أداب الحياه...(تسلسل جديد)

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

الادب ونظام الحياة ..للمعلم كمال جنبلاط...

من كتاب اداب الحياة

مفهوم الادب هو احترام النفس واحترام الاخرين .
ومن لا يحترم نفسه ويعتبر قيمها وكيف يصح له ان يتوجه الى الاخرين بالاعتبار والاحتترام؟؟

اننا نكتب هذه الخواطر لاننا نلحظ اكثر فاكثر وللاسف موجه من التحرر المزعوم من قواعد اللياقه والاداب التقليديه والاخلاق السليمه السالفه، تتجتاح الطائفه وتحاول تهديم افضل ما فينا ومن لا يستوي له تهذيب خارجه فكيف يستقيم له تهذيب داخله ؟
ومن لا يحترم الاخرين فكيف يتوفر له ان يتوجه الى ذاته بالثقه والاحترام وهي بداية مرقاة التحظر الحقيقي في الانسان؟

ولا معنى للحظاره الا هذا التهذيب لافكار النفس وشواعرها ولحركات الجسم واعتمالات الجوارح .والحضارة ليست في اقتناء السياره ولا في السكنه في بين رفيه،ولا في احتساء المئاكل الشهيه ولا في الانتقال بالبلخره او الطائره من مكان الى مكان ،ولا في اقتناء المفروش الباذخ ،ولا في تزيين الوجه وثراب الملبس .

والحضاره ليست بشكل خاص باعتماد هذه الحركات العصبيه،وهذا الانفلات في التكلم والتطلع والجلوس رجل فوف رجل واعتماد اساليب في مواجهة الناس والاستكبار عليهم وسواها من هذه الطبائع

للمدينه الغربيه الماديه التي مالت اليها هذه المدن في الغرب في بعض مسالكها والتي يتنكر لها ويتأفف منها رجال الغرب انفسهم ،والتي ليست هي لا من اداب الغرب ولا من تقاليده ولا من روحه.

فالحريه التي يتبجح بها بعض المقبلين على مدنية الغرب الماديه من خلال ما يرونه في السينما والتلفزيون ومن خلال المثال العاطل الذي يعطيه وللاسف بعض المثقفين السطحيين الذين يبدو انهم لم يفهمو من العلم والثقافه شيئا ،ان هذه الحريه تقوم في حقيقتها على ضبط النفس وعلى احترام الاخرين وعلى الاحتشام لكل ما نقوم به او نقوله او نفكر به او نظنه بالنسبه للاخرين فهذا التطور او التقدم او التمدن كما يفهمه البعض من خلال ما يصدر الينا من الغرب من وجوه مشوهه للسلوك البشري هو اقرب الى البربرية والهمجيه منه الى التمدن والتحظر الحقيقي وهو دليل على ان الانسان اذ كان مثقفا لم يحصل بعد على الثقافه الانسانيه التي يرتضيها لنفسه ويبتغيها للاخرين.
ولا نفطن معظم الاحيان الى ان هذه الثقافه الانسانيه موجوده في تقاليدنا وحضارتنا الشرقيه العربيه الاصيله التي جائت الينا من خلال اختبار الاجيال،واداب الجدود وتهذيبهم واستنارتهم بالخلق السليم والنهج السوي وان علينا ان نحيي ونحافظ على هذا التراث الادبي الخلقي في حياتنا الفرديه والاجتماعيه.

ولا يفيدنا شيئ ان نتزايا او نتلبس بالانفلات من التقليد السليم والتطبع بالخشونه والجلافه والقسوه في معاملاتنا مع الاخرين او بان نتصور ان لنا من ميزة النسب او الجاه او المال او العلم او المنصب او المسئوليه مما يجعلنا في حل من ان نكون مع جميع افراد الشعب محتشمين متأدبين.
وعلى الفئات الاجتماعيه المتطوره المثقفه والغنيه والمترفهه او التي لها مسئوليه اجتماعيه او قياديه في جميع المستويات ان تعطي مثل التأدب والمعامله بالحسنى واللطف وانكسار الجانب والمحبه المخلصه والنفحه الانسانيه بكل ما تفكر به وتقوله وتعامل به الاخرين،وفق الايه الذهبيه التي وردت في جميع الكتب والاديان

(كما تريد ان يتصرف الاخرين بالنسبه اليك عليك ان تعاملهم)

اداب الانسان بالنسبه للطبيعه الخارجيه

ترتقع الضروره الملحه في عصرنا لتحقيق مثل هذا الاداب في معاطاتنا مع الطبيعه الخارجيه لان الانسان خرج عن المألوف والمعقول والطبيعي في عدد كثير من الاشياء وأخذ يستنصع بيئته دون ان ينظر بدقه الى حقيقة تكوين هذه البيئه وكيف انها تلتزم هي ايضا بتفاعل دائب الازواج متعدده من الاضداد وكيف انها اوجدت لذاتها انظمه خاصه لتحويل جميع الافرازات والنفايات وما نسميه بالاوساخ الطبيعيه الى عناصر جديده ومواد خام اولية تدخل في صنع وتغذية النبات والحيوان للذين يمتصونها في حركه دائبه وحلقه متصله لا تتوقف في فعلها.

