أداب الحياه...(تسلسل جديد)

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

الادب ونظام الحياة ..للمعلم كمال جنبلاط...

من كتاب اداب الحياة

مفهوم الادب هو احترام النفس واحترام الاخرين .
ومن لا يحترم نفسه ويعتبر قيمها وكيف يصح له ان يتوجه الى الاخرين بالاعتبار والاحتترام؟؟

اننا نكتب هذه الخواطر لاننا نلحظ اكثر فاكثر وللاسف موجه من التحرر المزعوم من قواعد اللياقه والاداب التقليديه والاخلاق السليمه السالفه، تتجتاح الطائفه وتحاول تهديم افضل ما فينا ومن لا يستوي له تهذيب خارجه فكيف يستقيم له تهذيب داخله ؟
ومن لا يحترم الاخرين فكيف يتوفر له ان يتوجه الى ذاته بالثقه والاحترام وهي بداية مرقاة التحظر الحقيقي في الانسان؟

ولا معنى للحظاره الا هذا التهذيب لافكار النفس وشواعرها ولحركات الجسم واعتمالات الجوارح .والحضارة ليست في اقتناء السياره ولا في السكنه في بين رفيه،ولا في احتساء المئاكل الشهيه ولا في الانتقال بالبلخره او الطائره من مكان الى مكان ،ولا في اقتناء المفروش الباذخ ،ولا في تزيين الوجه وثراب الملبس .

والحضاره ليست بشكل خاص باعتماد هذه الحركات العصبيه،وهذا الانفلات في التكلم والتطلع والجلوس رجل فوف رجل واعتماد اساليب في مواجهة الناس والاستكبار عليهم وسواها من هذه الطبائع

للمدينه الغربيه الماديه التي مالت اليها هذه المدن في الغرب في بعض مسالكها والتي يتنكر لها ويتأفف منها رجال الغرب انفسهم ،والتي ليست هي لا من اداب الغرب ولا من تقاليده ولا من روحه.

فالحريه التي يتبجح بها بعض المقبلين على مدنية الغرب الماديه من خلال ما يرونه في السينما والتلفزيون ومن خلال المثال العاطل الذي يعطيه وللاسف بعض المثقفين السطحيين الذين يبدو انهم لم يفهمو من العلم والثقافه شيئا ،ان هذه الحريه تقوم في حقيقتها على ضبط النفس وعلى احترام الاخرين وعلى الاحتشام لكل ما نقوم به او نقوله او نفكر به او نظنه بالنسبه للاخرين فهذا التطور او التقدم او التمدن كما يفهمه البعض من خلال ما يصدر الينا من الغرب من وجوه مشوهه للسلوك البشري هو اقرب الى البربرية والهمجيه منه الى التمدن والتحظر الحقيقي وهو دليل على ان الانسان اذ كان مثقفا لم يحصل بعد على الثقافه الانسانيه التي يرتضيها لنفسه ويبتغيها للاخرين.
ولا نفطن معظم الاحيان الى ان هذه الثقافه الانسانيه موجوده في تقاليدنا وحضارتنا الشرقيه العربيه الاصيله التي جائت الينا من خلال اختبار الاجيال،واداب الجدود وتهذيبهم واستنارتهم بالخلق السليم والنهج السوي وان علينا ان نحيي ونحافظ على هذا التراث الادبي الخلقي في حياتنا الفرديه والاجتماعيه.

ولا يفيدنا شيئ ان نتزايا او نتلبس بالانفلات من التقليد السليم والتطبع بالخشونه والجلافه والقسوه في معاملاتنا مع الاخرين او بان نتصور ان لنا من ميزة النسب او الجاه او المال او العلم او المنصب او المسئوليه مما يجعلنا في حل من ان نكون مع جميع افراد الشعب محتشمين متأدبين.
وعلى الفئات الاجتماعيه المتطوره المثقفه والغنيه والمترفهه او التي لها مسئوليه اجتماعيه او قياديه في جميع المستويات ان تعطي مثل التأدب والمعامله بالحسنى واللطف وانكسار الجانب والمحبه المخلصه والنفحه الانسانيه بكل ما تفكر به وتقوله وتعامل به الاخرين،وفق الايه الذهبيه التي وردت في جميع الكتب والاديان

(كما تريد ان يتصرف الاخرين بالنسبه اليك عليك ان تعاملهم)

يسلموا دياتك يا امال.. كثير استفدت من هذا التسلسل المبدع..

تسلم ايدك امال دائما نستفيد
من هذه التسلسلات القيمه
الغنيه باهم النصائح والحكم والواجبات ..
يعطيك الف عافيه
بانتظار القادم...

موضوع قيم جدا...
تسلسل معرفته مهمه...
فتعلم هذه الاداب هي خير ما نفعل...
يسلم هالديات

في اداب معاملة الجسم

وان لجسمك عليك حقا

في الواقع ان كل ما تقدمنا به من اداب مختلف الشؤون انما يعود الى صيانة هذا الجسد الذي تنسجه الروح في نزعاتها المبطنه والمغلفه في اعماقها من مختلف العناصر اللطيفة والكثيفة ،من الاثير والهواء والماء والنور والغذاء فالانسان يبني بيته هذا المتنقل به عبر المكان والزمان تماما كما ينسج العنكبوت بيتها مما تفرزه احشائها.

فاللطيف فينا هو الاساس الذي على مثاله ومن نزاعاته وفي اطار مشيئته يتكثف هذا الجسد المرئي والمحسوس بمختلف الحواس انما هو صورة الباطن وعلى شاكلته ومثاله الذي يبرزه القدر او ما يسميه الهنود الكارما او النزاعات المستقره والمتحركه فينا من هولى الفكر ووجدان الجنس والضمير التكوين لذا كان العقل الباطن هو المنظم والمنسق والمبرز لكل ما نحن عليه في ظاهرنا ولذا صح القول:

الانسان في نشأته وفي تنشأته انما هو في الحقيقه روح لا جسد.

