهمه
دروس لطالما كان علينا ان نفهمها
فنقلك لها لافادتنا اغنى لنا الذاكره ...
جزاك ربي الخير..
يسلمون امول

في ذكرى استشهادك الخامسة والثلاثين..

كمال فؤاد جنبلاط (6 ديسمبر 1917 - 16 مارس 1977)، أحد أهم زعماء لبنان في فترة الحرب الأهلية وما قبلها وأحد زعامات الطائفة الموحدة في جبل لبنان إضافة لكونه مفكراً وفيلسوفاً.