وكان على الانسان المعاصر (لو ادرك حقيقة النهج العلمي او لو بدء بالتعرف على مجمل هذه الانظمه وعلى جميع ما تضمنه الطبيعه الخارجيه من ازواج الاضداد المتكامله) كان على الانسان العصري وعلى كل انسان ان يحترم هذه النظم وهذه السنن في تكوين كل حركه وكل حياة من تفاعل الاضداد لا ان يسعى الى اهمال نشاطها الصامت وان يحاول هدمها وتقويضها او ان يباشر بواسطة صناعته وادويته الزراعيه السامه مثلا بابادة الضد الذي يقابله ضد ليحد من انتشاره في البيئه المحيطه بالانسان.

مثل بسيط على ذلك يعطيه العالم الاستاذ هاريسون براون (ابن اوى اي الثعلب يعيش في غذائه على افتراس الارنب والارنب بدوره يعيش على العشب النابت بشكل طبيعي في السهول والجبال فاذا كثر العشب في بعض السنين ازداد تلقائيا عدد الارانب الامر الذي ينجم عنه تكاثر الثعالب ..الحقيقه هي كامله بين العناصر الثلاثه :العشب،الارنب،الثعلب وهذه الحلقه تؤدي الى توازن ما في الطبيعه يجعل الارانب لا تأكل كل العشب النابت وتترك لغيرها من الحيوانات مجالا للعيش فاذا تدخل الانسان في شكل من الاشكال الطاغيه ليهلك عنصرا من هذه العناصر اي الثعلب مثلا الذي هو نسبيا الضد الطبيعي للارنب نجم عن ذلك تكاثر غير طبيعي للارانب فيستفحل ضررها على المزروعات التي يستنبتها الانسان بالارض)

هكذا شأن الطيور وبعض الحشرات التي تتغذى من حشرات اخرى مضره بالزراعه او تتغذى من بعض الافات التي تصب الخضار والمغروسات فاذا الانسان تعرض بواسطة ما يسمونها بالمكافحه الزراعيه والادويه السامه القاتله لبعض انواع الحشرات والامراض ولم ينتبه بانه يبيد في الان ذاتها الاضداد لهذه الحشرات وسواها فانه يلحظ بعد حين ظهور امراض جديده لم تكن تصيب المغروسات والمزروعات كما انه يشهد احيانا كثرة استعصاء الامراض التي يكافح وجودها لانها تكون قد اعتادت على الادويه المذكوره وكتسبت مناعه بالنسبه اليها :
زيخشى نظريا ان يكتسب نوع من انواع الحشرات مناعة متعددة الانفعالات بالنسبة لعدد كبير من الادويه الزراعيه المقاومه لانتشارها او بالنسبه لكل ما يمكن ان تبتكره الصناعه الحديثه من مبيدات جديده وانذاك تكون الكارثه (على نطاق محدود طبعا لكنه خطير في نتائجه في كل حال) فيعمد هذا النوع من الحشرات او الامراض الى انتشار من دون رادع من الحشرات المضادة التي كانت تقاوم انتشاره لان الضد يتغذى ويعيش من ضده ابدا فاذا قضينا على الضد الخير في محاولتنا القضاء على الضد الضار انطلق هذا الاخير من عقاله الطبيعي وانتشر بدون هواده هذا فيما عدا ان السموم الجديده المبيده التي يستعملها الانسان تقضي في ان واحد على قسم كبير من الاعداد الهائله من الجراثيم التي تعيش في التربه الصالحه للزراعه والتي تنشط في امتصاص غاز الازوات الهوائي مثلا وفي تحويله الى مواد تغذيه نباتيه وكذلك يلوث بعض هذه السموم مياه الانهر والينابيع ومصادرها في اعماق الارض (السم المعروف بال.د.ت مثلا)وينتقل مع الحشائش والبذور الى جسد الابقار وحليبها ثم يتركز بواسطه شرب هذا الحليب في بعض اعضاء جسد الاطفال بعد ولادتهم وترتفع نسبة هذا التجمع المسم concentration في الكبد هذه الاله الدقيقه جدا في عملها والتي هي ذات شأن خطير في حياة الانسان
ثم ان بعض هذه المبيدات تنتقل بالوراثه من جسد الاب والام الى جسد اولادهم وهكذا يلحق التلوث السلاله البشريه باسرها.