وهكذا تتجلى اية الحديث على حقيقة معناها واصلها ومغزاها:

وأن لجسدك عليك حق (اي ان تراعي اصول تكوينه من حيث يظهر مثاله ويتكثف من اعماق اعماقك فتأذن لهذا النور المشع بأن يتجلى في الهيكل الكثيف على انقى وافضل واسمى ما يكون عليه مثالك فيه واذ ذلك يكون جسدك حقا وفعلا مرأه شفافه لذاتك تنعكس فيها وتتصور هي منك على الدوام )
وبالواقع وبالحقيقه ففي كل ان تتبدل هذه المرة الجسمانيه اي هذه الصوره الحسيه التي هي الجسد فانت على حد قول العالم الشهير الدكتور ال... كاريل كأنك من خلال هذه الاشباح التي تتلبسها الحقيقه التي لا تعرف ولذا صح القول على حد تعبيره بالنسبه للذي يعرف فن المراقبه فأن كل كائن يحمل على وجهه وصف جسده وروحه.

ومعاملة الجسم تبدأ بمعاملة الروح وتطهير الفكر وأشاعة نواميس العقل في كل ما نفكر ونسعى اليه فالانسان من هذا القبل كل لا يتجزء وفي المقابل يجب العنايه بهذا الجسد من الناحيه الرياضه الطبيعيه والسهر على ترويض الحواس وتنقيتها لانها هي النوافذ على العالم الخارجي ومنها تدخل انعكاساته الى المخيله المصوره.

كذلك يجب النظافه والراحه واستنشاق الهواء النظيف واخيار الاكل الصحيح وضبط الاعصاب وحبس الجهد عن التسرب الى التوافه والتأدب بالعقل وبالكلام وعدم هدر الطاقه بما لا يفيد وبما لا يحفظ مستوى هذه الطاقه النفسيه الحيه المتوازيه في اتصالها كأنها صلة بنهر الحياة ذاته نغرف منه ولا ينفد.

واحدى اسس هذه المعامله الاساسيه التي تنفح الجسم الصحه والسلامه من الامراض عي التعامل فيما نفعله ونفكر به ونشعره وهي التناغم الدائم وهذا الانسجام الداخلي وهذه الديموميه في الشهور بحيويه متصله لا ينقطع فيضها لانها لا تهدر جزافا ولا تصرف فتاتا تلك التي يسميها البوذيون في لغتهم (اكوانيميتا) اي هذه الاطمئنانية المستمره المتصله التي تشع منها الافكار والعواطف وتمتثق منها الافعال وتنعكس فيها الصوره الحسيه فلا ينقص معينها ولا يزيد ولا تتأثر بكل ما يخرج من الانسان او يدخل اليه.

يتبع في اداب معاملة الجسد.....

ومن ضمن اداب معامله الجسم ان تعالجه بالرياضه والرياضه على نوعيت:

1-رياضه عفويه طبيعيه كالمشي في كل يوم مده معينه في الصباح او قبل تناول الغداء وان يكون هذا السير على الاقدام لا مسرعا ولا بطيئا بحيث يتوفر للجسد ترويض معتدل يبلغ اقصاه عن احمرار الوجه وعند بداية العرق وفي ذلك تحريك للسوائل والدم في الجسد واستشاره لتعادل التنفس وانتظامه واخراج لبعض السموم من الاغشيه كما ان في ذلك عونا على هضم الفضلات وعلى تنسيق عمل المعده والامعاء كما ان في ذلك انشراحا للنفس حيث تتصابا في جو الطبيعه وتنعم بالخضره والهواء النقي ولفحات الشمس وافضل وقت لمبادرة هذا السير على الاقدام هو طبعا في الصباح المبكر وفي المساء وعلى السائر على اقدامه ان ينسى همومه ويترك مشاغله جانبا ويحاول ان يعود من جديد كما هو في حقيقته جزء من اجزاء هذه الطبيعه الواحده يتحدى بها وتلتحم روحه بروحها ويستطلع جمالها ويستشرف من كل ذلك روعه الجمال في نفسه :
فترتاح اعصابه وتتوفر لصدره النشوه ولقلبه الارتياح ولرأسه الطمئنينه

ان في راحة البال سرا عجيبا يفعل في جميع احاسيس الجسد وتلاوين الشعور وخطوات الجسد

2-اما الرياضه الاخرى في ايضا رياضه طبيعيه اي ان صاحبها يزاولها وفق حركات جسمه الطبيعيه فلا يقلد الا كل ما احتواه عالم الحيوان والانسان وهذه الرياضه يقوم بها الانسان في كل صباح في وتيرة حركات متناسقه بين حركات الجسد وحركات الصدر بالتنفس

وهذا ابسط نموذج على مثل هذه الحركه المتناسقه بين الجسد وتنفس الانسان وفي هذا التناسق والتناغم سر وقوه لا يدركهما الا المتعمقوت في تحليل الفكر ودراسة مصدر حيويه الانسان

يقف المتمرن ويتوجه الى الشمال او الى الشرق في وسط يدخل منه الريح النقي فيأخذ نفسا عميقا بعد ان يكون قد افرغ صدره متعاونا في ذلك على تقليص غطاء امعائه وجذبه الى الداخل بحيث يتوفر في ذلك مساج تدليل وترويض للاعضاء الداخليه وفي رأسها الامعاء والكبد والطحال ثم يحفظ الانسان هذا الهواء المستنشق في صدره وينحني الى الارض محاولا ان يلمس سطح الارض دون ان يقوس رجليه او يعوجهما في حركه تجعل رأسه ينحني بمواجهة قدميه ثم يلقي بيديه على الارض ويبعد احدى رجليه الى الوراء ويطوي الاخرى تحت صدره وهو بل يزال حافظ للهواء في رئتيه ثم يمد الرجل الاخرى الى الوراء بموازاة الرجل الاولى ويتمدد بحيث تلتصق قدماه بالارض ويرفع بطنه قليلا عن مستوى الارض ويحني عنقه الى الامام على صدره بلون من التقلص الامامي لكي يجعل جبهته دون ذقنه تلتصق بالارض.

ثم يتحول عن هذه الجلسه المتمدده الى رفه راسه الى الاعلى والاستعانه بيديه لكي يرتفع صدره عن الارض وحاولا التطلع الى الاعلى ما استطاع ويكون القسم السفلي من جسده من اسفل بطنه الى قدميه لا يزال ملتصقا بالارض ويكون قد اخرج نفسه فور امتداده على الارض فيعود ويستنشق الهواء النقي من جديد وهو يرفع نفسه بهذه الحركه التي تشبه حركه الثعبان ويحفظ هذا الهواء في راتيه ثم يعود فيرفه جثمانه بيديه ورجليه فوق الارض واقدامه لا تزال جالسه ثم يضع احدى رجليه بعد طيها على التصاق جسمه ثم يطوي الرجل الاخرى ثم يعود فيجلس على قدميه فيرتفع كما كان في السابق ويخرج النفس من رئتيه ثم يرجع الى الشكل المنحني الذي كان به في السابق ويخرج النفس ثم يرجع جثمانه بشكل مستقيم ويخرج النفس ويعود فيستنشقه من جديد وهكذا دواليك عددا من الرات يزيدها في كل يوم مره او في كل اسبوع الى ان يستوي له ان يمارس عددا كبيرا منه.

لنتحلى بالاخلاق الحميده علينا بتبع العضماء امثاله
نتابعه[b]

رائع جدا..
متابعة بعون الله..

أداب عيادة المريض

من فروض التودد والمجامله ومن مناقب الدين والمعامله ان تذكر اخاك او صديقك في مرضه فتأتيه للسؤال عنه وللترفيه عن الامه وللتقليل من غمة احتجازه في بيته وفي فراشه ولقد اوصت جميع الشرائع والاديان بعيادة المريض ففيها اجر لك وانشراح لصدرك بفضل انشراح صدره فانما فرحك انذاك يتكون من الفرح الذي تستطيع ان تدخله على قلوب الاخرون.

وعيادة المريض تكون لاهله ولاقربائه اكثر ما تكون للمريض ذاته فكم يلذ له ان يسمع:
فلان جاء وسأل عنك وعن حالك دون ان تزعجه بالدخول الى فراشه وجلوسك امامه وحديثك معه الا القليل القليل .

فيجب ان تعلم ان المرض والالم الناتج عنه والحمه احيانا تولد في نفس المريض التململ والسؤم وقلة الاطمئنان الا لوحدته وخلوته وانعزاله مع ذاته
فالمريض بحاجه ان يخلو لنفسه كي تستطيع ان تفرغ هي بدورها لتنسيق جهدها في معالجة الاغشيه المريضه وفي اعادة التوازن الى اخلاط الزجل وفي رتق ما اضطرب من سوائله وما خرج عن النظام من افرازاته واغشيته فهذه الاله الشحمانيه بحاجه الى يد المدبر الداخلي والقاطن في اعماق الفكر والذي يوحي بالانسجام والانتظام والتناسق مع نفحه لروح الحياة.

وانما الحياة عقد وصراط مستقيم ومظام كثالي يتداخل في كل ذرة وكل خليه ليجعل من هذه الاله الجماد تركيبا يشعر ويحس ويتحرك وتقوم ادواته بجمع وظائفه ويعرف ويعقل وهذا لا يتم الا اذا عاد المريض في خلوته ووسط الامه الى مرتقى من العقل الرفيع اية المبدعات ومصدر هداياه انتظام الخلايا في عقدها والذرات في صمتها والاجزاء والاقسام للجسد في مثالها الحسي واستمرارها .

وهذا المقام للشفاء الذي تحدث عنه الحكماء اطباء الروح والجسد-ولا شفاء الا وينبعث من داخل الانسان ذاته-كما لمح اليه بعض كبار الاطباء العصريين لا يستقيم في واقعه وحقيقيته الا اذا ترك الانسان جسده لتلعب به يد الحياة الخفيه في رتقته ومعالجته بما تعلم هي ولا يعلم ذلك فكرنا فتصوصل ما تمزق وتوازن ما اضطرب كالصيد الذي يعيد تركيب دوائه ويكون الانسان على كل ذلك شاهدا لا اكثر فليس هو الدواء الذي يصلح حال المريض ويلجم كبته ويقيه من عثرته ويستعيد من نزلته انما هي انسام الحياة في الانسان التي تتخلل وتتداخل اجرائه جميعا فتفعل بفضل مساعدة الدواء على اصلاح حال المريض وتخليصه من هذا الاضطراب الذي حل بجسده فوحدها الروح والجسد هي الاساس الذي يجب ان ينظر اليه الطبيب في كل هذا.

فاذا زرت مريضا فلا تزد في اضطرابه اضطرابا والازعاج الحال في جسده ازعاجا بل دعه لقوى الحياة الخفيه تفعل فيه لتعيد نسج ما توتر او اختل من حاله فلا تتكلم كثيرا بل كن صامتا في حضرته وانظر اليه ان شئت والابتسامه على وجهك والمحبه والتقرب في بصرك وليكن جهدك في زيادة اطمئنانه وفي تعميق خطواته مع نفسه فانما هو بحاجه الى هذا الصمت العميق لكي يشرف منه العقل الارفع على الاغشيه والخلايا والتراكيب التي يتكون منها هذا الجسد العجيب

يتبع في اداب عيادة المريض

زائر

الله يجازيكي كل خير إختي أمل! شكرا عتعبك وجهودك كتيير إختي أمل ! الله يوفقك إختي ويوفق الكل !

يعطيكي الف عافي امال مميزة بعطائك دائمن
جزاكي ربي كل خير

وتذكر دائما ان هذا الجسد هو ابداع مستمر عفوي يتجدد في كل ثانيه بين ماض ينقضي ويزول ومستقبل يتحول في كل حين الى حاضر الخلق والابداع فعلى الذين يعودون على المريض واهله واصدقائه ان يوفرو للمريض السلام والبهجة والمتعة النفسية والفرح اللطيف ما امكن وان يبهدو عنه اخبار هذه الدنيا ومشاكلها فلا يأتوه باقاويلهم وبما تنطق به احناكهم ويختبئ في تجاويف فكرهم من اصداء شواغلهم في نهارهم ومن هموم يتعثرون بها وقد وقعو في شركها كالهرة التي ابصرت كوكبة من الخيوط فما لبثت ان تعقدت هذه الخيوط بين يديها ورجليها.