وفي مؤلف معروف احدث نشره ضجه في الولايات المتحده وفي العالم النتحضر كله (الربيع الصامت) حاولت راشيل كارسون ان تثير الرأي العام الواعي وان تظهر بوضوح الخطر الناجم على الطبيعه وعلى الانسان من استخدام الادويه السامه المبيده للحشرات لانها خطر على كينونه الحياة ذاتها على وجه الارض وذلك بالاخلال عمدا بالنظام الدقيق وبالتوازن الادق الذي نسجته الطبيعه لذاتها ولبقاء الحياه من خلال فعل التطور وعبر المليارات من السنين المنصرمه (والحياة قد بدأت على الارض في اقل تقدير منذ 3 مليارات ونصف المليار من السنين)ويجب ان لا ننسى ان الحياة هي وليدت توازن وتناقص معين وتناسق متكامل في الوحده بين عناصر كثيره مختلقه خرجت من توازنها وتناقضها هذا الحركه التي نسميها الحياة.

يتبع في اداب الانسان بالنسبه للطبيعه الخارجيه

هذا ما علينا بالتحلي به والاقتداء منه
هذا ما يسمى بزينه النفس
يسلموووو

لربما كل الاوبئه والامراض التي اصابت البشريه من وراء قتل احدى انواع الكائنات بحجة التطور
فقتلو الاكل وانتشر المأكول

وقد ارتفعت صرخات العلماء في كل قطر للتدليل على محاولة الانسان المعاصر في طوحه المجنون ان ينتحر وان يجعل الطبيعه الحيه تنتحر معه على وجه الارض:
وقد اوضح ذلك الدكتور البرت شويتزر في قوله المأثور :
(ان الانسان قد فقد موهبة التحسب ومجانبة الضرر فانه سينتهي شأنه بتهديم هذه الارض )

ويقول الاستاذ روجي هايم رئيس المجمع العلمي في فرنسا في تقديم كتاب الربيع الصامت (ان انتصار الانسان اذا كان سيحصل يجب ان لا يكون في النهايه ناجما عن فشل او نجاح مخترعاته او فوزه المشحون بخطر الاباده والافساد على كل ما كان سبب لمجيئه على هذه الارض)

كما ان العالم البيلوجي جان روستن يورد في تقديره للكتاب المذكور في خشيته لما يصنعه الانسان من مهالك لذاته وللطبيعه (ان صوتا عظيما ينادينا لانقاذ الطبيعة التي يقتلها الانسان بشكل متصل وبطيء)

ان هذه الاباده المنظمه للحيوانات والحشرات هذه الاباده المنظمه الخطيره جدا على استمرار عيش الانسان وعلى مصير الحياه ذاتها (كل حياه على وجه الارض)تجري باسم التقدم والعلم التطبيقي السطحي الذي تسلمته واخذت تتحكم فيه وتستثمره على غير هدى التجارة والدعاوه والتعلم في معناه المحدود وفي مبناه السطحي ولا يفطن العلماء المتعلمون لا الذين استوعبو اسرار الطبيعه الحقيقيه البسيطه

ان الجنس البشري هو حبقة متصله بجميع حلقات الحياة الاخرى من حيوان ونبات وأنه لم يظهر عبثا في نهاية سلم الكائنات الحية جميعها على وجه الارض وكتتويج اخير لها فطبقة الحياه على وجه هذا السيار المتجول الذي نقطنه تؤلف وحدة عضوية متكاملة ومتداخلة ومتفاعلة على شاكلة جسد الانسان وكل لعب او تلاعب في هذه الطبيعة في قصد تحويلها عن بعض الوان التوازن والتكامل العضوي التي حققتها عبر مئات والاف الملايين من السنين انما هو مجازفة ذات عواقب مخلة بنظام الحياة لا يمكن لأحد تحديد خطورتها ومداها.