وفي نهاية النهايات وحقيقة الاطلاعات انما هذه الدنيا كخيوط وهنة لبيوت من العنكبوت نتوهمها ونجسمها فيتولد لنا من جراء ذلك الاضطراب والغم والهم

والمرض فرصه للمريض ونكاد نقول نعمة تأتيه من نفحات الغيب لكي يعود فينعم من جديد بوحدة ذاته ويخلو الى تأملاته ويتتبع من خلال ما بعثرته الشواغل من تناقضات شواعره وافكاره ،الانسجام الحقيقي الذي هو موسيقى النفس والذي ينشق من سماء الروح فيهبط ويتغلغل في جميع خلايا الانسان وفي جيوب ذرات دماغه واعصابه
وعلينا ان لا ننسى ابدا انه بفضل هذه الموسيقى وهذا التناغم الابداعي الجوهري تكون هذا الجسد وانبثق نظامه الذي به تجمعت اشتاته وتاللفت اجزاؤه وتوحدت في كل جزء منها وتداخلت انسان الخلق الاول المتجدد في كل حين وانما نبعث في كل هنيه وننشر احياء.

مصدر المرض هو اضطراب فكرنا او تناقض يحدث في باطن عقلنا او فساد يدخل من نوافذ الحس الينا او كما كان يقول الروح لعظيم المهاتما غاندي :
ما من مرض الا وسببه فكره او عاطفه تسيء الى هذه الموسيقى الكونيه والى هذا الانسجام اي بالتالي الى روح هذا الابداع

بافعل كثره التفكير بالمرض هو المرض بحد ذاته
وكثره الكلام امام المريض يجعله يدخل في دوامه التفكير ومنها الى الضعف
متابعه

اداب المراجعة

اذا كان لك مصلحة او قضية تريد ان ترى احدهم بشأنها فلا تكن ثقيلا سمجا واعرف كيف تدخل البيوت من ابوابها وليكن ظلك لطيفا على نفسك قبل ان يكون على غيرك ونعني بذلك ان القضيه او المصلحه يجب ان لا تأخذك برمتك وتستهويك وتلبسك فلا تعود تفكر بشيء سواها فتثقل عليك وتثقل انذاك انت على غيرك.

وادب اللطف والتهذيب ان نكون لطفاء رحماء مع انفسنا قبل ان نلطف مع الاخرين ونرحمهم ولا تكن لجوجا في الراجعه مستأثرا كأنك لا ترى بالديا سوا غرضك ونفسك فتظحي قضيتك وغرضك تجسيدا لانانيتك وهذا ما يزعج الاخرين.

ومن شروط المراجعه ان لا تتمسك بما تطالب به الا على قدر ما يستحقه هذا الطلب وفي كل حال ان حصل فان قدره وانعماؤه قد جرت اليك به وان لم يحصل فقدرك ونعماؤه قد منعته عنك واقبل دائما بما ياتيه زمانك وارضى به وسلم في حال العطاء والمنع على السواء والتكرم والانقباض والصعوبه واليسر واعلم ان كثيرا ما تكون العسره ناتجه عن خلق سيء في نفسك وعن عدم اخلاصك وتجردك وعن طلبتك للشهوه والشهره وقديما قيل في حكمه الهنود واليونان ومصر وفي كل حكمه:

من تجرد عن الطبيعة جرد الطبيعه في تطلبه وتتبعه ومن تواضع وقنع جلب له هذا التواضع وهذه القناعه ما يكفيه من امر دينه ويسر يده ونظافة سمعته ونور اخرته.

واذا راجعت احذا في امر فلتكن مراجعتك في اوقات المراجعه فلا تثقل ليله وصباحه واوقات غدائه وراحته بما ليس له فيه احتمام وليس لغيرك به مصلحه وان جئت للمراجعه فانتظر دورك مع الجالسيين المنتظرين وقل ما تقوله ببساطه دون الحاح ولا مضايقه ولا تكرار مضن كأنك تتحدث في اي شيء من شؤونك او شؤون الاخرين سواء بسواء وانما خلقت من جبله بشريه واحده لكي ترى مطالب الاخرين وحاجاتهم كما تحاول ان ترعى حاجتك ومطالبك فلا اثرة الا مصدرها الانانيه والانانيه هي الشر العظيم والحجاب الاكبر وهي ظلمة النفوس ومرض العقول والحواس والابدان.

واذا جلست بالقرب ممن تطلب منه قضاء حاجتك فتحدث كما تتحدث عادة في مجلسك دون ان تضع فمك على مقربه من وجهه فقد تزعجه كثيرا انفاسك التي قد لا تكون نقيه عطره كما تتوهم ذلك فلا تكن من المبتذليين واذا قضيت حاجتك او لم تقضي لسبب من الاسباب خارج عن ارادة المعني فلا تذهب في الشكوك والظنون مذهبا لا يضايق احد سوا نفسك وكن راضيا في الحالين.

ولا تراجع او تطالب بشيء يخرج عن الضمير او الخلق القويم وعما يفرضه القانون من النظام فانما الله تعالى قد جعل لاعمالنا ثوابا وعقابا وعبث يحاول احدنا ان يهرب او يتهرب من ملاحقة ثوابه وعقابه له فنتيجة العمل تلحق العمل والانسان الفاعل كظله لا تفارقه الا عندما ينفد هذا العمل وتتحقق نتيجته فنحن خاضعون لقاعدة السببيه(السبب يحدث المتسبب والعله تحدث للمعلول في حركة وتيار من الاتصال والانعكاس والتتميم لا يستطيع احد ان يفرط حلقاتها)

ثم عليك ان تقول لنفسك دائما وابدا:

ان هناك اشياء من الشؤون العموميه ومن الطلبات التي يعم نفعها جميع الناس في قريتك وفي منطقتك وفي بلادك وفي المجتمع الانساني بشكل عام هي افضل واحق ان تستدعي انتباهك وتجذب مطالبتك بها ومراجعتك بشأنها من امورك الخصوصيه وقضاياك الخاصه فاعتمر بالروح العام تتهذب نفسك وتحصل على خير شامل عم يكثر به فرحك لانك تكون قد خدمت الاخرين.

ادب الجلوس في الاماكن العامه

المكان العام ليس هو لك وحدك وليس هو موضوع انطلاق نشاط حواسك في اي حال او اتخاذك من الحريه الشخصية عذرا للتصرف بما يأباه الخلق السليم ويخرج عن مقام اللياقه والادب وينحرف عن معاني الحشمه ومظاهرها ويجعلك مصدر ازعاج وتشويش وبلبله للاخرين واياك في كل حال ان تكون موضع تجربه او مناسبه مثال عاطل بالنسبه للاخرين.

لا تتبع في كل حال هذه العادات السطحيه المشبوهة المنحرفه عن اللياقه والحشمه الطبيعيه وعن التقاليد المحترمه الجميله التي ورثتها عن مجتمعك العربي الاصيل بأدبه وتراثه فتنجرف كالقرده المتصنعين المقلدين للصور المتحركة فتقلد بدورك هذه العادات في التصرف والكلام وفي المشي والجلوس وفي الاكل والتدخين وفي الفرفشه التي اتتنا من البلاد الغربيه والامريكيه فكانت اسوأ ما صدرته هذه الشعوب الى العالم.

وليكن جلوسك متأدبا محتشما لا تنظر نظرة الحشريه الى من حولك كمن يتلصلص على اخبار الاخرين ولا تهز راسك ولا تحرك هامتك ذات اليمين وذات الشمال وتضحك عاليا وتحدث جارك بصوت عاليا او تنادي بعض اللذين نأوا عنك في مجلسهم او تأكل بعض الفستق او الحلوى ثم ترمي بنفاياها على الارض وانت لا تفعل ذلك في بيتك بينك وبين نفسك.

ثم ما هذا الغمز واللمز والتطلع الى ما لا يعنيك وانما عليك ان تغمض عينيك عن عورات الاخرين وان تسد اذ........... عن سماع القيل والقال وان تكون انيسا لطيفا بدون تصنع مع الاخرين لا ان تكون كمن احتل كرسيه احتلالا فيريد ان يظهر للاخرين انه هو هنا موجود ليكون موضع انتباه بل عليه ان يجعل نفسه شيئا منسيا حيث هو جالس وان يحاول جهده ان لا يكون عبئا على احد او ان يصدر من جانبه اي ازعاج وان لا يبعث بأي تململ حوله واذا كان مصطحبا زوجته او اولاده او ابنته فعليه ان يكون قدوه للاخرين بكلامه وتصرفه ولطف معشره وغض طرفه وحشمة انيسه.

وعليك ان لا تضطجع في الكرسي او تمد رجلك في وجه الاخرين على مثال هذه القاعده الامريكيه القبيحه او تضع قدمك فوق كرسي اخر كمن هو غير مكترث بوجود الاخرين انما علينا دائما وابدا ان نجلس مع الاخرين وفي انفسنا شعور مفعم بالاحترام والمراعاة والتقدير لشؤونهم وانسجام حريتنا مع حريتهم فللجالس معك حق عليك في ان تحترم ما هو عليه.

والبعض من المتأمركين او من الذين يعتبرون انفسم محررين من التقاليد وهم عبيد يضعون النظارات الذهبيه او العظيمه على انوفهم ويوجهون نظرهم الى العلاء او الى الامام في حركه من استعلاء الوجه وتقطيب الجبين ووفاحة النظر كمن ينظر امامه ولا شيئا الا نفسه ثم يضع رجل فوق رجل وتبدو عليه بعض الحركان العصبيه بسبب تصنعه بحركات وتصرفات ليست بطبيعته الحقيقيه ويلبس وجه هو اشبه ما يكون بتلك الوجوه الكرنفاليه التي تبرز لنا في اعياد البرابره في كل سنه كمن يبغي ان يخفي حقيقته وحقيقة تفكيره وعواطفه وهو لا يظهر من خلال ذلم الا اسوء ما هو عليه .

ما هذا التشخيص يا سيدي؟
الم يكم من الافضل والاسهل عليك والاسلم لك والاخف كلفه والاقل جهدا بان تظهر بوجهك الحقيقي لا بتلك الوجوه التي تتصنعها وتستوحيها من قرائتك لبعض الروايات ومشتهدتك للتلفزيون والسينما وتصورك لنفس بانك واحد لا يوجد بالدنيه سواه؟
وتفعل ذلك وفي ظنك انك تأثر في الاخرين وتجعلهم ينصاعون لرأيك وشخصيتك وانت بذلك مضلل عن حقيقة التأثير ففي التواضع والطبع العفوي الغير متصنع ما يكفيك مؤونة هذه الازمه والالتزام في جسدك ونفسك والتي تبدو بها كأنك مريض من مرض العصر

هاي اداب احترام النفس عشان نقدر نحترم الخير
كثير حلو هذا الموضوع وفيو من الواقع حركات بنتبهلاش الواحد
راح تابعه للخير

هذا كلو بتعلق بتربيه الفرد ولباقته
متابعه لك!!

موضوع غني بالمعرفه مليء بالافاده
متابعه ايضا

اداب النظر

لحاسة النظر اهميه خاصه في كنز المعلومات في الفكر والتأثير على المخيله وبالتالي في تهجييج اندفاعات حواس العمل ومبادرة الاراده ولذا كانت اداب النظر من اخطر الاداب شئنا او لم ينظر احدنا الى القرده الثلاث التي كان يتمثل بها المهاتما غاندي في نصحه وتصوير ادب النفس الكامل قرد وضع يديه على عينيه دلاله انه لا يبصى الشر او لا يريد ابصاره والقرد الثاني وضع يديه على اذنيه دلاله على انه لا يريد ان يسمع الشر والقرد الثالث وضع يديه على فمه علامه انه لا يريد ان يتحدث عن الشر او ينفوه به ومن لا تدخل صور الشر من عينيه المبصره واحاديث الشر من اذنيه السامعه فكيف يستطيع ان يتفوه باحاديث الشر؟

ويقسم الحكماء الهنود حواس الانسان الى 10:
خمسه بخمسه
اما حواس الخمس الاولى فيسمونها حواس الاخبار والاعلام وتشمل العين والاذن والذوق والشم وهي جميعا تخبرنا بصور حواسنا ما يكون عليه العالم الخارجي من التكوين او في الحقيقه ما تصوره لنا هذه الحواس عن العالم الخارجي.

اما حواس الخمس الاخرى فيسمونها حواس العمل او حواس الفعل وهي تشمل حاسة الكلام والتعبير المتمثله بالفم وحاسة القبض على الاشياء المتمثله بالايادي وحاية السير والجري المتمثله بالارجل وحاسة الابراز المتمثله بالدبر والقبل والحاسه المتخصصه بالنسل.

وحواس الاعلام لها تأثير غير مباشر على حواس الفعل لانها تزودها بالمعلومات والصوره الاراديه المحركه لمختلف النزاعات والنزوات وهي تشحن الفكر بها والفكر هو صلة الارتباط بين التفكر والتصور والعمل وللبصر احميه خاصه في تزويد الفكر بالصور والتخيلات الدافعه والحابسه والمنظمه.