الف سلام وذكرى طيبه على تلك الايام التي لم تكن فيها المغروسات والمزروعات ترش بهذه المواد السامه القاتله لكل شيء تقريبا سوا جراثيم الاوبئه والامراض التي تحتجب ثم تظهر اقوى فاقوى:
في الواقع وفي الحقيقه لم تكن الخضار والبطاطا والبصل تصاب الا قليل باي مرض وكانت حشرة المالوش هي الهم الملاحق لصغار الشتل ولكن حلقات القصب المجوف كانت الرد الطبيعي المألوف والناجح ايضا وكان لبنان جنة الطيور والحيوان من جميع الاصناف التي تقطن هذه المنطقه او تاتيها من هجرة وكان كل نوع منها يأخذ نصيبه من العيش ومن الخضار والثمار وهذا حقه وحصته وكا اكل الخضار بدون رشها بالمبيدات الحشريه المسممه بعد ان يسقط في نصيب الطيور والحيوان والحشرات 5 او 10 بالمئه من مجموع الثمار لا اكثر اي ما يقابل ربع او عشر ما نتكبده ماليا لرشها اليوم.
وكانت الدنيا بهيه فيها البهجه والفرح والنظافه من هذا الاتساخ السام الذي ابتدعه صناعة الكيميائيات الحديثه على غير هدى او دراسة تحاليل سليمه ودقيقه لنتائجه على دورة الحياة النباتيه والحيوانيه والانسان وكانت النسور والعقبان والشوح وطيور الباز ابو صوي الحيات والشواهين والترغل والحمام البري والوان العصافير والفراش والبوم والطيور الليليه الاخرى في الليالي المقمره تكون اروع تناغما تألف في الطبيعه وكانت اصواتها تفتح الجمال والمحبه والانس في قلوب السامعين في فجر كل صباح وطوال ساعات النهار حتى ياذن المساء فتعود الى اجحارها واوكارها وسط هذا التناغم البديع من الاصوات .

ثم جاء السماد الكيماوي ويبدو انه لم يكن خاليا من الأوبئه الجديده او ان اليد الرأس ماليه المتجهه للادويه الزراعيه دست فيه بعض الاوبئه ثم جائت الدعاوي الواسعه لاستخدام المبيدات الحشريه ووردت الينا المبيدات المسممه جدا بعد الحرب العالميه الاخيره وكان قد اخترعها العلماء لاستخدامها في الحرب ولغاية قتل الانسان فلما وقع السلم تحولت في الترويج الى استخدامها ضد الحشرات والافات الضاره.

ومن حسن الحظ ان التوعيه العلميه والاجتماعيه التي اثارتها ونشرتها بعض الدراسات والكتب صرخه الحريصين على ديمومة الحياة على وجه الارض وعلى احترام تعادلات وسنن الطبيعه بدأت تثمر في بعض البلدان النتقدمه ولكن على نطاق محدود فقد اخذول مثلا في المانيا يولدون الحشرات المضاده النافعه ويطلقونها في بساتين الفاكهة والخضار التي امتنع اصحابها عن رشها بالسموم فعادت الدوره الطبيعيه الى مجالات فعلها وعادت الثمار والغلال سليمة فيما عدا حصه ضئيلة جدا لا توازي في حال ربع او عشر ثمن المبيدات الكيميائيه المستخدمه سابقا تذهب هدرا لاعاشة الضد الضار ولبقاء الضد النافع الذي يتغذى منه على قيد الحياة وفي حلقة التوالد المستمرة.

وفي الولايات المتحدة امر الرئيس كندي بانشاء لجنة خاصة لدراسة كتاب الربيع الصامت silent spring وتحركت بعده جمعيات ناشطه وافراد وكان ان منع منه مثلا واخيرا بشكل رسمي انتاج واستخدام الد.د.ت DDTفي الولايات المتحدة

يتبع في اداب الانسان مع الطبيعه الخارجيه

وهذا التيار الرامي لحماية الطبيعة والانسان من العبث بدأ ينجم عنه اهتمام متصاعد بهذه القضايا الحيوية الخطيرة تجسد بالمطالبه بانشاء مصالح حكومية تعنى بهذه الشؤون ولم يكن المؤتمر الايكولوجي (اي لحماية الطبيعه) في استوكهولم عاصمة اسوج سوى منطلق جديد للدعوة الخيرة المتعاظمة.

وعلى انه يتوجب علينا ان لا نهمل الوجه الاخر للمشكله والذي قد يكون اخطر بكثير على مستقبل الحضاره من استخدام الادويه السامه المبيده للحشرات وللطيور وللحيوان في ان واحد وهذا الوجه الاخر تدخل الانسان على غير هدى في انظمة الطبيعه وافسادها هو افراغ النفايات الصناعيه والسوائل الكيميائيه في الانهر ،في البحيرات،في البحار بما في ذلك كميات هائله من النفط الناجمين بشكل خاص عن عمليات حفر واستثمار الابار في مياه الشواطيء وغسل ناقلات النفط لمستودعاتهم في وسط البحر ويقدرون ان كمية النفط السنويه التي تلوث مياه البحار والاسماك والحشائش والكائنات الصغيره التي تتغذى منها الاسماك وحيوانات البحر في نا عدا تلوث الشواطئ بثلاثة ملايين وفق ما يرقبون في السنين القليلة المقبلة عليها.

وتلوث الانهر والبحار والبحيرات بهذا الشكل المتواصل يهدد بتحويل الانهر والبحيرات والبحار ذاتها الى انهر وبحيرات وبحار ميتة لا يقطنها شيء كما حدث فعلا لبعض البحيرات والانهر في الولايات المتحده وفي اوروبا.

يتبع في اداب الانسان مع الطبيعه الخارجيه

زائر

الله يوفيكي تعبك إختي أمل !

معلم كبير
الي بتعمق بكتاباته بيتأكد من مدى علمه

يقول العالم الايكولوجي الدكتور كول:

ان الجنس البشري قد يكون في حالة اضطراب وخطر اكثر مما نستطيع ان نتصور ذلك ويمكن ان لا يدرك الانسان هذا الخطر الا بعد ان يكون تجاوز به نقطة اللا رجوع اي حيث لا يعود يفيد اي تدبير

ثم يبادر الدكتور كول الى تبيان نظرته هذه بقوله:

ان الحياه تتركز على عدد قليل من الكائنات العضويه المجهريه التي تقوم بعملها هنالك مثلا 6 انواع من الجراثيم BACTERIA في التربه وفي الماء هي ضروريه جدا لكي تحافظ على مرور النيتروجين من الهواء وتثبيته في الماده العضويه ثم تعيده الى الهواء من جديد وهكذا على الدوام فاذا حصل ان احد انواع هذه الجراثيم توقف عن العمل فان النيتروجين هو هواء ينقص وربما يستبدل بالامونيا .

نحن في الحقيقه نلعب بانفاسنا وبالبشريه لعبة الروليت الروسيه فاننا نستمر بوضع كيماويات جديده في البيئه المحيطه دون ان نختبر النتيجه التي يمكن ان تسفر عنها فاذا احدى هذه المواد الكيميائيه او تركيب لها (مع المحيط) احدث تسمما شاملا للجراثيم الصانعه النيتروجين فان الانسان لا يعود يستطيع ان يستنشق الهواء في شهيقه وزفيره

اي بكلمه تعود الارض الى الظروف التي كانت عليها قبل ولادة هذا اللون من الحيوان ذي الرئه والالبان الذي يتوج سلالته الانسان .

وهذا التسمم الذي سيصبح الشامل ياتي من مصادر عديدة منها:

يتبع في اداب الانسان مع الطبيعه

وهذا التسمم الذي سيصبح الشامل ياتي من مصادر عديدة منها:

1-دخان المصانع والمعامل والغازات المنبعثة من مداخنها في الهواء فمع حركة التصنيع المتصاعد في الدول المتقدمة صناعيا وفي الدول الناميه فأن مثل هذا التلوث يوشك أن يصبح عاما

2-الدخان والغازات المنبعثه من السيارات المتنقله والتي تشكل في الولايات المتحدة نصف طاقة التلوث الحوائي العام

وهذه الغازات والادخنه تعبث بأجواء المدن وعدد من القرى وتجعلها غير صالحة للتنفس البشري فيما عدى انها تكون فوق المدن بامتزاجها بالهواء وبخار الماء غيوما حقيقية تحبس الاوكسجين عن الانسان وتساهم في تجريح رئتيه وافساد دمه ويضطر الشرطي الواقف في المدن الامريكيه واليابانيه الى استخدام الوان خاصة من الاقنعه لرقع الضرر والايذاء عنه

3- السرائل المعدنية والنفايات الناجمة عن عمل المصانع والتي تفرغ في الانهر وفي البحيرات وفي البهار وهي تتضمن في معظمها اما على مواد سامه كبعض مركبات الزئبق مثلا او على عناصر كيميائيه تقتل الاسماك والحيوان البحري بشكل مباشر او تبيد الكائنات العضويه المجهرية والحشائش والنباتات التي يتغذى منها ساكنو الانهر والبحار والمحيطات وفي الحالين النتيجه واحده ...الموت والتدمير

يتبع

هذا التطور الذي يقتل حياه الناس
هذا المسمى بالانتحار دون نيته
اي صنع البشر ما يضر البشريه
متابعه

4- الادويه الزراعيه والمبيدات الحيوانيه التي تقضي في ان واحد على ازواج الحشرات النافعه والضاره على السواء ،على الضد ونقيضه فتحدث فراغا في انظمة وتشكيلات les systemes الحيوانات التي تتكون منها الحياة في تركيبها العضوي الشامل لطبقة الاحياء على وجه الارض .

فتدخل من باب هذا الفراغ في نظام الحيوان والنبات الف مصيبه ومصيبه ويلحقنا الخطر المحدق بكل اضطراب يحدث في شرعة التكوين الحياتي العام ونظامه الشامل.