ومن ادب النظر ان لا تئول شر ما تراه فانظر الى الاشياء ببساطه ووداعه وعفويه بريئه ولا ترى في كل شيء الا احسنه وافضله فلجميه الافعال وجهان او عدت اوجه فتعود ان لا ترى فيها الا افضل هذه الوجوه وانقاها واسلمها فان فعلت ذلك تعود صاحبك ان لا يرى الا ما تراه انت بعينك وان يعاملك بالمثل وان يرتفع هو بالمستوى الذي اعتاده وارتضاه لنفسه.

ومن القواعد الرئيسيه ان الفعل يقابله دائما رد فعل وارتداد من نوعه ودرجته تماما كما هي القاعده في الفيزياء وعلوم الطبيعه فبالعين التي تنظر الى الاخرين ينظرون بها اليك والمثل الدارج يقول (كما تراني اراك ) فتوارد الافكار وتقبلها وتشابهها وراء الصور امر طبيعي وحقيقي ووارد.

ثم عليك بمحاسية نفسك وبان ترى الاشياء كما هي وبأن ترى نفسك كما انت فلا تدعي الكمال حيث لا يوجد الكمال لا فيك ولا في الاخرين وجل من لا عيب فيه وعلى من ليس فيه كثلبة او نقيصه.

فلنتذكر جميعنا قول الانجيل الكريم:
انت ترى القذى في عين قريبك ولا ترى الجسر في عينك
وطبع الانسان العادي الاناني يجرفه نحو المحابات ويدفعه الى تفضيل نفسه على الاخرين وتشويه وتحريف نظرته لنفسه .

ونقاوة النظر شأن اساسي وعامل جوهري في تكوين روح الانسان وذهنه الفاضله الم يقل الناصري:

اذا كانت عينك نقيه طاهره في جسدك فجسدك اي كيانك باسره يكون انذاك في النور اي يكون نقي صافي شفافا تبصر من خلاله حقيقة الاشياء ؟

وفي النظر حشمه يجب ان ترعاها وعنايا يجب ان لا تخالفها فلا تنظر الى النساء الا بالعين التي تنظر بها الى شقيقتك او امك على حد تعبير الوالي الهندي الشهير راما كريشنا الذي ترعرع وعاش وترك جسده اصفى وانقى من عطر رائحة الزنبق والياسمين والناس اشقاء واقرباء بعضهم في السلاله البشريه والروح الانسانيه .

ثم عليك ان ترى الاشياء كما هي عليه في حقيقتها لا كما تصورها لك نزاعات فكرك .

وحشمة النظر تقضي بان لا تنظر باستعلاء الى الاخرين ولا تهكم ولا ازدراء ولا افتراء فلا يلاحقهم بصرك في خصوصياتهم وفي امكنت راحتهم وفي اجواء انصرافهم الى التمتع باجواء الطبيعه وبصلات العواطف التي تربط اعضاء العائله الواحده فالحشريه والتحشر وحشر النفس فيما لا يع........... من اسوء العادات وابعدها عن الفطرة والخلق القويم فلا تكن من المتطفلين والطفيليين في اي حال.

ومن ناقض البصر الحياء والاستتار وافضلها ان تستر على الاخرين ما لا تحب ان يظهر من نفسك والحياء تاج الفضيله وعنوان الوداعه وسليقة الفطر السليمه فلا تتخلق بخلق الفرنجه المتحللين في هذا الباب من كل قيد تلك العادات الكتأمركه كما يسمونها والتي هي من النقائص الكبيره .

ويجب ان ترى الناس بالعين ذاتها فلا تميز فيها بينهم فقيرهم وغنيهم صغيرهم وكبيرهم المواطن العادي والمتنفذ لانهم في الحقيقه البشريه سواء فلا فضل لاحد منهم على الاخر ولا ميزه لاحد لما يظهر منه من ازياء وليتعرى بصرك كم عادات التقاليد السمجه والمدنيه الغير انسانيه والتي تعكس لك الاشخاص والاشياء على غير حقيقتها وعلاقتها الانسانيه فليكم بصرك متحررا من جميع قيود الاشكار والعادات المفروضه عليك بالرغم من انك تتصرف من خلال هذه العادات والتقاليد لكنك تتجاوزها باعتباركك للامور وتتحرر منها في باطنك.

وهكذا تكتسب مع الوقت احد وجوه الحريه الحقيقيه للانسان التي هي حربة النظر وترفعه عنما يضيق وعما يقيد وعما هو مخالف لروابط الطبيعه وسنن الاخوه والتضامن والمساواة والوحده الجوهريه بين ابناء البشر

اداب السماع

للسماع ادب لولاه لما ابتدعت الموسيقى فالاصوات تأتيك وانت معظم الاحيان عنها غافل وتنسجم وتتعطل او تصخب وتتناقض فلا تميز صحيحها من غير سليمها.

وفي السماع الة لتهذيب النفس وتطوير العقل وتصويب الفعل فهو باب من ابواب تعرفك الى الاخرين وعلمك بالدنيا وبمن فيها وبالقوانين والشرائع التي تبطنها وتظهرها وتخفيها وقديما قيل ان الحكيم فيثاغورس تعلم الموسيقى وقواعدها من سماعه لصوت الافلاك وهي تدور على محورها تلك الموسيقى السماويه التي تستلهمها الروح في اعالي الجبال وفي الفيافي وفي عزلة النفس مع ذاتها فيأذن الوعي بأن نسمع ما لا يسمع عادة.

ومن اداب السماع ان تتعود ان تميز بين الضجيج والصخب وهذه الاصوات المتناقضه المتشاكسة التي خلقتها المدنيه الحديثة والالة المستوليه على عيش الانسان اكثر فاكثر وبين ما ابتدعته وتبدعه الطبيعه في كل حين من اصوات وتعابير سمعيه تظهر وتعبر عن حقائق جواهر الاشياء والكائنات في تألفها وتعايشها وانسجامها ولكل ضده ونقيضه وقد خلقنا من كل شيء زوجا بهيجا وهو ما يقابله ويتم كينونته ويضبط نموه وتطوره وليس بنقيض حقيقي فهو ضابط له في شرعه تكاثره وابداعه.