يضاف الى ذلك فعل الصيد في تهشيم الطبيعه وفي تقتيل الحيوان الطيور وكل طير او حيوان يتغذى من هذا الكائن او من هذا اللون من الحشرات والاعشاب كأننا امام مجزره حقيقيه يقوم بها هذا الانسان المتوحش المبيد لكل شيء بشباكه ،باسلحته الناريه،بالمواد السامه التي يوزعها على الخليقة وانما مقياس الحضاره الحقيقيه في الانسان هو احترام الكائنات الحيه وتقديره للدورات المترابطه التي تشكلها اقمطة الحياة على وجه هذه التربه وفي اعماقها.

ويدعي ارباب الصيد الفاتكون بكل شيء ان معظم الطيور التي نقلتها هي عابره للاجواء بعد ان قتلوا تقريبا جميع الطيور والحيوانات القاطنه بشكل دائم في البلاد وهو عذر اقبح من ذنب وانما يظهر تجاهلهم لترابط وتلازم الطبقات الحيه للحياه في كل مكان وهكذا اصبحت غاباتنا وحدائقنا ومزارعنا خاويه من كل صوت سوى صوت هذا الانسان البغي الجاهل الذي قد يتناول جفته لابادة فراشة في الهواء.

ويدخل فعل تسميم الادويه المبيده للحشرات وللانسان الى اعماق الارض ،الى مصادر الينابيع ويخرج معها الى الانهر وثم الى البحار التي تصب فيها فيتعمم مفعول هذا السم ويعود الينا من خلال المأكل النباتي والحيواني التي نتغذى منها.

وكذلك تفسد هذه السموم الكيمائيه التربه فتقتل فيها الكائنات العضويه الصغيرة التي هي في اساس تكوين خصب التراب فيما عدا طبعا انها تولد على الدوام امراضا وافات زراعيه جديدة فنقضي على مرض او على افه ثم نعلق ونتعثر بمرض او بأفه جديدة لم نكن نحسب لها اي حساب وهكذا الى ما لا نهايه.

5-اما النفايات الذريه فانها اخذة بالتكاثر الى درجه انهم يفكرون جديا بوضعها في صواريخ خاصه وبارسالها الى محيط الشمس تجنبا لتلوث الارض بها والواقع ان المحطات الذريه المولده للطاقه تنتج قليلا من النفايات اما النفايات الحاره الناجمة عن انتاج السلاح الذري فانها كثيرة وهي معضلة المعضلات (فانه توجد ملايين من الصناديق المعدنيه والخرسانيه معبأه من هذه المواد موضوعه في المستودعات بالقرب من ريشلاند واشنطون وايكن في جنوبي كارولينا وبعضها شديد الاشعاع الذري الى درجة انه يغلي ويجب تبريده بشكل اصطناعي.

ويضيف الدكتور كول بسخريه (لا شك انه ارث جدير بان نتركه لاجيالنا المقبلة والتي لم تولد بعد فعلينا ان نوصيهم بان يراقبوا بعنايه فائقة هذه السوائل (الذريه) وأن يبدلوا البراميل عندما يبدأ الاهتراء يتأكلها وان يستمروا بهذه العنايه والمراقبه الى مدى ستة الى عشرة قرون.

والمشكله المباشره هي الزياده المضطردة للاشعال الذري في الهواء والناجم ليس فقط عن الاختبارات الذريه بل عن تزايد عدد المحطات الذريه المولده للطاقه فيما عدا تلويث البحار المستمر بالاشعال المنبعث من السفن والغواصات الذريه.

زائر

عم تكتبيلنا كنز يا إخت أمل !

جزاك الله كل خير

ولأجل ماذا؟؟ كل هذا التلويث والتشويه للطبيعة بحجة التطوّر والتقدّم وعصر السرعة, وما بال أهلنا وأجدادنا في القدم؟؟ ألم يأكلوا ويشربوا ويناموا براحه؟؟ بل كانت حياتهم أجمل وأفضل مما نحن عليه اليوم وبوجود كل هذه التكنولوجيا وكل ما يعتقدون انه يسهل على الانسان العيش.. ليتنا نعود الى الماضي الى زمن لم يعرف به مصطلح "تكنولوجيا" بعد, فربما يعود الخير لقلوب الناس مع عودة تلك الايام..

6-تهديم التربه والتلويث الناجمين عن استخدام الاسمده الكيمائيه فأن مواصلة استخدام هذه الاسمده (خصوصا اذا لم تمزج بكميه وافره من الاسمده الطبيعيع العضويه)يتسبب بتقويض تماسك التربه وصمودها في مواجهة هبوب الرياح وجريان المياه وهطول الامراض فهناك مساحات واسعه في الولايات المتحدة وبعض الدول المتقدمه صناعيا وزراعيا قد اصابتها كوارث طبيعية هائلة ليس اقلها القحل وانجراف التراب وتفككة بحيث لا تعود تصلح للزراعة.