وانسان اليوم انسان العالم الحديث الذي اخذ يتدخل في شرعة التكوين بواسطة بعض الادويه الزراعيه والادويه البشريه القاتله للافات واضدادها وضوابطها في ان واحد لا يعلم اي خلل يدخله واي انحراف يفتعله واي اجرام يأتي به ويقضي على هذا التوازن والأنسجام في حياة الكائنات وفي وجود الاكوان.

ومن اداب السماع ان تبتعد عن كل ما يؤذيك من صخب المدينه وضجيج الحضاره وصرير الالات وانفعالات هذه الموسيقى الحديثه التي تقلق النفس وتسبل على عواطفها الاضطراب والتشويش وان تتجنب سواها من الاصوات التي لا تتألف ولا تتناغم والتي تخرج عن وتيره الطبيعه وطبيعة خلق الانسان ولتكن راحتك في ما تسمعه من اصوات وفي ما تنسجم فيه هذه الاصوات فالسمع باب من ابواب الفكر والقلب فلا تدخل الشيطان وزبانيه الى نفسك والشيطان في هذا المعنى هو رمز اضطراب الاشياء وقلقها وصخبها وتناقضها وتشاكسها وهو في ذلك رمز العدم والهلاك وصورة اندثار العوالم في نهايتها اما البقاء فلا يبتدع ويبقى الا بالانسجام وبهذه الموسيقى الداخليه للتكوين التي تظهره وتنميه وتواكب امتداده واستمراره في كل حين ولذا عبر الاقدمون عن فعل التكوين بالموسيقى الازليه واوضحوا ان موسيقى الوجود او نغم الوجود هو وراء كل موجود فبكلمة (اوم )الشهيره ابتدعت الكينونه وظهرت من حيز الامكان الى مدار التكوين ومن النقطة الاصليه الى انسياق الخطوط الشامله لعدد من النقط والى الحروف التي تتكون هي ايضا من النقط المتتابعه في الاشكال التي تظهرها.

تسلسل شامل ومتكامل,
برأيي هو الأفضل من بعد تعاليم الدين..

رائع جدا انتظر التممه

أدب الشعور

ادب الشعور هو نظامه واسسه ان لا تنخدع باللذه الخارجيه فتعتقد انها قائمة في الاشياء اي في اغراض الحواس فتنجذب جاهلا اليها على شاكلة هذه الدابه الصغيره من الحشرات التي نضع فوق انفها بقليل نقطه صغيرة من الزبده التي تهواها فتظن ان رائحة الزبده منبعثه من مكان قصي امامها فتقصده....

فأن تمتعت بشيء من الاشياء فأذكر دائما وتنبه ان السعادة،الفرح،اللذة التي تشعر بها عي منبعثه من ذاتك قائمة في محور نفسك متجلية فيك ولم تكن الاغراض الخارجيه سوا مناسبات وفرص لهذه السعادة بأن تظهر وان فعلت ذلك وتنبهت الى حقيقة مورد السعاده جانبتك الردة على كل فرح وكل لذة وكل سعادة ظاهرة الا وهي نقيضها وضدها الالم والمراره والشعور بالانخداع.

وانذاك عوض ان تجذبك السعادة الظاهره او الفرح المحدود او اللذة الى المحدودية التي تبدو عليها في اطار الزمان والمكان والنسبة فانك تتعدى هذه المحدوديه وهذا الضيق الى هذا الانجذاب الى اللا محدودية السعادة والى هذا السلام العميق الذي منه تتساقط وتجري ينابيع الفرح واللذة في ذاتك...

وانذاك يكون لكل بلوغ نظام تلقائي فيك وحد تتعمده فلا تتجاوزه اذ تكون الطبيعه فيك عي التي اخابر الطبيعة ذاتها في جسدك وحولك وتتمتع بها اي تختبر ذاتها فتحرر من الاسراف ومن التجاوزومن عبودية الشهوه اية كانت وتتمتع بافضل واقوى موارد التمتع:
الشعور بالسيداة الذاتية على جميع الافكار والاشتهاءات فلا يختل ميزان فكرك ولا يضطرب اتزان مزاج جسدك وكل اسراف وكا انجذاب قاهر يؤدي الى هذا الاختلال و الاضطراب ويكون في ذلك الغصة والالم والارتباك والشعور بالنقص.

واعلم ان شرعة نعيمك او شقائك والتي تتمثل بهذه القواعد البسيطه وبسنن الاخلاق لا تنفصل عن شرعة التكوين ومسيرتها نحو مستقرها فالقانون هو ذاته وشرعة الاخلاق هي ضمنه وفرع من فروعه وكذلك جميع قوانين النفس والجسد.

فلا ندهش او نستغرب حدوث الكوارث الطبيعيه او اندلاع الحروب الساحقة او انتشار الأوبئه والامراض الماحقة عندما تمعن بعض الشعوب او كلها بالانحطاط المعنوي الخلقي والمادي اذ تكون هذه الشعوب قد جرت على نفسها العقاب المتوافق الناجم عن مخالفتها لشرعة الطبيعة..فكما ان المادة تؤثر في الروح فكذلك تؤثر النفس في المادة لان كليما ضدان يتواجدان بالمقابلة وبالتكامل كما يتواجد اللطيف بمواجهة الكثيف وفق القاعدة الجدليه المعروفه وكلاهما اي المادة والروح من اصل واحد يتعداهما في وحدة الوجود وبالنهايه يجب ان لا ننسى ان سرعة السببية تتحكم بكل شيء بالعالم الظاهر والباطن فلا يخرج شيء عن الرضوخ لها وهكذا فأن كل ما يحصل لنا من اختبارات ومحن زماننا على الصعيد الفردي كما هو ذلك على الصعيد الجماعي هو ناتج في علاقة العلة بالمعلول عن تصرفاتنا ونشاطاتنا السابقة فلا يلومن احد او جمتعة الا نفسه ذاتها.

واعلم ايضا انك عندما تفرح بشيء او لشيء فأنك اذا تنبهت تماما ترى ان في حال الفرح في ساعة نشوة السعادة يكون الفكر فيك متوقفا تماما عن النشاط عن العمل اذنا لنعيم ذاتك ان يظهر وتلحظ ايضا انذاك ان (ال انا) الانانية الظاهرة التي تدعي فيما بعد انها تمتعت وفرحت لم تكن موجودة قائمة وقت وقوع التمتع وحصول الفرح وهو امر لا شك فيه.

اذا سعادة الانسان لا تنبجس فيه ولا تتم الا عندما يتوقف فكره ،عندما يزول فكره ولو لفتره قصيره ويحتجب وهنا يبرز خطء الذين يتصورون ان افكارهم وانجذابات حواسهم ستقودهم الى السعادة والعكس تماما هو الصحيح فلا تتم للسعادة ديمومة الا اذا هدأ الفكر واطمأن تماما فيختبر الانسان انذاك وجود سعادته الحقيقيه في وجود الاشياء والوجود هو وجود هو في النهاية احدي لا يتوزع.

ويظهر لنا في الاسترسال كيف ان الحضارة المادية والفكرية الفائمة قد تسببت بالامراض النفسيه والعقلية والعصبيه على نطاق من الشمول لم يعرفه التاريخ سابقا..لانها توجه الانسان المواطن الى غير حقيقته وتعده بجتة الاغراض والشهوات والاشتهاءات وتشتته وتوزعه في اغراض حواسه وفكره وتجعل الافكار والمشاعر وتزدحم في ذهنه كزحمة السيارات في الشوارع وتوحي اليه خطأ ان سعادته هي في التنوع والتوزع الى ما لا نهاية وبدون حدود في خارج ذاته والسعادة لا يمكن ان تحل بالانسان الا في هدأة الفكر واطمئنان الجنان والهدول عن هذه الانجذابات التي تخرج بالنفس وبالعاقله عن توازنها وتناغمها الطبيعي العفوي والسعادة هي ثمرة شهيه أخرى لهذا التناغم ،لهذا الانسجام ،لهذه الموسيقى الشاملة بلحمتها وسداها جميع الظواهر في الكون وفي الانسان.

ولا بد في هذه اللمحه العاجلة ان نشدد على اثر بعض الملاهي والمشاهدات العنيفة المشحونة بالعواطف التي تستشيرها والتي تعمر بها اكثر فأكثر حياتنا العصرية مما يؤدي الا الاخلال بتوازن الانسان الداخلي وتوريطه بالانفعالات الحاده والخروج به عن هذا التوازن والاتزان الشعوري والعقلي الذي هو في اساس سلامة الصحة العقلية والنفسية الجسدية.

أدب الفكر

ادب الفكر هو بان لا تفكر بما يؤذيك او يؤذي الاخرين وان لا تشعر بشيء من ذلك فالخير والشر مفهومان لا يمكن انكار وجودهما في مسلك الحياة الفرديه والجماعية فهما ناجمان عن تناقض جدلي اساسي فالاباحيه في هذا المنحنى ( اي اعتبار الخير كالشر تماما) هو تصور غير علمي وغير موضوعي والفكر كالشعور هو منتدى واسع لاقنية توجهات نفسيه ونسميها العادات او بذور الافكار والعواطف vasana كما تدعوها العلوم النفسية الهندية وفي الحقيقه الفكر ليس شيئا سوا مجموعه من هذه الاقنية الذهنية ومن هذه البذور العقليه والشعوريه .

فلنعرف اذا كيف نعبئ ذهننا وبأية افكار او عواطف نشحنه نملأه لكي لا يعود فيفرض علينا نتائج السببية التي نكون قد وضعناها وغرسناها فيه

فأذا تعودنا ان تكون افكارنا خيرة جرت في ذهننا أقنية للخير فنشعر بالخير ونفكر بالخير ونفكر بالخير وهذا معنى القول الانجيلي :
اذا كانت عينكم (اي بصيرتكم) طاهرة فجسدكم (اي كيانكم) كله يكون في النور(اي طاهرا خيرا)
واذا ما تعمقت أقنية وعادات وبذور الخير في نفوسنا اصبح يستحيل علينا بعد حين ان نفعل الشر...

اما اذا تعودنا ان تكون افكارنا غير سليمة فانها ستجرنا الى الشر حكما فنشعر بالشر ونفكر بالشر ونفعل بالشر...

والافكار تؤثر بالعواطف والمشاعر تؤثر بدورها في الافكار فكل منها يجعل صاحبه على شاكلته لأن القلب والعقل لا ينفصلان لانهما وجهان لوحدة تتعداهما يتكاملان ويتعاكسان من ضمن هذا التكامل والتناغم والوحدة تماما كما يحدث لعناصر التضاد الجدلي في حقول اخرى....

ولذا كانت الاهميه البالغة للتربيه وللمعاشره والدراسه والمطالعة لمشاهدة الغير للملاهي....الخ في تكوين خير او شر الانسان

(كما تفكرون كذلك تصبحون او تصيرون) كما كان يقول الحكيم اشتفاكرا في السامهيتا as you think you become

اما هذه الشعارات التي يطلقها بعض اخواننا المعاصرين (التحرر،التحرر) على الصعيد الفردي والجماعي فهي معظم الاحيان مفاهيم وتصورات مضللة عن التحرر الحقيقي للانسان الذي لا يكون في فوضى التوجه وفي المسيرة على غير هدى وعي هدم القديم الشائع (أية كانت قيمته الانسانيه) كما ان مفهوم التقدم ذاته وشعارات التقدم لا تعني معظم الاحيان شيئا لان التقدم الحقيقي هو تقدم معنوي هو تقدم الانسان اما المادة بحد ذاتها فلا ينطبق عليها هذا المفهوم للتقدم

ان المهم سعادة الانسان ورقية في النهاية وسيطرته على نفسه وتوجهه الى خير ما فيه وما في الاخرين لأن المادة بحد ذاتها لا يمكن ان تكون سعيدة او تشعر بشيء.

ولا يمكن ان نبحث عن رقي المادة في المعنى الذي نقصده ونعنيه برقي الانسان وترقيته...

الاخت والصديقة امال..
ما قدمته لنا في هذا التسلسل هو عبارة عن كنز ثمين..
أرجو ان تستمري بهذه الخطى وهذا العطاء فلكِ من وراءها العديد من الحسنات بإذن الله..
مشكوره من القلب..

هلا بنت الجرمق
الله يعزك ان شاء الله
وانا بشكر بدورك تفاعلك وتفاعل كل المشاركيم كعي بالرد عالموضوع
شكرا لمروركو الجميع