ومن اثار استخدام الاسمده الكيمائيه (على ما نجم عنها من ارتفاع الانتاج بشكل ملحوظ وكبير) ان هذه الاسمده تؤثر في قيمة المواد المنتجة الغذائيه وتخفض من الفيتامينات وسواها من الشحنة المعدنية والغذائيه للمنتجات الزراعيه وهكذا تتسبب بشكل غير مباشر بالكثير من امراض التغذيه فيما عدا انها تفقد الطعام المأكول كل نكهة تقريبا.

واذا ما اضفنا الى هذه الظاهره اثر الغذاء الصناعي الممزوج بالهرمونات والذي يقدمونه لطيور الدجاج وسواها من الحيوانات في المزارع الصناعيه وما قد ينجم على مثل هذا الغذاء من اخطار على صحة الناس الذين تتسلل الى دمائهم واغشيتهم هذه الهرمونات وبعض هذه المواد المصطنعه الغذائيه ادركنا خطورة تحذير عدد كبير من الاطباء والعلماء من تناول الغذاء المصنوع من هذا الدجاج وهذه الحيوانات ويطن بعض الاطباء ان الهرمونات وسواها من مواد العلف الصناعي هي بحد ذاتها مبعثا محتملا للسرطان cancerigene

7- ومن افات التلوث ايضا ما نجم عن افراغ نفايات الانسان الطبيعيه من مأكل وشراب وبراز وماء الغسل ورماد وسواه في المجارير وثم في البحر وهي عادة لم تألفها الطبيعه لانها عبر مئات الاف الملايين من السنين جرت على دورة ترابيه جرثوميه نباتيه يعضم فيها التراب ويحول الى مواد معدنيه وعضويه في عمليه مختبريه كامله
جمع نفايات الانسان الطبيعيه كما تعودت الطبيعه لان للطبيعه مسالكها وعاداتها ان تهضم وتحول نفايات الاسماك والحيوانات والنباتات البحريه بواسطة دورة مائية جرثومية نباتية حيوانيه خاصة ببيئة البحر.

فانصباب المجارير في الانهر وفي البحيرات والبحار قبل تنقية محتواها وتطهيره ،يعرض الانهار والبحيرات والبحار الى تلويث مفجع ويهدد على مساحات واسعه مظاهر الحياة في جميع اشكالها في هذه الانهر والبحيرات والبحار فيما عدا الروائح الكريهة والالوان الكريهة التي تحدثها هذه المجارير

ان الحيوان الداجن او البري يطمر اوساخه في تربة الارض لعلمه الغريزي ان التربه تحوي على مصنع حقيقي لتحويل نفايات الجسم المباشرة ولا يكون ابدا لهذه النفايات المطموره ايه رائحه مؤذيه وتتحول في باطن الارض بسرعه مدهشه فلماذا يجب ان يشذ الانسان هذا الحيوان العاقل عن هذه القاعدة والعادات والتدبير يكون في فصل اقنية المجارير الناجمه عن نفايات الاكل والشراب عن تلك التي تواصل مياه الغسل لكي يتم اعادة النفايات المباشرة الاولى للانسان الى طبقات سطحية من التربة تستطيع امتصاصها وتحويلها بالسرعة المتوخاه او سوى ذلك من الحلول

8-التلويث الناجم عن النفايات المصطنعه للانسان وهذه النفايات تتكاثر بشكل مريع في الدول المتقدمه صناعيا خاصه تلك التي يصفونها بمجتمعات الاستهلاك حيث اصبح الانسان عبدا للسلع التي يقدمها اليه الصانع عبر دعواته التجاريه والمغريه المضلله يريد ان يكون المواطن وبالتالي حيث اصبح الانسان اكثر واكثر عبدا لشعار التنميه المستمره والمتصاعده وللتكنولوجيا الحديثه وهذا الشعار كمفهوم الاستهلاك للاستهلاك وهو من بقايا التفكير الليبرالي المطلق الهدام (الحريه المطلقه في كل شيء الحريه بدون اي نظام)

امثله قليله على هذا التلوث المستمر والمتصاعد في غمرة تزايد الاستهلاك والتنميه الصناعيه نوردهل في بعض الاحصاءات :

*سنة 1971 رمى الامريكيون في الولايات المتحده 50 مليار من الاواني والعلب الخاليه ذات الصفائح و30 مليار من الاواني الزجاجيه و4 ملايين طن من البلاستيك واكثر من مليون جهاز تلفزيوني

*في كل سنه يتخلص الامريكيون من 9 مليون سياره يرمونها او يتركونها في كل مكان حتى في الشارع العام

الى اين تذهب جميع هذه النفايات المصطنعه واي ارض محدوده يمكن ان تستوعبها دون ان يضطر الانسان المواطن ان يراها مبعثرة على الشواطئ ،في الحقول،في الاوديه،فوق الاكمات، في الصحاري،في السهول ،اقريبا في كل مكان؟

والجدير بالملاحظه ان قسما كبيرا من هذه النفايات المصطنعه كالمواد اللدنيه (اي البلاستيك) لا يوجد لها مقابل في الطبيعه لانها من صنع الانسان في المعنى الصيح للكلمه يضاف الى ذلك ان هذه المواد التي يكثر استعمالها لا تتأكسد في الطبيعه او تؤثر فيها الحموضات او القلويات او المركبات الكيمائيه الموجوده في الطبيعه فتتحلل كسائر المركبات والاشكال المعدنيه بل مفروض فيها ان تبقى لمدد غير محدوده من الزمن وبعضها غير قابل حتى للاحتراق فاللدائن تشكل مشكله جديدة معقده.

9- التلوث الناجم في الفضاء عن الطائرات النفاثه والغازات المنبعثه منها في الاجواء العلى تضاف ايضا الى تلويث الفضاء بالمواد المحترقه في الصواريخ ومن تأثير الطيران النفاث هو ازدياد بخار الماء في الهواء في الطبقات العليا اذ ان كل طن من الوقود السائل في الطائرة يولد عند احتراقه طنا وربع طن من بخالر الماء من خلال تركب غاز الهيدروجين في الوقود مع غاز اكسجين الهواء

وبعض علماء الطقس يظنون ان هذا الاحتراق لوقود الطائرات النفاثه قد نجم عنه زيادة في كثافة الغيوم المحيطه بالارض ونقص مقابل في الطاقه الشمسيه الحراريه التي تصل الى الارض فيحجبها بازدياد هذا التكثف وقد قدرت هذه الزيادة في كثافة الغيوم بعشرة بالماديه al geographic 748 nation

طرح رائع اخت امال ..فكما قال السيد (ق ) عليك بالنفس فاستكمل فضائلها ...................................... فانت بالنفس لا بالجسم انسان .......... والغاية من حياة النفس فى الجسد كما عرفة اخوان الصفا بان النفس فى الجسد كالجنين فى الرحم ..فكما ان الجنين اذا تكامل خلقة فى الرحم خرج منة الى الحياة الدنيا فكذالك النفس فانها تبقى فى الجسد حتى تستكمل فضائلها وتتمكن من بلوغ الكمال بحسب طاقتها فالنفس تحتاج الى الجسد حتى ترتقى وتتهذب وتتعلم فاذا كانت نفسك فى الدنيا عمياء فهى بعد الممات فى الاخرة اعمى واضل سبيلا ...........تقبلى مرورى ........

ان ما يجرى على الحياة من كوارث واونئة وزلازل وبراكين وطوفان وحروب مهلكة فهذة كلها امور عارضة ونحن نمرض ونصح وبدون المرض لانعرف الصحة والمرض هو الاستثناء والصحة هى القاعدة والزلازل والبراكين والطوفانات حوادث استثنائية وكل منها لة وجة خير ومنافع وفوائد وبالزلازل والبراكين تستعيد الارض توازنها كل عدد من السنين ولولا هذا التفريج والتنفيس المؤقت لانفجرت الارض بالضغوط الهائلة فى داخلها والالام والمشقات تربى الجلد والتحمل والمحن تشحذ العزائم كما تربى الامراض الوقاية والحصانة والشر فى الكون كالظل فى الصورة يبدو من قريب عيبا فاذا ابتعت بعينك ونظرت الى الصورة نظرة كلية اكتشفت ان هذا العيب هو ظل وانة جزء مكمل للصورة .......... انة اللة صاغ العالم على مقتضى العدل واختار بحكمتة دائما افضل الممكنات .... وتامل الكون والحياة لا يكشف للباحث الا الجمال والابداع والنظام والعدل والقانون ولاتوجد الفوضى الا فى نظمنا نحن ......ولكن العيون التى فيها قذى والقلوب التى مالت عن الحق لاترى الا العبث والغثيان ..ولاتعمل الا للافساد والتهديم هؤلاء هم فرسان الشر وطلائعة فلنقرا كل مايصل الى ايدينا بحذر وبعقل ناقد فما اكثر ما يدس لنا من سموم يراد بها هلاكنا ولنثق دائما بان اللة كلة خير وبان مشيئتة كلها رحمة ..............

البشريه تقضي على نفسها
يسلموو

يسلمو الله يعطيكن العافي